Jump to ratings and reviews
Rate this book

هايكو مختارات عالمية معاصرة

Rate this book
انصبّت جهود من ترجموا الهايكو إلى العربية على الهايكو الياباني الكلاسيكي منقولاً في الغالب عن الإنجليزية أو الفرنسية اللتين - ومثلهما الكثير من اللغات في العالم - رسّختا تقاليد لكتابة الهايكو منذ أواسط القرن الماضي وما قبل ذلك. ما عاد الهايكو يابانياً فقط بل هو الآن هايكو عالمي بإمتياز يكتبه الآلاف من الشعراء في كل بقاع المعمورة، من هنا جاءت فكرة نقل هذه المختارات إلى العربية وقد ضمّت العديد من شعراء الهايكو المعاصرين من الذين ظهروا في أواسط القرن الماضي وحتى الجيل الجديد. تضم بعضاً من أفضل الأسماء إلى جانب أسماء شابة تكتب الهايكو دون الأخذ في الحسبان أية قناعات تخص البيئة أو الدين أو حتى ما يخص الهايكو من إعتبارات شعرية صرفة وذلك بحكم طبيعة الهايكو التي توهم بالسهولة على الرغم من كونها سهولة ممتنعة إذا سمعها غير المجرب ظن أنه قادر على الإتيان بأحسن منها.

146 pages, Unknown Binding

First published January 1, 2011

9 people are currently reading
147 people want to read

About the author

جمال مصطفى

1 book1 follower

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
6 (9%)
4 stars
15 (24%)
3 stars
27 (44%)
2 stars
9 (14%)
1 star
4 (6%)
Displaying 1 - 11 of 11 reviews
Profile Image for Nora Yahya.
86 reviews83 followers
February 10, 2013
تعرفت على شعر الهايكو في كتاب "دراسات في الشعر" لعبد الوهاب المسيري
كنت في مكتبة الكلية اليوم وشد انتباهي الاسم "اللي مب غريب علي"

اقتباسات:
"الغرفة مظلمة
عنكبوت في النافذة
تغزل على ضوء القمر"
— جيمس هاكيت
*
"شروق
إوزة من النهر تنادي على
إوزات في السماء"
— مارتن لوكاس
*
"بحيرة ساكنة
غزالٌ أحمرُ
يشرب السماء"
— كلارا مكدونال
*
"بيننا
بخار أكواب الشاي
برد الخريف"
— انجيلي ديوهر
Profile Image for حسن.
196 reviews104 followers
June 19, 2017
مراجعة شموليّة تتجاوز هذه الأنطولوجيا بعد قراءتي لعدة أعمال هايكو، هذه أبرزها:

١-أنطولوجيا من قصائد هايكو عالمية اختارها و ترجمها للعربية (جمال مصطفى).
٢- "كتاب الهايكو" لكاتب رواية "على الطريق"، الأميركي الشهير من رعيل اتجاه "البيت" الذي برز في الخمسينات، (جاك كيرواك)، و هو بترجمة (لينا شدود).
٣- كتاب هايكو من القرن الثامن للصيني الشهير (لي باي)، و هو بمكانة جلال الدين الرومي في ثقافتنا.
٤- "صوت الماء. مختارات لأبرز شعراء الهايكو الياباني"، ترجمة (حسن الصلهبي).
٥- قصائد هايكو كتبها الشاعر السويدي العظيم (توماس ترانسترومر) نشرت في "أعماله الكاملة"، و قصائد هايكو للشاعر الأميركي (جينزبرغ)، و مقتطفات أخرى لشاعر ياباني مشهور يدعى (سانتوكا تانيدا)..
٦- "مختارات من شعر الهايكو الياباني" ترجمها (عبد القادر الجموسي).




الرصانة المطلوبة في تلقّي النصوص الشعرية و استكناه معانيها و دلالاتها و ايحاءاتها الكامنة فيه، و عند تقييم هذه النصوص و تأويلها بخزان معرفي يلائمها، بخاصة معرفة الخصائص الجمالية و القواعد التي يبنى عليها شعر الهايكو التي للحقيقة تفاجأت بكثرتها و ظني أنها تغيب عن معظم قرائه العرب، لا تنفي حقي في التهكم في مشاركتي لانطباعي الشخصي السلبي لكوني أجده شعرا مملاً.
لماذا استمريت في قراءته إذاً؟
لتغذية ميولي المازوخية.

عندما سأصير ديكتاتوراً، سأبني جيشاً ارتكز عليه لاحتلال بلد فيه يد عاملة وافرة و سأجبر السجناء على أعمال السخرة لبناء أسطول ضخم من السفن الحربية لكنني كناصت لأخطاء التاريخ بخلاف الامبراطور المغولي "كبلاي خان" سأتجنّب موسم إعصارات التايفون التي حطمت في يوم واحد أسطوله فخسر معركة "بوناءي" في القرن الثالث عشر ميلادي حتى قبل بدئها عند اجتياحه اليابان و أقيم فيها نظام طوارىء عسكري و أصدر أحكام عرفيّة تمنع شعرائها من كتابة الهايكو تحت طائلة النفي و التنكيل.

بعد تجربة أولى فاشلة في الحصول على أدنى متعة عند قراءة قصائد هايكو مترجمة للعربية، و لأني كنت لأهب ممتلكاتي من المنقول و غير المنقول لمن يدلّني على القيمة الأدبية و المتعة الكامنة في قراءة الهايكو هبّ الصديق "سيمون" طوعاً لإقناعي بإعادة النظر في تقييمي و حكمي الشخصي على فن الهايكو. و للحق لم يكتف بالقول " أعد المحاولة لاحقاً" على طريقة رسائل المحمول الصوتية الجافة، بل مارس جاهداً تكتيك البهرجة و الترغيب عبر صور لرسومات يابانية رائعة في طبعة فاخرة لكتاب ثمين يمتلكه. استعلمت عن تسمية هذا النوع من الرسم و هو يدعى فن ال (هاي-جا).
[في هذا الرابط بضعة نماذج رائعة
http://www.nga.gov/feature/jakuchu/ha...]
و ذيّلها سيمون بتقديم سريع لخصائص الهايكو الذي لا يفصح عن جماليته عند قراءة يتيمة، و هو كان محقاً في هذه النقطة.

قصيدة الهايكو القصيرة مشابهة لشذرة. هو فن بعيد نسبياً عن مفهومنا التقليدي للشعر البليغ، كما و ليس لشكل و بنية قصيدة الهايكو من معادل بين أنماط الشعر العربي.
تقول 'سارة سليماني' حول اختلاف جماليات شعر الهايكو عن الشعر التقليدي:
"الذین اعتادوا على المنبع العربي التقلیدي أو المنبع الغربي
التقلیدي الذي طبع بطوابعھ الشعر العربي الحدیث ، سیجدون في ھذه القصائد ما لا یفھمون . فھي تتجنب الأساسیات العزیزة للجمال الشعري المألوف : التشبیھ والمجاز وتجرید الملموس وتجسید المجرد ، وتتمسك بتسمیة الموضوع (موضوع الخبرة) مباشرة . وھي تتجنب التشخیص أو أنسنة الأشیاء . فالإنسان لیس مركزا بل ھو خیط في شبكة كلیة ، وكذلك بقیة الموجودات من تراب ونبات وحیوان ونجوم.."

رغم محاولاتي المتكررة لم تألف ذائقتي لغة هذه القصائد، وجدت بعضها فارغ، و بعضها لا يعدو فوتوغرافيا تصويرية مملة كتلك المستعرضة في رزنامات المصارف التجارية، أو حتى تراصّ لكلمات لا حيثية و لا حول لها على بناء استعارة عليها القيمة.
انطباعي يسري على كل قصائد الهايكو عموماً لا هذه المختارات بالذات، و لم تقنعني قراءات سريعة لمقالات نقدية شارحة لقواعده البنائية و لجماليته.
أستعرض بعضها هنا.


الهايكو هو شكل شعري يعتمد على التكثيف والإيجاز فتكثر فيه الاشارة و الايحاءات، لا التأليف الذهني الغالب في الاشكال الشعرية الأخرى..
في حين يتجه الهايكو "الحديث" الى التقاط لحظات ظرفية معينة في الحياة، لا زالت تتركز موضوعات قصائد الهايكو في التراث الشعري الياباني على التصريح و التساؤل في نقل تجربة الشاعر في كنف الطبيعة حيث تطغى صورها و فصولها صراحة أو ضمناً.
قصيدة الهايكو الياباني تحمل تساؤلات الشاعر حول مكانته في إطار الطبيعة، تخاطبها ذاته كحاضنتها. فالطبيعة كما يوضح الشاعر شوقي بزيع، "لا تتقصّد لذاتها بل ثمة دائماً ما يصلها بعالم البشر ونوازعهم وهواجسهم المختلفة"، بمعنى أن أنا الشاعر تستتر حين تتماهى الذات و الطبيعة بل و تعيش في داخلها كجزء منها.
ارتباط الهايكو الياباني بالطبيعة ليس عرضي، فجذوره منغرسة في التقاليد و الطقوس و المعتقدات و الممارسات الدينية التي تؤالف في الوجود بين الانسان و الطبيعة.
أبرزها {الشنتوئيّة}، و هي طقوس دينية يابانية تدعو الانسان الى التوحد و الانصهار بالطبيعة و الامتزاج بعناصرها.
تليها {الطَّاويّـة} المأخوذة عن المعتقدات الصينية القديمة "و تعني ( الطريق )، أي طريق الطبيعة والاتزان بين عناصر الكون المتصارعة".
أخيراً، لقصائد الهايكو خلفية فلسفية تقليدية و هي تتأثر بمنهج التأمل ال"زين" البوذي المنصت للكون و الطبيعة.
{الزّن} التأمليّة "تتمثل في تجربة الاستنارة التي أوصلها ( بوذا )، فهي تهدف إلى إيقاظ ( بوذا ) المتواجد في النفس البشرية، الأمر الذي يؤدي إلى تحقيق الذات من خلال الحياة والعمل اليومي عن طريق ضبط النفس والولوج إلى جوهر الأشياء بالحدْس وليس بالعقل ، حيث تُفضي هناك إلى الكون الكامن في الأشياء"- [الزنّ في الشعر الياباني ؛ د. شاكر مطلق].


لهذا الشكل من الشعر الموجز قواعد أساسية، تذكر بالأوزان في الشعر العربي التقليدي، اذ تكتب قصيدة الهايكو وفق مقاطع صوتية محدّدة العدد وهي: ٥ مقاطع في السّطر الأول، و٧ مقاطع في الثاني، و ٥ مقاطع في الثالث.
اذاً هي ليست مبنية على تتابع اعتباطي للكلمات.. السبب؟ أنقل شرح مقتضب أعجبني كثيراً لهذه القاعدة ورد في مجلة (الباحثون السوريون): تحددت المقاطع على هذا النحو "لتطابق بين المدة الزّمنية التي يستغرقها النّفس عند اطلاق آهة التعّجب، والمدة التي تستغرقها قراءة سبعة عشر مقطعاً صوتياً، أي أن قراءة الهايكو الواحد تكون بِنَفَسْ واحد وهذا مايعادل الزمن الذي نستغرقه بقولة "آه ياسلام ما هذا الجمال".
http://www.syr-res.com/article/3667.html

انتابني فضول لمعرفة ما فائدة عنونة قصيدة محددة بثلاثة أسطر.
يتبين بحسب المختصون بأن لعنوان الهايكو وظيفة أساسية؛ إذ تتكأ عليه أسطرها الثلاثة ليكمّل معناها و يعينها في بلوغ المقصود، و هو يؤكد استقلاليتها عن القصائد المحاذية فلا تمتزج و تختلط في ذهن القارىء، حيث أنها لإيجازها الشديد ملتبسة التشكيل فتعطي القارىء انطباعاً بأنها مقاطع مترابطة مؤلفة لكليّة شعرية واحدة.

تتميز كتابة الهايكو بميل الشاعر الى الاختزال والتقطير وابتعاده عن البلاغة البيانية من تشبيه و استعارة و خلوه من الحشو والزوائد.
وقعت على هذا المقال حيث تعريف كاتبه لشعر الهايكو مثير للاهتمام، مع تحفظي الشديد على ما يورده حول ما يعتبره فضيلة الاقتضاب لأنني عاشق للتفصيل و لعلّي يوماً سأسس لما سأسمّيه مذهب الاستطراد و الإفاضة:
"وقد وجد هذا النوع من الشعر هوى بالغاً في نفوس الشعراء والقراء على حد سواء بسبب ميله الشديد الى الاختزال والتقطير وابتعاده من الحشو والزوائد. اضافة الى ان هذا الشعر يجانب الملحمي والإنشادي ويحرص على ألا يقارب الأشياء والموضوعات والأحاسيس دفعة واحدة، بل يكتفي بنقل المشهد الجزئي او اللحظة الآنية وتحويلها بذكاء لمّاح الى برقية شعرية خاطفة. كأنه بهذا المعنى، المعادل الشعري لفن التوقيعات العربي حيث الكلام النثري خاطف وملموم وبالغ الدلالة."
http://daharchives.alhayat.com/issue_...

للهايكو بنية محددة تختلف عن بقية الأشكال الشعرية.
تفرّد الهايكو يقوم على قدرة الشاعر على انتزاع اللحظة الشعرية و اختزانها في عدد محدود جداً من الكلمات المنتقاة في حدود الموضوع الذي تحاكيه القصيدة، تكتنز طاقة قادرة على بثّ الدلالة و الايحاء.
هذا الايجاز اللّغوي هدفه تجسيد الأفكار و العواطف في القصيدة دون الركون الى التجريد و المجاز و التشبيه و الافكار المباشرة و غيرها من ادوات الشعر الكلاسيكي. هذا الايجاز يترك للوظيفة الشعرية حيزاً ضيقاً كي تكشف عن جمالياتها، فيحثّ الشاعر في الاختيار و التأليف على انتقاء مفردات بحرص كي لا تفتقر للحس الفني، تكون بديهياً وثيقة الاتصال بسياق موضوعه، فتكون ناقلة لسمات و جوهر الفكرة المعتملة في النفس و تتيح الكشف عن ذات منهمكة في انطباعات حسية يبعثها تفاعلها مع عناصر الطبيعة..
"یمكن القول ان الأسلوب ھو تشذیب الأداة إلى أدنى حد ممكن بحیث لایقف إلا الأقل من الكلمات والشروح بین القارئ والتجربة"، فاللجوء الى الأدوات الشعرية هي بمثابة "احتيال" كما تقول سارة سليماني.
في هذا الإطار، يشير المقال في صحيفة الحياة المذكور أعلاه الى نقطة هامة جداً: كي لا يقع الهايكو ضحية السهولة و الانشائية، و لكونه يفتقد لأدوات بلاغية تستعين بها الاشكال الشعرية الأخرى، فان "قصيدة الهايكو على قصرها القياسي ليست قصيدة سهلة في أي حال باعتبار ��ن المعنى او الصورة يقفان اعزلين من كل ظهير شكلي وإيقاعي وجمالي ولا يجدان ما يسندهما سوى البديهة العالية والذكاء اللماح والتصويب الدقيق الى جوهر الهدف".

بالإضافة الى ذلك، يعتمد الهايكو شكلياً الكتابة المألوفة، ليقترن بالواقعية فلا ينجرّ الى الغرائبية. في هذا الاطار يتحتّم على الشاعر الابتعاد عن الزخرفات، لينقل بأمانة الأشياء الموصوفة أو يحدد شعور إدراكي و عاطفة تجترحه، دون التباسات و غموض. على أن عدم اتكاءه على التنميق التأليفي لا يعني ذلك بأن المشهد أو الحالة التي يصرّح بها لا تنطوي على معنى عميق و صادق.. او قد يلتفت الشاعر عبر الهايكو الى تفصيل صغير يجذبه أو يصرفه عن الاعتيادي، "فشاعر الهايكو يجعل من المهمش و المهمل و الاعتيادي شيئاً جميلاًً ، وذا قيمة معنوية لا يلاحظها الناس عادة في زحمة انشغالهم بالواقع أو من فرط تشبعهم بما هو رتيب" [د. بشرى البستاني، "الهايكو العربي بين البنية و الرؤى"]..

لا تقوم قصيدة الهايكو باستدعاءات عقلية بقدر ما تتغذى من الادراكات الحسية.
تنقل قصيدة الهايكو مشهد جزئي بسيط يختصر مشهداً أوسع و يضمر معنى أعمق و لماح، لا طاقة لها لاستيعاب سرد لحدث ما او الاستغراق في الوصف، واهبةً بذلك للقارىء هامشاً لتشغيل المخيّلة.
توظّف القصيدة الحواس الخمس في إطار مشهد ما لخلق صور بسيطة جمالية و تلتقط ومضات من الذاكرة تمتزج باللحظة الراهنة.
خاصية الهايكو الأساسية اذاً هي ثراءها الحسي، فأغلب قصائد الهايكو يكرّسها الشاعر كانسحاب وقتي من فوضى و ضوضاء محيطه، ليسهو في تفصيل أو مشهد لوني و سمعي أو حركة تستوقفه، يسترجع به تجربة أصيلة أو حتى عابرة استوقفته.
أكثر ما يلحظه قارىء قصيدة الهايكو هو طغيان اللغة البصریة كمنبع رئيسي لها. اللقطات البصرية التي تختاطها الهايكو بحذاقة تمنح قدرة على الكشف، لتكون ناقلة لانغماس الانسان في محيطه الأصل أي الطبيعة، يتواشج و عناصرها فيضحى جزء منها، أو بالعكس، لاغترابه عنها بفعل ضوضاء و تشويش حضارة مادية مرهقة و مربكة يصعب الائتلاف معها، تلتبس فيها التجربة الوجودية لتذوب خصوصيتها الفردية في العام..


هذه الأنطولوجيا هي لقصائد هايكو اختارها المترجم (جمال مصطفى) لشعراء غير يابانيين.
منذ منتصف القرن الماضي، اجترحت قصائد الهايكو لنفسها فضاءات واسعة جديدة خارج بلد المنشأ.
لكن ترافق تغريب الهايكو الياباني مع الابتعاد عن الحساسية الشعرية اليابانية و انتزاع روحيته الأولى منه كوسيلة تعبير عن تأملات الذات في الطبيعة الممتلئة بالرموز.
لكن هل نعدّ الهايكو الأجنبي دخيل و هجين؟

في مقال له في صحيفة الحياة ينتقد (جمال مصطفى) ما يمكن تصنيفه بهايكو مستورد صنع في القارتين الاوروبية و الاميركية، حيث ان تهجين الهايكو، باطلاقه من عقال الاحتكار الياباني حيث يعدّ فلكلور فني عريق و تبنيه في ثقافات أخرى، دفع الى افراغه من تمايزه و مكانته و خصوصيته.
بحسب المترجم يكمن الفارق الرئيسي بين الهايكو الياباني و العالمي في أن هذا الأخير استعاض عن الطبيعة و عن فصولها بمشاهد من المدينة، ليجترح هؤلاء الشعراء ما يمكن تصنيفه بهايكو مديني.

الهايكو اذاً ضحية لشعبويته.. كما هو تقريباً مصير كل شيء آخر في تاريخ الانسانية.
من وجهة نظر مختلفة، يعتبر كاتب المقال في (الباحثون السوريون) أن تلقّف الثقافات للهايكو كشكل شعري مستجدّ، باجتيازه المحيط منعتقاً من حدود الجزيرة و وطوءه يابسة الغرب، كان له أثر ايجابي.
اذ لقّحت الحداثة الغربية الهايكو التقليدي، فتطعّم بأدوات الشعر البلاغية كالرمزية و السريالية التي صرنا نلتمس تأثيرها بوضوح.. هذه أضافت بلا شكّ نوع من التنوع و الحركة و التعددية في الرؤية و النقل الحسي و الحدسي، بعد ان ارتكز على الطبيعة الجامدة و العزلة و التصريح الذاتي فوُصم بالجمود و التكرارية في المنهجية و الأسلوب و الموضوع:
" أما الآن في عصرنا الحديث، نجد أن الهايكو أصبح أكثر تحرراً من القيود، فقد حاول شعراؤه الهروب إلى الحلم من واقع أغترابي زَحمّ بالتناقضات والصّراع بين التقاليد والحداثة، فغدت قصائد الهايكو تجسد الحقيقة في محاولة لإزالة الصّور النمطية، التي كانت الطّبيعة مصدرها لاغير، فاستند بقوة على الأبعاد الرّمزية أو السّريالية أو التّجريدية."
http://www.syr-res.com/article/3667.html

و كأن التنافس غير محصور في التجارة و النظم الدفاعية و الجيوستراتيجيات العسكرية و الديبلوماسية السياسية، يضاف غزل الهايكو من خارج أرض ولادته اليابان الى قائمة التفوق الأميركي. اذ يعتبر الكاتب أن شعراء أميركا، لكون الهايكو قد لاقى فيها رواجاً و استحساناً و انتشار، امتازوا في كتابة هايكو أكثر وفاء للأصل من نظرائهم الأوروبيين. قصائد الهايكو الوحيدة التي قرأتها شخصياً كانت يابانية لشاعر ياباني يدعى (سانتوكا تانيدا)، قيّمتها بنجمة واحدة، لمياعة قلّ نظيرها، و أخرى للشاعر السويدي الكبير (توماس ترانسترومر)، قيّمتها أيضاً بنجمة واحدة، لأني لم أفهم منها شيء.

في العودة الى أنطولوجيا الهايكو هذه، شخصياً أجد أن ترجمة (جمال مصطفى) ممتازة و هو بدوره شاعر نشر قصائد هايكو عربية.
و ان كان بعض ما تضمنته هذه المختارات من قصائد هايكو، كتلك لدنماركيّ يدعى (برتل نوردال) و آخرين من جنسيات مختلفة كانت برأيي ممعنة في البديهي و العادي، في المقابل بعض الهايكوات الأخرى، من القارة الأميركية بخاصة، كانت ذا شاعرية طفيفة، لذيذة، تخلق صوراً ذات بعد ايحائي و تدعو للانغماس في صورها.. طبعاً هي في نهاية الأمر تخضع لتصور و خيال و تأويل خاص بكل قارىء:

المجوهرات الماسية تحاكي تلألؤ النجوم:
ليلة ٌ كثيرة ُ النجوم /
المجوهراتي
يُـغلق البوّابة َ بالأقفال
ألن بيزارللي - الولايات المتحدة الأمريكية
 
هنا الخريف يورد كرمز يعبر عن الكآبة، يقترن بصمت الكمان الموضّب في صندوق الموحي بغياب الأب:
الخريف الثاني /
لا يزال صامتاً في صندوقه
كـمـان ُ أبي
نيكولاس فرجيللو - الولايات المتحدة الأمريكية
 
حين نسافر بالجسد نشعر أننا نبتر جزءاً منا يمكث في الموطن:
الـسـفـر /
ظِـلّـي يـنـتـظـرُ
خـارجَ الـحـاجـز
جورج سويد - كـنـدا

و هذه قصائد أعجبتني:

رجـلٌ ونسمة ٌ /
يقـلـبـان الـصفحة َ
معاً
بيتي ديفرينيوك - كندا

تـرك الشتاء /
عِـرْقـاً آخـر َ أزرقَ
على ساقها
جين ريشهولد - الولايات المتحدة الأمريكية


و أخيراً:
(سمفونية الأرق)
"فجرٌ بنفسجيّ
مهد الرضيع
عقاقير"
حسن مخزوم- لبنان
حسناً، كتبت هذه الهايكو الأخيرة للتوّ للمرح. انما ربطاً بمزاحي، لي تساؤل لا أظن ان طرحه بغير ذي شرعية: من المتمرّس القادر حقاً على غربلة قصائد الهايكو بين الرصين الرفيع الممتاز منها، كالتي أشاد بها النقاد نظرياً في المطلق، أو التافه منها المنظوم من خليط ثرثرة في الهواء و المحشوّة هشّك بشّك؟

قناعتي الشخصية أن التقييم مرهون بذائقة المتلقي أولاً و أخيراً و باللذة المستقاة من قراءة قصائد الهايكو.
Profile Image for سـمــا.
355 reviews217 followers
November 2, 2022
مقاطع هايكو من بلدان مختلفة لا يجمعها نظام ولا ترتيب معين وتتفاوت في جودتها
لم تمل نفسي في الغالب إلا للمقاطع التي تصف الطبيعة والتي هي الأصل في شعر الهايكو.
ومن أجمل المقاطع التي أحببتها

خسوفٌ جزئي
إنها تأخذُ قضمةً أخرى
من قرصِ البسكويت
..
‏بحيرةٌ ساكنة
‏غزالٌ أحمرُ
‏يشربُ السماء
..
تجمهرَ الناسُ
إزهرارُ الكرزِ
و القمر

..
السماءُ الزرقاءُ
دائماً هناك
لتعويضِ الخسران

description


‏الألبومُ القديم
‏لم أميز أول َّ وهلةٍ
‏وجهيَ الشاب

description
Profile Image for Zainab Alrifai.
282 reviews117 followers
November 29, 2014
هايكو ، أدب جديد لأول مره أعرف عنه أصله ياباني لكن انتقل عبر العالم عباره عن قصيده صغيره جداً تحوي تشبيها غالبا يكون من الطبيعة يثير التفكير حقيقة أحببت هذا الأدب جداً وهنا بعض من الهايكو :

المشي قبيل الشروق
نجمة الصبح تبهت
مع كل خطوة..


الغرفة مظلمة
عنكبوت في النافذة
تغزل على ضوء القمر..


مذ كنت طفلا
القمر
يتبعني إلى البيت..


نحن وحيدون
كورقة الخريف
تسقط إلى الأرض..
Profile Image for Hassan D..
27 reviews31 followers
March 15, 2015
قصائد عشوائية جداً، لكن بعضها ممتاز:

بحيرة ساكنة
غزالٌ أحمرْ
يشرب السماء
_____________
تحتفظ بأفخر أوانيها
لأيامٍ أفضل
أمي ذات الثمانين عاماً
_____________
النهر الذي جف
لم يجد من يشكره
على ماضيه
_____________
صيف
سمكة صغيرة
تبزغ من الغيمة
146 reviews20 followers
March 31, 2020

قراءات مارس:

أولًا، استمتعت بمعرفة هذا النوع الجميل من الفن الشعري. والشكر لأختي العزيزة.

ثانيًا، هذا الكتاب وهو عبارة عن تجميع يُعَد مدخلًا رائعًا للبدء فيه. إلا أنني شعرت بأن فن الهايكو الأصلي سيكون أجملًا مما هو عليه الآن من تغييرات في أساسه، بمعنى أن بعض المقتطفات بهذا الكتاب ليابانيين أقرَب لتطبيق المبدأ الأساسي وهو استخدام الطبيعة في التعبير خرج أجمل من مقتطفات كثير ممن فضّل الميل عن هذا المبدأ إلى التعبير بما هو خارج إطار الطبيعة. وعلى هذا، أود مستقبلا بقراءة هذا الفن الشعري من التأريخ الياباني أو من متتبعي أساس هذا الفن الجمالي لأجد اللذة في عمقه وجمالية تعابيره.

أحببت في هذا الفن الشعري من كونه نجح في اختزال الأحاسيس إلى كلمات قليلة وثلاث سطور مع عدم الإخلال بالعمق الحسي فيه.
وقد أزعم بفهمي لِمَ البعض لم يعجبه هذا النوع كما أزعم أن هذا الفن بحاجة إلى استيعاب جماليته قبل الحكم عليه.

ما جُمِعَ في هذا الكتاب تختلف مستوياته حسب ذوق القارئ، بالنسبة لي فهنالك مقتطفات رائعة وعميقة (ولا يقتصر الأمر على من طَبَّق أساس الفن الشعري باستخدام الطبيعة) وهناك ما لم يعجبني كثيرًا وبعضها لم أفهم جماليتها أو معناها.

الترجمة رائعة وفصيحة. المترجم برز جمال هذا الفن الشعري رغم نقله عن لغات وسيطة لبعضها.


كان هذا الكتاب توصية من أختي العزيزة، واستمتعت بالتجربة. على أمل تكرارها مستقبلا.

هناك لحظة أخرى لا تنسى أثناء قراءتي لهذا الكتاب، هو أن شروعي لقراءته (وهو كتاب خفيف) جاء لمحاولة التخفيف أو السهو قليلًا عن مشاكل بالمعدة.
Profile Image for نِبراس.
147 reviews2 followers
August 6, 2021
لطالما رغبت في قراءة هذا النوع من الشعر، وكان هذا الكتاب بوابة لي في البدء في قراءة شعر الهايكو لأول مرّة.
الهايكو هو نوع من أنواع الشعر يابانيّ الأصل يقتصر على وصف الطبيعة سابقًا، لكن بعد انتشار الهايكو في أنحاء شتّى من العالم أصبح في إمكان الشاعر التجديد والإبداع بحريّة، وهكذا كان الديوان حاويًا لقصائد الهايكو من مناحي مختلفة في هذا العالم، منه ما كان وصفا للطبيعه ومنه ما كان وصفا لغير ذلك.
أحببت الترجمة كثيرًا رغم أن الكثير من القصائد ترجمت إلى العربيّة عبر لغات وسيطة.
من القصائد التي أحببتها فيه:
"النهرُ الذي جف لم يجد من يشكره على ماضيه"-طاغور
"شروقٌ
إوزة من النهر تنادي على إوزّات في السماء"-مارتن لوكاس
"وردة يابسة وضعها بعناية بين الورود اليابسة"-ايفان باهرنك
Profile Image for Fawzia.
11 reviews
August 18, 2021
هذه هي المره الأولى التي اقرأ فيها "الهايكو" وجدته مملا وفارغا و عباره عن كلمات تافهه يمكن لأي شخص أن يكتبها !
Profile Image for سارة ناصر.
397 reviews240 followers
April 19, 2015
لأول مرة أقرأ عن الهايكو، نوع من الأدب الياباني في الأصل، عبارة عن قصيدة قصيرة جدا تتألف من بيت واحد يحوي سبعة عشر مقطعا صوتيا، وانتشر عند اللغات الأخرى.
Displaying 1 - 11 of 11 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.