المجموعة من ترجمة الأديب موسى بيدج ومراجعة الكاتب والمترجم سمير ارشدي وصدرت عن المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب ضمن سلسلة ابداعات عالمية تضم المجموعة قصصاً لثلاثين قاصاً ايرانياً من أهم ادباء ايران خلال القرن العشرين و هم : بهرام صادقي ، اسماعيل فصيح ، حسن فرهنكي ، ايرج بزشك زاد ، غلام حسين ساعدي ، رسول برويزي ، محمد ايوبي ، شهريار مندني ، علي مؤذني ، كامران سحرخيز ، ابوالقاسم فقيري ، ابوتراب خسروي ، هوشنك كلشيري ، محمود دولت آبادي ، بلقيس سليماني ، علي اصغر شيرزادي ، جيستا يثربي ، سيمين دانشور ، كيومرث صابري ، جمال مير صادقي ، بيجن نجدي ، برويز دوائي ، مصطفى مستور ،منصورة شريف زاده ، محمد شريفي ،خسرو شاهاني ، جلال آل احمد ، نادر ابراهيمي و محبوبه ميرقديري .
هذه المجموعة اول عمل ادبي ايراني اقرأه واكتشفت انني لم اكن اعرف اي شيء عن هذا النوع البسيط الجميل من الادب بعد ان غرقت في دوامات الواقعية السحرية للادب اللاتيني والنهضة الادبية في مصر بعد الثورة هناك فعلا العديد من الاسماء الايرانية ذات الرنين العالني مثل محمود دولت ابادي الذي فوجئت بانه مرشح لنوبل اللاداب - وهو يستحقها بجدارة ولاحظت اثناء قرائتي للمجموعة اشتراكها في بعض السمات العامة التي تعود للبيئة الايرانية، فجميع الكتاب يكتبون عن الفقر الشديد بكل مظاهره شاملة الجوع والتسول والبحث عن المأوي. من السمات المنتشرة ايضا فكرة ان المرأة هي السبب الرئيس للمصائب فمعظم الاعمال هنا تنسب المشكلة للمرأة المتسلطة التي غالبا ما تكون زوجة الابن او الوالدة سيئة الطباع او الحماة الشرسة. ايضا يغلب علي معظم االشخصيات - والتي تلازم الفقر - التدين الشديد والتقييد بجميع شعائر المذهب الشيعي والاخلاص له، ويظهر ذلك باشد الوضوح في قصة "المتسولة" لللكاتب غلام حسين ساعدي عن الام الفقيرة التي تتسول عن طريق الانشاد للشهيد الحسين وبيع صور له. كما يظهر جانب من الدولة البيروقراطية في بعض الكتابات وهناك قصة كاملة عن روتين الموظفين الشبيه بحالتنا في مصر وهي عن موقف تعرض له الكاتب شخصيا في قصة "معاون، توقيع، مكتب، ختم" لخسرو شاهاني. ولاحظت كذلك ابتعد كل الاعمال عن نقد سياسة الدولة والابتعاد عن السياسة تماما. الخلاصة انني انصح كل من يقرأ هذا التنقيح -اذا تكرم احد وقرأه - بقرأة هذه المجموعة لانها تستحق!!!
أكتب هذه المراجعة وصوت همايون شجريان يغني الفضاء من حولي، استطالت رحلتي مع هذه القصص الإيرانية طواعية ولم أرد لها أن تنتهي، إنها إحدى وثلاثون فريدة من فرائد القصص الإيراني الحديث، لا تنقلك إلى إيران بقدر ما تخلق لك العوالم الخاصة المستعدة والمعدة للإحاطة والإطاحة بك، إنها تنويعة خلابة لا بد وأن تدفعك إلى الضحك في موضع ما وإلى البكاء في مواضع وإلى الحيرة والاندهاش على امتداد تقدمك صفحة إثر صفحة، وسانتخب هنا أفضل ما قرأت: (المصور- المرآة- صور فورية- الأحوال) عجيبة تكاد تنهيها (الجمال العزيزة- ضيف التراب- لعبة الزفاف- المحرقة) حزينة تكاد تنهيك (الأمهات- ابن الناس- الأرض الزرقاء - المجزرة) بائسة تبكيك (قصة نظارتي- لا تقرأوا هذه القصة- شروط الزواج- معاون، توقيع، مكتب، ختم) ساخرة تبهجك
من أجمل القصص وتستحق ان تكون هذه القصص تماشياً مع سلسلة"ابداعات عالمية" هي فعلاً ابداعات من حيث الاختلاف والاسلوب والجمال بين قصة واخرى كل قصة تنقلك الى عالم اخر اتجاه اخر وفكرة مختلفة.. كل قصة تستحق ان تقرأ مرتان واكثر ولا ابالغ .. اجعل هذه المجموعة القصصية بمرتبة المجموعة القصصية التي تحمل العنوان "قبو البصل" لكتاب المانيا..
فرغتُ قبل قليل من قراءة هذا الكتاب الجميل، ويتوجب عليّ أولا أن أشكر المترجم موسى بيدج على تقديمه لهذه الأنطولوجيا القصصية التي أتاحت لي التعرف إلى القصة الإيرانية الحديثة من خلال 31 كاتبا وكاتبة إيرانية.
القصص تتراوح في أساليبها وموضوعاتها وقوتها، وهو شيء متوقع في أنطولوجيا يجدر بها أن تقدم طيفا من المدارس والأساليب السردية. فقط كنتُ أتمنى لو أنّ المترجم خصّص أكثر من قصة لكل كاتب، فربما كان ذلك أدعى للتعرف إلى أسلوبه أكثر، ولكن حجم الكتاب قد لا يساعد في ذلك.
من القصص التي أسرتني "الأرض الزرقاء" لمحمد رضا كاتب، قصة طفل أخرس يبني عالمه من خلال الرسم، يرسم الأشياء والأشخاص فتدخل معه في حوارات وحبكةٍ مثيرة. برأيي أبدع الكاتب فيها أيما إبداع، خاصة وأنه خبير بكتابة السيناريو.
ومن القصص الرمزية الجميلة أيضا قصة "المرآة" لمحمود دولت آبادي، حيث يطرح فيها موضوع الهوية والوجود بطريقة رمزية طريفة وعميقة في الوقت نفسه.
كذلك آلمتني جدا قصة "ابن الناس" لجلال آل أحمد، عن الأم التي تتخلى عن طفلها بطريقة تقطّع قلب من يقرأها.
أنصح بقراءة هذا الكتاب، وبكل تأكيد لكل قارئ ذوقه وقراءته الخاصة لكل قصة.
مجموعة تضم 31 قصة قصيرة متفاوتة الطول (أو القصر) لعدد من الأدباء الإيرانيين، من أفضلها برأيي: - "المصور" لبهرام صادقي - "قصة نظارتي" لرسول برويزي - "وجود" لأبو تراب خسروي - "المرآة" لمحمود دولت آبادي - "المجزرة" لمصطفى مستور
أول تجربة مع الأدب الايرانى.. بداية شجعتنى على البحث عن المزيد عن الأدب الروائى والقصصى الايرانى..من القصص التى أعجبتنى (إعانة - قصة نظارتى - العروس - المجزرة - ابن الناس)
بهرام صادقي ولد بأصفهان في الثامن من يناير 1937 وتوفي الثالث من يناير 1985 ورغم أنه عاش 48 سنة إلا أنه ترك أثرا قويا في الأدب الإيراني شعرا وسردا في سنة 1955 انتقل من أصفهان إلي طهران ليلتحق بدراسة الطب بجامعة طهران وقبل التخرج التحق بالخدمة العسكرية حتي عام 1968 ليعمل بعدها في عيادة صحية قرب طهران واستمر في مواصل دراسته حتي تخرج في كلية الطب سنة 1974 في عام 1976 تزوج بهرام وأنجب بنتين وقضي بقية حياته في طهران وفي 3 يناير 1985 توفي بهرام إثر أزمة قلبية ناتجة عن تعاطية أدوية الإدمان بعد حزنه علي وفاته أمه وفي عامه الأخير لم يكتب بهرام شيئا كانت فترة تألقه في الكتابة في مرحلة دراسة الطب وماقبلها ولمع نجمه في المجلات الأدبية بدأ بالشعر ثم تبعه بنشر القصص القصيرة في عقد الخمسينيات وهو في الخدمة العسكرية وأول قصصه كانت بعنوان (غدا على الطريق ) تبع ذلك نشر قصص أخري مثل الوسواس وصلاة المساء ومستر كاتب بدأ يكتب وقد نالت قصصه استحسان النقاد والقراء وأصبح مشهورا بأسلوبه الفريد الذي يضحك ويبكي في نفس القصة ويترك أثرا عميقا في نفس القراء ثم في عام 1961 نشرت روايته ملكوت ورواية الخندق في 1970 ثم رواية طهران 1975 وعلي إثر هذا الإبداع الراقي فاز بجائزة فاروق زادة القيمة في الأدب عام 1975 وكان لصادفي أسلوبه الخاص في الكتابة حيث كان لا يشغل نفسه بتسمية التقنيات التي يكتب بها فكان يكتب من الحياة وبأسلوب سلس بعيد عن التعقيد في الأحداث والشخصيات وكان بعيدا عن التطورات السياسية التي عاصرها إلا أنه سجل التطور الاجتماعي الذي عاصره في قصصه ورواياته وعن عمر ناهر 48 سنة توفي بهرام صادقي وتوجد كتبه علي موقع جودريدز الشهير لكن باللغة الفارسية