«ومعنى عَقبة الاختلاف الثقافي أو الحضاري فيما يختصُّ بالمجرَّدات، هو أن الكلمات التي نستخدمها لتدلَّ على مفاهيمَ عامةٍ وأساسية في أنماط تفكيرنا؛ مُستمَدةٌ من تاريخٍ محدَّد يرتبط بتطوُّر أو جمود فكري محدَّد.»
يمثِّل هذا الكتاب مصباحًا مضيئًا في درب المبتدئين في مجال الترجمة من الإنجليزية إلى العربية، وضَعه شيخُ المترجِمين العرب الدكتور «محمد عناني»، آخذًا بيدِ المترجِم في أكثر الدروب وُعورة؛ ليُزيل له الكثيرَ من الصِّعاب التي تَحُول بينه وبين احترافِ الترجمة، وقد قصد من الكتاب نقلَ خِبرته في الترجمة، ووضْعَ الأُسس والقواعد الثابتة التي لا غنَى عنها لأيِّ مترجِم، ولا يَصلُح النصُّ المترجَم دونَها؛ فيتناول الصعوباتِ التي تواجه المترجِم عمليًّا، وأيسرَ الحلول المتاحة لها. وقد تناوَل كلُّ فصل من فصوله جانبًا من جوانب المعالَجة الفنية لمشكلات الترجمة؛ من حيث اللفظُ والجملة والتركيب والتراكيب الاصطلاحية، منتهيًا بترجمةِ الشعر.
- محرر ومترجم بالإذاعة المصرية (1959 - 1960) وسكرتيرا لتحرير مجلة المسرح الأولى ( 1964 – 1965). - معيد بقسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة . - مدرس بقسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة ، عام 1975. - عضو اتحاد الكتاب (عضو مؤسس). - أستاذ مساعد 1981 ثم أستاذ 1986 ثم رئيس قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة ، عام 1993. - خبير بمجمع اللغة العربية ، عام 1996. - رئيس تحرير مجلة المسرح ، مجلة سطور .
الهيئات التى ينتمى إليها :
المشرف على تحرير سلسة الأدب العربى المعاصر بالإنجليزية التى صدر منها 55 كتابًا .
المؤلفات العلمية :
له العديد من الكتب المؤلفة والمترجمة منها : (النقد التحليلى – فن الكوميديا – الأدب وفنونه – المسرح والشعر – فن الترجمة – فن الأدب والحياة – التيارات المعاصرة فى الثقافة العربية – قضايا الأدب الحديث – المصطلحات الأدبية الحديثة – الترجمة الأدبية بين النظرية والتطبيق ).
والعديد من الأعمال الإبداعية منها : (ميت حلاوة – السجين والسجان – البر الغربى – المجاذيب – الغربان – جاسوس فى قصر السلطان – رحلة التنوير – ليلة الذهب – حلاوة يونس – السادة الرعاع – الدرويش والغازية – أصداء الصمت).
توقعت كتاب أكاديمي جاف لا يناسب سوى المتخصصين، لكنه في الواقع كتاب مفيد مكتوب بطريقة علمية جذابة لا تخلو من العمق، وتناسب فئات كبيرة من القراء ممن لديهم المام ومعرفة باللغة الإنجليزية
ليت كل المعلمين مثل محمد عناني ذاك المعلم الذي يأخذ بيدك في اكثر الطرق وعورة ويقول لك لا بأس كل شئ سيكون على ما يرام انك تستطيع وستنجح
بقدر ماهي الترجمة عالم كبير وبقدر ما هي صعبة بقدر ما كان هذا الكتاب مفيد ومثير للاهتمام حتى لو لم تكن ستتخذ طريق الترجمة في حياتك فعليك قراءة هذا الكتاب سيفيدك حتى في رؤية اخرى مختلفة للغات
أي حد ممكن يحس إنه مترجم كويس لحد ما يقرأ الكتاب دا.
من أكتر الحاجات اللي بتقيد المترجم إنه يبدع في ترجمته هي خوفه من البعد عن النص الأصلي، والنتيجة غالبا بتكون بعده عن النص الأصلي فعلا. الجرأة من أهم الأسلحة اللي لازم يتسلح بيها المترجم، الجرأة على التعبير عن معاني النص الأصلي بلغة بعيدة تماما عن لغته وبأسلوب مغاير تماما لأسلوبه، وكلما زادت جرعة الجرأة، زاد إبداع المترجم، مع الالتزام الكامل بمعنى النص طبعا، لكن بمعناه لا بأسلوب تركيبه.
حتى تكون الترجمة مقبولة، يجب ألا تبدو ترجمة. بل تبدو وكأنها كتبت بيد كاتب لا مترجم. هذا من ناحية الأسلوب. أما من الناحية الثقافية فالأمر معقد وملتبس. ( يحتاج هذا الرأي إلى مراجعة فيما بعد )
الكتاب كله على بعضه من أوله لآخرة من الجلدة للجلدة محتاج مذاكرة وتدريب مش مجرد قراءة، دي تالت مرة أقرأه فيها، ولسه محتاج أقرأه تاني، إلى أن تتيسر فرصة دراسته ومذاكرته وتفصيصه بالفعل.
مشكلات زي التوازي بين اللفظ العربي واللفظ الأجنبي في المعنى والدلالة هي من الصعوبة بمكان عند أي حد يتصدى ليها، خصوصا لما بنتكلم عن الألفاظ المجرد ( الحزن، والهم، والغم، والأسى مثلا) والفروق بينها في المعنى العام أو في سياقها الخاص، فضلا عن التوازي بين الألفاظ المحسوسة زي أنواع الطيور أو الكلاب مثلا، وبيضرب الدكتور عناني مثالا لم ألتفت إليه من قبل على الرغم من تردده على مسامعنا كثيرا وهو "وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله"، من الواضح إن الآيه فيها ثلاثة ألفاظ متشابهة ومتقاربة المعنى لكنها مختلفة على أي حال ( يخشى ، يخاف ، يتقي ) ومطلوب من المترجم أن ينقل دلالة هذه الألفاظ إلى لغة أخرى مع المحافظة على روح النص الأصلي، من يقدر؟ وهل هناك بالفعل مقابل لكل لفظ في اللغة الهدف؟ أو حتى هل الثقافة الهدف بها من المعاني ما يوازي هذه المعاني؟
الدكتور عناني موسوعي لدرجة تبعث على الحيرة والدهشة، وأحيانا اليأس.
ولأن اللغة عموما بتعبر عن الفكر، ولأن الفكر بيختلف من مجتمع بشري لآخر، فكان لازم تختلف التراكيب اللغوية كما اختلفت معاني الألفاظ ومدلولاتها.
ومن ضمن المشكلات الكبرى تأتي مشكلات التركيب. ما هي السمات التي يتميز بها التركيب العربي، سواء القديم أو الحديث، وما هي الاختلافات بينه وبين أسلوب التركيب في الإنجليزية؟ يضرب الدكتور عناني مثالا بميل التركيب العربي لاستخدام الجملة الفعلية في غالب الأحوال، ثم يستكمل بصيغة المبني للمجهول التي لا يكاد يستخدمها الكاتب العربي، وفي الوقت نفسه لا يمل ولا يكل الكاتب الإنجليزي من استخدامها، سواء كان الفاعل مجهولا بالفعل أو معلوما. لهذا على المترجم أن يتنبه عند النقل من لغة لأخرى إلى السمات الخاصة بكل لغة منهما وألا يخلط ولا يترجم عميانيا، كلمة بكلمة وتركيب بتركيب.
لم بعرف العالم العربي بعد من بمثل عبقرية الدكتور محمد عناني في الترجمة. مؤلفاته جميعها لا غنى عنها لكل من يدخل هذا المجال. وهو لا يعلمك فنون الترجمة فقط، بل يجعلها ممارسة ممتعة لك.
عندما قرأت هذا الكتاب(قبل سنوات) أتذكر تماماً أني قلت عنه متشائم وتناقشت أنا وصديقتي التي أهديتها نسخه منه حول ما جاء فيه واتفقنا أن الكاتب متشائم ولم يتحدث إلا عن الصعوبات والمشاكل << طبعاً كان كتابنا الأول الذي نقرأه في هذا المجال
الآن كلما اقرأ عن أفضل الكتب الذي تفيد المترجمين أجد اسم هذا الكتاب يذكر لذا أظن أني سأعاود قراءته لاحقاً وسأعود هنا لأضع التقييم الصحيح
مررت على هذا الكتاب مرارًا من قبل، ولكن بالأمس القريب وجدته أمامي، وفُتح بين يدي، بفعل العادة، على صفحة عشوائية:
وكان إبراهيم عبد القادر المازني من أفضل المترجمين وأبرعهم في هذا الصدد – كما كان العقاد يشهد بهذا دائمًا – فهو يترجم مثلا قصيدة لوليم شيكسبير كما يلي:
ابعدوا عنّيَ الشفاه اللواتي
كُنّ يطفئن من أوارِ الصادي
وابعدوا عنّيَ العيونَ اللواتي
هنّ فجرٌ يضلُّ صبح العبادِ
واستردّوا – إن استطعتمْ مَرَدّاً
قُبلاتي من الخدودِ النوادي
أما الأصل فهو كما يلي:
Take, O take those lips away That so sweetly were forsworn; And thos eyes, the break of day, Lights that do mislead the morn; But my kisses bring again, Bring again, Seals of love, But sealed in vain. Sealed in vain.
ويبدي د. محمد عناني ملاحظات عدة حول الترجمة المازنية وما بين معانيها وبين معاني الأصل الإنجليزي، ثم يقول:
ولإيضاح هذا أورد ترجمة قمتُ بها عام 1962، واخترت بحر المتقارب، وهو البحر الصافي الذي يعتمد على تكرار تفعيلة واحدة عدة مرات في البيت (فعولن)، وحاولت التقيّد بمعاني شكسبير، ومع ذلك فلم أصل إلى ما وصل إليه المازني:
إليكُنَّ عنّي فتلكَ الشفاه
عذوبتها حَنَثَت باليمينْ
وتلك العيونُ ضياءٌ مبينْ
وفجرٌ يُضِلُّ مسير الصباحْ
ولكن أعيدوا إليَّ: القُبَلْ
أعيدوا الرواءْ
طوابعَ حبٍ طواها الأجلْ
وضاعت هَبَاءْ
وأذكرُ إني كنتُ مسرورًا لأنني حافظت على عدد الأبيات والقافية الأخيرة، ولكنني عندما اكتسبت المزيد من الخبرة عدتُ إلى تفضيل المازني استنادًا إلى النظرية التي طرحتها
وعند ذلك أغلقت الكتاب، وأنهيت هذه القراءة المختلسة، وفي صباح اليوم التالي قرأته من الصفحة الأولى، هذه المرّة، إلى منتهاه
يقال بأن اللغة الإيطالية كانت لهجة عامية إلى أن وصل دانتي فأبدع بالكتابة فيها حتى أصبحت لغة مكتوبةً معترف بها ولها مكانتها المرموقة بين اللغات، وإذا كنت أملك الجرأة أقول: بأن دكتورنا العزيز محمد عناني يبحث عن دانتي للهجة المصرية فمن خلال قرأتي لكتبي الجامعية التي ألفهاالدكتور عناني ومن خلال كتابي الترجمة الأدبية وفن الترجمة لامست ميله الشديد لكتابة الحوارات والنصوص العصرية بلهجة مصرية ممتعة مدّعياً قربها من عصرية اللغة المصدر على كل حال فأنا أوافقه في ذلك وأحببت تلك الغاية ولكني لا أتجرأ على تجربتها لقد وجدت بأن الكتاب فوق طاقتي الاستيعابية ففيه الكثير من النظريات التي لا تساعدنس لغتي الإنكليزية على فهم تطبيقها العملي على النصوص، يجب أن أعترف بأن الكتاب أكبر مني ولكني قرأته على كل حال وشعرت أن فيه من الدقة العلمية الشيء الكثير ومن الصبر والجلد والأناة ما أعجز عن وصفه دكتور عناني أنا فخور بك وأتمنى أن أرى عرابين للغة من أمثالك في بلادي
المرحع الأول في الترجمة للمتخصصين و لغيرهم... وازن الدكتور المؤلفبين الجانب النظري، إذ احتفظ بقدر لا يستهان به من النظريات ة غيرها, و يعم الكتاب بالحلول و الأمثلة و النصوص.. استفدت منه كثيرا و خاصة في موضوع ترجمة الشعر و تعلمت منه أشياء احتجت إليها بشدة في تخصصي على الرغم من أنني لا أترجم انجليزي - عربي. أرشحه و بشده لكل دارس للترجمة
إن متحدث الإنجليزية ينشأ في بيئة ثقافية، أي حضارية، تحتلف عن البيئة الثقافية العربية. وهي تفرض عليه ضروبًا من التفكير واستخدام اللغة تختلف عن الطرائق العربية؛ فهو يعتاد استخدام أساليب التعبير التي نحن بصددها، فهو مثلاً يعمد إلى: 1- التعبير عن المشاعر في صور تكسر من حدّتها وتظهرها أدنى مما هي عليه. 2- تجنب التعبير القاطع الحاسم مفضلاً التعبير الحذر المحترز (التحرز في القول باستخدام ظروف من قبيل نسبيًا، على الأرجح، أقرب منه إلى..) 3- تفضيل المبني للمجهول على المبني للمعلوم، حتى لو كان يعرف الفاعل (وأحيانًا كثيرة يتم ذكره)
محمد عناني مترجم كبير لكن طريقته في توصيل المعلومات صعبة والكتاب يخليك تقفل من الترجمة وتشيلها من دماغك خالص وأنا محتاجة حاجة سهلة أستفيد منها مقدرتش أكمله للأسف 🙈
كنت متحمسه للقراءة لدكتور عناني وعندي النية والعزيمة لقراءة جميع مؤلفاتة بحول الله وقوته. الكتاب بمثابة مرشد فعلا ولكن في الجزء الأول فقط ، فأما عن النصف الثاني فالدكتور يعرض بشكل أكبر المشكلات التي تواجه المترجم عند الترجمة. يمكن القول أني واجهت بعضاً منها في دراستي في قسم إنجليزي ولكن ليس إلي حد كبير . أجد أن مثل هذه المشكلات ستتضح أكثر عند ممارسة الترجمة بشكل عملي إن شاء الله في مجال التخصص ، ولكن لا أظن أن الأمور ستكون معقده لهذه الدرجة لأن الترجمة التربوية ترجمة متخصصة .
الدكتور محمد عناني في نظري سيّد زمانه. أبدع في الترجمة و خدم هذا المجال كثيراً. هذا الكتاب مرجع مُهم لكل المترجمين بإختلاف مستوياتهم. لخص عناني أبرز و أهم النقاط الأساسية في الترجمة، كما أنه أوجز أكثر المشكلات التي قد يواجهها المترجم. أياً كانت درجة إحترافية المترجم أظن بأن هذا الكتاب يجب أن تُعاد قراءته بين فترة و فترة حتى لا يتوه المترجم بعيداً عن الطريق الصحيح.
عن الفرق بين ترجمة خليل مطران وجبرا إبراهيم جبرا لإحدى مقاطع شيكسبير، كتب محمد عناني أن مطران بأسلوبه الرفيع وصياغته البارعة، ومشاركته لجيل الرواد في صناعة العربية المعاصرة، اشتقاقاً ونحتاً وتعريباً وترجمةً، وإحاطته بمصطلحات العربية الأصيلة مثل: "ثلمة من ثلمات الحصار" و"قالت في بعض ما قالت" ومثلها من الجُمل، استخدم معرفته لإخراج ترجمته في نسيج متجانس لا حيرة فيه ولا تخبط بين أسلوب وأسلوب.
أما جبرا إبراهيم جبرا الذي يكتفي بالمعاني الإحالية للألفاظ، والتي لا تخلو من أخطاء في فَهْم المعنى، وحَرْفيّةً في الترجمة تورد مثل هذا البُعد عن المعنى، يقارب ما ينادي به مترجمو الأمم المتحدة بتقديم لفظ واحد مقابل كل لفظ.
ومحمد عناني يذكر في كتابه (الترجمة الأدبية) أن المترجمين يلجئونَ عادةً إلى المقابل أوّلاً، فإذا تعثرت جهودهم لجؤوا إلى البديل، وأنه ليس الهدف مطلقاً أن يحس القارئ بقراءته لنصٍّ أجنبي، بل العكس هو الصحيح، فترجمة الأسلوب معناها الاحتفاظ بروح النص من وجهة نظر اللغة المترجم إليها.
الكتاب أنسب للمبتدئين من المتمرسين في الترجمة. معظم المشكلات التي تناولها محمد عناني معروفة مسبقًا، وشعرت بالملل من شرحها وتفصيلها، ومع ذلك يظل الكتاب جيدًا في مجمله، خاصة وأن ترجمته الأدبية رائعة بكل ماتعنيه الكلمة وتُظهر تمكنه وذائقته الرفيعة في هذا المجال.
كتاب جيد يصلح للمبتدئين فى الترجمة لا المُتمرسين و المُحترفين ...."المترجم كاتب، أي أن عمله هو صوغ الأفكار في كلمات موجهة إلى قارئ، والفرق بينه وبين الكاتب الأصيل أن الأفكار التي يصوغها ليست أفكاره، بل أفكار سواه، فأنا أرى أن نقل أفكار الغير أعسر من التعبير عن أفكار المترجم، فالمترجم محروم من حرية الإبداع لأنه مقيد بأفكار الكاتب ... " هكذا كان تعريف المترجم من وجهة نظر المؤلف . يوضح المؤلف عقبة الاختلاف الثقافي والحضاري بين المجردات وذلك في الفصل الاول، وهو أن الكلمات المستخدمةراسخة في عقولنا لأن حضارتنا وتاريخنا يمتد لأكثر من خمسة عشر قرنا ، وهذه المفاهيم والكلمات المستخدمة لا تجد لها بديل من العصر الحديث فالأباء لم يجدوا معنا مرادف لفن الكوميديا فترجم بالهجاء كما هو ، وأما المجردات التي تدخل حديثا في اللغات فيصعب ترجمتها لأنها ليست موجوده في المفاهيم التي ورثناها ، فاما ان تترجم بالهجاء ، أو بالمصطلحات التي تمدنا بها ثقافتنا الحديثة، في بعض الأحيان تكتفي العربية بالكلمة (باسم الجنس فقط) على غير الانجليزية التي قد تجد كلمة تعني اسم جنس وصفه، مثل كلمة كلب (Dog) ولكن اذا ابتعدنا إلى سلالات الكلب ففي الانجليزية تجد أن لكل سلالة اسم، أما العربية تضاف صفة إلى الاسم لكي تقربه من المعني المراد باللغة الانجليزية، ولكن مهما كانت الصفة جيده لن تكون دقيقة بشكل كافي، أما بالنسبة للمختصرات فينصح المؤلف المترجم بالاحاطه بها ولا نأخذها عن طريق التخمين أو "الفهلوه "، فلهذا عواقب قد عاني منها المؤلف أثناء مراجعته للترجمات. تختلف اللغة الانجليزية عن العربية في أنها تعتمد علي ترتيب الكلمات في جملة لتوصيل معني محدد، بينما الفصحى تتوسل بعلامات الاعراب لتحديد المعني ، هكذا بدأ المؤلف الفصل الثاني التركيب- بدايات، فتختلف الانجليزية في الحال عن العربية، فالحال في العربية يشبه الاسم ولكن يختلف في نهايته فنقول "صباح" والحال "صباحاً" فالتنوين حول الاسم الي ظرف، أما في الانجليزية غالبا ما تترجم الحال أو الظرف الي جملة، وهذا قد يحدث مشكلة في ترتيب الجملة، وبالتالي في فهمها وترجمتها ، والعقبة التالية هي أسلوب المفاضلة في الانجليزية ،فقد يكون سهلا ، إذا كان الفعل يقبل أفعل التفضيل في العربية، وقد يكون صعب جدا اذا كان لا يقبل أفعل فكلمة "more brilliant" قد تعني " أكثر نبوغا، عبقريه، تلألؤاً" والكثير من المعني التي تصبح عقبة صعبة أمام المترجم ، تأتي بعد ذلك عقبة الافعال التي قد تقف أمام المترجم اذا اضيف للفعل أداة وهذه الأداة قد تغير من معني الفعل ففي العربية تشبه "يرغب في، يرغب عن" فالأداة غيرت من معني الفعل تماما. المبني للمجهول يكون في العربية عندما يكون الفاعل مجهول ،أما في الانجليزية فقد يذكر في الجملة، وبالتالي فعلى المترجم أن يقرأ الجملة حتي النهاية ليتبين المبني للمجهول. "الحياة التي تتطور تؤثر في الترجمة كما تؤثر في اللغة " وارتباطا بهذه الجملة، تؤثر الصحافة كثيرا في ترجمة المقالات والأخبار الحديثة، فمشكلة العربية أن مفاهيمها قائمه منذ زمن مضى، فكيف لها أن تلاحق الإنجليزية المعاصرة. وقد ذكر المؤلف الكثير من خصائص اللغة العربية بالكتاب وبين عليها بالكثير من الامثلة . تعاني الصحافة الانجليزية من الاستخدام الكثير للصفات وهذا قد يصعب علي المترجم أمر الترجمة، فقد تكون الصفات المستخدمة سهلة الفهم والتو��يح ، وقد لا تكون ، مما تسبب حيرة للمترجم في فهم النص، وهذا ما وضحه المؤلف في الفصل الرابع. وفي الفصل الخامس يتناول الكاتب المصطلحات حيث شرحها المؤلف بشكل يسير وممتع ، فقد شرح انواع المصطلحات الثلاثة التي قسمها باحثون المصطلحات الانجليزية، فمثال المصطلحات "to blow the gaff" فكلمة "blow" تعني ينفخ وكلمة "gaff" تعني عمود الخشب ذا السن الحديدي الذي يستخدم في الصيد، ولكن معني المصطلح ككل هو "يفشي السر" ، وهذا ما يشير اليه المؤلف ان المصطلحات لا تؤخذ من المعني الحرفي من القواميس ولكن يبحث عنها لمعرفة معناها، ثم بعد ذللك تحدث عن الصيغة وذكر أن "المقياس الوحيد للصيغة ��يكون قدرة القارئ علي فهم المراد الذي يرمي اليه المترجم، وهذا فيه ما فيه من عناء للمترجم". وأخيرا الفصل السادس الذي خصصه لترجمة الشعر حيث بيّن فيه عددًا من النقاط لا بد للمترجم من أخذها في اعتباره حين يتصدى لترجمة القصائد. كما أعطى الكثير من القصائد وترجماتها من أبرع المترجمين في هذا الصدد. - الكتاب به نبرة لطيفة تشعر القارئ أن المؤلف يخاطبه، كما تتسم بالبساطة على الرغم من ثراء فحواه.
يأتي كتاب "فن الترجمة" للدكتور محمد عناني في سياق الحاجة الملحّة إلى مؤلفات عربية جادة تُعنى بميدان الترجمة من منظور تطبيقي، دون الوقوع في أسر التنظير المجرد أو الادعاء الأكاديمي المبالغ فيه. وقد وجّه المؤلف هذا العمل بالأساس إلى القارئ المبتدئ، ممن يملكون كفاية لغوية مقبولة في اللغتين العربية والإنجليزية، لكنهم لم يمتلكوا بعدُ أدوات المقارنة الدقيقة بين البنيتين. والكتاب، بهذا الاعتبار، ليس مرجعًا نظريًّا ولا دليلًا عمليًّا بالمعنى الاصطلاحي التقني، بل هو محاولة لنقل حصيلة تجربة في الترجمة امتدت لثلاثة عقود، واجه فيها المؤلف نصوصًا من مختلف الأنواع والمجالات، وتكوّنت لديه رؤى جزئية مركّزة في صلب ممارسته.
لا يستند المنهج الذي تبنّاه المؤلف إلى تنظيرات علم اللغة أو مباحث النحو التقليدي، بل ينبثق من صلب المعضلات التطبيقية التي صادفته. ولذلك، فإن الكتاب لا يُعنى بإقامة بناء نظري حول الترجمة، بقدر ما يسعى إلى تفكيك الظواهر التي واجهها على نحو ملموس، مقدِّمًا بذلك نماذج حيّة على صعوبة اتخاذ قرارات في الترجمة النصيّة في سياقات لغوية وثقافية مركّبة. ومن القضايا التي أولاها المؤلف اهتمامًا خاصًّا، مسألة التركيب اللغوي، التي رأى فيها جوهرًا من صميم العملية، كونها تفرض نفسها على المترجم باستمرار، بغضّ النظر عن نوع النص المترجم. وقد خصّص لهذا الموضوع فصلان كاملان، عُولجا فيهما البناء التركيبي في العربية والإنجليزية من حيث السمات والوظائف والانعكاسات السياقية. أما قضيّة الترادف، رغم عمقها النظري، فقد رُصدت على نحو مختصر نسبيًّا، نظرًا لندرة ورودها مشكلة فورية في العمل اليومي للمترجم. ينطلق الكتاب من مسلمة جوهرية مفادها أن الترجمة، بوصفها فنًّا، هي حقل خلافي في أساسه، تتعدد فيه الرؤى والمناهج، بل وتتناقض أحيانًا. وهذا ما يفسّر دعوة المؤلف للمشتغلين بهذا الفن إلى الإسهام في بناء تقاليد معرفية عربية مستقلة، تُعلي من شأن الممارسة وتمنحها مشروعيتها بعيدًا عن الانبهار بالأطر الغربية الجاهزة. لا يقدّم هذا العمل ذاته باعتباره إصدارًا نظريًّا محضًا، بل محاولة لتقريب الخبرة إلى القارئ، في لغة تحليلية خالية من الادّعاء، تنأى عن التنميط وتحرص على تجذير النقاش في النصوص ذاتها، سواء كانت مكتوبة أو منطوقة. وقد وزّع المؤلف مباحثه على قضايا محددة تتعلّق بالألفاظ المجردة، والتراكيب، والجمل، والصفات، والتراكيب الاصطلاحية، إلى جانب إفراد فصل خاص بترجمة الشعر، مع إبراز محوري للاعتبارات الثقافية والحضارية في تلقي المفردات والمعاني والمصطلحات.
إن "فن الترجمة" لا ينتمي إلى أدبيات التنظير، بل هو ثمرة ممارسةٍ واعية، تتوخى الدقة، وتؤمن بأن الطريق إلى الإتقان لا يمرّ إلا عبر التجارب، والتأمل، والمعالجة العملية لمشكلات الترجمة كما تظهر في صيغها الحية والمباشرة.
كان نجيب محفوظ بيقول ان اللي علمونا الجمال في الادب هما الاساتذة هما المسؤولين عن مواهبنا وتطورنا ومحمد عناني علي راس الاساتذة دول ، هنا هتلاقي استاذ ومعلم ودكتور متعمق ، اناقة الاسلوب ، الهدوء ، التمكن كل شئ هنا راقي (ليه جمال الاشياء الجديدة المناسبة تماما لينا) العالم النقي ، المكتفي بقيمته العلمية ، الغير متكالب علي شئ ، الحياة الهادئة السيرة الجميلة كل دا محمد عناني وكتبه حاليا بتخوفني ، انا اللي عدوي الاول الخوف ، بتقلقني، (بتهزم جوايا مساحات بتخيل انها انا ) انها بتطير حواليا زي فراشة تفكرني بطبعة مني (ضاعت في الطريق )
أخيرا انتهيت من قراءته ! ظننت أننى لن أنتهى أبدا ! أبدأ فيه ثم أتركه ، ثم أعود لأبدأ من جديد لأتركه مرة أخرى وهكذا حتى واتتنى العزيمة لأنهيه أخيرا . كتاب دسم يحتاج للدراسة وليس للقراءة . اللهم انفعنى بما تعلمت منه وذكرنى إذا نسيت :)
لكل من يريد أن ينهل من هذا البحر العميق .. عليك بكتب د.محمد عناني الترجمة ليس مجرد عملية نقل المعنى من لغة إلى أخرى .... هي فن فن يحتاج بالإضافة إلى الخبرة والمراس الطويل إلى موهبة وإحساس عالي وثقافة كبيرة من الكتب المفيدة جدا في هذا المجال
كتاب مفيد جداً يوضح أبرز المشاكل التي تواجه المترجم والفروق اللغوية التي تجبر المترجم على تحويل النص إلى نظير مقبول في لغته لا الالتزام بالترجمة الحرفية.
الكتاب شديد التنظيم سلس اللغة واضح البيان يعج بالأمثلة التوضيحية.