مدينة النجف الأشرف بما تحتضنه من مؤسسات ومعالم عريقة تنضم الى قائمة المدن الإسلاميَة التاريخيَة، وهذا كتاب صدر في طبعته الأولى في العام 1965م، بمناسبة مرور ألف عام على ولادة مؤسّس حوزتها العلميَة الشيخ الطوسي، فكان وصفاً دقيقاً لما كانت تعيشه مدينة النجف من حراك ديني وعلمي وثقافي، فكان الحديث عن المكانة الدينيَة، المكانة العلميَة والحضاريَة،والإهتمامات الشرعيَة والأدبيَة والدور السياسيَ.
الدكتور الشيخ عبد الهادي بن محسن الفضلي، عالم موسوعي، أستاذ جامعي وفقيه متبحر في العلوم الدينية. من مواليد البصرة وينتمي إلى أسرة من الأحساء. مؤسس قسم اللغة العربية في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، المملكة العربية السعودية
يعتبر من الشخصيات المؤثرة في تحديث نظام ومناهج الدراسات الدينيّة فكان مع التيار الإصلاحي والتجديدي في الحوزة العلمية الذي انطلق منذ تواجد الاستعمار البريطاني في العراق، فأثّر أثراً واضحاً في الوسط الحوزوي بما يحمله من تخصص علمي عال بالنسبة إلى المراكز العلميّة التقليدية، وكذلك اندماجه الجيّد في سلك الدراسات الأكاديمية الحديثة، فكان عالماً دينياً ولغوياً بارعاً وأديباً وسياسياً اشتهر بموسوعيته، وكتب العديد من الكتب والرسالات العلمية إضافة إلى العديد من المقالات والبحوث، والكتب الدراسية التي أصبحت فيما بعد من المقررات الدراسية الدينية. تأثّر بالفكر الحركي للفيلسوف الشهيد محمد باقر الصدر والرؤية التجديدية للأستاذ محمد رضا المظفر للحوزة العلمية، وكان أحد مؤسسي حزب الدعوة الإسلامية في العراق وتصدّى في كتاباته للمدّ الشيوعي الذي اكتسح المنطقة بفكره وثقافته آنذاك.
إلى جانب دراسته الحوزوية التحق بكلية الفقه في النجف، وحصل منها على البكالوريوس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية ثم واصل دراسته الجامعية فالتحق بكلية الآداب بجامعة بغداد وتخرج منها بدرجة ماجستير آداب في اللغة العربية وكان موضوع وعنوان رسالته للماجستير "أسماء الأفعال والأصوات: دراسة ونقد" بإشراف الدكتور إبراهيم السامرائي, ومناقشة الشيخ عبد الهادي مطر. شارك في تأسيس الكلية العالمية للعلوم الإسلامية في لندن وتدريس علم المنطق وأصول البحث العلمي
كتاب دليل النجف في ستينات القرن العشرين المؤلف / العلامة الكبير الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي قدس سره
النجف و ما أدراك ما النجف ,, مدينة امير الؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام إمام العلم و الحكمة و الانسانية ,, النجف الأشرف مدينة العلم و الروح و العقل و الاخلاق ,, رافدٌ عظيم صنع رجالات العلم الذين بنوا و عمروا العقول و الاوطان و جاهدوا الظلم و الاستكبار
في هذا الكتاب الذي يبني الصورة التاريخية و الحضارية و العلمية لمدينة النجف الأشرف ,, معالمها رجالها مدارسها حوزاتها ,, نماذج من عظمائها ,, طريقة التحاق الطالب الحوزوي بها , و كيفية دروسها و منهجية تعليمها المتميزة عن كل مدارس و جامعات العالم في كل التاريخ ,, المراتب العلمية ,, شوارعها , طرقها , مساجدها , مآتمها ,و حياة اهلها و المقيمين فيها ,,
الكتاب يعطي صورة ناصعة واضحة لمدينة النجف المميزة منذ نشأتها على يد الشيخ الطوسي و حتى الآن ,, حتى لو كان العنوان يذكر الستينات من القرن العشرين و لكن ما ذكر في الكتاب هو بداية الحركة العلمية في النجف و حتى الآن بصورة موجزة و لكنها وافية كافية لاطلاع من يحب على تاريخها و مستوى مركزيتها و بالذات لاتباع اهل البيت عليهم السلام . الشيخ الطوسي , السيد بحر العلوم , الشيخ جعفر كاشف الغطاء , الشيخ الجواهري ,, فقهاء , علماء , شعراء , ادباء , صحف , مجلات , كتب , مراجع ,, كل ذلك نتاج و ثمرة مدينة النجف
كتاب رائع جداً و مؤلفها جزاه الله خير و رحمه الله لم يقصر في ارفاد الساحة العلمية في مؤلفاته النافعة .