الكتابة عذاب، والاسترسال فيها أليم، كما يقول أحد كتاب عصرنا الكبار، وهذا ما يفعله الشاعر عدنان الصائغ في نصوصه النثرية
مرايا لشعرها الطويل
ولكنه وهو يشرد في انكسارات حرف العين والمحطات ويتحول إلى قطرة مطر، يصرخ ( لا أملك خيارا . الكتابة لحل ديوني والقصيدة لزيادة شجوني ، وبينهما، سأضيع الكثير من سنواتي عبثا من أجل وجبة كلمات في حانة تملؤها الفئران )
الصائغ يتقدم وينضج في محاولاته النثرية والشعرية على نار هادئة أحيانا،. وعلى نار موقدة أحيانا أخرى
" بعض من مقدمة كتبها الشاعر عبد الوهاب البياتي عن هذا الكتاب ١٩٩٢ عمان
شاعر عراقي ، ولد في مدينة الكوفة في العراق عام 1955.
عضو اتحاد الادباء العراقيين. عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب. عضو اتحاد الصحفيين العراقيين. عضو اتحاد الصحفيين العرب. عضو منظمة الصحفيين العالميين. عضو اتحاد الأدباء السويديين عضو نادي القلم الدولي في السويد. عمل في الصحف والمجلات العراقية والعربية في الوطن والمنفى. غادر العراق صيف 1993 نتيجة للمضايقات الفكرية والسياسية التي تعرض لها. وتنقل في بلدان عديدة، منها عمان وبيروت، حتى وصوله إلى السويد خريف 1996 ثم استقراره في لندن منذ منتصف 2004.. شارك في العديد من المهرجانات الشعرية في السويد ولندن وهولندا وألمانيا والنرويج والدنمارك وبغدلد وعمان وبيروت ودمشق والقاهرة وصنعاء وعدن والخرطوم والدوحة.
تُرجم الكثير من شعره إلى: الإنجليزية والهولندية والإيرانية والكردية والأسبانية والالمانية والرومانية والدنماركية والنرويجية والفرنسية والسويدية. وصدرت له بعض الترجمات
- هنالك قصائد في هذا الديوان تجعلك تقف مندهشاً من قوة المعنى وبساطة اللفظ، وهناك بعض النصوص النثرية الطويلة جداً التي تمتلك ايقاعاً جميلاً لكنها لم تكن بالقوة ولا بالشكل على مستوى القصائد القصيرة.
"لا أملك خياراً الكتابة لحلّ ديوني والقصيدة لزيادة شجوني وبينهما سأضيّع الكثير من سنواتي عبثاً من أجل وجبة كلمات في حانة تملؤها الفئران"
تعددت ثيمات القصائد ومواضيعها من الحب والإنكسارات والحرب والموت وحملت في العديد من الأماكن نقداً مبطناً للرقابة والنشر
"ينشبون رماد قصائدي بحثاً عن أسماء اللواتي احببت فلا يجدون سوى حرائق امرأة واحدة"
- أفضل المقاطع: "منذ متى لم تكتبي... منذ متى لم تمارسي جنون الركض حافية القدمين والقلب على رمال البحر وأمواج الكلمات منذ متى لم تتعري امام مرايا الورقة منذ متى لم تكتشفي انوثتك الصارخة منذ متى لم تشعلي النار في أدغال أيامك اليابسة، الرتيبة، المتكررة وتخرجي... الى حيث حقول عباد الشمس والقصائد"
"ربما سنلتقي.... في مصعد مزدحم او فارغ إلا من وجيب انفاسنا المتلاطمة وأنت تصعدين باص الحب وأنا انزل.... رانت تفتشين عن رقم كرسيك في قاعة المسرح المظلمة وأنا افتش عن رقم ضياعي وأنت تستعيرين كتابي من موظفة المكتبة وأنا استعير نظرة منك وراء زجاج الزعل المضبب"
هذا الديوان يذكرني لما أحُب هذا الشاعر , لم يكن مُجرد شِعر عادي كنت تفاصيل تُحاكي أشياء أكبر من مُجرد فرح أو حُزن أو سخط أو ذكرى أو حرب أشياء أكبر ك الحياة ب كُل تفاصيلها ..
غدا ستكبر زهرة عباد الشمس وتدير رأسها الأصفر الصغير في كل الاتجاهات ذاهله مرتبكة فثمة اكثر من شمس... وعندما لاتجد خياراً أو ملاذا ستلقي بنفسها بين يديك
بكِ كثافةُ الوردةِ في ذبولها... - رينيه شار - ....................... قلتُ لزهرةِ الياسمين: من أينَ لكِ كلّ هذه الطاقةِ على العبقِ وأنتِ محاطةٌ بالشوكِ من كلِّ جهاتِ القلبِ الأربعِ ابتسمتْ... وأشارتْ إلى ما تحت أوراقها البيض كانتْ ثمة ندوب كثيرة تضرّجُ جسدَها الغضَّ لا بأس... ما دام هنالك عاشقان على ظهرِ الأرضِ أو فراشتانِ في الأثيرِ فسأتفتحُ * قلتُ لقلبي: من أين لك هذه الطاقة على الحنينِ وأنتَ مشظّى على كلِّ الدروبِ نظرَ لي بانكسارٍ: ـ أيها الشاعرُ الحزينُ ماذا أفعلُ؟ إذا كنتَ لا تتوقف عن الحبّ.. .......................... ●ديوان عميق ومختلف... أول قراءة لعدنان الصائغ