What do you think?
Rate this book


351 pages, Paperback
First published January 1, 2012

"حين اختار تولكين « ذهابًا وعودة » بصفته عنوانًا فرعيًّا لكتابه ، كان يدرك بشكل شبه مؤكَّد أنه يحاكي الكلمة اليونانية nostos ، التي عادةً ما تُترجَم « العودة إلى الوطن » . كان اليونانيون يرون العودة إلى الوطن سببًا للاحتفال ، وتأتي كلمتهم في اللغة الإنجليزية باعتبارها أصلًا لكلمة nostalgia ( بمعنى الحنين ) ، غير أنه بوسعنا أن نرى في ذلك غموضًا أكثر كآبة . بمعنى أن مشكلة الحنين أنه يحتفي بما « كان » على حساب ما هو « كائن » . إنه شكل من أشكال الحزن ، ثمنٌ غالبًا ما ندفعه لقاء إقدامنا على المغامرة والمجازفة من الأساس .
إن بيلبو الذي يقضي أيامه في الكتابة في منزل إلروند يغلبه الحنين ، حتى إنه — وللمفارقة — لا يستطيع أن يرى ، ولو بطريقة واحدة حاسمة ، أنه لم يَعُدْ إلى الوطن الذي غادَرَه . لقد غيَّرَتْه خبراته ، التي أبرزها عبء حمل الخاتم في العقود التي تلَتْ مغامراته مع الأقزام . لقد جرَّدَتْه من الحكمة الطفولية البريئة التي أدركها فيه ثورين ، البراءة التي جعلته ، على الأقل خلال فترة أحداث « الهوبيت » ، يتخيَّل أنه قد استطاع العودة
إن منازلنا الأولى تُحقِّق لنا الرضا والإشباع لأنها تحافظ علينا بكل مشاعرنا وأحاسيسنا الطفولية البريئة . وحين نغادرها نخاطر ببراءتنا ؛ فنحن نقايض شيئًا لا يمكننا استعادته قط بعدم اليقين .
فثمة مكافآت لترك المرء وطنه ثم العودة إليه ، ولكن هناك ثمنًا باهظًا لذلك أيضًا"