أسامة أنور عكاشة أحد أهم المؤلفين و كتابي السيناريو في الدراما المصرية و العربية و تعتبر اعماله التلفزيونية الأهم و الأكثر متابعة في مصر و العالم العربي . كان يكتب أسبوعياً مقالاً في جريدة الأهرام المصرية أكبر الصحف تأثيرا الصادرة في القاهرة وأكثرها مبيعا، وإشتهر كونه كاتب بعض أكثر المسلسلات في مصر والشرق الأوسط شعبية في التلفزيون المصري مثل ليالي الحلمية والشهد والدموع. يعرف عن أسامة أنور عكاشة عشقه الشديد لمدينة الأسكندرية المصرية الساحلية رغم أنه لم يولد بها
أراها المعادل الأدبي للدراما التليفزيونية الشهيرة للكاتب اسامة انور عكاشة مسلسل - الراية البيضا - عمل جميل امتعني كثيراً، قرأت الراوية خمس مرات. رغم أن عدد شخوص الراوية الأساسيين معدودين الا أن تيمة الفلاش باك التي تكررت في مواقف مختلفة؛ أضافت حيوات أخرى لحياة الأشخاص المتصدرين لمشهد الرواية، كما اضافت شخوص آخرين كان لها تأثير في سير الأحداث وفك الكثير من الأحاجي وإفشاء للأسرار المكتومة. الرواية تعالج خطورة سطوة بعض الشخصيات مراكز القوى المالية واصحاب المليارات طائفة توصف بأنها فوق القانون وخارج نطاق التقييم والمحاسبة ولا تتقيد بتلك القيود التي يتقيد بها الناس العاديين. طائفة من رجال الأعمال ذوو النفوذ الطاغي لا يخضعون لقوانين لأنهم هم من وضعت تلك القوانين لحمايتهم
ترقرقت عيناي عند خط النهاية ليس فقط تأثرا بقسوة الحقيقة و لكن ايضا لفراق صديق و ونيس غالي ، كانت الحكاية علي مدار أيام مكافأة و ملاذ ا أهرع إليه يضمني و يبعدني .. يأخذني إلى أيام مرت و لكنها لم تفني ، الأمر كله و السر يكمن في قلم الأستاذ .. كما شكلت أعماله الدرامية عميق تكويني رسخت كلماته هذا الأساس ، قدرته في الحكي هي إحدي القدرات القليلة القادرة علي فك شفرات طلاسم الإحساس و فتح آفاق العاطفة .. كل الحنين و الحب لزمن الأستاذ الباق .. الخالد . .
وهج الفصول كلها وليس الصيف فقط ، ذروة قرار الإنسان و ذبذبة عقله ، اليقين و الوهم و التشبث بالشجاعة للاحتماء من فواجع الخسة والجبن .. يوسف الذي يحارب دواخله و يتصدي لها قبل ان يتصدي لشرور آل الرمادى و الظلم الطاغي علي المسالك الممكنة .
حرب الطبقات و النفسيات و البشر و المجتمع ، هي حكاية مصر في مثال حي شبيه لأمثلة عالم اسامة انور عكاشة ... عالمه المنبثق من أعماله الدرامية ، رسم شخصياته بالطريقة التي لم يقترب منها أحد و دواخل البشر و البلد التي لم يدخل إليها من نفس الثقب احد ، حالة متفردة و تفردها في سهولتها و قدرته الرهيبة علي السرد بإنسيابية و بساطة و سرعة دون المساس بقوام تماسك البناء .
حتي زائري الحكاية لم يسلموا من شج صدورهم و إقتلاع حقيقتهم ، مشاهد من ذاكرة الابطال تومض في عذوبة فتزهو السنين و يعطيك فوق الحكايات حكايات قادرة علي سلب اي مدخر من الكسل لديك فتغوص بكل كيانك داخل شوارع داير البحر و تتمشي علي طول الكورنيش و تأخذك قدمك إلي جليم ..
تحب الاسكندرية و تكرهها ، تستسيغ الحياة و تنفر منها .
شخصيات حقيقية ، حكايات عذبة ، آلم موجع، و حب مستحيل ، كلمات تتسابق في مدي بلاغتها ... عالم متميز لا يشبهه سوي نفسه ولا غير أعمال الأستاذ الدرامية قادرا علي مجابهة هذا الجمال في رواياته .
أجمل مافي الرواية أن الإنسان يقع أحيانا بين مطرقة المعرفة وسندان الرؤيا، فهو لم ير لكنه درى. وهنا كمنت مأساة يوسف الأحلى عندما أراد مواجهة الحيتان الكبيرة مثل عبد الرحمن الرمادي وابنه أخيه جاسر. قصة معادة مكررة عبر مراحل الزمن، ظلم يطحن العدالة ويشتريها ليحوّلها أداة طيّعة في يديه. يشتري الضمائر والذمم و يدوس على الكرامة وكلمة الحق والصدق. ملاحظة: قرأت النسخة من طبعة كتاب الجمهورية 2001 وبها كثير من الأخطاء الطباعية التي تعيق القراءة.