إننا اليوم أشبه بجند طارق بن زياد بالامس , العدو من أمامنا , وبحر من الظلمات من وراءنا !! وليس لنا والله إلا أن نمد أيدينا إلى منقذ , وإنه بيننا ولكننا قد كففناه عن العمل !!
كتاب يضم مجموعة من الخواطر فاضت بها نفس الكاتبة وهي لم تزل في التاسعة عشر من عمرها ... كان هذا هو أكثر ما لفت انتباهي في الكتاب، أقلام الشباب هي ما نحتاجه اليوم، عزيمتهم، أفكارهم، آلامهم وطموحاتهم، الشباب هم الأمل والحياة... غلبت في بعض السطور والمواضيع العاطفة على الحوار العقلي، وأجادت في كثير من المواضيع التي ما زالت إلى الآن مطروحة للحوار في المجتمع، وبالتأكيد مع مرور السنوات وزيادة التجارب في الحياة يزداد الوعي ويتسع أفق الرؤية، إلا أن الكتاب يبقى مثل يحتذى به لتجربة كتابة فتية ناجحة.
أحياناً تضع جدول لقراءة كتاب ما.. و أحياناً يبقی بجانب سريرك لأسابيع.. و أحياناً تمسك كتاباً مهترئ الصفحات من علی رف المكتبة و أنت تنتظر جلوس العائلة علی سفرة الغداء لتنهيه في جلسة شبه متواصلة قبل وجبة العشاء.. هذا ما حدث معي اليوم:
"الراقصون علی جراحنا للكاتبة يمان السباعي"
250 صفحة.. خاطبت فيها الكاتبة الشابة العقول و العواطف و ناقشت فيها عدد من القضايا الشائكة باستخدام المنطق لا الإكراه..
بين زمن كتابته و يومنا الحاضر أكثر من 30 عام أكاد أجزم أنه لم يتغير فيها شيء من حال المسلمين إلا قليلاً!
نقاط معدودة هي التي قد لا أتفق معها فيها و أعجبت ب 36 اقتباسا.
من أجمل الكتب التي ناقشت تفاصيل وجعنا و واقعنا المعاصر فعلاً .. أول تفسيرٍ و رأيٍ أقرؤه حول نفس العقل والدين على المرأة كان ليمان السباعي .. هذه الجروح من الحريّ أن ننتبه لها جميعاً و نتعرف على تفاصيلها واقعاً لنحاول تضميدها فعلا :) .. .. شكراً يمان , كتاب قيّم جدا