نبذة المؤلف: هذا تمهيد لتاريخ الفلسفة افسلامية يشتمل على بيان لمنازع الغربيين والإسلاميين ومناهجهم في دراسة الفلسفة الإسلامية وتاريخها، والباحثون من الغربيين كانما يقصدون إلى استخلاص عناصر أجنبية في هذه الفلسفة ، ليردوها إلى مصدر غير عربي ولا إسلامي وليكشفوا عن أثرها في توجيه الفكر الإسلامي، أما الباحثون الإسلاميون فكأنما يزنون الفلسفة مميزان الدين، ويتلو هذ البيان شرح لمنهج في درس تاريخ الفلسفة الإسلامية مغاير لهذه المناهج، فهو يتوخى الرجوع إلى النظر العقلي الإسلامي في سذاجته الأولى وتتبع مدارجه في ثنايا العصور وأسرار تطوره.
الشيخ مصطفى حسن عبد الرازق (حوالي 1304 هـ / 1885م - 24 ربيع الأول 1366 هـ / 15 فبراير 1947م) مفكر وأديب مصري، وعالم بأصول الدين والفقه الإسلامي شغل منصب شيخ الجامع الأزهر الشريف، ويعتبر مجدد للفلسفة الإسلامية في العصر الحديث، وصاحب أول تاريخ لها بالعربية، ومؤسس «المدرسة الفلسفية العربية». تولى الشيخ مصطفى عبد الرازق وزارة الأوقاف ثماني مرات، وكان أول أزهري يتولاها، واختير شيخا للأزهر في ديسمبر 1945م / محرم 1365 هـ.
ولد مصطفى عبد الرازق في أسرة وطنية ثرية في قرية أبو جرج بمحافظة المنيا؛ فكان والده حسن عبد الرازق من مؤسسي جريدة «الجريدة» التي دعت إلى الحكم الدستوري والإصلاح الاجتماعي والتعليم، وكذلك كان والده من مؤسسي «حزب الأمة». حفظ القرآن الكريم، ثم التحق بالأزهر، حيث التقى بالشيخ الإمام محمد عبده، وهناك حصل على شهادة العالمية سنة (1326 هـ / 1908م). ودرّس القضاء الشرعي في الأزهر. ثم استقال.
أهمية هذا الكتاب في تاريخنا الفكري الحديث , هو أنّه -رغم بساطته بالنسبة لمن لا يراعي هذه المسألة- أول من لفت إلى أن دراسة الإنجاز الفلسفي للحضارة الإسلامية لا يجب أن تقتصر على مصنفات فلاسفة المسلمين الذين شرحوا و بنوا على الآثار اليونانية , كما تتجه الدراسات الاستشراقية , و إنّما يتمثل هذا الإنجاز قبل ذلك بشكل أوضح و أهمّ في أصول الفقه و علم التصوف و علم الكلام , و هذا فتح المجال لدراسات كثيرة , و لأفق مختلف في مقاربة هذه العلوم لم تستنفد ممكناته البحثيّة و المعرفية حتى اللحظة.
أهمية الكتاب تأتي من أن صاحبه يُعتبر مؤسس مدرسة في بحث التاريخ الفلسفي الإسلامي، المدرسة التي أثّرت على عدة باحثين في القرن المُنصرم بدرجات متفاوتة، من سامي النشار إلى عبد الرحمن بدوي . الكتاب عبارة عن أبحاث متفرقة حول الفلسفة الإسلامية تأريخاً ومنهجاً، ففي الثلث الأول من الكتاب تقريباً كانت مقارنة بين آراء المستشرقين والعلماء المسلمين حول أصول وأصالة الفلسفة الإسلامية. أما الفكرة الرئيسية التي احتلت الجزء الأكبر من الكتاب هي أن بحث الفلسفة الإسلامية والتفكير الفلسفي عند المسلمين يجب الّا يقتصر على البحث في كتابات فلاسفة الإسلام، بل يجب أن يتعداه إلى أصول الفقه، ولهذا السبب أخذ الكتاب منحى تأريخي لنشأة الفقه وأصوله، حتى أصبح أقرب ما يكون بكتاب في تاريخ الفقه أكثر منه في الفلسفة (بالمعنى المتداول على الأقل)، وهذا المنهج في البحث لم يوافقه عليه العديد من الباحثين -مثل بدوي- إذ أنهم يرون بأن بحث الفلسفة الإسلامية يكون عند من تسمّوا بهذا الاسم لا في غيرها من المجالات.
مجدد الفكرة الشيخ مصطفى عبد الرازق تلميذ مجدد الفكر الإمام محمد عبده، ذلك الرجل الذي فطن إلى كلام شيخه الإمام عن ضرورة تجديد الفكر الإسلامي وتحريك مائه الراكد لقرون طويلة أدت إلى تأخر المسلمين فضلا عن العرب الذي أثبت التاريخ ألا حقيقة لوحدتهم دون عقيدة تتغلب على نزعات الفرقة والتشتت التي ملأت كيانهم وغلبت على متجهاتهم في شتى مناحي الحياة.
عني الشيخ مصطفى عبد الرازق بفِكَرِ (ج:فكرة) المسلمين استجابة لدعوة الإمام بإعادة النظر في الأفكار (ج: فكر) الإسلامية وتصحيح مسار ما اعوج منها وأمكن تصحيحه، وإهمال ما أثبت العلم عدم جدواه، وكذلك تصويب ما هو نافع من فكْرهم واستخلاص الفكرة المناسبة لكلِ ولتغير الأزمان مع تعديل ما يحتاج إلى تعديل.
وجد الشيخ مصطفى عبد الرازق نفسه ـ والذي أصبح فيما بعد شيخا للجامع الأزهرـ أمام بحر خضم من الفِكَرِ تخوض غماره فلول من ربابنة الفكر الإسلامي على مدار ما يزيد على الألف عام، ثم هاله ما وراء هذا البحر من شطئان تحاول رسم صورة له؛ تمثلت هذه الشطئان في محاولات التأريخ والتدوين لهذه الفِكَرِ المتناثرة، وقد استعملت في عملية التأريخ عدة مناهج غلب على مجملها التذوق والذاتية وربما الانتقائية وسقط كثير منها في دوامات العصبية والعنصرية لأسماء متعددة راجت كثيرا في القرن الرابع عشر الهجري التاسع عشر الميلادي، منها على سبيل المثال العصبية إلى نظرية تفوق الجنس الآري التي قسمت العالم إلى ساميين وآريين، ورواج الفكر المادي والجدل التاريخي، وأصحاب القول بالداروينية، هذه الاضطرابات الفكرية التي أثمرت في النهاية تلك الحروب العالمية التي أتت على الأخضر واليابس، وما كان لشجرة النار أن تثمر لبنا.
وجد الشيخ مصطفى نفسه أمام واجب يلح عليه بأدائه كأول أستاذ عربي مسلم يدرس الفلسفة الإسلامية في الجامعة المصرية بأن يمحص الفكرة إكمالا لمشروع أستاذه الإصلاحي الذي قام بتمحيص الفكر، وكعادة العلماء دائما لم يطلب الشيخ استواء الزرع وبدو الثمرة قبل تهيئة التربة الصالحة لإنبات شجرة صالحة؛ فكان مشروعه لإعادة التأريخ للفلسفة الإسلامية بأيد إسلامية وقد احتكرت هذا الشأن لأزمان طويلة ألسن غير عربية وعقائد غير إسلامية، ورغم أنهم بذلوا جهدا رائعا مشكورا في هذا الأمر كما يقرر الشيخ نفسه حين يقول: “فإن الناظر فيما بذل الغربيون من جهود في دراسة الفلسفة الإسلامية وتاريخها لا يسعه إلا الإعجاب بصبرهم ونشاطهم، وسعة اطلاعهم وحسن طريقتهم” إلا أنهم كانوا ـ كما يقول في موضع آخر ـ “كأنما يقصدون إلى استخلاص عناصر أجنبية في هذه الفلسفة؛ ليردوها إلى مصدر غير عربي ولا إسلامي، وليكشفوا عن أثرها في توجيه الفكر الإسلامي”، أرجع الشيخ الخلل في أبحاث هؤلاء إلى “نزوات من الضعف الإنساني” ولكنه أيضا كعادة العلماء في إحسان الظن بمن يحملون لواء العلم من الناس كان يرجو دائما لهم أن تتيقظ فيهم ” عواطف الخير في البشر وانسياقها إلى دعوة السلم العام، والنزاهة الخالصة والإنصاف والتسامح، مدعاة للتعاون بين الناس جميعا على خدمة العلم باعتباره نورا لا ينبغي أن يخالط صفاءه كدر”، أراد الشيخ أن يبدأ في استنباط منهج جديد يعالج الفلسفة الإسلامية باعتبارها نموذجا للفكر والفكرة الإسلاميين.
ورغم أن الشيخ رفض فكرة اليأس من مخالفات المؤرخين الغربيين في الفلسفة ومن سلك مسلكهم من المتغربين الإسلاميين بمثل رفضه لإنكار عملهم وجهودهم إلا أنه رأى أن من الصواب البدء في تكوين جيل عربي/إسلامي يحمل راية تنقيح فِكَرِ الأجداد ومن ثم البناء عليها ما يناسب عصرنا ومستجدات واقعنا.
تمثل هذا المشروع في عدة محاضرات القاها على تلامذته ثم أصبحت بعد ذلك كتابا نتصفحه الآن بين يدي القارئ من أعظم ما كتب في التأريخ للفلسفة الإسلامية موضوعا وأثرا؛ أما من حيث الموضوع فيبرز في مطالعة فصول الكتاب والوقوف على أسباب ترتيبه على هذا النحو وأيضا باعتباره الرائد الأول لتأريخ الفلسفة الإسلامية في العصر الحديث من المسلمين، وأما أثره فيظهر في جيل الرواد العرب والمسلمين ومن تتلمذ على أيديهم في أيامنا هذه وجلهم مردهم إلى الشيخ مصطفى عبد الرازق تلمذة أو قراءة ومنهم على سبيل المثال د/ على سامي النشار.
قسم الشيخ كتابه إلى قسمين؛ الأول تناول فيه مقالات الغربيين والإسلاميين في الفلسفة الإسلامية، مبينا مناهج كل في هذا الصدد وقد التزم الموضوعية حتى بين أن الغربيين أرادوا تجريد الفلسفة الإسلامية من عناصرها الأصيلة وردها كلها إلى جذور إغريقية، ولم ينكر الشيخ ذلك بل يقول: “وليس بين العلماء نزاع في أن الفلسفة الإسلامية متأثرة بالفلسفة اليونانية”، ولكنه ينكر ـ والعقل والموضوعية معه ـ أن تمر ألف سنة من حضارة سادت العالم وبرز فيها علماء في كل علم دون أن تنتج شيئا أو يكون في أصولها عناصر متجذرة وأن تنشئ كل ما أنشاته على عناصر أجنبية كانت بين أيدي أهلها في نفس الفترة الزمنية ورغم ذلك نافسوا الأمم المتخلفة على احتلال كرسي المؤخرة “فهل يظن ظان ان عقلا كابن سينا لم ينتج في الفلسفة شيئا طريفا وأنه لم يكن إلا مقلدا لليونان؟”، كما لم ينس الشيخ الباحثين الإسلاميين فتناولهم بنقده مستخلصا أنهم “يزنون الفلسفة بميزان الدين” كما عرض آراء هؤلاء الذين رفضوا الفلسفة بكل ما فيها وكذلك انتقد الذين حولوا البحث الفلسفي إلى مباحث جدلية ومساجلات كلامية لا تنتج جديدا، بل ذهب الشيخ في نقده للإسلاميين إلى الحد الذي حكم فيه أن “تاريخ الفلسفة بالمعنى الحديث لم يوجد في الإسلام، والذي عرفه المسلمون من دراسة تاريخ الفلسفة هو كتب الطبقات والتراجم، والقسم الثاني من الكتاب تناول فيه الشيخ منهجه الذي يرمي إليه في دراسة تاريخ الفلسفة الإسلامية حيث أوضح أن بداية الفلسفة إنما تبدأ مع بداية معناها لا مصطلحها أي مع بداية التفكير العربي/الإسلامي، وحكمة العرب نوع من التفلسف وكذلك مناقشات المسلمين الدينية لاستخلاص الأحكام، وقد عظم الشيخ صنيع الإمام الشافعي في الرسالة وهي الكتاب الذي وضع كمعيار للحكم الشرعي، وفي رأيي أن أفضل نتيجة توصل إليها الشيخ هو دعوته إلى إدخال علم أصول الفقه ضمن مباحث الفلسفة الإسلامية وحكمه على هذا العلم بأنه يمثل الفلسفة الإسلامية الأصيلة الخالية من أية شوائب أجنبية.
يحكم الشيخ بحزم على النزاع بين الباحثين حول تسمية الفلسفة عربية أو إسلامية، بأنها إسلامية كما سماها أصحابها، ويورد الأدلة على أنهم اعتبروها كذلك في كتبهم، فلا تجوز المشاحة في هذا الأمر، وإذا كان الغرب كلما أطلق مصطلحا أخذناه على ما فيه من رزايا كما أطلقوا على الإجرام الفكري اسم الإرهاب وقبلناه، وعلى المتمسكين بالنصوص الدينية اسم الراديكاليين وقبله الكثير، فكذلك أطلق المسلمون على الفلسفة الإسلامية هذا الاسم، ومن شارك فيه من غير المسلمين كان فيلسوفا إسلاميا ولو لم يكن مسلما.
وفي النهاية هذا الكتاب بحق يستحق الدراسة والمطالعة الدقيقة لا مجرد القراءة المتعجلة فإن أكثر ما عالجه من قضايا لم تزل مشكلات تثار على الساحة الإعلامية والثقافية وإذا كان مؤرخوا الفلسفة قد حسموا أمرهم في كثير من هذه القضايا سواء بالحكم له أو عليه فإن كثيرين من المثقفين فضلا عن العوام ما زالوا في معامي التيه يخبطون في هذه المسائل خبط عشواء.
كنت أنتظر أن يتحدث الكتاب عن الفلسفة ولكن يبدو أنني لم أفهم العنوان كما ينبغي فالكتاب يركز بشكل كبير على ترجمات الفلاسفة المسلمين أكثر من تركيزه علي شرح آرائهم الفلسفية. ولذلك فهو بالفعل تمهيد للتاريخ وليس للفلسفة. قد يستفيد منه الأكاديميون المتخصصون أكثر من القارئ غير المتخصص مثلي وخصوصا اذا كنت تبحث عن كتاب يشرح الفلسفة الإسلامية بعمق.
المؤلف كان عضواً في مجمع اللغة العربية، وهو أول أستاذ جامعي مصري يقوم بتدريس الفلسفة الإسلامية بعد أن كان يقوم بتدريسها مجموعة من المستشرقين، وتولى أيضاً وزارة الأوقاف، ثم مشيخة الأزهر، وكان من تلامذة الشيخ محمد عبده.
بالنسبة للكتاب فهو عبارة عن أوراق كتبها وجمعها أيام اشتغاله بالفلسفة بالجامعة المصرية، وذلك كان قبل عام 1358هـ -لأنه ترك الجامعة في هذا العام-، ثم تركها على حالها حتى نشرها عام 1363هـ.
والمؤلف يُكثر من إيراد النقولات، حتى لو قلت أن ثلثي الكتاب نقولات لم أكن مبالغاً.
وقد قسم الكتاب إلى قسمين:
القسم الأول/ مقالات الغربيين والإسلاميين في الفلسفة الإسلامية، وجعله على أربعة فصول:
الفصل الأول: مقالات المؤلفين الغربيين: تناول فيه موقف جملة من المستشرقين من الفلسفة الإسلامية، فبعضهم يزعم أن بين الإسلام والفلسفة تبايناً حاداً، وأن مناط الابتكار في الفلسفة الإسلامية هو فقط في التوفيق بين الدين والفلسفة، وأنه مما عاق تقدم المسلمين في الفلسفة القرآن الذي يعوق النظر العقلي الحر، وأنهم جعلوا لأرسطو سلطاناً مستبداً على عقولهم دون حسن تفهمهم لمذهبه، وأيضاً لما في طبيعتهم من ميل إلى التأثر بالأوهام، وذلك بخلاف الجنس الآري الأوروبي.
ورد المؤلف على هذا الكلام.
الفصل الثاني: مقالات المؤلفين الإسلاميين: فبعض علماء المسلمين (صاعد بن أحمد) ذكر أن الله لم يهيئ طباع العرب للعناية بها، وبعضهم (الشهرستاني) ذكر أنهم شرذمة قليلة، ونقل أيضاً رأي الجاحظ، وابن خلدون، وحاول المؤلف الجمع بين أقوالهم وتوجيهها.
الفصل الثالث: تعريف الفلسفة وتقسيمها عند الإسلاميين، تناول تعريفات جملة من علماء المسلمين للفلسفة وأطال في بيانها وشرحها.
الفصل الرابع: الصلة بين الدين والفلسفة عند الإسلاميين: ذكر عن ابن حزم أن الفلاسفة يرون أن غاية الدين والفلسفة هو إصلاح النفس والوصول بها للسعادة، وإنما الفرق في أن الفلاسفة يرون أن طرق الفلسفة في الوصول للسعادة وإصلاح النفس وتهذيبها يقينية، أما طريق الدين فإقناعي، وأن الفلسفة تعطي حقائق الأشياء كما هي، بينما لا يعطيها الدين إلا تمثيلاً وتخييلاً، وأن الشريعة طب المرضى بينما الفلسفة طب الأصحاء.
وذكر أن علماء الدين في أكثر أمرهم خصوم للفلسفة.
القسم الثاني: منهجنا في درس تاريخ الفلسفة الإسلامية، وجعله على ثلاثة فصول:
الفصل الأول: بداية التفكير الفلسفي الإسلامي: كان العرب عند ظهور الإسلام يتشبثون بأنواع من النظر العقلي يشبه أن تكون من أبحاث الفلسفة العلمية؛ لاتصالها بما وراء الطبيعة من الألوهية وقدم العالم أو حدوثه، والأوراح والملائكة والجن والبعث ونحو ذلك، ثم جاء الإسلام داعياً إلى الوحدة في الدين ونبذ الاختلاف والتفرق في الدين والجدال إلا عند الحاجة، وأن المسلمين في الصدر الأول كانوا يرون أن لا سبيل لتقرير العقائد إلا بالوحي، لكن في أواخر عهد الصحابة حصل خلاف القدرية ونشأ علم الكلام. لكن النظر العقلي في المسائل العملية كان ممدوحاً، وأيد النبي r معاذاً على قوله (أجتهد رأي ولا آلو)، فهذا الاجتهاد بالرأي هو بداية النظر العقلي عند المسلمين. فعلى الباحث في تاريخ الفلسفة الإسلامية أن يدرس الاجتهاد بالرأي منذ نشأته إلى أن صار نسقاً من أساليب البحث العلمي.
الفصل الثاني:النظريات المختلفة في الفقه الإسلامي وتاريخه: عقد هذا الفصل لأن البحث في الرأي وأثره في تكوين المذاهب الفقهية يستدعي نظرة في تاريخ الفقه الإسلامي ومصادره، قارن في هذا الفصل بين نظرة المستشرقين والمسلمين للفقه الإسلامي وتاريخه واستمداده.
الفصل الثالث:الرأي وأطواره: تحدث فيه عن الاجتهاد والرأي في عهد النبي r،ومن لدن الصحابة y إلى عهد الإمام الشافعي، وخصه وكتابه الرسالة بالحديث؛ لأنه يلمح في (الرسالة) نشأة التفكير الفلسفي في الإسلام، وأن طريقة المتكلمين في علم أصول الفقه غلبت على طريقة الفقهاء، فنفذت إليه آثار الفلسفة والمنطق.
ثم أخيراً جعل المؤلف مبحثاً في آخر الكتاب عنونه بـ(ضميمة في علم الكلام وتاريخه)
الكتاب: تمهيد لتاريخ الفلسفة الاسلامية الكاتب: مصطفى عبد الرزاق دار النشر: مؤسسة هنداوي عدد الصفحات: ٣١٩
تاريخ الفلسفة الإسلامية: يقوم الكتاب بدراسة تطور الفكر الفلسفي في العالم الإسلامي عبر العصور المختلفة، بدءًا من الفترة العربية القديمة وصولاً إلى العصر الحديث. يتم التركيز على الفلاسفة البارزين والمدارس الفلسفية الهامة التي نشأت خلال هذه الفترات، مع التركيز على الأعمال الرئيسية والمساهمات الفلسفية التي قدمتها تلك الفترات.
الموضوعات الفلسفية الرئيسية: يتطرق الكتاب إلى مجموعة من الموضوعات الفلسفية الأساسية التي اهتم بها الفلاسفة الإسلاميون، مثل مفهوم الوحدانية (التوحيد) والعدل والحرية والقدر والنفس والعقل، ويقدم تحليلًا دقيقًا للمفاهيم الفلسفية المرتبطة بهذه المواضيع.
المدارس الفلسفية الإسلامية: يتناول الكتاب تطور المدارس الفلسفية في العالم الإسلامي، مثل المعتزلة والأشعرية والمتصوفة والفلاسفة الأكبر، موضحًا الفروقات والتشابهات بينها وكيف تأثرت ببعضها البعض عبر الزمن.
التأثير على الفكر الإسلامي والعربي: يناقش الكتاب كيف أثرت الفلسفة الإسلامية على الفكر الإسلامي والعربي بشكل عام، وكيف تأثرت بالظروف السياسية والاجتماعية والثقافية التي مر بها العالم الإسلامي عبر العصور.
التحليل النقدي: يقدم الكتاب تحليلات نقدية لمفاهيم وآراء فلاسفة معينين، ويساعد القراء على فهم النقاشات الفلسفية والتفكير النقدي في العالم الإسلامي من خلال الاستعانة بالمنهجيات والأساليب النقدية المعاصرة.
الكتاب مكنش وحش، بس برضه مكنش أحسن حاجه أو زي مـا كنـت متصور. طبعاً هو مش بيناقش الفلسفة على قد ما بيعرض تاريخها.
الجميل في الكتاب زي ما مكتوب في تعليقات سابقة إنه إهتم بالفقه وعلم الكلام كجزء من تطور الفلسفة الإسلامية.
أكبر عيوب الكتاب هو إن الكتاب عبارة عن إقتباسات بشكل مبالغ فيه، تقريباً مفيش غير إقتباسات وشوية سطور بسيطة فيها رأي مصطفى عبد الرازق اللي من كتر الإقتباسات مش هتاخد بالك من إن ده كلامه مش إقتباس، ومع ذلك فده يتيح عدد كبير جداً من المراجع للشخص اللي هيحب إنه يتعمق أكتر في تاريخ الفلسفة الإسلامية.
الكتاب بسيط جداً وللأسف لم يثر لدي أي أفكار ولم يروي عطشي لفلسفة حقيقية
هناك درس مهم يجب أن نراعيه أثناء القراءة في الكتب النوعية التي أثرت في مسار الفكر الإنساني وهو "عدم إغفال السياق الفكري القائم أثناء الكتابة" في الوقت الذي كُتب فيه الكتاب،كان الدراسات الاستشراقية فتنة ذلك العصر،وكان السمت العام لتلك الدراسات "عزو الفلسفة الإسلامية لليونانية وأنها مجرد حاشية على متن اليونان" فكانت رؤية الشيخ مصطفى رؤية تأسيسية ونقلة نوعية في حقل الفلسفة الإسلامية ومنهج جديد ومدرسة جديدة،لفتت النظر لأصالة الفكر الإسلامي وأصالة علم الكلام وأن المسلمين الأوائل لم يقبلوا تلك الفلسفة كما هي هذه المدرسة التي أثرت على جيل كامل كان من رواد تلك المدرسة علي سامي النشار وعبد الرحمن بدوي وغيرهم من مؤرخي الفكر العربي،وأسست تلك المدرسة لمنهج جديد مغاير للمنهج السائد عند المستشرقين فالكتاب يجب أن يقرأ من تلك الزاوية،فهو منهج أكثر من كونه معلومات ومادة أكثر من كونها كتاب بدون مراعاة السياق التاريخي سيبدو الكتاب أكثر من عادي أما عن الكتاب فقد جاء عبر عدة أقسام جاء القسم الأول في ذكر أهم أراء الغربيين التي غلب عليها الانتقاص والتقليل من الفلسفة الإسلامية ثم استعرض آراء الإسلاميين ثم تحدث عن مصادر الفلسفة العربية وذكر فيه تعريف الفلسفة الإسلامية عند الإسلاميين و عن الصلة بين الدين والفلسفة عند الإسلاميين ثم القسم الثاني ذكر منهجه الذي يرتضيه في دراسة الفلسفة الإسلامية وذكر أصالة الفكر الإسلامي المغاير للفلسفة اليونانية في ثلاثة علوم أصول الفقه/علم الكلام/التصوف وتبعها محاولة تأصيل للرأي في الإسلام ومراحله التاريخية لإثبات أصالته وختم الكتاب ببحث موجز لتاريخ علم الكلام في الإسلام وأي يكن فالكتاب كان محاولة لرد عادية المستشرقين وإثبات أصالة الفكر الإسلامي أمام الرؤية السائدة التي لم تكن ترى للفكر الإسلامي أثرا سواء اختلفت أم اتفقت معه وربما تختلف معه فعلا وترى أن فلاسفة الإسلام كلهم لم يكن فكرهم فكرا إسلاميا خالصا وربما ترى عكس ذلك لكن لا يمكنك أن تتجاهل أثر الكتاب وحسبك بأهم مؤرخي الفكر العربي علي سامي النشار حيث ذكر أن جيله من الباحثين تأثروا بمنهج الشيخ وكان له فضل في توجيه أنظارهم.
وفي رسم صورة كاملة لما هي الفلسفة الإسلامية، قام عبد الرازق بمسح تاريخي على الأدبيات المتعلقة بالفلسفة الإسلامية، سواء تلك التي كتبت بأقلام أبناء الحضارة الإسلامية، او تلك التي كتبها المستشرقون، ناقدًا بموضوعية الدعاوي العنصرية التي أطلقها بعض المستشرقين، رافضًا زعمهم بأن الفلسفة الإسلامية هي إعادة صياغة مبتسرة للفلسفة اليونانية. ومتمردًا على تأثير النظريات التي صاغها المستشرقين بشأن الفلسفة الإسلامية، يعيد مصطفى عبد الرازق تعريف "الفلسفة الإسلامية" تعريفًا فريدًا، يرى فيه أن الفلسفة الإسلامية الحقة، وعاءها مدرسة الرأي في الثقافة الإسلامية، والتي يبلغ قمة إنجا��ها الفلسفي بصياغة علم أصول الفقة، وبدرجة اقل علم الكلام. وهو في ذلك يعيد تعريف حقل عمل الفلسفة الإسلامية ليصبح البحث عن إجابات الأسئلة الحياتية التي تواجه المسلم بالإعتماد على الكتاب والسنة، ولذلك فإن أنجاز الفلسفة الإسلامية هو صياغة علم أصول الفقه الذي يؤطر ويناقش منهج البحث عن تلك الأسئلة الحياتية، وبدرجة أقل منه علم الكلام أو الجدل.
الكتاب كان جيّداً في عرض آراء الغربيين في الفلسفة الإسلامية ثم آراء المسلمين ثم في عرضه لتعريف الفلسفة والخلاف في تسميتها عربية أو إسلامية وهذه كانت بداية الكتاب.
ثم تحدث الدكتور عن حال الفكر عند العرب قبل الإسلام قليلاً ثم تحدث عن ما بعد الإسلام في فترة النبي (ص) والخلفاء من بعده والرأي والاجتهاد في تلك الفترة وعن التشريع ومصادره ثم عن العصر الأموي ثم العبّاسي وظهور المذاهب الفقهية في تلك الفترة.
ثم يعرض بإيجاز تاريخ علم الكلام وبداية نشأته ***** الكتاب في أغلبه ربما كان عبارة عن اقتباسات بينما كنت أنتظر أن يعرض الدكتور آراءه بشكل أكبر، ثم إن الدكتور في رأيي أسهب في الحديث بعض المواضيع كثيراً ولم يعط بعض المواضيع حقّها من البحث، لكن لم يخل الكتاب بالنسبة لي من فائدة
قيمة الكتاب مرتبطة بتوقيت ظهورها والأفكار التى أوردها وقتها....لوقرأت الكتاب الآن ربما تظن أنه لايحوى جديداً، لكن هذا هو بالضبط ماقدمه الكتاب، أنه بنا عدد من الأساسات التى اصبح أغلب من يتحدث في الفلسفة الاسلامية يعتمد عليها الان. الملاحظة التي استوقنتني في الكتاب هو النقاش الذي دار بين الشرق والغرب، وبين المسيحية والإسلام، وبين المفكرين في العصور الوسطى والعصور الحديثة....وهو نقاش من عالم أزهري يفهم جيداً الكتابات الغربية، كما يفهم التراث الاسلامي.
رحلة جميلة قضيتها في ثنايا هذا الكتاب ، الكتاب يغلب عليه وصف لتاريخ التشريع الإسلامي منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى عهد الإمام الشافعي ، يتميز هذا الكتاب عن غيره من كتب التشريع الإسلامي بتحليل المعلومة التاريخية فلا يكتفي فقط بسرد المعلومة، بل يقوم بتحليلها وربط شواهد أخرى تقوي هذا التحليل ليتصور القارئ هذه المعلومة على أكمل وجه. أنقصت نجمة واحدة من التقييم ؛ بسبب اسم الكتاب فقط ، فأنا كنت اتوقع بأن الكتاب خاص بالفلسفة لا غير .
كتاب غني جدًّا في موضوعه؛ يمتاز بالإحالة لأهم المصادر والعرض الأكاديمي المنهجي الذي قلما أجده في كتب الإسلاميين. رحم الله الكاتب، طالب الإمام محمد عبده، وأستاذ الفلاسفة: علي سامي النشار، وأبو ريدة، وعبد الرحمن بدوي.
كتاب مفيد في رصد نشأة الفلسفة الإسلامية، ونشأة الفكر الفلسفي أو "الحكمة" من عصور ما قبل الإسلام وحتى ما بعد نشأة المذاهب في البلاد الإسلامية، كما تطرق لوجهات النظر الغربية من المستشرقين وليس فقط وجهة نظر الفلاسفة المسلمين. أعجبني في الكتاب تعدد مصادره واختصاره للمفيد في أماكن عدة منه، ولم يلجأ إلى السرد الممل كما تفعل كتب عديدة مشابهة، ذكرني في بعض أجزاءه بكتب فراس السواح وجورج طرابيشي وغيرهم. وتفاجأت من بعض المعلومات الجديدة عليّ التي رجع مصدرها لمقدمة ابن خلدون، فيما كان من تصرفات بعض الخلفاء وغيرهم، بالأخص فيما ذكر في الصفحة رقم (42): لكن ابن خلدون يقول في المقدمة: وأما الفرس فكان شأن هذه العلوم العقلية عندهم عظيمًا، ولما فتحت أرض فارس ووجدوا فيها كتبًا كثيرة، كتب سعد بن أبي وقاص إلى عمر بن الخطاب ليستأذن في شأنها وتلقيها للمسلمين، فكتب إليه عمر أن اطرحوها في الماء، فإن يكن ما فيها هدى فقد هدانا الله بأهدى منه، وإن يكن ضلالاً فقد كفانا الله، فطرحوها في الماء أو في النار، وذهبت علوم الفرس فيها عن أن تصل إلينا. * * * للأسف لا تزال هذه التصرفات والقناعات موجودة حتى زمننا هذا، نبذ كل ما هو عقلي وما هو نتاج عقول "غير مسلمة" كما يقول البعض بحجة أننا في غنى عنه، أو أن لدينا الدين وهو يكفي عن بقية العلوم، أو أن في علوم الغرب مؤامرة، وغيرها من الحجج الفارغة، ثم نعود للصياح والنحيب والصدمة من أننا متخلفون عن بقية الأمم!.. ناسبين ذلك إلى ضعف إيمان الناس وليس ضعف عقولهم!
كتاب مفيد وممتع، ف البداية كنت أظن اني ساقرأ كتاب عن الفلاسفة المسلمين وعن بدأ مذهبهم ،لكن الكاتب يأخدنا الي زاوية أوسع من تاريخ الفلسفة الإسلامية، ف بداية الكتاب يتحدث عن هل هي فلسفة إسلامية ام عربية و يبين وجه نظر الغربين ف ذلك ،ثم يأخذنا النشأة الرأي ف الإسلام والبداية عند رسول الله صل الله عليه وسلم ومن بعده الصحابة و التابعين واتباع التابعين ثم يستكمل التأريخ الي نشأة المذاهب الفقهية الأربعة مالك وانس و يطيل الحديث عن الشافعي ومنهجه وكتابه الرسالة ،لا أعرف اذا كان الكتاب له تكملة من أجزاء اخري لكن اتمني ذلك
الكتاب يعتبر تأريخياً لفترات التفكير الفلسفي عند العرب والمسلمين منذ فترة ماقبل الإسلام إلى بدايات القرن العشرين. الكاتب لم يشرح أي نظرية فلسفية وإنما اقتصر على ذكر الكثير من الاقتباسات والأقوال للمفكرين المسلمين وللمستشرقين، أي أن وظيفة الكتاب كانت فقط تأريخية.