في هذا الكتاب عشر قصائد، توحي لقارئها بأنه أمام قصيدة واحدة طويلة بعناوين فرعية، وهذا يعني تجانس في تجربة "فاتحة مرشيد" إن على مستوى اللغة الشعرية معجماً وتركيباً، أو على مستوى الخيط الناظم للفكر والوجدان والحدس، والذي يميز أعمال الشعرة عن غيرها من شعراء. و"في آخر الطريق.. أوله.." نقف على وليمة رمزية من الدلالات التي تؤنث الرؤية الجمالية، والموقف من العالم والوجود. ولأن "الأدب هو الدليل على أن الحياة لا تكفي" كما يقول فرناندو بيسوا آثرت الشاعرة افتتاح ديوانها بهذه المقولة للتعبير عن عميق تجربتها الحياتية، بقصائد لها شكل زماني ومكاني تحمل في مقارباتها الكثير من الذكريات والألم. في [أنا العابر.. مقيم فيك] تقول: "... يعبر الزمن/ مسافاتٍ/ تروض التعب/ منذ تعلم أكبر/ كيف يشعل/ عتمة العزلة/ مثقلة بعزلتي/ مثقل بعزلتها/ تمقتني أحبها/ تحبني أمقتها/ نركب التيه سوياً/ أتعثر بظلها/ تتعثر بظلي/ نتوحد في الوجع (...)". يتوزع الديوان على عشرة عناوين هي: يوميات الحزن بجدة"، "أنا العابر.. مقيم فيك"، "لو كان بالإمكان"، "معبر للوهم"، "ما استأنست بالحوار"، لا موعد لموت أكيد"، "غوص البجع"، "فتيل الفضيحة"، "هذا الغامض" واخيراً "آخر الطريق.. أوله".
قرأته تباعًا بعد رواية فاتحة "لحظات لاغير" بعد انتهائي من الرواية شعرت بحماسة عالية للإطلاع على تجربتها الشعرية خاصةً واني اُعجبت جدًا بلغتها الشعرية التي كانت ذريعة تقييمي لها بخمسة نجوم ذهبية لكن هذا الديوان لم يرتفع إلى حد ظنوني ابدًا،وإن كانت هناك تشبيهات رقيقة ترجع بي إلى ما احببته فيها ب"لحظات لاغير" عامةً احببت فاتحة مرشيد روائيًا أكثر من الشعر الخام