فتح القسطنطينية موضوع يثير فضول الكثيرين ممن يرغبون في معرفة أسراره وخباياه الغامضة. فهذه المدينة التي بقيت صامدة في وجه محاولات العثمانيين المتعددة لفتحها رضخت أخيراً، واستسلمت لقدرها. وانحنت احتراماً أمام سلطان عُرف بثقافته ودهائه وسعة حيلته العسكرية بالرغم من صغر سنّه. إنه السلطان محمد الفاتح الذي قاد جيشاً جراراً إلى القسطنطينية وحاصرها متحدياً كل الصعوبات ومذللاً كل العقبات، ومواجهاً كل المؤامرات التي سعت إلى إحباطه وإفساد خططه. إنه السلطان الذي أثار إعجاب أوروبا بفطنته، وبث الرعب في نفوس البيزنطيين بتصميمه وقدراته. إنه السلطان محمد الفاتح الذي بشر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بفتحه القسطنطينية حين قال: "لتفتحن القسطنطينية، ولنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش".
في هذه الرواية يرصد أوقاي ترياقي أوغلو محطات السيرة الواقعية/التاريخية لفتح القسطنطينية (1453م) على يد (السلطان الفاتح) مستخدماً السرد الروائي إطاراً لأحداث التاريخ، بنفس ملحمي واضح يستحضر الوقائع والأحداث والأشخاص، فيقدم لنا صورة متكاملة عن ذلك الزمان والمكان والأديان والناس بتجلياتها المختلفة لا سيما من الناحية السياسية والثقافية، بأسلوب مشوق يزيد من إعجابنا بهذا السلطان العظيم، وإمبراطوريته الخالدة، وفتوحاته الممتدة شرقاً وغرباً، وخاصة فتح القسطنطينية – اسطنبول حالياً – والتي كانت بداية لتفوق المسلمين الذي استمر عصوراً، والذي لا يحتمل النقاش، يا لسعادة الذين حملوا روح تلك الأيام في قلوبهم كشعلة لا تنطفئ، ونقلوها إلى أجيال المستقبل...
يذكر، أن رواية: "السلطان الفاتح.. فتح القسطنطينية 1453"، هي الرواية الرابعة للكاتب التركي أوقاي ترياقي أوغلو (الدار العربية للعلوم ناشرون) بعد ثلاثة روايات هي: (السلطان سليم القانوني سيد العصر الرائع)، و(القانوني: السيف لا يقيم العدل) و(السلطان سليم خان الأول: ياووز السلطان القاطع).
1972 yılında Mersin’de doğdu. Çocukluğu İstanbul - Erenköy’de geçti. Annesinin armağan ettiği gizemli ve kara mizah yüklü öykü kitaplarıyla edebiyata dair ilk heyecanları uyanmaya başladı. Bilkent Üniversitesi’ndeki eğitimini 1994 yılında yarıda bırakarak tamamen edebiyata yöneldi. Yurtdışında, uzak ve gizemli ülkelerde yaşamayı daima sevdi.
Edebiyat çalışmalarının roman alanındaki ilk ürünü olan “Karanlığın Çağrısı” isimli eseriyle Beyan Yayınları 2002/İlk Romanlar ödülünü kazandı. İkinci romanı “Gölgeler” 2004 yılında basıldı. Bunu 2005’te üçüncü romanı “Bin Yılların Gecesi” takip etti. Asıl çıkışını 2009 yılında “Kuşatma 1453” ile yaptı. Tarihi roman okurlarının büyük ilgisiyle karşılaşan Kuşatma 1453’ü, “Kanuni” ve “Yavuz” başta olmak üzere diğer romanları izledi.
حصلت على كل ما ترجم من أعمال (أوقاي ترياقي أوغلو) الروائي التركي الشاب، وهي أربعة كتب فقط، هذا الكتاب وقد خصصه لفتح القسطنطينية، وكتاب خصصه للسلطان سليم، وكتابين عن السلطان سليمان القانوني، ولازال هناك جزء ثالث لم يترجم بعد من ثلاثية القانوني، وله كتب أخرى غير مترجمة عن مراد الرابع وعبدالمجيد وغيرهم من السلاطين.
أتحسس عادة من الرواية التاريخية، فهي نوع الرواية المفضل لدي، فلذا أنا حذر من قراءة أي رواية تاريخية رديئة، وأشعر بمقت حقيقي لأولئك الروائيين الكسالى الذين يحاولون اقتحام هذا النوع الجميل والحساس، وهم لم يستعدوا بقراءة مكثفة وحقيقية، تضع القارئ في قلب العصر أولاً ومن ثم الحدث، وتربطه بالشخصيات التاريخية، التي يحتاج إعادة بعثها إلى جهد خلاق ومميز.
والآن وقد قرأت الروايات الأربع لترياقي أوغلو يمكنني أن أقول أنه بارع، لديه موهبة الوصف التي يحتاجها الكاتب التاريخي بشدة، ولديه الذكاء الذي يجعله يستخدم الحوارات بين شخوصه لينقل لك روح العصر وألاعيب السياسة، نعم لديه عيوبه، وربما أولها تحيزه الشديد للعثمانيين والذي يجعله يدافع بذكاء عن عيوبهم وأخطائهم، ولكنه بارع وأنوي القراءة له أكثر، وأنوي الحصول على كل ما سيترجم له، وخاصة الجزء الأخير من ثلاثية القانوني.
في روايته هذه، كان يعرف أنه لا يمكنه أن يلم بتاريخ الفاتح في كتاب، وأنه لو أراد كتابة رواية عن الرجل الذي هزم أسوار القسطنطينية وقضى على البيزنطيين وفتح كما يروى 200 مدينة، هذا الرجل النادر يحتاج إلى عدة كتب، فكما احتاج القانوني وعصره الذهبي إلى ثلاثة كتب، فكم يحتاج الفاتح؟ أربعة !! سبعة !! هذا ما جعله يخصص الكتاب لفتح القسطنطينية فقط، ويحاول وصف تلك الأيام الطويلة من الحصار والقصف، والصراع بين قواد الفاتح زاغروس باشا وخليل باشا، والذي من خلاله نتعرف على الصراع الداخلي بين القادة من الدوشرمة والقادة من العائلات التركية العريقة، كما قام بالقفز فوق الأسوار وأخذنا إلى داخل المدينة المحاصرة، لنعيش أيام البيزنطيين الأخيرة، والصراع الداخلي أيضاً بين المدافعين الأرثوذكس والكاثوليك.
راوية جميلة، وإن كانت أعمال ترياقي أوغلو التي تلتها أجمل وأقوى.
لم اقرأ الى الآن هذا العمل ، لكنني ومن خلال قراءاتي المتعددة لتاريخ فتح القسطنطينية اود اسداء نصيحة الى جميع المهتمين بهذا الحدث الذي طالما اعتبره المؤرخون الحد الفاصل بين منطقتين زمنيتين هما القرون الوسطى والقرون الحديثة ، حقبة ظهور المدافع وانهيار القلاع وتطور كثير من المفاهيم العسكرية الاخرى التي ساهمت في تغيير العالم الى الشكل الذي نراه عليه اليوم . النصيحة هي الالمام بجغرافية المنطقة قبل قراءة تاريخها فلكي تتعرف على الاسباب التي جعلت هذه المدينة صامدة قرونا عديدة بوجه كثير من الحملات يجب ان تتعرف على جغرافيتها المعقدة . كذلك هناك نقطة اود الاشارة لها وهي عدم تغطية كثير من المؤرخين الاتراك للاحوال الدينية الاسلامية والطرق الصوفية التي بنيت عليها عقيدة الدولة الدينية والعسكرية الخاصة بالجيش الانكشاري وكذلك عدم التطرق لشخصية ومنصب شيخ الاسلام كثيرا . هذه قراءة اولية الى حين قراءتي للكتاب وحينها ان شاء الله سأكتب عنه ريفيو يليق بمكانته وبمكانة المؤرخ التركي الشاب المجتهد اوكاي اوغلو .
نوع من الكتب التي تبرّد قلبك .. بعكس كتب مثل ثلاثية غرناطة والطنطورية والتي تقرأ فيها عن الأندلس وفلسطين وتتألم وقت القراءة ويتضاعف الألم لأنك تعرف النهاية والتي لم تصحح حتى الأن. أما في فتح القسطنطينية .. اقشعر بدني عشرات المرات ودمعت عيناي وبكيت.. لكن تبقى النهاية.. تبقى النهاية فتح من الله ونصر كبير.
من مآخذي عليها أني شعرت بالملل في بدايتها وضِعت مع الشخصيات وأحيانا لا أعلم حاليا أنا أقرأ لأي جهة .. وسيصعب على من لا يعرف خريطة المكان أو أسمائها تخيل الوضع. تمنيت لو أُرفقت الصفحات بصور وخرائط .. فإسطنبول ما تزال مليئة بآثار هذا الفتح أعتقد السبب أن الكاتب تركي والمستهدفين يعرفون جيدا الأسماء والأماكن ولا يعلم أننا نحن النهمين لمعرفة ما حصل ولسا من سكان ذاك المكان نحتاج لتوضيحٍ أكثر.
من الكتب التي يعيشك لحظة بلحظة لأحداث الحرب.. كنت أسمع عن شهداء الحروب ولكن أن تقرأ عن سقوطهم بالمئات بدقائق وطرق موتهم فهو شي مخيف ..وتعلم وتتأكد منه أن النصر يحتاج لتضحيات.. لم تفتح القسطنطينية بحصار واستسلام وانتهينا.. لا.. ستموت ناس.. ناس كثيرة.. وبطرق مخيفة.. والسلطان الفاتح لم يقدمهم للموت في سبيلها كعدد فقط بل استخدم عقله بذكاء لم يعهده أحد في ذاك العصر ولا قبله أبدا. خلطة النصر كانت في شخصية ذاك العشريني الفاتح ثقة بالله + عزم الفتح + دهاء حرب فعلا صدق المصطفى عليه السلام .. لنعم الأمير هو الفاتح ولنعم الجيش جيشه.
قراءة جميلة .. أقدحتها زيارتي لروملي حصاري بإسطنبول .. أختم بصورة للمكان الذي حرفيا يمكن أن تبكي على أرضه وأنت تتذكر أنه كان في يوم من الأيام حصن لجيوش الفاتح وتلك المدافع استخدمها جنوده لدك أسوار المدينة العنيدة على مر العصور
شجعتني قرائتي الأولى للكاتب أن أقرأ له مرة ثانية ، فالكاتب بارع جدا في الروايات التاريخية فإنك تجد متعة لغوية و وصفية حتى يخيل لك بأن ما يصفه الكاتب و كأنه ماثل أمامك ، تتحدث الرواية عن محمد الفاتح و عن حياته بطريقة رائعة جدا و عن كيفية فتحه للقسطنطينية ، مع إني أعرف قصة محمد الفاتح و قرأتها أكثر من مرة بأكثر من مرجع ، و لكن الكاتب ببراعته جعلني أتفاعل مع قصته رغم أني أعرف سيرة هذا الرجل جيدا ، كم أتمنى لو يكمل الكاتب التأريخ لباقي السلاطين العثمانين ، لأننا نحتاج فعلا لمثل هذه الأعمال حيث تجد المتعة في قراءة التاريخ .
أستغرب جرأة أحدهم على ان يكتب في التاريخ.. غالبية الكتاب يفشلون من وجهة نظري فإما أن تأخذهم الفانتازيا بعيداً عن الموضوعية و الالتزام بالحقائق و إما أن تجرفهم مشاعرهم و مواقفهم الشخصية بعيداً عن الموضوعية أيضاً .. أوكاي التزم الحقائق .. رغم انحيازه البين للعثمانيين .. و لكنه حاول جهده أن يعرض بأمانة حال الطرفين ..
الترجمة جداً جميلة ، ولم يخوض الكتاب عَنْ حياة البطل وَ التفاصيل، لكنّه اخبرنا ببعض الأشياء المهمة عنه ، أرى أن الكاتب قَدْ أعطى كلا الطرفين حقه "السلطان" "قسطنطين"، كما أنك تعلم وللوهلة الثالثة أن هنالك خسائر كبيرة بينَ الطرفين بسبب دهائهم ، الكاتب كان فذ جداً جداً عندما يصف مشاعر السلطان ، وكأنه تعايشها معهُ ! معركة طويلة تحبس فيها الأنفاس حتّى الرمق الأخير منها ! ، ولن تشعر بالمللّ فالكاتب تعايش حياة بعضَ الجنود العثمانيين ! ، قراءة ممتعة لكم سيداتي سادتي .
الأقتباسات
"فيّ الطريق حيث ابحث عَنْ رفيق صارت الوحدة رفيقاً ليّ" عوني .
"اذا ضحكت تضحك الدنيا ويحل الصيف ، واذا بكيت تغدو الحياة جبلا مغطى بالثلج ، وحتى السم بيد الصديق يغدو عسلاً ، انا فداء عسلك وسمَّك.." عليّ حيدر .
"يجب على السلطان الجيد أن يتجنب الظلم بقدر ما يكون عادلاً" آق شمس الدين .
"لاتضيق قلوبنا بهجاء احد ولاتنشرح بمديح احد ايضاً ؛ لأن مدح العبد وهجاءه متماثلان بمفهومنا . فمن يمدحك اليوم ، تجده بلمح البصر يهجوك غداً" آق شمس الدين .
"القلوب كقدور تغلي على النار ، وانت لاتستطيع ان تؤسس بيوتاً من الورق فوق قدر يتجمع بخار الماء على غطائها . آق شمس الدين .
"اليأس يفعل اي شىء" الريسّ مصطفى .
"انا في هذه الحال لأنني وثقت بالآخرين ، أما محمد فهو على وشك أن ينجح لأنه لا يثق بأحد" الأمبراطور قسطنطين .
"رحم الله المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات " .
"يجب التأكيد على أن فتح اسطنبول كان بداية لتفوق المسلمين الذي استمّر عصوراً، والذي لا يحتمل النقاش. يا لسعادة الذين حملوا روح تلك الأيام في قلوبهم كشعلة لا تنطفئ، ونقلوها إلى أجيال المستقبل!"
الرواية بشكل عام جيّدة. أعيب على المؤلّف وصفه المتكرر للجيش العثماني بالأتراك. كما هو معلوم، القوة الضاربة للعثمانيين كانت فرقة الجنود الإنكشارية وهم أطفال أُخذوا من البلدان المفتوحة ورُبّوا تربية عسكرية صارمة.
ككل، قراءة الرواية يجب ألّا تسبق قراءة كتاب (الفتح الإسلامي للقسطنطينية: يوميات الحصار العثماني 1453) للطبيب البندقي نيقولو باربارو الذي كان يوّثق الأحداث يوماً بيوم من داخل القسطنطينية. هذا الكتاب يعطي تفاصيل من الطرف الآخر، وبلسان رجل عاصر تلك الملاحم الدامية.
الحق أنني لا أعرف ماذا أقول، لكني بالتأكيد أكره شعور الدهشة الذي يتملكنا عندما نواجه جمالًا لم نتصوّره، هذه الرواية الملحمية التاريخية جعلتني أصرخ في سرِّي أحيانًا كثيرة، والغريب أنني من الدهشة صرخت جهرًا كذلك، أوقاي مبدع، وهكذا يفترض أن يروى التاريخ.
انتهت ملحمة القسطنطينية ، أربع و خمسون يوماً كانت كفيلة بإنهاء عاصمة الدولة البيزنطية على يد شاب لم يتجاوز الثانية و العشرون من عمره . محمد الثاني او كما نعرفه نحن محمد الفاتح ، حلم شاب بأن يحمل بشارة سيدنا محمد " لتفتحن القسطنطينية فنعم الأمير أميرها و نعم الجيش ذلك الجيش " طموح هذا السلطان الذي أعجبني تخطى أسوار المدينة و تفوق على أعدائه من حيث الذكاء و الدهاء و التخطيط ، و كان جبلاً أمام المؤامرات التي تحاك من خلفه من الوزراء المندسين و المثبطين من عزيمته و لكن هيهات . أعادنا الكاتب أوقاي إلى تاريخ 1432 وقتها ولد للسلطان مراد الثاني المولود الثالث و سماه محمد ، كان مستبعداً أن يجلس محمد على العرش ولكن الذي لم يتوقع هو موت أخيه الأكبر و مقتل أخيه الثاني لتصبح الإمارة تحت يديه ، فجلس على العرش وهو في عمر الثانية عشر بعد تنازل أبيه عن العرش ، ولكن عمره الصغير جعله يعتكف على دراسة الكتب ، فتعلم سبع لغات ، ولكن اعتراه الغضب بعدما عاد والده ليجلس على العرش في أدرنة فأعتكف على قراءة تاريخ الأبطال السابقين و سيرة كل شخص منهم . ثم جاءت اللحظه التي كان ينتظرها بعدما أستلم رسالة من خليل باشا الصدر الأعظم يخبره بها بوفاة والده و أن يأتي الى أدرنة لأستلام العرش عام 1453 وكان عمره وقتها أثنان و عشرون عاما ، بعدها هذا الشاب الطامح بدأ بالتجهيز لحصار القسطنطينية ، بدأت المعركة بين الجيش المهاجم من العثمانيين و الجيش المدافع من الجنود البيزنطيين ، كان هجوم العثمانيين من البر و البحر حتى أمر السلطان محمد خان بحفر الأنفاق لتجاوز القلعه مع أستمرار قصف المدافع الضخمه التي صنعها لأجل هذه المدينة و كانت أشارة لقوة و زعامة سوف تطغى على جميع أوروبا فيما بعد . كانت المواجهة ملتهبة ايام تشعر بأن العثمانيين أنتصروا و ضعف الطرف الأخر و يوم يحدث العكس و هكذا كانت الحرب سجال بينهم ، بعد فشل الأنفاق ، جاءت فكرة للسلطان بأن يفاجىء العدو بنقل السفن عن طريق البر بالخشب و الدهن لتدخل في بحر مرمرة و تحاصر المدينة ، ثم جاء اليوم المنتظر . فتحت القسطنطينة و ركعت أمام سلطان عمره 22 عام ، دقائق بعد الفتح و سمي السلطان محمد ب " الفاتح " وحول كنيسة أيا صوفيا الى مسجد لتكون رمزاً لإنتصاره ، و يأمر شعب القسطنطينية بأن يمارسوا شعائرهم الدينية و جلس مع رهبانهم ، وحكم فيهم بالعدل . انتهت الملحمة فيا سعادة الذين حملوا روح تلك الأيام في قلوبهم كشعلة لا تنطفىء و نقولها لأجيال المستقبل .
لطالما بحثت عن سيرة للسلطان محمد الفاتح تُكتب بقلم تركي لعلها تنصف هذا القائد العظيم بعيداً عن تحيزات المستشرقين، لكنني صُدمت بهذا الكتاب. لقد وجدت نفسي أمام نص يتبنى الرؤية الغربية بامتياز، بل ويتفوق عليها أحياناً في تهميش عظمة الفتح مقابل تضخيم "بطولات" الطرف الآخر.
1. تضخيم "جيستنياني" المرتزق: أكثر ما يثير العجب هو المساحة الشاسعة والتمجيد الذي منحه الكاتب لـ "جيوفاني جيستنياني". هذا الرجل في الحقيقة لم يكن سوى "مرتزق" وقاطع طريق جاء من أجل المال والشهرة، وانتهى به المطاف هارباً من ساحة المعركة في لحظاتها الحسم. ومع ذلك، صوّره الكاتب كبطل ملحمي وخصص له صفحات تبرز شجاعته!
2. شيطنة "التركي" في كتابه التركي: استغربت جداً من تركيز الكاتب على تصوير "قسوة الأتراك" ومعاناة أهل المدينة بطريقة ميلودرامية مبالغ فيها، وهي الرواية التي دأب المؤرخون البيزنطيون والفرنجة على ترويجها لتشويه صورة الفتح. أن يأتي كاتب تركي ويكرر نفس هذه السردية دون وضعها في سياقها التاريخي أو العسكري، هو خذلان للموضوعية وانسياق خلف سرديات المستشرقين.
3. أين الفاتح من هذا الكتاب؟ بينما كان الكاتب مشغولاً بوصف مشاعر أهل القسطنطينية وبطولات المدافعين عنها، ضاعت شخصية السلطان محمد الفاتح؛ عبقريته العسكرية، إيمانه العميق، وإنجازه الذي غير مجرى التاريخ. شعرت أن الكاتب يحاول أن يبدو "متحضراً" و"محايداً" أمام الغرب، فكانت النتيجة كتاباً يفتقر للروح والإنصاف.
الخلاصة: كتاب مخيب للآمال. إذا كنت تريد قراءة سيرة تفتخر بالفتح وتفهمه بعمق، فهذا الكتاب ليس وجهتك. لقد كتب أوغلو بروحٍ مهزومة تنظر للتاريخ بعيون الآخرين، متناسياً أن السيف الذي فتح القسطنطينية كان يحمل عدلاً ورحمة شهد بها المنصفون حتى من الغربيين أنفسهم، وهو ما فشل الكاتب "التركي" في إيصاله.
رواية رااائعة صوّرت الفتح بأدق تفاصيله والصراع بين قسطنطين ومحمد خان الثاني رحمه الله
* السلبيات :- ١. تصوير محمد الفاتح على أنه شخص متعصب وديكتاتوري في بعض المواقف " موقفه مع سليمان بلطة أوغلو " وأيضاً أوهم الكاتب القراء بأنه أراد فتح القسطنطي��ية وبذل جهوده كلها بالرغم من المعاناة المادية والمعنوية التي عاناها .. فقط من أجل إثبات أنه ليس صغيراً على الحرب وجرّد نواياه كلها وجعلها شخصية بحتة ولم يتطرق - إلا مرةً واحدةً - إلى الشق الإسلامي في الموضوع وهو أن محمداً سمي بهذا الاسم رجاء تحقيق البشارة النبوية " لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش " وورد في بعض الروايات أن اسمه يكون على اسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ❤ ٢. تعظيم شأن آق شمس الدين تعظيم مبالغ فيه وتصويره أنه وليّ مكشوف عنه الحجاب حين ظهر علمه بالفتح وميعاده أيضاً منوخلال رؤية رآها في منامه !! ومعرفته مكان قبر أبوأيوب الأنصاري بالحدس !!
كما ظهر أيضاً تعظيم القبور والدعاء عندها ويبدو أن الصوفية منتشرة في تركيا منذ زمن بعيد
ولكن لا أعلم هل هذه السلبيات كانت موجودة حقيقيةً أم لا !
فى قراءة أولى للكاتب التركي أوقاي ترياقي أوغلو استطيع أن اقول بكل بساطة انه كاتب مميز جدا استطاع ان يصحبنى فى رحلة ممتعة مشوقة لأشهد فتح القسطنطينية ولم تكن الرحلة فقط على أرض المعركة ولكنها كانت ايضا داخل عقل السلطان محمد الفاتح ... هذه السطور التى أبدع فى كتابتها مصورا كل الاحاسيس والافكار التى تعصف بقلب وعقل السلطان الشاب ... ولم يكتفى الكاتب بذلك بل استطاع ان ينقل لنا الصراعات الداخلية على الجبهتين بين رجال البلاط فى جبهة العثمانين وبين الأرثوذكس والكاثوليك على الجبهة الاخرى ... كما انه لم يسقط فى فخ التحيز للجانب المسلم وقدم صورة منصفة للامبراطور قسطنطين كقائد يدافع عن وطنه وأرضه حتى اخر لحظات عمره أستوقفنى ايضا علاقة السلطان بمعلمه آق شمس الدين واجلاله له على الرغم من عدم استيعابى لتصوير المعلم بمن كشف عنه الحجاب وربما جعلنى ذلك ابحث فى الأمر من جهة تاريخية بحتة بعيدا عن الرواية فى أقرب فرصة ... وهذا ما اعشقه فى الروايات التاريخية التى تجعلك تهرع الى كتب التاريخ لتتثبت من معلومة ما أو تدرك انها وليدة خيال الكاتب
صراحة كنت هقيمها ب3 فقط لانى حسيت ببعض الملل فيها, لكن أخرها كان جميل, والاجمل برأيى أن الكاتب مش منحاز للمسلمين والأتراك بالعكس انه كان بيعرض كل وجهات النظر وان المسلميين عدو من وجهة نظر الغرب, وان الجنود المسلميين فى زحام الفتح نهبوا المدينة, ودا اللى ضايق السلطان محمد ان فيه تماثيل وابنية كتير اتهدت من جنوده
يروي الكاتب أحداث فتح القسطنطينية و فترة حصارها تارة من طرف البيزنطيين و تارة من طرف العثمانيين و يربط ذلك بالأحداث السياسية في العالم آنذاك... قراءة الرواية تتطلب معرفة لجغرافية المنطقة، أعيب عليها عدم ربط أسماء المناطق قديما بأسماء المناطق في الوقت الحالي مما ترك لدي إشارات استفهام حول بعض المناطق التي تم ذكرها رغم معرفتي الجيدة جدا بالمنطقة و إقامتي داخل الأسوار القديمة فيها.
الرواية حلوة و لطيفة و تذكر احداث حقيقية لفتح القسطنيطينية تقريبا بدون تحيزات .. الكاتب غطى اغلب الاحداث باسلوب مشوق و انصح اي احد حابب يعرف عن فتح القسطنطينية اكثر او يقرأ الكتاب