نبذة النيل والفرات: أعظم ما في هذه الدنيا هو شعور المرء منّا برضى الله، عز وجل، عنه، والدخول في طاعته. ولكننا كثيراً ما نسينا هذا الأمر الجليل، بسبب كثرة الذنوب، وتراكم العيوب، واللهث وراء الشهوات الفانيات، وزهدنا في الباقيات الصالحات. حقاً إننا في حاجة للوقوف مع أنفسنا، لكي نتعرف كيف نبدأ طريق العودة إلى الله، وما هي السبل الموصلة إلى الهداية؟ وكيف نتخلص من عيوبنا.
لقد أصبح الجميع يتساءل ويقول: أنا أريد أن أعود، ولكن كيف أصير إنساناً جديداً، لهذا العرض جاء الكتاب الذي نقلب صفحاته فهو يجيبنا على هذا السؤال، فهو صنف لكل تائب يريد العودة بصدق إلى الله تعالى، وفي نفس الوقت لكل نادم على تقصيره يبحث عن تزكية نفسه كيف تكون ليحظى بمرتبة المحسنين. بالإضافة إلى ذلك ضم الكتاب مؤلف "آداب النفوس" الذي يعد من النفائس والمكنونات التي وصلتنا من كلام أهل الصدر الأول عن النفس وآدابها. فيما من تبحث عن تأديب نفسك وتزكيتها فهذه "آداب النفوس". ويا من تريد النجاة بنفسك فتعلم "آداب النفوس".
الحارث بن أسد بن عبد الله المحاسبي البصري كنيته أبو عبد الله، سمي المحاسبي لأنه كان يحاسب نفسه. أحد أعلام التصوف في القرن الثالث الهجري، يقول عنه أبو عبد الرحمن السلمي أنه «أستاُذ أكثرِ البغداديين»؛ وهو من أَهل البصرة ولد سنة 170 هـ.
لما كنت مغرما ومغمرا ومرغما بأبي حامد كان لزاما أن أُغرم بالحارث ابن اسد المحاسبي الذي استقي منه الغزالي صفوة تعاليمه في تربية النفس، قدس الله سرهما الكريمين، ليس هناك اجود من هذا الذي قرأته في التربية علي نور الكتاب والسنة، كان طريقا ما كان له ان ينقطع