الكلام على المتن شيخ الاسلام ابن تيمية يرد في هذا الرسالة على المتصوفة الذين يفضلون الولاية على النبوة فيخلعون بذالك العبودية من اعناقهم ويعطلون الشريعة بحجة انهم وصلوا لمرتبة الاستصفاء وهذا على كل باطله الظاهر الا ان بعض الناس يتجه اليه واقتبس من الرسالة
ولهذا وجد في المستأخرين من انبسط في دعوى المحبة حتى أخرجه ذلك إلى نوع من الرعونة والدعوى التي تنافي العبودية وتدخل العبد في نوع من الربوبية التي لا تصلح إلا لله . ويدعي أحدهم دعاوى تتجاوز حدود الأنبياء والمرسلين أو يطلبون من الله ما لا يصلح - بكل وجه - إلا لله لا يصلح للأنبياء والمرسلين . وهذا باب وقع فيه كثير من الشيوخ . وسببه ضعف تحقيق العبودية التي بينتها الرسل وحررها الأمر والنهي الذي جاءوا به بل ضعف العقل الذي به يعرف العبد حقيقته وإذا ضعف العقل وقل العلم بالدين وفي النفس محبة انبسطت النفس بحمقها في ذلك كما ينبسط الإنسان في محبة الإنسان مع حمقه وجهله ويقول : أنا محب فلا أؤاخذ بما أفعله من أنواع يكون فيها عدوان وجهل فهذا [ ص: 208 ] عين الضلال وهو شبيه بقول اليهود والنصارى : { نحن أبناء الله وأحباؤه } قال الله تعالى : { قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء } فإن تعذيبه لهم بذنوبهم يقتضي أنهم غير محبوبين ولا منسوبين إليه بنسبة البنوة بل يقتضي أنهم مربوبون مخلوقون .