يعد محمـد سبيـلا أحد أبرز المفكرين والفلاسفة المغاربة. تابع دراسته العليا بكل من كلية الآداب والعلوم الانسانية بالرباط والسوربون بباريس. حصل على الإجازة في الفلسفة سنة 1967 وعلى دبلوم الدراسات العليا سنة 1974. وفي سنة 1992، أحرز على دكتوراه الدولة من كلية الآداب بالرباط.
له دراسات فلسفية بعدة صحف ومجلات: "الاتحاد الاشتراكي" ، أقلام، آفاق الوحدة، الفكر العربي المعاصر، المستقبل العربي، المناظرة كما أنه ساهم في تحرير مجلة "المشروع".
التحق محمد سبيلا باتحاد كتاب المغرب سنة 1967.
يتوزع إنتاجه بين البحث الفلسفي والترجمة. (اقتباس من موقعه الشخصي)
أولى قراءاتي للدكتور محمد سبيلا، ولن تكون الأخيرة بإذن الله. يلخص الدكتور محمد في هذا الكتاب موضوعات كبيرة متفرقة تخص منظومة الحياة السياسية الاجتماعية على المستوى الفردي والجماعي. ويجمع فيه مستويات عدة، يتدرج بها بمختلف مراحل الوعي السياسية، بداية من المبادئ الأساسية في المعارك السياسية وتكون الفكر السياسي، مرورا بالنظم الديمقراطية وطبيعتها بين الدول وأشكالها الحزبية سواءا الحقيقة أو التمثيلية، وحتى يصل إلى سلطة الدولة المطلقة بأشكالها المخلتفة، ثم التحديات التي تواجه النخب السياسية الحديثة وصراعها مع الوجوه المخضرمة القديمة.
سأحاول أن أُعرّج على هذا الكتاب القيم بعد سنوات، لما فيه من الأفكار الجميلة والمبادئ الأساسية المشروحة بشكل سلس وواضح.
يعتبر سبيلا ان معظم الناس يتوهمون انهم يجدو السياسة و لا احد يستطيع تضليلهم، لكن هيهات فالسياسة لها فنونها و اساليبها التضليلية فالسياسة هي مجال للصراع بين السلط و الخيرات و الرموز ، فهي ايضا مجال للصراع صريحة و خفية، صراع قد يرتكز على التطورات و الرؤى ليصل الى اللغة و الايديولوجيا، و عموما يتارجح بين الصراع السلمي و العنيف الدموي ما ان استنفدت احد الاطراف الوسائل السلمية القائمة على الحوار و النقاش، علما ان السياسة حرب قوامها، الخداع، والكذب و التمويه، لذلك اعتبر ميكيافلي الاكذوبة السياسية فضيلة و ليست رذيلة،مادامت الغاية هي المصلحة ، وبه يتم الفصل بين السياسة و الاخلاق،وفي هذا الصراع تأخد المعايير الاخلاقية درجة ثانوية، و تستعمل فقط للتمويه الصراع السياسي. التحول السياسي في العصر الحديث لم يقتصر على الفصل بين السياسة و الاخلاق بل انما تجاوزها الى الانتقال من الاخلاق الى القانون ،وبه تحولت الاخلاق الى اوامر قطعية مثل لا تغش لا تزني ...،نتج عنه تحول من أخلاق الضمير الى اخلاق المسؤولية .