شرفت بمعرفة "ج. د" (42 سنة) كاتبة "أزورا" عام 2002 بالولايات المتحدة الأمريكية أثناء رحلتي التدريبية الأخيرة في حقل المشورة، وقد سمحت لي بنشر أي من كتابتها، إن كانت ستفيد في مجال المشورة. وقد اخترت "أزورا" والتي ترمز لحياتها الشخصية ورحلتها المشورية، ورأيت أن أضيف الجزء التالي من سيرتها الذاتية كمقدمة لقصة "أزورا" حيث أننا وجدنا أنه من الهام جداً معرفة شئ عن خلفية حياة "ج. د" لفهم قصتها وصراعها، أي قصة وصراع "أزورا".
وهذا الجزء التالي من سيرة حياتها الشخصية اعتدت أن استخدمه في محاضراتي عن الواقعية (كأحد سمات ومعايير النضج النفسي)، وكان يقدم خير مثال أفاد الآخرين في هذا الشأن، فدعونا نقرأه معاً هنا. مشير سمير
إن حياتي معجزة. فقط بنعمة أبي السماوي أنا حية اليوم وقادرة على أن أكتب هذا الجزء من قصة حياتي. الكثير منها قبيح الذكر، ولكنها الحياة التي أعطاني إياها الآب. فهي في الحقيقة قصته هو فيّ.
وُلِدتُ في مايو من عام 1960. وكنت الابنة الثانية بعد أخ وُلِدَ في عام 1958. ولقد وُلِدتُ في أسرة كانت منخرطة مع جماعة من عبدة الشيطان لجيلين مضوا على الأقل بحسب ما أعرف. وكان هذا النشاط من جهة عائلة والدي. فأمه (جدتي) كانت شخصية شريرة للغاية. وأظن أنها قد مارست الكثير من الإيذاء الشديد على والدي حين كان طفلاً. حين وُلِدتُ أنا كان كل منهما (والدي وجدتي) من مدمني الخمر ومشتركين في هذه الجماعة من عبدة الشيطان والتي كانت تمارس بعض الطقوس والمراسم في أسلوب عبادتها تصل إلى حد ارتكاب الجرائم. وكانت أمي شخصية ضعيفة مملوءة بالخوف ولا حيلة لها حتى إنها كانت واقعة تحت سيطرتهم بالكامل.
لقد تعرضت لأول انتهاك جنسي في حياتي يوم وُلِدت. لم يُسمح لي بأن أحيا حتى يوماً واحداً في طهري وبراءتي التي أُخذت مني. فقد كان هذا أسلوبهم لتكريسي لنوعية معينة من الحياة. لقد أرادوا لي أن أؤمن بأني شريرة وملك للشيطان منذ ولادتي. ولكني أؤمن أن دعوة الآب كانت على حياتي حتى من قبل أن أُولد، وأنه هو الذي أخرجني من بطن أمي، كما في مزمور 71: 6، 22: 9-10، أشع49: 1، لقد أعطاني الرب هذه الآيات لكي يعينني على الفهم. لقد أعطاني الآب روح قوية وعنيدة تأبى أن تنكسر. فحتى وأنا طفلة صغيرة، في أعماقي، عرفت أن الآب معي وأني أنتمي إليه هو. تلك الحقيقة أعانتني على النجاة.
كان هناك تدريبات تمارسها تلك المجموعة من شأنها أن تكسر نفس الطفل وإرادته حتى يقوم بفعل كل ما يؤمر به دون نقاش ودون أن يخبر أحد من خارج المجموعة. احتوت هذه التدريبات على الكثير من التعذيب والإيذاء، وقد تم تدريبي بصفة خاصة على القيام بأعمال منافية للآداب لاُستخدم كالرقيق الأبيض. لقد بدأت جدتي معي هذا التدريب وأنا بعد رضيعة، والذي استكملته المجموعة فيما بعد. لقد كنت أُوضع تحت الماء حتى أتوقف عن البكاء والصراخ. كان من المفروض علىّ أن لا أظهر أي مشاعر أو دموع أو حتى غضب. تم ضربي وحرقي بمياه مغلية وكذلك حبسي في صندوق مغلق. تم جرحي بالسكاكين واغتصابي وانتهاكي جنسياً. تم إعطائي مواد مخدرة وصعقي بتيار كهربائي في كثير من الأحيان. هذا بالإضافة إلى الكثير من التهديدات الأخرى. لقد كانت عمليات التعذيب كثيرة لأن روحي كانت صلبة وتأبى أن تنكسر. تعلمت أن أمنع جسدي من أن يشعر بالألم، فكنت معنوياً أنكفئ داخل ذاتي في مكان لا تصل إليه يدهم. وهناك كان الآب يعتني بي. وفي أثناء عمليات التعذيب هذه كنت كثيراً ما أرى رؤى ليسوع يقف فيها بجانبي ويسعفني. وكبرت وقد تعلمت أن أفعل الأشياء التي يطلبونها مني ولكن من الخارج فقط، بينما في الداخل كانت شخصيتي الحقيقية تختبئ. تعلمت أن أكون أي شئ يُطلب مني وأن ألبس أي وجه يريدون أن يروني فيه لكي أتجنب المزيد من الألم، وربما قد أكسب بعض الحب أيضاً. وهكذا استطعت أن أنجو، ولكن كان الثمن أن تحطمت شخصيتي وعقلي إلى أجزاء كثيرة. لم أعد إنسانة بالمعنى الحقيقي أبداً، فلم يعد لدى أي شعور بالهوية أو بالذات. ولازلت إلى الآن أصارع مع إحساسي بمن أنا.
في الطقوس التي كانت تمارسها هذه المجموعة كنت أشهد عمليات اغتصاب أطفال آخرين وقتل وحرق بعض الرضع حديثي الولادة. بل أنهم أجبرونا كأطفال أن نفعل ذلك بعضنا بالبعض.
أيضاً تعرضت للإيذاء الجنسي من والدي بالمنزل منذ أن كنت طفلة صغيرة وحتى عدة سنوات بعد زواجي. حتى أنه أتاني في الليلة التي تسبق الزفاف، ليجعلني أتأكد من أنني سأظل دائماً ملك لاستخدامه الشخصي وأني لن أفلت من ذلك أبداً. لقد كانت أمي تعلم بشأن ذلك الإيذاء ولكنها كانت عاجزة عن أن تفعل شيئاً، فما كان منها إلا أنها تحولت إلى الغضب مني وإلقاء اللوم علىّ. ومع مرور السنوات بدأت هي نفسها أيضاً في إيذائي. لم أجد لي ملاذاً أمناً أنمو فيه سوى داخل نفسي. وحين كبرت بدأ أبي في تقديمي لرجال آخرين ولمجموعات من النساء والرجال لاستخدامي في الفحشاء. فاستـُخدِمت في الدعارة بالرغم مع أنه لم يكن ذلك من اختياري. فلا أعرف حتى عدد من اغتصبوني، أكثر من أن يحصوا. فبعد قليل لا يفرق العدد. لقد حملت في طفل وأنا في الثانية عشر أو الثالثة عشر من العمر، ولكن الجنين أُخذ مني قبل أن ينمو.
وأما عن أسوأ الأشياء التي علىّ أن أحيا بها، فهي تلك الأوقات التي فيها أُرغِمت على أن أؤذي آخرين. فقد وجدوا أنه يمكنهم التحكم فيّ عن طريق إيذائهم للآخرين أمامي أو جعلي أؤذي الآخرين أكثر من أنهم يؤذونني أنا شخصياً. فحين كنت في الثالثة أو الرابعة من العمر حبلت أمي في طفل آخر. ولكنهم أخذوا الجنين منها مبكراً وأرغموني على أن أطعنه بالسكين. لقد كان ميتاً بالفعل ولكني لم أعلم ذلك، بل تركوني لأحيا معتقدة بأني قد قتلت أخي الوليد. ثم وأنا في الحادية عشر أو الثانية عشر من العمر أُرغِمت على قتل طفلة في مثل عمري. كان من المفترض أن أقتلها بطريقة معينة حسب الطقوس ولكني قطعت حلقها لأجعلها تموت أسرع فلا تتعذب كثيراً. ولقد تم عقابي بشدة من أجل ذلك. فقد جعلوا طفلة أخرى تـُقتل أمامي وتم التمثيل بجثتها لمعاقبتي على رفضي أن أفعل ما كان يجب أن أفع...