رغم الجهد المبذول في الكتاب والتحليلات الشيقة إلا أن الشعور العام الذي يصيب القارىء بتعاطف الكاتبة مع الإسلام الخارجي تسبب في النجمتين بدلا من الثلاث. فتشابه مرجعيات الإسلام الخارجي مع المرجعية التكفيرية للجماعات الإرهابية أمر لا يمكن إنكاره سواء في التعامل مع النص أو مع المخالفين وهو الأمرالذي انكرته الكاتبة بدفوع واهية، فهي لم تناقش بشكل كافي ظاهرة الاستعراض وتداعياتها، التعامل بجمود مع النص واللجوء للعنف بمجرد التمكين. التسمية (الخارجي) تكشف سلطة الواقع حتى على اللغة، فاشتقاق الكلمة لغويا خطأ ومع ذلك ظلت مستخدمة. تفسير الإسلام وفقا للوضع الاجتماعي السابق عليه يشرح بوضوح الكثير من التباينات الفقهية والاصولية بين نسيج المسلمين ومنذ اليوم الأول، حتى أنه يفسر وببساطة الخلاف بين طريقتي عمر وعثمان حيث حاول الأول من خلال حرصه على العدل تجاوز الوضع التمييزي السابق على الإسلام في حين حافظ عليه الثاني. أهم نقطة ناقشها الكتاب والتي مثلت لي هاجسي الأول في التعامل مع التاريخ للحد الذي بت عنده لا اتعامل مع التاريخ إلا باعتباره نسق فكري يعكس أفكار العصر دون حقيقة الأحداث، هي استحالة تلخيص الأحداث الكبرى من خلال الألاعيب السردية لقصص الاطفال. فمجرد كلمة أو ذكاء فرد أو تلاعب بالأقوال لا يمكن أن يفسروا العديد من اللحظات التاريخية الهامة كمثال موقعة التحكيم التي بنيت بالكامل على تلاعب بالأقوال وسذاجة طرفي التحكيم.
قراءة جديدة عن فرقة الخوارج، خارجة عن السائد المأخوذ بالعادة من التراث السني المعادي للخوارج. بالعادة يرمى المتطرفيين الاسلاميين بالخوارج رغم عدم التشابه بأي من المعطيات بين خوارج الماضي وبينهم.
الحقيقة مكنتش هكتب ريڤيو وكنت هكتفي بالنجوم، بس الكاتبة remarkably دمها خفيف وكتابتها شقية رغم دسامة الموضوع وإشكالياته الكتيرة.😃 لكن عشان محدش ينخدع؛ كتابتها أكاديمية رصينة في نفس الوقت ومش طيعة، لكن الكتاب يستحق المجهود المبذول في قراءته، ومن الكتب النادرة اللي حسستني اني عايزة أقرأه تاني وأتجادل مع الكاتبة في قراءة أخرى متأنية.
محاولة لتجميل المذهب الإباضي أم دراسة تحليلية لا اعلم ولكن الكتاب يناقش بشكل عام الفكر الخارجي نسبة للخوارج و ليس الإسلام في الخارج نظرة على مذهب الإباضية و بدايته مع موقعة الجمل و التحكيم و غيرها و ماحدش بين عثمان و معاوية