إن حيوية التاريخ واللغة هى التى اوحت إلى عقول المتيقظين من أبناء الشرق أنهم يشبهون أنفسهم في أيام مجدهم وازدهار لغتهم ولا يشبهون الاوربيين في حضارتهم الحديثة الى انتصروا بها على جيش المماليك الغرباء عن ذلك التاريخ وعن تلك اللغة عند سفح الأهرام ، فلم تمض سنوات على افتتان الشرقى المغلوب بمظاهر القوة في الحضارة الأوربية الحديثة حتى سمعت في مصر وفي العالم العربي صيحة الدعوة إلى إحياء التراث القديم ورد الأمانة إلى أهلها مرة أخرى قبل فوات الأوان ، لأن الحضارة الحديثة عند الأوربيين عارية مستعارة من هذا الشرق العربى اخذوها وأقاموا بنيانهم على أساسها الذى هو أولى بنا ونحن أولى به من أن نتركه للمستعمرين المتطفلين عليه ، وليس بالعسير علينا أن نقيم بناءنا الجديد على أساسنا القديم .
ولد العقاد في أسوان في 29 شوال 1306 هـ - 28 يونيو 1889 وتخرج من المدرسة الإبتدائية سنة 1903. أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق. عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدية لأنه لم ينل من التعليم حظا وافرا حيث حصل على الشهادة الإبتدائية فقط، لكنه في الوقت نفسه كان مولعا بالقراءة في مختلف المجالات، وقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب.
التحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية مل العقاد العمل الروتيني، فعمل بمصلحة البرق، ولكنه لم يعمر فيها كسابقتها، فاتجه إلى العمل بالصحافة مستعينا بثقافته وسعة إطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه. وتوقفت الصحيفة بعد فترة، وهو ماجعل العقاد يبحث عن عمل يقتات منه، فاضطرإلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه.
لم يتوقف إنتاجه الأدبي أبدا، رغم ما مر به من ظروف قاسية؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات. منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة. اشتهر بمعاركه الفكرية مع الدكتور زكي مبارك والأديب الفذ مصطفى صادق الرافعي والدكتور العراقي مصطفى جواد والدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ.
مجموعة مقالات للعقاد، من آراءه في هذا الكتاب: رأيه في أحمد شوقي، وفلسفة الجمال، وقِدم الثقافة العربية، وآراؤه أيضًا في كتب صدرت أو تُرجمت في عصره وهذا يقود القارئ إلى مجموعة من الكتب القيمة والمهمة.
مجموعة مقالات أدبية و اجتماعية للكاتب الكبير عباس العقاد. المقالات الأدبية في الكتاب أفضل بكثير من باقي المقالات . أعجبتني طبعا المقالات التي تتكلم عن المدارس الشعرية و التجديد في الشعر العربي ، و لكن المقالات التي تتكلم عن التعليم كانت رائعة أيضا. كانت هناك مقالات لم أستفد منها كثيرا لأنها لم تجذبني بموضوعها و لكن الكتاب من الناحية الأدبية كان رائعا