ابن رجب الحنبلي (736- 795 هـ) هو الإمام الحافظ العلَّامة زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن الحسن بن محمد بن أبي البركات مسعود السلامي البغدادي الدمشقي الحنبلي، أبو الفرج الشهير بابن رجب، عالم دين مسلم، ومحدِّث وفقيه حنبلي. اشتهر بشرحه على الأربعون النووية وكان أيضًا المؤلف لكتاب «فتح الباري».
وُلد ابن رجب في بغداد، سنة 736هـ، لأسرة علمية عريقة في العلم والإمامة في الدين.
ثم قدِمَ إلى دمشق وهو صغير سنة 744هـ، وأجازه ابن النقيب، وسمع بمكة على الفخر عثمان بن يوسف، واشتغل بسماع الحديث باعتناء والده. وحدَّث عن محمد بن الخبَّاز، وإبراهيم ابن داود العطَّار، وأبي الحرم محمد بن القلانسي.
وسمع بمصر من صدر الدين أبي الفتح الميدومي، ومن جماعة من أصحاب ابن البُخاري. فأُتيح له تحصيل العلم على أكابر علماء عصره، ونبغ فيه وعلا شأنه في علم الحديث، وبلغ درجة الإمامة في فنونه، بل في أعمقها وأجلِّها، وهو علم الإسناد وعلم العلل، حتى قصده طلَّاب العلم.
وأما في الفقه فقد برع فيه حتى صار من أعلام المذهب الحنبلي، ويشهد على ذلك كتابه (القواعد الفقهية).
من الفضائل التي امتن الله بها علي في أحد البرامج قراءة هذه الرسالة القصيرة في حجمها، الثقيلة في معناها ومقصدها، وتلخيص مقاصدها، وسأضع التلخيص بين أيديكم لمن يريد الاستفادة:
*المقصد الكلي: فضل كلمة الإخلاص ومقتضياتها. *المقاصد الفرعية: *ضمانات كلمة الإخلاص لصاحبها, وأدلة ذلك. * المراد بتحريم النار على الموحد. * عدم تحقق ثمرة الشهادة إلا بشروطها وانتفاء موانعها, وأدلة ذلك. *معنى الشهادة ومقتضياتها. *فضائل كلمة الإخلاص.
*التلخيص: *ضمانات كلمة الإخلاص لصاحبها, وأدلة ذلك: تضمن كلمة الإخلاص لصاحبها أمرين: - الأول: دخوله الجنة. -الثاني: تحريم النار عليه. *أدلة ذلك: - عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل فقال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار)) قال: يا رسول الله ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: ((إذا يتّكلوا)) فأخبر بها معاذ عند موته تأثما). أخرجه البخاري ومسلم. - عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله). أخرجه البخاري ومسلم. - عن أبي هريرة أو أبي سعيد –بالشك- أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فأصابتهم مجاعة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بنطع فبسطه ثم دعا بفضل أزوادهم فجعل الرجل يجيء بكف ذرة ويجيء الآخر بكف تمر ويجيء الآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه بالبركة ثم قال: ((خذوا في أوعيتكم)) فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملؤوه فأكلوا حتى شبعوا وفضلت فضلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة)). أخرجه مسلم. - عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) ثلاثا ثم قال في الرابعة: ((على رغم أنف أبي ذر)) قال: فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر. أخرجه البخاري ومسلم. - عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرمه الله على النار)) وفي صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل). أخرجه مسلم. *مسألة: المراد بتحريم النار على الموحد: كما ورد في الأحاديث السابقة, فإن مقتضاها يدل على تحريم صاحبها على النار, وقد حمله العلماء على الخلود لا مجرد الدخول, لما ورد من أحاديث تبين أن تحريم الدخول ابتداء لا يقع إلا باستوفاء شروط كلمة الإخلاص وانتفاء موانعها, وقد ورد في الصحيحين : (إن الله تعالى يقول وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله), مما يدل على وجود فئة تدخل النار ابتداء, وذلك لمن لم تشمله الرحمة من العصاة, وهذا هو قول جماعة من العلماء, منهم الحسن, ووهب بن المنبه, وهو الأظهر. * عدم تحقق ثمرة الشهادة إلا بشروطها وانتفاء موانعها, وأدلة ذلك: لذا كما تبين سابقا, فإن الموحد لا يضمن نجاته من النار ابتداء, ما لم يستوف الشروط, وهذه الشروط جاءت متناثرة في الأحاديث والآثار, وهي مؤكدة لهذا المعنى, موضحة له, نذكرها على سبيل التدليل: *الأدلة من القرآن: - قوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم}. فدلت الآية على اعتبار الدخول في الإسلام بالعمل بمقتضى الشهادة من أركان الإسلام. - قوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين} . فدلت الآية على أن الأخوّة في الدين لا تثبت إلا بأداء الفرائض مع التوحيد فإن التوبة من الشرك لا تحصل إلا بالتوحيد. *الأدلة من السنة: - أن النبي صلى الله عليه وسلم رتب دخول الجنة على الأعمال الصالحة في كثير من النصوص، كما في الصحيحين عن أبي أيوب أن رجلا قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم)). - وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان)) فقال الرجل: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئا ولا أنقص منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا)). - وفي المسند عن بشير بن الخصاصية قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه فاشترط علي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن أقيم الصلاة وأن أؤدي الزكاة وأن أحج حجة الإسلام وأن أصوم شهر رمضان وأن أجاهد في سبيل الله، فقلت: يا رسول الله أما اثنتين فوالله لا أطيقهما الجهاد والصدقة، فإنهم زعموا أنه من ولّى الدبر فقد باء بغضب من الله فأخاف إن حضرت تلك جشمت نفسي وكرهت الموت، والصدقة فوالله ما لي إلا غنيمة وعشر ذود هن رسل أهلي وحمولتهن، قال: فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم حركها ثم قال: ((فلا جهاد ولا صدقة فبم تدخل الجنة إذا؟)) قلت: يا رسول الله أبايعك فبايعته عليهن كلهن)، ففي هذا الحديث دليل على أن الجهاد والصدقة شرط في دخول الجنة مع حصول التوحيد والصلاة والصيام والحج. - كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله))، ففهم عمر وجماعة من الصحابة أن من أتى بالشهادتين امتنع من عقوبة الدنيا بمجرد ذلك فتوقفوا في قتال مانع الزكاة، وفهم الصديق أنه لا يمتنع قتاله إلا بأداء حقوقها لقوله صلى الله عليه وسلم:((فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم إلا بحقها وحسابهم على الله))وقال: ((الزكاة حق المال)). وهذا الذي فهمه الصديق قد رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم صريحا غير واحد من الصحابة منهم ابن عمر وأنس وغيرهما وأنه قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة)). *الأدلة من الأثر: - قال الحسن للفرزدق وهو يدفن امرأته: ما أعددت لهذا اليوم؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة، قال الحسن: نِعم العدة، لكن لـ "لا إله إلا الله" شروطا، فإياك وقذف المحصنة. - قيل للحسن: إن أناسا يقولون: من قال: "لا إله إلا الله" دخل الجنة، فقال: من قال: "لا إله إلا الله" فأدّى حقها وفرضها دخل الجنة. - قال وهب بن منبه لمن سأله أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك. *ويضاف إلى تلك الأدلة ما جاء من تفسيرات كثر للأحاديث الواردة في صدر الباب, والتي تعاملت معها بعدة طرق, كالتالي: أولا: أن هذه الأحاديث المذكورة أولا وما في معناها كانت قبل نزول الفرائض والحدود. قال بذلك الزهري والثوري وغيرهما. وهذا بعيد جدا فإن كثيرا منها كان بالمدينة بعد نزول الفرائض والحدود، وفي بعضها أنه كان في غزوة تبوك وهي في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم. ثانيا: أنها منسوخة. صرح بذلك الثوري وغيره. ثالثا: أنها محكمة ولكن ضم إليها شرائط. وبغض النظر عن الخلاف بين الأصوليين في النقطتين الأخيرتين وأي منهما يقع عليه اسم النسخ, فإن الرد عليهما بأنه يجب أن يوضع بالحسبان أن مما شاع استعماله عند السلف أن تطلق مفردة النسخ وقد يكون المراد بها البيان والإيضاح, وهذا ما ترجحه الأدلة وتقويه. رابعا: أن تلك النصوص المطلقة قد جاءت مقيدة في أحاديث أخر ففي بعضها: ((من قال: "لا إله إلا الله" مخلصا)) وفي بعضها: ((مستيقنا)) وفي بعضها ((يصدق لسانه)) وفي بعضها((يقولها حقا من قلبه)) وفي بعضها ((قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه)), فلا تقع على إطلاقها, بل يجب أن تقيد. *معنى الشهادة ومقتضياتها: معنى: "لا إله إلا الله": أن لا يأله القلب غير الله حبا ورجاء وخوفا وتوكلا واستعانة وخضوعا وإنابة وطلبا. وتحقيقه: بأن محمدا رسول الله, ألا يعبد الله بغير ما شرعه الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، وقد جاء هذا المعنى مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم صريحا أنه قال: ((من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة))،قيل: ما إخلاصها يا رسول الله؟ قال: ((أن تحجزك عما حرم الله عليك))، وهذا يروى من حديث أنس بن مالك وزيد بن أرقم ولكن إسنادهما لا يصحّ، وجاء أيضا من مراسيل الحسن بنحوه. والإله: هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالا ومحبة وخوفا ورجاء وتوكلا عليه وسؤالا منه ودعاء له، ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل فمن أشرك مخلوقا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحا في إخلاصه, ونقصا في توحيده, وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك وهذا كله من فروع الشرك، ولهذا ورد إطلاق الكفر والشرك على كثير من المعاصي التي منشؤها من طاعة غير الله أو خوفه أو رجائه أو التوكل عليه والعمل لأجله، كما ورد إطلاق الشرك على الرياء, وعلى الحلف بغير الله, وغير ذلك. ويشهد لذلك الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش))، فدلّ هذا على أن كل من أحب شيئا وأطاعه وكان غاية قصده ومطلوبه ووالى لأجله وعادى لأجله فهو عبده وكان ذلك الشيء معبوده وإلهه. ويدلّ عليه أيضا أن الله تعالى سمى طاعة الشيطان في معصيته عبادة للشيطان، كما قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان}. ومن هاهنا يعلم أنه لا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمدا رسول الله، فإنه إذا علم أنه لا تتم محبة الله إلا بمحبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه فلا طريق إلى معرفة ما يحبه وما يكرهه إلا من جهة محمد المبلّغ عن الله ما يحبه وما يكرهه باتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه، فصارت محبة الله مستلزمة لمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتصديقه ومتابعته، ولهذا قرن الله بين محبته ومحبة رسوله في قوله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم} إلى قوله: {أحب إليكم من الله ورسوله}، كما قرن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة. وقال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب الرجل لا يحبه إلا لله، وأن ي��ره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقده الله منه كما يكره أن يلقى في النار)). فهذا هو مقتضى الشهادة, وأعظم لوازمها. *فضائل كلمة الإخلاص: بالإضافة لما ورد عن كونها مفتاح دخول الجنة والنجاة من النار, والذي هو من أهم وأعظم وأولى فضائلها, فإن لها فضائل أخر, نذكر منها: - أنها كلمة التقوى كما قال عمر -رضي الله عنه- من الصحابة. - أنها كلمة الإخلاص وشهادة الحق ودعوته والبراءة من الشرك ونجاة هذا الأمر. - لأجلها خلق الخلق. كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}. - لأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب. - أنها أول ما عدّد الله على عباده من النعم في سورة آية النعم التي تسمى النحل، ولهذا قال ابن عيينة: ما أنعم الله على عبد من العباد نعمة أعظم من أن عرفهم "لا إله إلا الله" وإن "لا إله إلا الله" لأهل الجنة كالماء البارد لأهل الدنيا. - لأجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب. - لأجلها أمرت الرسل بالجهاد، فمن قالها عصم ماله ودمه ومن أباها فماله ودمه هدر. - أنها مفتاح دعوة الرسل وبها كلم الله موسى كفاحا. - أنها ثمن الجنة، قاله الحسن وجاء مرفوعا من وجوه ضعيفة. - من كانت آخر كلامه دخل الجنة. - أنها توجب المغفرة. ففي المسند عن شداد بن أوس وعبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوما: ((ارفعوا أيديكم وقولوا: لا إله إلا الله)) فرفعنا أيدينا ساعة ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم قال: ((الحمد لله اللهم بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني بها الجنة وإنك لا تخلف الميعاد)) ثم قال: ((أبشروا فإن الله قد غفر لكم)). - أنها أحسن الحسنات. قال أبو ذر: قلت: يا رسول الله كلمني بعمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال: ((إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنها عشر أمثالها)) قلت: يا رسول الله "لا إله إلا الله" من الحسنات؟ قال: ((هي أحسن الحسنات)). - أنها تمحو الذنوب والخطايا. ففي سنن ابن ماجه عن أم هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا إله إلا الله لا تترك ذنبا ولا يسبقها عمل)). - أنها تجدد ما درس من الإيمان في القلب. ففي المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: ((جددوا إيمانكم)) قالوا: كيف نجدد إيماننا؟ قال: ((قولوا: "لا إله إلا الله"). - لا يعدلها شيء في الوزن فلو وزنت بالسموات والأرض رجحت بهن. كما في المسند عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أن نوحا قال لابنه عند موته: آمرك بـ "لا إله إلا الله"، فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت "لا إله إلا الله" في كفة رجحت بهن "لا إله إلا الله"، ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كن في حلقة مبهمة فصمتهن "لا إله إلا الله". وفيه أيضا عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أن موسى عليه السلام قال: يا رب علمني شيئا أذكرك وأدعوك به قال: يا موسى قل "لا إله إلا الله"، قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا، قال: قل "لا إله إلا الله"، قال: لا إله إلا أنت يا رب إنما أريد شيئا تخصني به، قال: يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة و"لا إله إلا الله" في كفة مالت بهن "لا إله إلا الله"). - أنها ترجح بصحائف الذنوب. كما في حديث السجلات والبطاقة، وقد خرجه أحمد والنسائي والترمذي أيضا من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم. - أنها تخرق الحجب حتى تصل إلى الله عز وجل. وفي الترمذي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تصل إليه)). وفيه أيضا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما قال عبد لا إله إلا الله مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنبت الكبائر)). ويروى عن ابن عباس مرفوعا: ((ما من شيء إلا بينه وبين الله حجاب إلا قول لا إله إلا الله كما أن شفتيك لا تحجبها كذلك لا يحجبها شيء حتى تنتهي إلى الله عز وجل)). وقال أبو أمامة: ما من عبد يهلل تهليلة فينهنها شيء دون العرش. - أنها هي التي ينظر الله إلى قائلها ويجيب دعاه. خرج النسائي في كتاب اليوم والليلة من حديث رجلين من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مخلصا بها روحه مصدقا بها لسانه إلا فتق له السماء فتقا حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض وحق لعبد نظر إليه أن يعطيه سؤله)). - أنها الكلمة التي يصدق الله قائلها. كما أخرج النسائي والترمذي وابن حبان من حديث أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قال العبد: "لا إله إلا الله والله أكبر" صدقه ربه وقال: "لا إله إلا أنا وأنا أكبر"، وإذا قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له" يقول الله: "لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي"، وإذا قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد" قال الله: "لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد"، وإذا قال: "لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله" قال الله: "لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي")) وكان يقول: ((من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار)). - أنها أفضل ما قاله النبيون، كما ورد ذلك في دعاء يوم عرفة. - أنها أفضل الذكر. كما في حديث جابر المرفوع: ((أفضل الذكر لا إله إلا الله))، وعن ابن عباس: أحب كلمة إلى الله لا إله إلا الله لا يقبل الله عملا إلا بها. - أنها أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفا وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان. وكما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحي عنه مائة سيئة ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك)). وفيهما أيضا عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قالها عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل)). وفي الترمذي عن ابن عمر مرفوعا: ((من قالها إذا دخل السوق وزاد فيها: "يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير" كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا الله عنه ألف ألف سيئة ورفع الله له ألف ألف درجة))، وفي رواية: ((ويبني له بيت في الجنة)). - أنها أمان من وحشة القبر وهول الحشر. كما في المسند وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في نشورهم وكأني بأهل لا إله إلا الله قد قاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن))، وفي حديث مرسل: ((من قال لا إله إلا الله الملك الحق المبين كل يوم مائة مرة كانت له أمانا من الفقر وأنسا من وحشة القبر واستجلبت له الغنى واستفرغت له باب الجنة)). - أنها شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم. قال النضر بن عربي: بلغني أن الناس إذا قاموا من قبورهم كان شعارهم لا إله إلا الله، وقد خرج الطبراني حديثا مرفوعا: ((إن شعار هذه الأمة على الصراط لا إله إلا أنت)). - أنها تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء. كما في حديث عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن أتى بالشهادتين بعد الوضوء وقد خرجه مسلم. وفي الصحيحين عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء)). وفي حديث عبد الرحمن بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة منامه الطويل وفيه قال: ((ورأيت رجلا من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة فأغلقت الأبواب دونه فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله فتحت له الأبواب وأدخلته الجنة)). - أن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها. ففي الصحيحين عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله)).
يا هذا، اعبد الله لمراده منك لا لمرادك منه، فمن عبده لمراده منه فهو ممن يعبد الله على حرف؛ إن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة. ومتى قويت المعرفة والمحبة لم يرد صاحبها إلا ما يريده مولاه.
ছোট্ট একটি বই কিন্তু জীবনের সবচেয়ে বড় শিক্ষা নিহিত রয়েছে এতে, তাওহীদের শিক্ষা। এর উপর ভিত্তি করেই জীবনের সফলতা বা বিফলতা,জান্নাত-জাহান্নম। সালাফরাও আমাদের মতো একই 'লা ইলাহা ইল্লাল্লাহ' উচ্চারণ করেছিলেন কিন্তু এর ফলে তাদের জীবন ধারায় কেন এমন বিপ্লবী পরিবর্তন আসলো আর আমরা কেনই বা এতো নিষ্প্রভ। নিশ্চয়ই আমরা তার সঠিক মর্ম বুঝতে ভুল করেছি। অন্যথায় এমন তফাৎ হতো না। বইটি লিখা হয়েছে আল্লাহ এবং তাঁর রাসূল সাল্লালাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম তাওহীদ বলতে কি বুঝিয়েছেন এবং সালাফরা এ থেকে কি শিক্ষা নিয়েছেন এ বিষয়টি নিয়েই। এবং তা খুব সুন্দর,সহজ ও অতি সংক্ষিপ্ত আকারেই আলোচনা করা হয়েছে। যা সকলের জন্যেই বুঝতে খুব সহজ হবে ইনশাআল্লাহ। অবশ্যই পাঠ্য।
ما أنعم الله على عباده نعمة أعظم من أن عرّفهم لا إله إلا الله ... من صدق في قولها لم يحبّ سواه ولم يرجُ سواه، ولم يخش أحداً إلا الله ولم يتوكّل إلا على الله، ولم يبقَ له بقية من آثار نفسه وهواه، ومع هذا فلا تظنوا أن المحبّ مطالَب بالعصمة وإنما هو مطالَب كلما زلّ أن يتلافى تلك الوصمة.
اعبد الله لمراده منك لا لمرادك منه … ومتى قويت المعرفة والمحبة لم يرد صاحبها إلا ما يريد مولاه.
من أحبّ الله لم يكن شيء عنده آثر من رضاه، ومن أحب الدنيا لم يكن شيء عنده آثر من هوى نفسه.
رحم الله الإمام، ونصر الله المجاهدين في غزة على عدوهم.
هناك فائدة علمية أساسية هنا: معرفة شروط كلمة التوحيد موانعها، إذ رتب الله عليها هذا الأجر العظيم، وفائدة عملية: أن تعمل وتتحرى العمل حتى تصدق وأنت تذكر الله عز وجل بالشهادتين.
رحم الله ابن رجب ، كتاب ماتع ومفيد ومختصر للمبتدأين في طلب العلم الكتاب الذي املكه تحقيق صبري بن سلامة واسمه كتاب التوحيد وليس تحقيق كلمة الاخلاص . الذي تضايقت منه هو طول الهامش على حساب المتن فقد يكون الهامش ممتد على صفحتين فالقارئ ممكن يتشتت بين المتن و الحاشية
আল্লাহকে চেনার জন্য আক্বিদা পাঠের বিকল্প নেই। আক্বিদার সারকথা খুব অল্প কথায় বুঝতে চাইলে এই বইটি পড়তে পারেন। ভালো লাগবে। হয়তো ভালোবাসায় সিক্ত হয়ে বইটির শেষ পাতার মতো আপনিও বলে উঠবেন, “ইয়া ইলাহি, ইয়া সায়্যিদ, ইয়া মাওলা, আপনি যদি আমাকে আপনার সকল আযাবে আক্রান্ত করেন, তাহলেও আপনার যে নিকটবর্তিতা আমার হাতছাড়া হলো, তা আজাবের থেকে অধিক গুরুতর বোধ হবে।”
رسالة وجيزة في حجمها؛ عظيمة القدر والنفع فيما تحدثت عنه وأشارت إليه وما حوته وبلّغته. رحم الله ابن رجب الحنبلي رحمة واسعة ونفعنا الله بما كتب وجعلنا سبحانه من أهل ( لا إله إلا الله) العالمين العاملين بمقتضاها. والحمد لله رب العالمين.
الكتاب جدًا رائع، ولغته سهلة جدًا، والمعاني اللي موردها الإمام ابن رجب الجنبلي -رحمه الله- عميقة جدًا. الكتاب لا يُكتفى بقراءة الكتاب مرة واحدة. اللهم انفعنا بما قرأنها، واجعلنا ممن حقق كلمة الإخلاص على الوجه الذي يرضيك🤲🏽.
ملخص أصل الخلق , و فضل الاخلاص ووحدانية الخالق , في هذا الحديث " قال موسى عليه السلام : يا رب علمني
أذكرك به وأدعوك به قال : يا موسى قل : لا إله إلا الله قال : يا رب كل عبادك ، يقول هذا قال : قل : لا إله إلا الله قال : لا إله إلا أنت يا رب ، إنما أريد شيئا تخصني به قال : يا موسى لو كان السماوات السبع ، وعامرهن غيري ، والأرضين السبع في كفة ، ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله " . " هذا حديث صحيح الإسناد ، وكذلك حديث عتبان بن مالك " ان الله حرم على النار من قال :لااله الا الله يبتغي بذلك وجه الله " , وفي حديث ابي ذر ان لااله الا الله خالصه عن أبي ذر ( مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ ) قُلْتُ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ؟ قَالَ : ( وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ) قُلْتُ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ؟ قَالَ : ( وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ) قُلْتُ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قَالَ : ( وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِى ذَرٍّ )
وقد قال الحسن البصري للفرزدق وهو يدفن امرأته : ما أعددت لهذا اليوم ؟ قال : شهادة لااله الا الله منذ سبعين سنة , قال الحسن نعم العدة . لكن "لااله الا الله شروط "
وقال وهب بن منبه لمن سأله : أليس لااله الا الله دخل الجنة ؟ قال : بلى , ولكن ما من مفتاح الا وله اسنان , فان جئت بمفتاح له اسنان فتح لك والا لم يفتح لك .
أهمية هذا الكتاب تنبع من أنه يُوضح معنى شهادة لا إله إلا الله، لأن هذه الكلمة التي خفي معناها على الكثيرين، وجعلها بعضهم وسيلة لدخول الجنة بلا تعب، يقولها كلمات دون أن يعقل معناها، أو يعمل بمقتضاها، أو يوفيها حقها، أو يقوم بشروطها، فأراد ابن رجب رحمه الله أن يبين عِظم هذه الكلمات، وأن مفتاح الإسلام لا إله إلا الله هذه عبارة عظيمة جامعة لها معاني وفيها شروط ينبغي أن تحقق وأن تطبق، استهلها بعد البسملة بقوله: خرّج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه، قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ بن جبل رديفه على الرحل -ولذلك أحياناً يطلق على هذه الرسالة شرح حديث معاذ - فقال: يا معاذ ! قال: لبيك يا رسول الله وسعديك! قال: يا معاذ ! قال: لبيك يا رسول الله وسعديك! قال: يا معاذ ! قال: لبيك يا رسول الله وسعديك! قال: ما من عبدٍ يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار قال: يا رسول الله ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: إذاً يتكلوا، فأخبر بها معاذ عند موته تأثماً). وكذلك جاء في الصحيحين عن عتبان بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله) وكذلك حديث: (أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما، فيحجب عن الجنة).
أهمية هذا الكتاب تنبع من أنه يُوضح معنى شهادة لا إله إلا الله، لأن هذه الكلمة التي خفي معناها على الكثيرين، وجعلها بعضهم وسيلة لدخول الجنة بلا تعب، يقولها كلمات دون أن يعقل معناها، أو يعمل بمقتضاها، أو يوفيها حقها، أو يقوم بشروطها، فأراد ابن رجب رحمه الله أن يبين عِظم هذه الكلمات، وأن مفتاح الإسلام لا إله إلا الله هذه عبارة عظيمة جامعة لها معاني وفيها شروط ينبغي أن تحقق وأن تطبق، استهلها بعد البسملة بقوله: خرّج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه، قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ بن جبل رديفه على الرحل -ولذلك أحياناً يطلق على هذه الرسالة شرح حديث معاذ - فقال: يا معاذ ! قال: لبيك يا رسول الله وسعديك! قال: يا معاذ ! قال: لبيك يا رسول الله وسعديك! قال: يا معاذ ! قال: لبيك يا رسول الله وسعديك! قال: ما من عبدٍ يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار قال: يا رسول الله ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: إذاً يتكلوا، فأخبر بها معاذ عند موته تأثماً). وكذلك جاء في الصحيحين عن عتبان بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله) وكذلك حديث: (أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما، فيحجب عن الجنة).