كتاب بليغ في موضوعه ، ممتاز في بابه ، وما رؤي في هذا الموضوع كتاب أنبل منه ولا أعذب مشرعا ولا أطيب منزعا ، ليس لاحد من المتقدمين ولا المتأخرين مثله على كثرة ما صنفوا في ذلك في حدة الفكرة ونفاذ الخاطر وما لمؤلفة من الذكاء والنباهة . تشرق آراؤه القيمة في تضاعيفه ، وأومضت بروق علومه في صفحاته ، تدل على تضلعه وبراعته حسن إيراده وإصداره . يبحث فيه بحثا تحليليا عن شخصية الامام الغائب عليه السلام ووجوده وغيبته وما يؤول إليه أمره عليه السلام . كل ذلك بالاخبار التي وردت عن المعصومين عليهم السلام ، ويناضل ويبارز فيه مخالفيه ومنكريه وأجاب عن شبهاتهم ورد على تشكيكاتهم ببراهين ساطعة وحجج بالغة داحضة . وأطال البحث في رد المنكرين وأورد فيه أبحاثا ضافية في إثبات إمامته عليه السلام وغيبته ، ويوطد دعواه المدعومة بالبرهان بآي من القرآن وصحاح من الاخبار عن النبي صلى الله عليه وآله وعترته الاخيار مالا مزيد عليه .
يستحق أن يقرأ رائع يحمل العديد من القصص والحكايات والسير.
.............
كمال الدين وتمام النعمة
سمعت عن الكتاب من خطيبة حسينية بأحد المآتم وهي تتحدث عن غيبة الإمام عجل الله فرجه.
(سبب تأليف الكتاب بأن الكاتب رأى في المنام صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه فقال له بأن الناس بما معناه استكثرت إطالة الغيبة واشتدت الحيرة بينهم فقال له اكتب لهم في ذلك اكتب لهم في غيبة الأنبياء)
تكلم بالبداية عن الخليفة وأهمية وجود خليفة، وبأن الخليفة ليس شرطاً أن يكون نبي ولكن النبي بالطبع وأكيد إنه هو الخليفة، وما أهمية وجود خليفة وهو الانتصاف لأوليائه من أعدائه، وهذا الخليفة موحد للجميع بكل مكان و لا يختاره إلا الله عز وجل.
«فمثل من آمن بالقائم عجل الله فرجه في غيبته مثل الملائكة اللذين أطاعوا الله عز وجل في السجود لآدم عليه السلام، ومثل من أنكر القائم عجل الله فرجه في غيبته مثل إبليس في امتناعه من السجود لآدم عليه السلام»
افتتح حديثه عن الإمام المهدي بعد أن تحدث عن الخليفة وعن سجود الملائكة لآدم بسؤال أحد الأشخاص له (الغيبة طالت والحيرة اشتدت) فقال له حادثة نبي الله موسى عليه السلام بأن ذهب الى ميقات ربه ثلاثين ليلة وتأخر عشر فاستطالوا المدة وقست قلوبهم ففسقوا عن أمر ربهم وعصوا موسى ومنها بين له حتى من بيننا هنا جهال يستطيلوا مدة الغيبة.
وكما استشهد بآية سورة البقرة {ألم ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب} وأوضح بأن الغيب المقصود بها القائم وغيبته.
«وكما جاز أن يكون موسى عليه السلام في حجر فرعون يربيه وهو لا يعرفه ويقتل أولاد بني إسرائيل في طلبه فكذلك جائز أن يكون صاحب زماننا موجود بشخصه بين الناس، يدخل مجالسهم ويطأ بسطهم ويمشي في أسواقهم وهم لا يعرفونه إلى أن يبلغ الكتاب أجله»
«عن الصادق عليه السلام قال:- في القائم سنة من موسى، وسنة يوسف، وسنة من عيسى، وسنة من محمد: فأما شنة موسى فخائف يترقب، وأما سنة يوسف فإن إخوته كانوا يبايعونه ويخاطبونه ولايعرفونه، وأما سنة عيسى فالسياحة، وأما سنة محمد فالسيف»
كما تكلم في الكتاب عن إدعاء البعض بأن محمد بن الحنفية لم يمت وكما أدعى آخرون بأن الإمام موسى بن جعفر أيضاً لم يمت. وكما ادعت بعض الجماعة بأن الغيبة وقعت على الإمام الحسن العسكري فلما توفى بطل قولهم.
قارن الإمام المهدي عجل الله فرجه بالأنبياء، بعيسى وهو طفل ويقول إنه نبي بإمامته وهو صغير، بأصحاب الكهف اختفائهم تقريباً ٣٠٠ سنة ويخرجون وهم أحياء، و يوسف عليه السلام واختفائه عن أهله، وكذلك ولادة موسى وغيبته بولادته وغييته عجل الله فرجه.
مواضيع الكتاب كثيرة، فهذه الست مائة صفحة حوت العديد من المواضيع التي نوقشت وتحدث عنها الكاتب والتي قمت بذكر بعضها، وكما نافش بعض الاعتراضات من هنا وهناك مثل لماذا الإمام الغائب أو الغيبة في هذا الزمان وليس قبل في عهد بني أمية مثلا فهم كانوا طغاة أيضا، وإذا ظهر كيف تعرفونه؟ وغيرها.
كل هذا كان بداية ومقدمة للدخول لعالم الكتاب الذي بدأه بقصص عن غيبات الأنبياء عليهم السلام، وهذا الباب الأول وكأنك تقرأ سيرة الأنبياء عليهم السلام من إدريس ونوح إلى عيسى عليهم السلام أجمعين.
ومن بعد هذا جاء في أخبار الرهبان والأحبار وغيرهم في ولادة الرسول و نبوته، ليبين لنا بأن الإسلام وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء) فقد عاد الإسلام غريباً في هذا الزمان كما بدأ وسيقوى بظهور المهدي عجل الله فرجه كما قوي بظهور الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومن بعد التمهيد لظهور النبي صلى الله عليه وسلم كانت هي نصوص من الله سبحانه وتعالى ومن النبي صلى الله عليه وسلم ومن الأنبياء من الإمام علي الى والد الحجة عليهم السلام أجمعين ويتخللهم حديث عن الخضر وذو القرنين. وبالطبع هناك نصوص من السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ونرجس أم الحجة عجل الله فرجه.
وبعدها الحديث عن القائم فيمن أنكره، ولادته، غيبته، دعائنا له و ما هو ثوابنا في إنتظاره وبالإضافة الى علامات خروجه.
على العموم هذا الكتاب موسوعة متوسعة في حديثها عن صاحب العصر والزمان، ولا أعلم ما السر في إنني أعجب في كل كتاب يتحدث عنه من رواية (الشمس وراء السحب لكمال السيد) إلى هذه التحفة العظيمة بنظري بأنها أكثر من مميزة ورائعة في طرحها لموضوع المهدي فهو تطرق للعديد من السير والمواقف للأنبياء والأئمة وحتى بعض الصحابة والصالحين فلذلك انتهينا بالعديد من المعلومات القيمة والفوائد المميزة من سير مثل هؤلاء.
نعم هناك بعض الأحاديث المذكورة مكررة ولكن لأنها تختلف في الرواة وبالطبع سيحرص الكاتب لذكر أكثر من راوي لعدم التشكيك.