الوجه السياسي للثقافة العربية المعاصرة

by رشيد الحاج صالح

في كتابه المعنون (الوجه السياسي للثقافة العربية المعاصرة)، يقدم الباحث/الدكتور "رشيد الحاج صالح" من سورية دراسة سوسيولوجية للوعي السياسي العربي بقصد الكشف عن آليات تكوين الآراء والأفكار السياسية في الثقافة العربية، ومدى تأثير الفئات المُهيمنة في رسم خريطة الوعي السياسي العربي، ناهيك عن تحديد الدور الذي تقوم به الفئات التقليدية في إنشاء فكر سياسي يعج بالأوهام السياسية والخرافات العقائدية.

وينطبق هذا الكلام أيضاً على تحليل الكاتب للوعي الديني في الثقافة العربية المعاصرة وفي تحليله لموقف الثقافة العربية المعاصرة من العلم، وكذلك بالنسبة للوعي التاريخي ومكانة التراث في الثقافة العربية المعاصرة.

فالكتاب يتناول الوعي السياسي، والوعي الديني، والعلم، والتراث، في الثقافة العربية المعاصرة من خلال تفاعلاتها الاجتماعية ودورها السياسي ووظائفها الأيديولوجية.

غير أن الركيزة الأساسية للكتاب – يقول المؤلف "تقوم على نقد الأنظمة المعرفية في الثقافة العربية، من خلال نقد الوعي السياسي والديني والعلمي والتاريخي في ثقافتنا، فإن ذلك لا يعني رفضنا لتلك الأنظمة واستبدالها بأنظمة معرفية قادمة من مكان ما، سواء أكان هذا المكان الغرب البعيد أم الماضي المجيد، وإنما نسعى إلى إعادة بناء النظام المعرفي والقيّمي بما يحقق المصالحة بين العقلي والواقعي، بين النظام المعرفي من جهة، والواقع المتزايد تعقيداً وتشابكاً وتسارعاً من جهة أخرى، بغية إخراج الثقافة العربية من حالة "تنويم الوعي" وجعل المعرفة "داخل الواقع" وليست مفارقة له".

وفي هذا السياق يُحمّل الكاتب المثقف العربي مسؤولية إعادة تكوين الحقائق من جديد، وليس تقديم الحقائق الثابتة والمطلقة للناس إذ لم يعد هناك بديهيات مطلقة أو حقائق ثابتة. وعلى المثقف أن يعيد صياغة المشكلات المهمشة إلى ساحة التفكير والتحليل.

يقسم الكتاب إلى خمسة فصول جاءت تحت العناوين الآتية: الفصل الأول: الثقافة المهيمنة والثقافة المهيمَن عليها، الفصل الثاني: التفسير السياسي للمعرفة، الفصل الثالث: الصراع على الدين، الفصل الرابع: الصراع السياسي على العلم، الفصل الخامس: لماذا تراث عصر الخراب؟ وأخيراً خاتمة الكتاب.

304 pages, Paperback

First published October 5, 2012

Reviews

[Ahmad · Rating 3 out of 5]

الكتاب رائع في شرح علاقة السياسة في تكوين الثقافة العربية المعاصرة. اللهم اعتراضي عليه هو تناول دور الإسلام ومفكريه وعلمائه من منظور علماني, بصورة لا تُحقق الحق ولا تُبطل الباطل, وجعل جميعهم سواسية في الخطأ وحب السلطة والسيطرة على الشعوب ! والتقليل من الدول الحقيقي للإسلام في بناء الأمة العربية. وهو بذلك يحاول (كسائر المفكرين العرب المعاصرين) بإسقاط العلاقة بين المسيحية والمجتمع في القرون الوسطى, بعلاقة الإسلام بالمجتمع , وهذا خطأ كبير , خصوصاً لو كان صادراً من باحثين متخصصين. وهذا ليس بمفاجئ لأن المؤلف يوافق رؤية المفكرين والفلاسفة العرب العلمانيين للإسلام والتراث , كمحمد الجابري, ومحمد أركون وغيرهما.

فمثلاً يعتبر الكاتب أن فكر الشيخ أبي حامد الغزالي يدعو إلى الإنعزال عن العالم والإنشغال بالعبادات والقرب من الله, والتهرب من مواجهة واقعه المشتعل. ولكنه لم يذكر أن انعزاله كان من أجل الإنشغال بإصلاح نفسه قبل أن يعود لمواجهة العالم من جديد حاملاً فكراً وعقيدةً قوية أثرت في العديد من تلاميذه وزملائه, ومن بين أبرز المتأثرين بفكر الشيخ كان أسد الدين شيركوه وصلاح الدين الأيوبي وغيرهما من القادة الإسلاميين. ويمكن الإستزادة عن هذه النقطة بمراجعة كتاب الدكتور ماجد عرسان الكيلان : (هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس).

بشكل عام الكتاب رائع, ولكن تناوله لعلاقة الإسلام وعلمائه ومفكريه ببناء الثقافة العربية المعاصرة كان تناول يقلل من دوره في بناء ونهضة الأمة, بل كان أقرب للتعميم السطحي الممتليء بالأخطاء.

[أحمد سرحان]

ناقد إجتماعي قوى جداً بدلائل صحيحه وقوية ، أسلوب معمق يحفز على الاستمرار فى القراءاة دون الملل ، يوضح صورة كاملة عن ضعف العرب تجاه قضاياهم التى يلقى بها الغرب إلينا لنقف فى اماكننا دون النظر إلى هيمنتهم الكبرى

[Norah · Rating 1 out of 5]

كنت متحمسة جداً لهالكتاب، وحاولت ٣ مرات أقرأه بس عجزت وصرت أمشي الأوراق بسرعة.
الظاهر عندي مشكلة مع كتب الفلسفة وتطورت المشكلة وصارت أن عندي مشكلة حتى مع الكتاب اللي درسوا الفلسفة.

[Hashim Alhelal · Rating 5 out of 5]

كتاب رائع جدًا