بسبب أهل الكهف، تعارف طه حسين وتوفيق الحكيم حتى صارا صديقين يتبادلان الرسائل الخاصة فى الداخل والخارج باللغة العربية وباللغة الأجنبية بل ويستشيران بعضهما فيما ينشراه، فقد جمعتهما أجمل أيام العمر كما جمعهما الفكر على صفحات كتاب فارتبطا بصداقة أدبية وشخصية منذ 1933م حتى أبت روح العميد أن تفارق جسده قبل أن يفارق اليأس روح مصر 1973م. وما بين التاريخين جرت مياه كثيرة.. هادئة أحياناً وعنيفة أحياناً أخرى وفاترة أحياناً ثالثة وهو شأن كل الصداقات التى تتعرض لأزمات ومحن يمتحن بها الرجال.. غير أن الغيوم لا تلبث أن تنقشع من سماء الحياة ومن دخائل النفوس لتبقى لنا ذكرى هذه الرحلة التى قطعها الصديقان فى عالم الأدب ودنيا الناس، محاولين أن نتتبعها ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً مدركين فضلهما عارفين قيمتهما، فهما العميدان للأدب وللمسرح، وإن نسيا أحياناً أو جحداً أحياناً أخرى فإن ذاكرة التاريخ لا تنسى وضمير الأدب لا يموت.
أنا عايزة أعيش في عالم الأدباء والمثقفين ده! عالم ممتع، الكتاب ده هيديلك نظرة خاطفة عليه. بيحكي عن العلاقة الجميلة الغريبة الي ربطت بين طه حسين وتوفيق الحكيم -الي بحبهم جدا هما الاتنين- من خلال حكي ممتع وعرض للخطابات الشخصية بينهم. حكايات ممتعة وكواليس من حياتهم وكتاباتهم، حسيت إني نفسي أقابلهم وأقعد معاهم وأتعلم منهم، وإن هذا الرقي في التعامل حتى في الخلافات والخصام معدش موجود. العالم القديم يأسرني بكل جماله ♥️
يحتوي الكتاب على الرسائل المتداولة بين عميد الأدب العربي طه حسين وتوفيق الحكيم، التي تبيّن علاقة الصداقة بينهما، على الرغم من الاختلافات المصيرية في حياتهما ، حيث فقد طه حسين بصره على يد حلاق القرية وكان الحلاق سبباً في إنقاذ عيني الحكيم، وثار العميد على طريقة تدريس العلوم الجامدة في الأزهر، ورفض الحكيم دراسة دكتوراة القانون، وبينما عاد الأول من باريس بدكتوراة في الأدب، عاد الثاني من هناك بحقائب مملوءة بكتب الفن، وقد فشل في الحصول على الدكتوراة، كان الأول يأخذ نفسه بمشقة التعلم، في حين أن الثاني انصرف عن ذلك إلى متابعة الفنون، وقد ابتدأت هذه العلاقة عند إصدار توفيق الحكيم مسرحيته أهل الكهف، والتي قام بمدحها طه حسين لما شكلته من أهمية للأدب آنذاك، ونسب طه حسين فضل إنشاء الفن المسرحي الأدبي لتوفيق الحكيم، على الرغم من أنّه نفى هذا الفضل عنه، إلا أنّ طه حسين أصرّ على أن توفيق الحكيم هو مؤسس فن المسرحية أو الحوار التمثيلي، وبعدها استمرا بتداول الرسائل المختلفة بينهما، ودارت خلافات عدّة بينهما ، وكان توفيق الحكيم يستشير طه حسين في معظم أعماله، ويأخذ برأيه، وكان طه حسين يقدّر أهميّة النقد لتطور الأدب، لذلك لم يبخل بما جعبته من ثروة أدبية حيث قام بنقد الكثير من مسرحيات توفيق الحكيم.
كتاب جميل وعميق يريك صداقة نادرة بين عملاقين في الأدب وما أعجبني في صداقتهم هي تقلباتها فلم يكونوا متصافيين دائماً ولا متحاربين دائما ً ...بل سادت بينهم كل المشاعر الإنسانية من حب ووفاء وغيرة وسلبية وإيجابية ومشاركة وغضب وفقد ...حقاً كتاب رائع
طه حسين وتوفيق الحكيم كل اسم منهما علم من أعلام الأدب العربي طه حسين رافقنا منذ الطفولة في مناهج التعليم والدراسة أما توفيق الحكيم لم اتعرف عليه كثيراً منذ الطفولة تناقض كبير بين حياة وبيئة الاثنين طه حسين فقد بصره على يد حلاق القرية بينما أراد المولى عز وجل أن يتعالج بصر توفيق الحكيم عن طريق الحلاق عاش طه حسين في مجتمع قروي بسيط وانتقل للقاهرة في صباه لمواصلة التعليم وعاش حياة الفقر وتعب المرض والعمى ومن ثم انتقل لباريس لمواصلة الدراسات العليا وكان محب للعلم بينما توفيق الحكيم كانت ظروفه عكس طه حسين وحياته مرفهة ووالده في منصب مهم ووظيفة مرموقة في القانون وكان يأمل أن يواصل ابنه مشواره ويقلده في وظيفته ولكنه ذهب لباريس وعاد محب للفن وشغفه المسرح والأدب الكتاب فيه رسائل للصديقين مع بعض وسبب كل رسالة كما أنه يوضح أن الصداقة مرت بحالة من البعد والفتور فترة من الزمن ممتاز ومناسب هذا الكتاب لمن يحب الأدب