يهدف هذا الكتاب إلى أن يكون شهادة على المراحل المفصلية التي تركت بصماتها على تطور الجزائر بين عامي 1958 و1999، ويدعو إلى العودة إلى المسار الديمقراطي والسيادة الشعبية باعتبارهما الضامنين الوحيدين لإعادة الثقة بين الحاكم والمحكوم، واستعادة السلم والاستقرار. فالوضعية التي تعرفها الجزائر خطيرة جداً على جميع الصعد، وبخاصة تصاعد العنف والقمع فيها، ويشكل التداخل المعقد للأسباب الداخلية والخارجية للأزمة، خلفية متعددة الأبعاد لها، الأمر الذي يجعل من إيهام الرأي العام بأن الجبهة الإسلامية للإنقاذ هي المسؤولة عن هذه الأزمة بمثابة تصوير تبسيطي، فالواقع السياسي والاجتماعي في الجزائر أكثر تعقيداً من ذلك بكثير.
ينقسم الكتاب إلى تسعة فصول موزعة على أربعة أقسام رئيسية. الأول هو "المرحلة التحضيرية للانتقال من الاستعمار إلى الاستعمار الجديد". والثاني: "مشاركة "الفارين" من الجيش الفرنسي في انقلابي 1962 و1965 تمنحهم الشرعية". والثالث: "تقدم حصان طراودة". أما الرابع فهو بعنوان: "توطيد مواقع "الفارين" من الجيش الفرنسي".
لكل وطن عصابات الا الجزائر ....ففيها عصابة تملك وطنا وليس العكس. عصابة همها الوحيد مسح الهوية الإسلامية و العربية للشعب الجزائري, و اكمال المهمة التي بداها أسيادهم الفرنسيون
حال جزائر اليوم أشبه ما يكون بمثله في نهاية الأربعينات من تسـليـم بالواقع و رضوخ للحال من قبل أغـلبـيـة صـامتـة صمت الأموات، أبت إلا أن تعيش في مذلة و هـوان. ولا يزيد واقع اليوم عن الأمس إلا بالإنحلال الخـلقـي الـصّـارخ للمـجـتمع الذي صار وصمة عار و مسخا للشرف و اللاّمبالاة العامة بمصيـر البلاد وكأن الجميع مجرد سـياح في وطن النّهب و السّـلب ينتـظـرون العـبـور إلى بـر الأمان.
لكن مهما طالت ظلمات ليل الباطل فإن نور الحق سيسطع فشعب الجزائر مسلم و الى العروبة ينتسب
كانت الجزائر، في الماضي، تحظى بتمجيد ناجم عن الهيبة التي أحرزتها بفضل مقاومتها للاستعمار الفرنسي، وبفضل حربها الوطنية التحريرية، وهي هيبة أدامها، بعد الاستقلال، دورها الفعال في العالم داخل حركة الدول غير المنحازة. أما اليوم، فالجزائر تمزقها الحلقة الجهنمية من العنف مقابل القمع، ومأساة لم يسبق لها نظير، فتصاعد الرعب يتعدى ما به العقل. فكيف وصلت الجزائر إلى هذه الوضعية؟ إن السؤال جدّ معقد ويقود إلى تساؤلات عدة حاول الدكتور عبد الحميد براهيمي الإجابة عنها في هذا الكتاب وذلك بالرجوع إلى حرب التحرير الوطنية مع إلقاء الضوء في الوقت نفسه على الفترة التي تلت الاستقلال. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الكتاب شهادة على المراحل المفصلية التي تركت بصماتها على تطور الجزائر بين 1958-1999، لذا فقد حاول الباحث أن يبين، كيف استفادت مجموعة "الفارين" من الجيش الفرنسي، خلال هذه الفترة، من الصراعات التي هزت جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني خلال حرب التحرير، ومن الأزمات المختلفة التي عاشتها الجزائر بعد الاستقلال والتي جرى معها كل مرة إبعاد مسؤولين وطنيين سياسيين وعسكريين ليحل محلهم أناس أكثر انقياداً. هذا ما حاول الباحث الكشف عنه بالإضافة إلى حقائق أخرى ذكرها وأشار إليها حتى يستطيع القارئ الإحاطة بصفة صحيحة بالأبعاد الحقيقية للمأساة الجزائرية الحالية، فضلاً عن كشفه عن رهانات الصراع الجاري في الجزائر، الذي ستحدد نتيجته مستقبل البلد.
يسلط الضوء على جانب مظلم من تداعيات ممارسة السلطة بجزائر قبيل و بعد الاستقلال، سيما اقتسام الأدوار بين العسكري و المدني و كيف آلت موازين القوى إلى أحدهم...
يسهب الوزير السابق في نظرية "حزب فرنسا" الحاكم و وجوهه المألوفة من جزائر الثمانينات و التسعينات...
ما يثير الغرابة في الكتاب أنه قليلا ما يتطرق إلى تجربته كرئيس حكومة و كواليسها كممارسة من غير النظرية التي يطورها....
كتاب قرأته في آن واحد مع سيرة ذاتية لأحد الشبان في جيش التحرير، فتحس بهوة شاسعة بين حجم تضحيات الشعب والممارسات السياسية بعد الاستقلال
يسلط الضوء على جانب مظلم من تداعيات ممارسة السلطة بجزائر قبيل و بعد الاستقلال، سيما اقتسام الأدوار بين العسكري و المدني و كيف آلت موازين القوى إلى أحدهم... يسهب الوزير السابق في نظرية "حزب فرنسا" الحاكم و وجوهه المألوفة من جزائر الثمانينات و التسعينات... ما يثير الغرابة في الكتاب أنه قليلا ما يتطرق إلى تجربته كرئيس حكومة و كواليسها كممارسة من غير النظرية التي يطورها.... كتاب قرأته في آن واحد مع سيرة ذاتية لأحد الشبان في جيش التحرير، فتحس بهوة شاسعة بين حجم تضحيات الشعب والممارسات السياسية بعد الاستقلال