Boston 1951 first American edition (stated) Beacon. Hardcover octavo. 339p. Near Fine. no owner marks. no dj. The history of utopias from antiquity to modern era.
Anarchist activist of note, coming from a family active in anti-fascist and anti-Stalinist struggles. Based in the UK, she was connected to the anarchist paper, Freedom.
نظراً لكوني مغرم بمفهوم المدن الفاضلة و دائم البحث عنها رغماً عن يقيني من عدمية وجودها إلا في جنة الخلد وحدها, إلا إنني كنت دائم البحث عنها لا أدري لماذا, هروباً من الواقع ربما, أو سعياً وراء الكمال والمثالية المنشودة ولو كانت في الخيال, وفقط في الخيال, وكأنها هي الملاذ الفكري الأخير والأوحد لي وسط كل هذه العبثية التي نعيشها هذه الأيام, لم أتخيل يوماً أن سيقع بين يدي كتاب ثري كهذا يجمع بين كل هذه المدن الفاضلة المكتوبة والمتخيلة بين غلافيه, بداية من جمهورية أفلاطون, وصولاً ليوتوبيات العصر الحديث لهربرت جورج ويلز و أولديس هكسلي و ختاماً باليوتوبيا المضادة لزامياتين, هذا الكتاب أعاد تعريف مفهوم المدينة الفاضلة بالنسبة لشخصي و ستعيد تعريف مفهوم المدينة الفاضلة لديكم أيضاً, فاليوتوبيات ليست مدن مثالية كما نظن وليست قطعة من جنة الله على الأرض, فهي كما تدل ظاهرها و شموليتها على الكمال والإستقرار فهي أيضًا مدن قامعة للحريات الفردية من الأساس ولأسس الأبجديات الإنسانية في الأصل, كما ذكرت الكاتبه مقولة نقلتها عن الفيلسوف الروسي نيكولاس بيرديائيف قائلاً "إن المثقفين يحلمون بتجنب تحقيق اليوتوبيات في الواقع, والعودة إلى مجتمع أقل كمالاً و أكثر حرية". هذا الكتاب قد أعطاني رؤية جديدة لشكل و مفهوم أشباه الدول المثالية, و كل ماعليك فعله ان تكمل قراءة الكتاب حتى النهاية لتدرك أن الدول الحديثة تسعى بصورة أو بأخرى لتحقيق اليوتوبيات في الواقع عن طريق إحكام رقابتها القمعية على حياة الأفراد سعياً من منطلق مفهومهم إلى كمال الدول و مثاليتها وإستقرارها, الكاتبه أبدعت في هذا الكتاب و بذلت جهد كبير ستستشعره و ستقدر خبرتها السياسية و رؤيتها الإنسانية رغم صغر سنها, علماً بأنها قد وافتها المنية أثناء العمل في هذا الكتاب عام 1949 عن عمر يناهز الثلاثين عاماً فقط, يجب أيضاً ان نشيد بدور الدكتورة عطيات أبوالسعود التي أبدعت في ترجمة هذا الكتاب الرائع والصعب, فتخصصها في فلسفة التاريخ و اليوتوبيات الإنسانية ساعدها كثيراً في توضيح رسالة الكاتب للقارئ و تبسيطها .. أنصح به بشدة لكل من أراد ان يبحر بخياله في نزهه تاريخية عبر المدن الفاضلة للتعرف عليها عن قرب.
∆ يقول الشاعر والصحفي الفرنسي أناتول فرانس (1844 – 1924) :" لولا يوتوبيات العصور الأخرى لظل الناس يعيشون في الكهوف عرايا بؤساء.إن اليوتوبيات هي التي رسمت خطوط المدينة الأولى، ومن الأحلام السخيّة تأتي الوقائع النافعة. إن اليوتوبيا هي مبدأ كل تقدم وهي محاولة بلوغ مستقبل أفضل"
إن التاريخ يؤكد لنا بشكل جليّ كلمات فرانس، فمستوى الحياة التي نعيشها اليوم، كانت هي أحلام حلم بها اجدادنا السابقون. وحياتهم كانت هي أحلام أجدادهم السابقين كذلك. إن الحُلم لبلوغ العيش في مجتمع أفضل، في مجتمع كامل، نحو العيش في "يوتوبيا"...بإختصار إن سعي الإنسان نحو الكمال ونحو " السُّمو فوق الآلهة" كان الدافع والمحرّك الرئيسي للتغيرات الكبرى في التاريخ. فلا عجب إذن، أن نرى ونقرأ بعض المؤلفات، التي تبشر بـ"مجتمعات كاملة" وبـ"مدن فاضلة". أو كما تُسمّى بمُسّماها الشهير، التي لم تعد تقتصر على كتاب توماس مور الشهير، بـ"اليوتوبيا".
¶ لكن ما معنى اليوتوبيا؟ كان أول من صاغ هذا اللفظ هو الإنساني (نسبة للمذهب الإنساني) توماس مور (1478-1535) عند أخذ اللفظ اليوناني " أوتوبوس" (Outopos)والمكونة من "Ou" وتعني لا و "Topos" أي مكان لتصبح الكلمة تدل على "اللامكان". غير أن مور أسقط حرف "Ou" لتصبح "U" لتصبح باللاتينية "Utopia". المجتمع الفاضل الذي يقع في اللامكان. لأنه ليس موجودا في الواقع، لكن قد يصبح واقعا في المستقبل كما تصوره كاتبوا المؤلفات اليوتوبية.
تعددت إذن المؤلفات والكتب، في محاولة تصور مجتمعات مثالية يمكن تحقيقها على الواقع. بدءً من أفلاطون " الجمهورية" وحتى هيوبرت جورج ولز " يوتوبيا حديثة" و"بشر كالآلهة", مرورا بتوماس مور "يوتوبيا" وفرانسيس بيكون" أطلانطا الجديدة"، وتوماسو كامبانيلا "مدينة الشمس". وقد قامت الصحفية والناشطة الفوضوية ماريا لويزا برنيري بكل إقتدار وبراعة، في هذا الكتاب النظر إلى أهم مكونات ومميزات هاته اليوتوبيات، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الأدباء اليوتوبيين المنسيين لكن تميزت رؤاهم اليوتوبية بإبداع وجرأة لا تقل عن اليوتوبيات الشهيرة، كوليام موريس ومؤلفه "اخبار من اللامكان" و جيرارد ونستنلي " قانون الحرية" وغيرهم. لقد قامت برنيري في هذا الكتاب - الجدير حقا بالإطلاع عليه - بدراسة هذه اليوتوبيات ملقية الضوء على أهم خصائصها : مميزاتها وحدودها. والجدير بالذكر أن كل هذه اليوتوبيات لم تكن مجرد هروبا من الواقع بتخيل واقع أجمل، بل هي ،حقًّا ويقينًا، ردود فعل مؤلفيها على الأوضاع الإجتماعية التي عاشوها. وهي مَحْمَل هام لأفكارهم وتصوراتهم عن كيفية معالجة مشاكل عصرهم، متخذين شكلا أدبيا أشبه بالرواية، أملا في نشرها وإرسالها قدر المستطاع لا فقط الى رجال الحكومة بل أيضا نشرها بين عامة الشعب. تشترك هذه اليوتوبيات في الكثير من الأشياء مع بعض الإستثناءات : فهي -كمثال - تشترك في إلغاء الملكية الخاصة وملكية الدولة لوسائل الإنتاج ( الإشتراكية ).وبعضها تشترك في الغاء الحكومات والدولة إلغاء تاما. لكن ،وهذا هو مربط الفرس وقطب الرحى، أبرز ما تشترك فيه هذه اليوتوبيات كلها - بإستثناء يوتوبيا وليم موريس " أخبار من اللامكان" - هي الشمولية المطلقة وسحق فردية الإنسان. وهذه أبرز حدود اليوتوبيات : لقد قام الذين تصوروا المجتمعات المثالية بفرض وصايتهم مدعين معرفتهم المطلقة بكل شيء، منصبين أنفسهم آلهة فارضين نظام صارم على سكان يوتوبياهم. مدعين بأن ذلك سبيل السعادة. لقد قام أفلاطون وبلوتارك بفرض نظام قاس للإنجاب والتناسل، وكذلك قام ايتين كابيه في" رحلة الى ايكاريا" مثل توماس مور بسحق الفردية الشخصية وفرض نمط واحد من الغذاء والملابس. كانت هناك عبودية في جمهورية أفلاطون ويوتوبيا مور. وعمالة مفرطة في القسوة للأطفال في " الجنس القادم" لللورد جورج بولور ليتون ...الخ
لقد إشتركت معظم اليوتوبيات في إذابة فردية الفرد داخل شمولية المجتمع، وفي إختزال سعادة الإنسان في الماديّات. هنا تحولت اليوتوبيات إلى النقيض تماما " الديستوبيا". مجتمع إستاتيكي ( statique ) جامد. بل يمكن القول أن اليوتوبيا والديستوبيا ماهما إلا وجهان لعملة واحدة ( في آخر الكتاب استخدمت المؤلفة لفظة "يوتوبيا مضادة" بديلا عن لفظة "ديستوبيا") : نحن ننظر إلى رواية "1984" لجورج أوريل وإلى رواية " نحن " ليفجيني زامياتين وغيرها كروايات " ديستوبية" من وجهة نظرنا. لكن هل فكّر أحد في أنه يمكن ان تكون هاته الديستوبيات، هي يوتوبيات لأولئك الذين أسسوا لها؟.
نقرأ في هذا الكتاب تقييماً نقدياً لأشهر الكتابات اليوتوبية كجمهورية أفلاطون .
هذه اليوتيوبات التي تحاول ان قدم حلاً للمشكلات التي تواجه المجتمعات في سبيل استحداث شكل جديد للتنظيم .
تشبه هذه اليوتيوبات معسكر واحد كبير .
يسمح فيه للجميع بأمور محددة. وواجبات، ويقتنع الانسان فيها انه لم يولد لنفسه بل لبلده.
نشأت هذه اليوتيوبات كما تقول الكاتبة بسبب:
أننا لم نعد نبحث عن حلول جذرية بشرور المجمتع ، بل لإصلاحه، ولم نعد نسعى لإلغاء الحروب، بل لتجنبها فترة تمتد سنوات قليلة، إننا لا نحاول إلغاء الجريمة، وإنما نكتفي بإصلاح القوانين الجنائية، ولا نحاول إلغاء المجاعة، بل نسعى لإنشاء مؤسسات خيرية عالمية على نطاق واسع.
إذن ربما يكون من المفيد أن يلجأ الأشخاص إلى الذين حلموا باليوتيوبات .
وفِي هذا المقام تمثل اليوتيوبات حلم الجنس البشري بالسعادة، واشتياقه للعصر الذهبي، أو للجنة المفقودة .
كان توماس مور 1478_1535 اول من صاغ كلمة يوتوبيا او أوتوبيا في نطقهها اليوناني وقد أشتقها من الكلمتين Ou بمعنى لا و Topos بمعنى مكان ومعناها بعد بعد جمعها ليس في مكان وبعد اسقاطه للحرف O اصبحت Utopia والتي وضعها عنوان لكتابه اليوتوبيا ...*
ويرى الفارابي المدينة الفاضلة بالمدينة التي يقصد الاجتماع فيها للتعاون على الاشياء التي ينال بها السعادة . والسعادة برايه ان تجتمع في المدينة الفاضلة هو الخير المطلوب لذاته . واجتماع اهل هذه المدينة على الخير هو السعادة
يقول أوسكار وايلد في مدح اليوتوبيا : إن خريطة العالم التي لاتتضمن اليوتوبيا لاتستحق حتى القاء النظر عليها ، لأنها البلد الوحيد الذي تهبط عليه سفن البشرية دائما " في ظن اوسكار ان اليوتبيا هي حلم بني البشر قد تكون كذلك واذا وجدت مكان متخيل تتمنى ان تعيشه ففي الغالب ستكون قوانينك هي التي تفضلها وطريقة سير النظام اليومي هو كما تشاء رغبتك ووجباتك واشربتك ستكون هي القائمة للطعامة باختصار هي اعتقادات تجسد اصحابها ورؤيتهم الخاصة للكمال .
قدمت ماريا لويزا برنيري في كتابها الرائع النظريات التي خاطها كبار مؤلفي اليوتوبيا من فلاسفة ونقاد وحالمين من ايام فلاسفة اليونان_ متخطية العرب والمسلمين للاسف في ذلك _ حتى العصر الحديث مضيفة مع ذلك اراؤها ونظرتها الشخصية بين كل ذلك ..
تتفاوت اليوتوبيات مابين عقلانتيها وبين قربها لتكون سجن لافرادها لايمكنني ان اتمنى بعد قراءاتي لهذا الكتاب أن أعيش حتى في فكرتي الخاصة لليوتبيا فاغلبها نظام سيره اصحابه ليلائم امزجته او هروب من سوء المجتمع او محاولة لانشاء مجتمع فاضل او فسيح للحرية بشكل مفرط ..ففي يوتوبيا لورد ليتون مثلا لو اردنا ان نضع مثالا للافراط و الطرافة وجد حلا في يوتيبياه للاعمال القذرة والمملة ان يلزم بها الاطفال لانهم بطبيعتهم قذرين فالاحرى ان يؤدوا ماجبلتهم عليه الطبيعة حتى بلوغهم !..
في دراستها هذه قد يبين لنا مدى سوء الحياة في يوتوبيا قد تعجبنا الفكرة الرومانسية لجمهورية افلاطون والذي اتخذ نموذجها من اسبرطة التي سبت بلده اثينا وبشكل ما اصبح يراها مثال للقوة والحياةالأفضل وجعل الفلاسفة بعد تدريبات ومراحل طويلة يحكموا هذه الجمهورية ووضع طبقيةعنصرية لكي لا يختلط تركيب الحكام والذي جعلهم من الذهب في تركيب الفضة ( الحراس) بينما جعل الفلاحين والصناع مركبين من النحاس والحديد !
يقول نيقولا برديائيف محذرا من اليوتوبيات : يبدو أن اليوتبيات صارت أكثر قابلية للتحقيق مما كانت عليه في الماضي . ونحن نجد انفسنا في مواجهة مشكلة مثيرة للحزن كيف يمكننا أن نحول دون تحقققها النهائي* . في رايه ان الحياة تتقدم لليوتبيا المفكرون والمثقفون يحلمون بتجنبها عن طريق مجتمع اقل كمالا واكثر حرية ..
قد تكون احلام هتلر وافكر فردريك انجلز الماركسي والفاشية الايطالية نوعا ما من يوتبيا لانها كلها احلام وافكار صاغها اصحابها بانظمة ضيقة سكونية ذات حكومات شمولية قبل ان تصبح واقعا وتسقط على رؤس افراد مجتمعاتهم .
تقول المؤلفة وانا هنا اقتبس ماتقوله واراه نوعا ما واقعا في اغلب المجتمعات ..
" لقد أخفق القرن العشرون إخفاقا ذريعا عندما حاول تحقيق الخطط اليوتوبية للماضي ، أوجد دولا جبارة تتحكم في وسائل الإنتاج والتوزيع ولكنها لم تقض على الجوع ، دولا شجعت الاكتشافات العلمية وطورت الانتاج ولكنها فشلت في أن توفر للمواطن مستوى لائقا للحياة وزعمت انها حققت المساواة الكاملة ولكنها خلقت بدلا عن ذلك طبقات جديدة مميزة وألوانا من عدم المساواةربما تكون افظع مما سبقها ، دولا حولت الناس الى ربوتات خاضعة للالات التي تقوم على خدمتها ، وجعلتهم وحوشا بتأثير الدعاية ، دولا اوجدت الظروف التي ينظر فيها الى كل فكر فردي على أنه جريمة ، ويتوقف فيها الادب والموسيقى والفن عن أن تكون تعبيرا عن الفرد ، وتتحول بدلا من ذلك الى نفاق للنظام الذي حلت فيه العبودية للدولة وآلهتها الجديدة محل الديانة القديمة " *
تحدثت الكاتبة في آخر الكتاب عن أهم روائي اليوتبيات امثال جورج اورويل ( مزرعة الحيوان _ 1984 و يفجيني إيفانوفيتس زامياتين في روايته نحن ، و عالم طريف شجاع لاولدس هكسلي .. واخرى غيرها سيكتشفها قاريء الكتاب .
لطالما رأيت هذا الكتاب يحوم في فضاء كتب الـ PDF، ودائماً ما كان العنوان يشد نظري له، خاصةً أني حاصل على شهادة بكالوريس في الفلسفة وأعشق قراءة التاريخ، ويبدو أن كتابً كهذا مناسب جداً لي من العنوان اللافت للأنظار. تم نشر الكتاب سنة ١٩٥٠، أي بعد سنة واحدة من وفاة المؤلفة الإيطالية ماريا لويزا برنيري. ودون الإطالة في التشويق من قبلي في اذا ما كان الكتاب يستحق كل هذا الثناء منذ نشره وحتى هذا اليوم، فالإجابة قطعاً لا. الكتاب بعنوان فقط لجذب الأنظار، فعنوان كـ "المدينة الفاضلة عبر التاريخ"، فقط عنوان على الكتاب، حيث يبدو أن عبارة التاريخ عند المؤلفة، هي فقط تاريخ أوربا وتحديداً فرنسا وإيطاليا وإنجلترا وبعض الدول الأوربية. وباقي الكوكب الأرض لا وجود له في قاموسها. وهي نظرة شوفينية حقيرة لا تستحق عناء النقاش، والعجيب في الأمر أن المؤلفة كانت أناركية بأمتياز في مسيرتها، وهو ما يزيد الفكاهة على الكتاب. الكتاب هو نظرة لمصطلح "يوتوبيا" أو "المدينة الفاضلة" أو " المجتمع المثالي المتخيَّل الذي يصعب أو يستحيل تحقيقه"، والكتاب هو تجميع لكل فيلسوف وشاعر رجل دين أو مفكر، كتب مؤلفً عن مدينة فاضلة من منطلق الشخصي، منذ أفلاطون وجمهوريته، وصولاً إلى الروائي الإنجليزي هربرت جورج ويلز. وببساطة يمكن ملاحظة تطور الوعي البشري من خلال اليوتوبيات الي قدمها عظماء الفكر الأوربي عبر التاريخ، بداً من العصر القديم في اليونان، وظهور المسيحية وعصور الظلام في أوربا، وعصر التنوير، وصولاً إلى القرن التاسع عشر والعشرين. من أكبر معوقات الكتاب هي الإطالة في التفاصيل لكل يوتوبيا، وذكر كل التفاصيل حتى التافه منها دون التركيز على الصورة بشكل أوسع لكل يوتوبيا. حيث أن أكثر المفكرين والفلاسفة قدموا نظرتهم في اليوتوبيا، تحت مندرج رواية أو حكاية قصيرة أو حتى قصيدة مطولة، حيث أنهم هم نفسه كانوا يدركون أنه من المستحيل حدوث مثل هكذا في أرض واقع، لكن المؤلفة تحاول إبراز تفاهة وغباء كل منهم دون مراعاة الفرق الكبير في الزمان، حيث أن وعي الإنسان يتطور مع مرور الوقت وكثير من الأمور قمنا بها في سالف الزمان، الان ننظر إليها نظرة خزيً وعار، لعدم امتلاكنا الوعي والإدراك العلمي الكافي في أمور عديدة من ناحية الاقتصاد والأمور الاجتماعية في مكانة المرأة في المجتمع، وممارسة العبودية، وكيف كان ينظر للحاكم أنه ظل أله على الأرض وغيرها من الخرافات التي كان الأنسان يعيش تحت وطأتها. الكتاب لم يخلو من النقد اللاذع للأشتراكية، وللأتحاد السوفيتي على وجه التحديد. وهذا الجزء الوحيد الذي ذكرته المؤلفة خارج دول أوربا أو فيما عرفته في عنوان كتابها بمصطلح "التاريخ". الكتاب لم يستحق أن يكون بهذا الطول، خاصاً أن هناك الكثير من الإطالة التي لا قيمة لها، وأن الترجمة لم تكن بذاكَ المستوى حيث أن هناك بعض الأخطاء الشنيعة في الكتاب والقلة في الهوامش، حيث أن الكتاب ليس موجه للقارئ العادي.
كانت رحلة ممتعة عبر التاريخ بالفعل لعرض مكنونات النفس وأسرارها لأكبر الفلاسفة والسياسيين والمتدينين والثقافيين في كل عصر تاريخي ، وما أظهروه في كتابتاتهم ومؤلفاتهم عن كيفية إقامة مجتمع خيّر خالٍ من الشرور والحروب والمصائب وقائم فقط على الأخلاق الحسنة والفضيلة وإلغاء حرية الفرد في التفكير والتعبير، وذلك لإقامة مساواة بين جميع الأفراد في المأكل والمشرب وطريقة المعيشة.
وأظهرت الكاتبة بنقدها كيف وقع بعض هؤلاء الفلاسفة والكاتبين في تناقض بشكل لاواعي بين "أفكارهم ورؤاهم المستقبلية ورغباتهم بذلك المجتمع المثالي الخالي من الاضطهاد والظلم" و "طريقة تطبيق هذا المجتمع على أرض الواقع" ليظهر هذا التناقض في شكل قوانين حتمية تُسن في اليوتوبيا ولها طابع ظالم وكئيب وذو نهاية بائسة تنتهي بحكم الإعدام مثلاً إن خولفت، فتكون هذه اليوتوبيا في آخر الأمر "دولة جديدة" مضطهدة للأفراد في جميع تفاصيل حياتهم الخاصة والعامة، وقد أدى تطرف بعض اليوتوبيات في أفكارها الديكتاتورية والمتسلطة أحياناً لظهور فكرة العوالم المضادة لليوتوبيا -أو ما تعرف ب الديستوبيا- في القرن العشرين ورفض كثير من الكتاب والمثقفين والسياسين الحديثين فكرة العيش في مجتمع يكون الأفراد فيه أقرب ما يكون إلى "الروبوتات".
كما حرصت الكاتبة على ذكر وشرح مدى تأثير الحروب والمشاكل السياسية والدينية و مشاكل المعيشة وظروفها والمستوى الاقتصادي والمادي الخاص بالدولة على أفكار الكتاب خلال كل عصر وكيف كانت كتاباتهم تعبر في الأغلب عن رغبة داخلية في حل مشكلة العصر لديهم في ذلك الوقت.
كانت رحلة تاريخية طويلة ممتعة في فصول ومملة في فصول أخرى ولكن تستحق القراءة بالفعل ..🌸
إن خريطة للعالم لا تحتوي على يوتوبيا لا تستحق حتى مجرد النظر إليها لأنها تُغْفل البلد الوحيد الذي تتوجه سفينة البشرية دائما إليه. وعندما ترسو على شاطئه تتلفت في الأفق فإذا لمحت بلدا آخر انطلقت مبحرة إليه. إن التقدم هو تحقيق اليوتوبيات في الواقع. أوسكار وايلد
الكتاب جيد جداً وتخرج منه بمعلومات جديدة كان يصعب على المرء فهمها من قبل مثل بالنسبة لي كنت من فترة لأخرى أبحث عن مفهوم الشمولية والاشتراكية ومن ثم انسى ولكن مع قراءات تلك اليوتيوبيات يترسخ في ذهنك تلك المفاهيم والأهم من ذلك تكتشف زيف ادعاءات عن مدينة أفلاطون وغيرها من المدن وكأنها الأماكن الأفضل لو كانت موجودة