من الغلاف الخلفي: تقتضي الإحاطة النسبية بأصول التصوف، دراسة اتجاهاته ومدارسه، وفهم عميق لمقاصده ومعرفة أذواقه ومواجيده، فالمتأمل يلاحظ في حياة الصوفية، وفيما عبروا به عن مذاهبهم، أن النفس الإنسانية هي المحور الرئيس الذي تدور عليه رياضتهم، ومجاهداتهم، وأذواقهم ومواجيدهم، فالتصوف، من هذه الناحية ليس إلا رياضة للنفس، وكبحاً لجماحها، ومجاهدة لأهوائها وتنقية للقلب من أدران الشهوات، وشوائب النزوات، والتصوف بعد هذا كله ذوق ووجد، وفناء عن الآنية، وبقاء في الذات العلية، واتصال بالمنبع الأزلي الأسمى الذي يفيض على الكون، كل ما فيه من آيات الحق والخير والجمال. إن الاحاطة بكل جوانب التصوف أمر متعذر مثل من يريد أن يعرف كل شيء عن التصوف دون أن يسلك طريقه كمثل الذي يتفحص ثمرة لم يذق بعد طعمها ولا عرف نكهتها.
بداية ممتازة للعام الجديد في الحقيقة. الكتاب مكون من أربعة مباحث: اﻷول واﻷخير ربما هما نفسهما وهما ممﻻن حقيقة كنوع من التعريف - في اﻷول - بمصطلحات الصوفية وحتى إن كنت لم أكن أدرك بعضها إﻻ أني بحصيلتي اللغوية كنت أفهم الرمز من الكلمة مجردة أفضل من الشرح. وكنوع من التلخيص - في اﻷخير - حيث جمع البحث كله ثانية بشكل مختصر. أما المبحثان الثاني والثالث فهما ممتعان ﻷقصى حد ومليئان بالجنون وأمتعاني. ضف إلى ذلك كم هذه المراجع المذيل بها الكتاب، المراجع في ذاتها يستحق عليها نجمة. بداية جيدة للسنة :D