زينب والعرش - الجزء الأول والثاني

الأعمال الكاملة #4

by فتحي غانم

Arabic

Genres: Literature, Fiction, Novels

875 pages, Unknown Binding

First published January 1, 1981

About the author

أديب مصري وُلد بالقاهرة في 24 مارس 1924، لأسرة بسيطة، تخرج في كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول (القاهرة حالياً) عام 1944، حيث عمل بالصحافة.

تقلد محمد فتحي غانم العديد من الوظائف منها:

ـ رئيس تحرير صباح الخير من عام 1959 إلى عام 1966.
ـ رئيس مجلس إدارة وكالة أنباء الشرق الأوسط ، عام 1966.
ـ رئيس تحرير جريدة الجمهورية ( 1966 وحتى 1971).
ـ رئيس تحرير روزاليوسف ( 1973 وحتى 1977).
ـ وكيل نقابة الصحفيين ( 1964 وحتى 1968).

الهيئات التي ينتمي إليها:

ـ عضو لجنة التفرغ.

ـ رئيس لحنة التحكيم بمهرجان السينما للرواية المصرية، عام 1990.

شارك فتحي غانم كرئيس للمؤتمر الثامن لأدباء الأقاليم بالعريش، عام 1993.

له العديد من المؤلفات منها:

الروايات؛ الجبل ـ من أين ـ الساخن والبارد ـ الرجل الذي فقد ظله ـ تلك الأيام ـ المطلقة ـ الغبي ـ زينب والعرش ـ الأفيال ـ قليل من الحب كثير من العنف ـ بنت من شبرا ـ ست الحسن والجمال.
مجموعات قصصية؛ تجربة حب ـ سور حديد.
ترجمة بعض القصص إلى لغات أوروبية متعددة.
ترجمة الرجل الذي فقد ظله إلى الإنجليزية.
ترجمة رواية الجبل إلى اللغة العبرية.
نال فتحي غانم العديد من الجوائز والأوسمة:
ـ جائزة الرواية العربية، بغداد، عام 1989.
ـ وسام العلوم والآداب، عام 1991.
ـ جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، عام 1994.
توفي عام 1999 عن خمسة وسبعين عاماً.

Reviews

[BookHunter M ُH َM َD · Rating 4 out of 5]

عندما يبدع الكاتب تجد أنك لا تتوه بين صفحات رواية تكاد تكون ألفيه و بها عشرات الشخصيات بكامل تفاصيلها النفسية و الإجتماعية

إبحار في عالم الصحافة وكواليسها ودروبها التي تتشابك مع السياسة. من خلال شخصية الرقيب التي كانت موجودة قديماً في الصحافة. وكانت تتلخص مهمته في مراجعة نصوص المواد قبل نشرها. لتكون تأشيرته هي الأخيرة بعد رئيس التحرير. بما يعني أنه كان الآمر الناهي في الصحيفة.

تناولت بلاط صاحبة الجلالة على مدى ربع قرن منذ قيام ثورة يوليو و حتى الاستعداد لحرب أكتوبر
قيل ان شخصياتها حقيقية و ثار جدل كبير بسببها و خصوصا بعد تحولها لمسلسل تلفزيونى حظى بنسب مشاهدة مرتفعة للغاية

بالتحديد قورنت شخصية عبدالهادى التي أداها محمود مرسي بمصطفى أمين وشخصية دياب التي أداها كمال الشناوى بمحمد حسنين هيكل. وبأسماء أخرى في العديد من المؤسسات الصحفية آنذاك. أما شخصية حسن زيدان. التي أداها صلاح قابيل. فهى تظل نموذجا للصحفى الانتهازى على مر العصور. من ناحية ثانية فإن زينب. سهير رمزى. هي إحدى صور مصر التي طالما قدمها الأدباء والشعراء. والتي يمكن مقارنتها بـ«دنيا» نجيب محفوظ. و«فؤادة» ثروت أباظة و«بهية» أحمد فؤاد نجم. و«بهية» يوسف شاهين... وغيرهن.

من أهم الروايات العربية التى ذكرت ختان البنات حيث تم فيها ختان زينب بطلة الرواية بعد صراع ورفض من الجدة التركية دودو هانم وإصرار من الأم خديجة ذات الأصول الريفية. ولكن قانون الأخلاق المزيفة كان هو الأعلى صوتاً. وموس أم إسماعيل هو الذى وضع نقطة نهاية السطر. وتم ختان زينب.

في الرواية . مشهد لا ينساه المبدعون . عندما يتحدثون عن صناعة القرار في الدول المتخلفة .

يجلس رئيس الدولة مهموما . يرصد أمام رئيس التحرير الأثير لديه . عدد المشاكل والمواجهات التي يتعرض لها .

كل يوم مشكلة . كل يوم أزمة . كل يوم لوكلوك في الشارع ..
مش عارف أعمل ..
رد عليه رئيس التحرير : إعمل زار . عندما تنفجر مشكلة واجهها بزار ..
سأله الرئيس : يعني إيه زار .

أجاب رئيس التحرير : باختصار فجر فضيحة تلهي الناس . وتخطف إهتمامهم . وتغرقهم في تفاصيل الفضيحة . بحيث ينتقل اللوكلوك من المشاكل الي الفضيحة ..

تنويه: المراجعة بها اقتباسات من عدة مقالات صحفية و نقدية للمسلسل و الرواية التي قرأتها منذ وقت طويل جدا فأرجو المعذرة عن أي سهو غير مقصود

[Rasha · Rating 4 out of 5]

الكاتب اللي يكتب رواية من 875 صفحة ويخليك تقرأها كاملة من غير زهق أو ممل هو ببساطة كاتب عبقري :)
بحب فتحي غانم من زمان جدًا من أول مرة قرأت له فيها رواية "الجبل" وأنا مراهقة في إعدادي ، مختلف في أسلوبه وحكاياته.
رواية "زينب والعرش" رواية ملحمية عن الصحافة والثورة والرقيب العسكري والنفس البشرية والإنسان، تعرف حكايات وتفاصيل عن زينب ويوسف وعبد الهادي وخديجة وحسن ودياب ومدحت وعم صالح فلا تعرف هل تتعاطف معهم أم تكرههم هنا البطل هو الإنسان بضعفه وقوته بصلاحه وخطأه البطل الإنسان حيث الرمادي هو سيد الموقف ليس الأبيض والأسود :)

[Sara Elsaeed · Rating 4 out of 5]

بعد قراءة "الرجل الذى فقد ظله " وهذه الرواية
أنا بدأت أعتقد ان "فتحى غانم" أذكى روائى عدى على مصر :)

[Alaa Taha · Rating 3 out of 5]

تشريح دقيق للصحافة المصرية قبل وبعد تأميمها في الستينات

[Sameh Zaki · Rating 4 out of 5]

مشرط طبيب يقوم بتشريح النفس الإنسانية بحرفية عالية ودقة فائقة.

رواية رائعة رغم أنها طويلة ولكنها غير مملة على الإطلاق.

[عبدالحميد سليمان طاحون · Rating 5 out of 5]

مش عارف ليه لقيتني عايز أعيد قراءة العمل الجميل ده و اللي أنا من أشد المعجبين بمؤلفه الأستاذ فتحي غانم.

[Mina Habib · Rating 3 out of 5]

* لو حد سألني قرأت الرواية دي ليه دلوقتي، هحس فن كل إجابة باختارها بترجعني لنقطة تانية أو لحظة تانية قبلها هي اللي عندها بدأ أول قرار في سلسلة القرارات اللي خلتني أقرأ الرواية دي. يعني لو قولت إن البداية من عند المسلسل اللي اتعمل عن الرواية و كان بيحمل نفس عنوانها، هلاقي إن ده السبب المباشر في القراءة و لكن سبب إني اتفرج علي مسلسل بيرجع لسنه 1980 قبل ما أنا أتولد أساساً هو اللي هيبقي موضع السؤال، وعلي قد ما فتكر إن إجابة هذا السؤال ده ممكن نلخصها في كلمة صحافة، اختصاراً يعني لجملة إنه مسلسل بيتكلم عن الصحافة وأحوالها و اللي حصلها من أيام الملك لما بعد ثورة 1952، و هنا ينتقل السؤال عن السبب اللي ممكن يخليني اهتم بالصحافة و بشكلها و اللي حصلها في الأوقات دي، وحقيقي ما عنديش إجابة واضحة علي هذا السؤال و لكن اعتقد إنها مجموعة عناصر كبيرة و متفرقة وكأن كل واحدة فيهم قشاية صغيرة و تراكمهم في الآخر أدي لبناء العش.

* أنا قلت إن الرواية تم تحويلها إلي مسلسل تلفزيوني، و بالرغم من إن الشخصيات هما هما و بنفس الأسماء و الأحداث تقريباً هي هي إلا إن لسه في اختلافات كتير ما بين الاتنين. و بالرغم من إن الاختلافات دي تبدو صغيرة إلا إنها جوهرية جداً و في رأيي الشخصي إنها مؤثرة جداً في فهم الشخصيات و الأحداث و المواقف. يمكن العنوان الأبرز اللي ممكن تتجمع تحتهم أغلب الاختلافات هو الدراما النظيفة و الشخصيات التي لا تخطئ، وحقيقي إضفاء الصفة دي علي بعض شخصيات العمل التلفزيوني كان سيء و دمر كتير في تماسك أبعاد الشخصية.

* و بما إننا جبنا سيرة المسلسل فالحقيقة إن محمود مرسي بيقدم واحد من ابرع الأداءات و التجسيدات اللي أنا شوفتها له، وكمان صلاح قبيل مقدم شخصية حسن زيدان بشكل عبقري. و لكن علي النقيض تماماً كان تجسيد حسن يوسف لشخصية يوسف منصور و اللي حقيقي كان غير مقنع بالمرة، وفي رأيي ماكنش لايق عليه. شخصية زينب اللي جسدتها سهير رمزي هي أكتر شخصية اتأثرت بالرقابة الأخلاقية اللي اتحطت علي الشخصية الروائية و كانت بالنسبة لي شخصية مستفزة أكتر من إنها شخصية تستاهل أي قدر من الشفقة أو التعاطف. و مش بس شخصية زينب ولكن كمان شخصية يوسف منصور اتأثرت بالرقابة دي و فقدت بعد مهم أبعاد الشخصية الروائية لما اتشال عنصر الشك من الشخصية، و العنصر ده كان ضارب الشخصية حتي النخاع في الرواية و لكن في المسلسل اتقلل و اتخفف جداً لدرجة إنه بقي شبه سطحي و فقد تأصله في الشخصية و كونه بعد من أبعادها و أسس تكوينها و بناءها.

* خلونا نرجع شوية للرواية، و الحقيقة بالرغم من إن انا في أول الرواية كنت مشدود و مستمتع بالحكاية و بطريقة سردها وبأسلوب الكاتب في الحكي و ترتيب الأحداث، إلا إن ده لم يمنع إننا جاء عليا أوقات كتير حسيت بملل رهيب و كنت بزق نفسي بالعافية علشان أكمل قراءة، و ده حصل بالذات في النصف الثاني من الرواية. التفاصيل الكتير اللي في بداية الرواية واللي ساعدتنا علي فهم أحسن للشخصيات و قدرة أكبر علي إدراك أبعادها، لما اتكررت نفس كمية التفاصيل في الجزء التاني من الرواية قلبت بملل و إسهاب زيادة عن اللزوم.

* الصراحة أنا اتفرجت علي المسلسل قبل قراءة الرواية، و ده يخليني أقول إن يمكن يكون جزء من الملل اللي حسيت بيه له علاقة بإني تقريباً عارف اللي حصل و اللي هيحصل، علي ألأقل الخطوط العريضة منه. و لكني أعتقد في الوقت نفسه إنه لولا مشاهدة المسلسل و إلمامي بالحكايات و التفاصيل كان ممكن أتوه خاصة مع طريقة السرد المختلفة اللي الكاتب معتمد عليها في العمل، و اللي كتير بتخلي الكاتب يحكي حاجات قبل حاجات و يرجع بعد كده يحكي حاجات موقعها في النص بين أحداث أنت عرفت عنهم قبل كده، يعني نقدر نقول إن مشاهدة المسلسل خلتني ملم بخريطة الأحداث و سهلت عليا كتير وضع كل حدث في مكانه، و ده كان مهم لأن الرواية حقيقي طويلة و مع شوية الإسهاب كان عادي جداً ممكن أتوه في الأحداث و الخط الزمني بتاعها.

[Mohamed Adel · Rating 5 out of 5]

من اجمل الروايات اللي قرأتها في حياتي، وأنتهيت من قراءتها في عدد ساعات قليل مقارنة بحجمها الكبير وعلى قعدات طويلة مفيش ولا لحظة حسيت بالملل، أولى قراءاتي لفتحي غانم، وناوي أقرأ باقي أعماله، وظني أنه هيبقى من كتابي المفضلين

[Shady Gobran · Rating 4 out of 5]

الستينات.. وما أدراك ما الستينات!
زينب والعرش لفتحي غانم.
واحدة من أضخم الروايات المصرية حيث تقع في ٨٧٥ صفحة في جزء منفصل من سلسلة الأعمال الكاملة له.
تدور أغلب الأحداث في مصر على مدار نحو ٢٠ عاما في الفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية حتى الهزيمة في ٦٧.
تركز على ما كان يدور في أروقة الصحافة المصرية قبل وبعد ثورة ٥٢، ودور الباشوات قبل الإطاحة بهم ثم دور الرقيب من بعدهم في إملاء سياسة الجمهورية الوليدة على المواد المنشورة.
أبدع فتح�� غانم في رسم الشخصيات، وأخذ كامل وقته في سرد تاريخها والمواقف والأحداث التي أثرت على شخصياتهم. كما غاص في الجوانب النفسية لكل منهم بطريقة تحاكي الأدب الروسي. وهذا هو ما شدني للرواية على الرغم من ضخامتها.
أيضا أعجبني انتقال فتحي غانم من كتابة الحوارات بالعامية في أعماله السابقة إلى الفصحى (ولو أن بعض الكلمات العامية أفلتت منه ولكنها قليلة للغاية). كما أضاف لمعرفتي بدور الرقيب في الصحافة والتنظيمات السرية.
ما لم يعجبني الإسهاب في بعض المواقف على الرغم من وضوح الفكرة، بالإضافة للتسرع في حل مشكلة رئيسية -على سبيل المثال- في الرواية استمرت لعدة فصول، وهي طلاق زينب الأيوبي، والتغير السريع لمواقف الشخصيات من النقيض للنقيض مثل موقف أم زينب من طلاقها وموقف دياب من عبد الهادي.
كما لم أفهم ما علاقة زينب بالعرش، وما هو العرش!
يتلاعب بنا المؤلف في كتابة الشخصيات، فتارة تكره الشخصية ثم بعد أن تعرف تاريخها وماضيها قد تتعاطف معها، والعكس صحيح.

[Ahmed Haamed · Rating 5 out of 5]

شخصيات زينب والعرش ، تتصارع على سلم النفوذ والسلطة والشهرة ، بعضها يدوس باقدامه البعض الآخر في معارك لا هوادة ولا رحمة فيها . إنه التنافس المميت يخوضه افراد اهتزت افكارهم وتقاليدهم والقيم التي كانوا يعيشون بها ، فتحولوا من بشر إلى حيوانات في غاب !
هل استطاعت زینب الأيوبي أن تحقق احلامها ، وأن تجلس على عرشها في مجتمع الغاب ؟ إن احلام الطفولة تواجه في كل خطوة فخا من فخاخ الحياة القاسية ، التي تغلف قسوتها بمظاهر البذخ والمتعة والرفاهية ، إن البراءة تختنق في جو الخداع ، والطهارة تسقط في شرك الضياع ، وأحلام المجد والشرف تتحول إلى كابوس مخيف ، ومع ذلك، هناك بارقة أمل ، وإصرار على التشبث ببهجة الحياة وفرحها الحقيقي وإصرار على أن تجلس زینب على العرش لقد فرضت شخصيات زينب والعرش ، على الروائی فتحی غانم أن يكتب أضخم أعماله الأدبية . بعد , الرجل الذي فقد ظله ليسجل بقلمه اعماق المجتمع ، أعماق البشر فيه ، ليلقي ضوءا كاشفا يصعب على المؤرخ لحياتنا المعاصرة أن يسجله بهذا الوضوح والجراة والصراحة.

[Marwa Mahrous · Rating 5 out of 5]

دائما ما اجد هذه الطريقة في الكتابة من حيث عرض مشاعر الشخصيات وافكارهم و دوافعم والغوص في النفس البشرية ربما ايضا بطريقة عرض تعليمية.. دائما ما اجدها في الروايات الاجنبية ولا اجدها في الروايات العربية رغم ان المفترض ان الشعوب الشرقية شعوب تحتل فيها المشاعر والروحانيات مكانة مهمة عكس الشعوب الغربية.. لكن هذه اول رواية اقرأها تغوص في النفس البشرية هكذا.. ربما لم اقرأ الكثير لاكتشف وجود مثل هذه الكتابة في روايات اخرى

[عمرو أبوثُريا · Rating 5 out of 5]

زينب والعرش
رواية للكاتب فتحي غانم صدرت عام ١٩٧٢،وأعادت الهيئة المصرية العامة للكتاب إصدارها من خلال إعادة نشر الأعمال الكاملة لفتحي غانم، فجاءت في المجلد الرابع وصدرت في ١٩٨١ في ٨٧٥ صفحة ، وثمنها ٤٠ جنيه .

وبينما هو يقرأ في فصل "الأمور السلطانية والسياسات الملكية" إذا به يقع على هذه الفقرة: "لما فتح السلطان هولاكو بغداد في سنة ست وخمسين وستمائة، أمر أن يستفتي العلماء أيهما أفضل، السلطان الكافر العادل، وكان هولاكو كافراً، أو السلطان المسلم الجائر، ثم جمع العلماء المستنصرية لذلك، فلما وقفوا على الفتيا أحجموا عن الجواب،... وكان رضي الدين علي بن طاوس، حاضراً هذا المجلس، وكان مقدماً محترماً، فلما رأى إحجامهم تناول الفتيا، ووضع خطة فيها بتفضيل العادل الكافر على المسلم الجائر، فوضع الناس خطوطهم بعده.

كان لما قرأه وقع كالزلزال في نفسه، لقد أفتى كبار علماء المسلمين، بأنّ حاكماً عادلاً كافراً خير من حاكم مسلم ظالم، فهل هذا معقول، أم أنّهم خافوا بطش هولاكو، الذي ما كان يرضى بجواب آخر! على أية حال الفتوى قائمة.. وموقع عليها من جميع علماء بغداد منذ سبعة قرون، وهي تعترف الاعتراف المشين بأنّ هناك إسلاماً وجوراً، وهناك كفر وعدل.

ذهب عبدالهادي إلى أبيه يسأله رأيه في هذه الفتوى، قال الشيخ النجار: الأمر بسيط أرادوا إحراج الحاكم بأن يلزموه بالعدل، قال عبدالهادي: حتى لو فرّطوا في الدين قال الشيخ النجار: لم يفرطوا بل غلبوا على أمرهم، قال عبدالهادي: اشتروا حياتهم وكان الثمن دينهم، قال الشيخ النجار: اشتروا العدل والرحمة للناس، قال عبدالهادي: وهل جاء العدل على يد هولاكو؟ قال الشيخ النجار بصوت غلبه التردد: لا هولاكو ولا غير هولاكو العدل.. ضاع من بعد عمر بن الخطاب. قال عبدالهادي في مرارة: ما العدل وأين هو وكيف يتحقق؟ قال الشيخ النجار: اهدأ يا بني، واعلم أنّ العدل أصبح هو القوة، صاح عبدالهادي يائساً: إذن الانجليز على حق .. إنهم هولاكو الجديد الذي نرضى به لأنهم الأقوى فهم الأعدل.. ومنذ ذلك الوقت تهدمت قيم راسخة في نفس عبدالهادي، وتحولت إلى أنقاض وأشلاء قيم.
عبدالهادي النجار هو أحد الشخصيات الرئيسية في الرواية الملحمية التي كتبها فتحي غانم ناقدا فيها التحولات وإنهيار القيم في مصر في أعقاب الحرب العالمية الثانية وماتلاها من أحداث، كاشفا أوضاع الصحافة والصراعات الدائرة فيها علي السلطة.

ما الذي يدفع رجل أعمال إلى إنشاء صحيفة تسبب له الخسارة مادياً، وتسبب له مزيداً من المتاعب؟
ذات مرة فاجأ مدكور باشا الجميع: "سوف نصدر جريدة.. ارتفع أكثر من صوت يحتج (هذا يورّطنا أكثر مما يفيدنا).. قل يا باشا صراحة أنك تريد أن تصبح رئيساً للوزراء، هل نترك أعمالنا لنتحول إلى جرنالجية"؟

ابتسم مدكور باشا قائلاً: نفس الاعتراضات التي قلتها عندما حدثني جاك فيشر في هذا الموضوع.. ولكنني اقتنعت آخر الأمر.. قال لي يا عزيزي مدكور، أنا لا أضع أموالي في مكان قبل أن أوفر له كل وسائل الحماية.. ومن أهم هذه الوسائل أن تكون الصحافة معك.. وأما أن تدفع لها وإما أن تكون لك صحفك الخاصة، وهذا أوفر لك، وهو يضمن لك إمكانيات واسعة للتخطيط لمشروعات أخرى في المستقبل وصدقوني.. إن هذا الرجل يؤمن في شيء بسيط جداً وهو المعلومات، إنّ المال بغير المعلومات لا يساوي شيئاً، ولكن مالاً ومعلومات يساوي سلطة جبارة قادرة على إنجاح أي مشروع، والصحافة لا تنقل المعلومات إلى القارئ فحسب، إنّها تجمع أضعاف ما تنشره للقارئ من معلومات، كلها سوف تكون تحت أيدينا، ولسوف نستفيد منها ولن نكون جورنالجية، بل أقول إنّنا لن نظهر في الصورة على الإطلاق.. كل ما سوف نفعله هو أنّنا سوف نختار الأشخاص المناسبين ونمولهم ليصدروا الجريدة.

وإذا كان هذا هو رأي مالك الصحيفة وممولها، فإن رئيس التحرير المحنك، لديه قدرة على السيطرة على الموقف، وإقناع الملاّك الممولين، بضرورة الاستمرار، بدعوى أنّ التأثير في الرأي العام أهم من بضعة ملايين تنفق كل عام فهو الدرع والسيف في مواجهة الخصوم والأعداء.
كثيرون أحتاروا بين من هو عبدالهادي النجار في الواقع، هل هو مصطفي أمين أم محمد حسنين هيكل، لا داعي للحيرة فمصطفى أمين أجاب : أمًا عبدالهادي النجار.!
يوسف منصور في الرواية هو الشخصية الأقرب لفتحي غانم نفسه الذي تلقي في طفولته نوعا من تربية مثالية مفروضة من أب قوي. وقد وصفه عبدالهادي النجار لحسن زيدان ( الذي يمثل في الرواية شخصية الصحفي الأنتهازي)قائلا:يوسف شخصية صعب اللي زيك يفهمها، وصل متأخر بعد البراءة ماهجرت الأرض ،ولما وصل تاه ودخل غابة الشياطين( يقصد جريدة العصر الجديد الذي يعملون فيها).
أما زينب فهي أمرأة المتناقضات، هي الثلج والنار معا،كثيرون رأوا في زينب مجازا عن مصر، رأوا ذلك في حقيقة كونها ضحية وفي بحثها المرير عن مُخلص دون جدوي، فهي فتاة نصف متعلمة نصفها مصري والنصف الآخر من رقائق متعددة.
لاشك أن قراءة الرواية مثلت لي قدر كبير من المتعة يفوق المتعة التي أحسست بها عند مشاهدة العمل التليفزيوني المأخوذ عن الرواية، التي أنتجت في ١٩٨٠ بالرغم من أشتراك المؤلف في سيناريو المسلسل مع العظيم صلاح حافظ.طبعا أختيار الممثلين كان موفقا إلي حد كبير، محمود مرسي في دور عبدالهادي النجار، وحسن يوسف في دور يوسف منصور، وصلاح قابيل في دور الصحفي الإنتهازي حسن زيدان، وأجاد كمال الشناوي في دور رجل الثورة أحمد عبدالسلام دياب.رواية تستحق القراءة أكثر من مرة.
عمرو أبوثُريا

[سمر طلبة · Rating 5 out of 5]

قرأت أنها رواية دستوفسكية، فلما قرأتها عرفت السبب. الحوارات الطويلة الفلسفية في غير تعقيد، تلك الحوارات التي لا يملها القارئ لأنها تسبر أغوار الشخصيات وأغواره في بساطة، الشخصيات الأقرب إلى الأنماط أو إلى كونهم تجسدات لقيم معينة، شخصية تمثل الخير المطلق، وأخرى الشر المطلق، وثالثة الحرية المطلقة، ردود الأفعال "الملحمية" أيضا.. فتاة ليل تلتقي بالبراءة فتصاب بعدوى النبل ولو بشكل مؤقت.. كلها ملامح دستوفسكية، لكنها أقل قتامة من روايات دستوفسكي التي قرأتها.
فتحي غانم لا يخيب أملي أبدا. أول ما قرأت له كان رواية قليل من الحب كثير من العنف. قرأتها في التسعينيات فانبهرت بقدرته على قول الكثير بأسلوب بسيط، ولفهمه الدقيق لطبيعة المجتمع المصري وتحولاته، ثم قرأت له الجبل ورغم عيوبها وجدتها شديدة الجاذبية. لكن زينب شيء آخر.
زينب والعرش.. رأيت المسلسل في طفولتي واقتنعت أن العرش المقصود هو عرش الصحافة، باعتبارها صاحبة الجلالة، لكن مع قراءة الرواية اتضح أن الأمر أكبر من ذلك. توصف الرواية دائما بأنها من أفضل الروايات التي صورت عالم الصحافة المصرية في الستينيات، لكنها في رأيي رواية النفس البشرية، وما عالم الصحافة إلا مجرد خلفية تتفتح أمامها النفوس وتكشف عن خباياها. كان من الممكن أن تجري الأحداث في أي مصلحة حكومية لولا أن فتحي غانم كان صحفيا. مع ذلك فتصويره لعالم الصحافة فعلا فريد شديد الصدق. إنه هو نفسه يوسف يضع يده ببراءة شديدة وببساطة شديدة على الأسباب التي منعت ثورة يوليو من ت��قيق أهدافها
الكل في زينب يبحث عن هوية.. والكل ضحية الأب. عبد الهادي النجار يخذله أبوه القاضي الشرعي ممثل التراث متمخضا عن مجرد مهرج، فيرفض الابن الماضي ويرتمي بكل قوته في أحضان العصر الجديد، الأمريكاني..حيث المصلحة والسطحية وقوانين داروين ونيتشه هي عنوان اللعبة. يوسف يحمل أباه فوق كتفيه كما يقول له النجار، فكل قيمه من ذلك الوالد الراحل، وهو حائر لا يدري بم يؤمن؟ وماذا يفعل ليجد إيمانه ويعبر عن نفسه. زينب تتشبع بأحلام المجد التليد من أب لا تذكره سوى "طشاش"، سنوات قليلة جمعتها به كانت كفيلة بأنها تجعلها تنساه، لكنها أيضا ملأتها بفكرة العظمة. الأب تركي والأم مصرية، وزينب قيل إنها رمز لمصر التي لا تعرف إلى أين تنظر، إلى الماضي أم إلى المستقبل، وإلى أي ماضي وإلى أي مستقبل؟ عبد الهادي يقاطع الماضي ويمضي للأمام في الطريق الذي رسمه لنفسه بنجاح كبير، لا تهزمه سوى لحظات من الصدق تمثلها علاقته بيوسف وزينب، أما يوسف وزينب فحائران لكن صدقهما مع نفسيهما لا حدود له. ربما لهذا يصلان آخر الأمر إلى مكانٍ ما، ليس جنة الله على الأرض لكنه مكان جميل رغم كل شيء. ينجحان لأنهما مارسا حرية الاختيار والحق في الحيرة والضياع أيضا، ولأنهما لم يقولا شيئا ويفعلا شيئا آخر بعكس الباقين
وهناك عم صالح ، المصري ذو الدم الحُر، يقول للأعور أعور في عينه ولو كان وزيرا، وينقذ زينب أحيانا ويخذلها أحيانا ثم يعود لإنقاذها. إنه المصري الذي لو عرف طريقه لفعل الكثير، ولما ضاعت زينب، لكنه يهدر عمره في قتال شياطين تزوره في غرفته بدلا من الشياطين المحيطة بزينب.
الرواية طويلة لكنها أبدا لا تشعرك بالملل وإن كانت بعض المشاهد طويلة بدون داع. منها مثلا مشاهد أحلام زينب. تبدو نبرتها إرشادية أحيانا لكنها محببة، تماما كما هي الحال مع دستوفسكي. وأرجو ألا يفهم القارئ من هذه المراجعة أن الرواية أقرب إلى الميلودراما حيث الأخيار أخيار والأشرار أشرار وانتهى الأمر، بل الكل عند فتحي غانم يستحق الحب، تماما كدستوفكسي القائل "أحبوا ابن آدم حتى في خطيئته، لأن هذا هو الحب الأقرب للحب الإلهي، وهو منتهى المحبة على الأرض".

[نوران خالد · Rating 5 out of 5]

قمة الإبداع الفني.
رمزية دسمة ومتشابكة لكنها مغزولة بذكاء وبساطة.
ومزج رائع مدهش بين العام في صورة أحداث وتقلبات عنيفة شهدتها مصر خلال فترة من أحرج فتراتها التاريخية وبين ما هو خاص في صورة شخصيات إنسانية جدا وذات خصوصية شديدة.
يغلف كل ذلك حكي ذكي يلجأ لأسلوب القص الماورائي أحيانا بخفة ورشاقة تجعل القارئ ينغمس بكيانه في السرد ولا يعبأ بضخامة الرواية لأنه لا يشعر خلالها بذرة ملل أو انفصال عن القصة البديعة جملة وتفصيلا.

[mona · Rating 5 out of 5]

لا بد ان فتحي غانم صحفي فاسد حتي يصور عبد الهادي النجار بهذه الروعة .عشت الشخصيات أحببتها ،احببت فسادها ،قدرته و تفهمته .فتحي غانم كأي كاتب بارع عمل عمل الجراح مع شخصياته .اقتحمها و حللها في سهوله و يسر رائعين .استمتعت بكل شط بكل كلمة حزنت عند انتهائها لتعلقي بالشخصيات.خمس نجوم بلا مناقشة.روايه عالمية لا يفوقها الا كتابات نجيب محفوظ

[Midovich · Rating 5 out of 5]

مذهلة

[Yassmine Azeez · Rating 5 out of 5]

مبهورة بقدرته ,في الرواية دي علي الاحتفاظ بإحساسه و تمييزه و قدرته علي التعبير عن مشاعر إنسانية حقيقييييييييييييية أوي و خام ,بدون تقعر أو تغريب أو تخريف