فضيلة الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رئيس المحاكم الشرعية في قطر و واحد من أبرز الدعاة المسلمين في قطر وحين نتتبع سيرة حياته نستطيع التعرف على محبته العميقة للعلم فمن أجل العلم قصد قطر في بداية الأمر حيث تعلم على يد الشيخ محمد بن عبد العزيز ابن مانع سنة 1355 هــ عندما كان في السادسة والعشرين من عمرة ومن اجل العلم عاد ثانية إلى قطر حيث علم الناس كما أصبح مؤسس القضاء الشرعي في قطر، و ألف خلال حياته الكثير من الرسائل العلمية.
تكرر في مدارس بنات سعودية حكومية قبول وجود مدرس ( ذكر ) لتدريس طالبات في مرحلتي المتوسطة و الثانوية، و بالإضافة الى دخوله مدرسة بنات فأنه أصبح مهنياً زميل للمعلمات، يحدث هذا في دولة لا تعتنق التعليم المختلط ، و يوجد فيها ممانعة كبيرة جداً تجاه الإختلاط في بيئات عمل .
دفع السعوديون فاتورة مالية عالية جداً، و تأخروا تعليمياً، و علمياً عقود إضافية بسبب عدم قدرتهم على فتح باب النقاش الجاد حول " التعليم المختلط " ، رغم أنهم قبل تأسيس كل أشكال وزارات التعليم كان الإختلاط أصل في كافة أشكال مجتمعاتها " رعوية، بحرية، صناعية، و زراعية " و المتحضرة منها كانت أكثر ممارسة له.
يشبه " إختلاط " حالة "السينما "في السعودية ، كانا واقع تم حجبه سنوات، ثم ها نحن نعود للبحث عن رفع الحجب، بالنسبة للتعليم هربنا حرمنا الإختلاط محلياً و حللناه دولياً، بل ركضنا له بساق مكشوفة مع موجة برنامج إبتعاث عريضة ، كذلك السينما وجدناه في كل صيف تحت سماء دول عربية و أجنبية .
ينتمي المدرسون الذكور في مدارس البنات الى فئة فاقدي البصر، كان وجودهم مرحب به و مقبول - لا اعتقد أن الحالة مستمرة حتى الآن - لكن نباهته و قدرته على " كفش " شقاوة المراهقات لا تزال عالقة في ذاكرة طالباته أكثر من ذكرياتهن مع مدرساتهن .
إنحصر - حسب علمي - وجود المدرس الأعمى على تدريس القرآن الكريم، و مواد دين للطالبات، مع قانون صارم بأهمية أن يكون باب الفصل مفتوحاً خلال وجوده، و هذا القانون لم أفهمه رغم وجود رائحة "الشك " فيه ، لكن أفهم أن جسداً ذكورياً يدخل مدرسة بنات ، و بالتالي فأن القانون يعترف بذلك كسابقة تشريعية للإختلاط في الهيكل التعليمي، و لا اعتقد أن حالة فقد البصر تعتبر ميزة نقص في الحالة الذكورية ، و إذا تم إعتبارها كذلك فذلك إجحاف بحق كل أعمى .
عاش بين أجدادنا و آباؤنا أسواق تجارية مختلطة ، البائعات فيها أكثر من الباعة، بعضها لايزال على قيد الحياة، بما فيها جزء صغير في سوق البلد بجدة، بينما أسواق شعبية في مدن سعودية تحتضن نسوة يجلسن على أرصفة يمارسن البيع بصفة يومية حتى، لم يمنع ذلك من ولادة موجة "هوج " ضد قرارات حكومية ساعية لتمكين نساء السعودية من العمل كبائعات تجزئة في محلات تجارية .
كان في مدارس بناتنا رجال يشاطرون المعلمات مهنة التدريس، هذا واقع عشناه، و تعايشنا مع البائعات في أسواق، و قبله كان إختلاط النساء و الرجال في الرقص، الأعياد، الأعراس للكبار ممارسة شاسعة جداً، و للصغار في مدارس الكتاتيب، ثم ها نحن نمارسه بنهم في الإبتعاث، السفر، و نمانعه على وطننا، في مدارسنا، و أسواقنا.
يقولون إسلامياً، و نقول أن الإسلام لم يفعل ذلك في بلدان فيها مسلمون أكثر عدداً منا، و لم يفعله كذلك على أرضنا إلى حين زمن من الدهر قريب جاء فيه نفوذ و رجال حاربوا كون " الإختلاط أصل" و بددوا ثروات الدولة لخدمة نظرية التفريق، و تتورطنا بإتساع ثقب الجهل و التخلف العلمي، و ثقب أخر لفقر الوظائف عندما أخذناها من آيادي بناتنا و منحنا لذكور غرباء .
كنا مجتمع مختلط و سنعود، و كل النظريات الغارقة في الخطأ تعيش عقود قليلة ثم تغيب و معها كل صناعها، وسيعود الإختلاط في مدارسنا، جامعاتنا، أسواقنا، و حينها يغيب الجهل ، و فقر الوظائف.