الدفاعُ عن العربيةِ دفاعٌ عن كِيانِ أمةٍ برُمَّتِها, ولا يكونُ ذلك إلا بِهَتْكِ الأستارِ المُسدَلَةِ التي عَمِلَ مِنْ ورائِهَا رجالٌ مِنْ قبلُ, ولا يزالُ رجالٌ يعملونَ مِنْ ورائِهَا, اختارتهُمُ الثقافةُ الغربيةُ الوثنيةُ النصرانيةُ؛ ليحققوا لهذه الثقافةِ غَلَبَةً على عقولِنَا, وعلى مجتمعِنَا, وعلى حياتِنَا, وعلى ثقافتِنَا, وعلى تُراثِنَا, وبهذه الغَلَبَةِ يتمُّ انهيارُ الكِيَانِ العظيمِ الذي بناهُ آباؤنَا في قرونٍ متطاولةٍ, وصحَّحُوا به فسادَ الحياةِ البشريةِ في نواحيها الدِّينيةِ, والإنسانيةِ, والأدبيةِ, والأخلاقيةِ, والعمليةِ, والفكريةِ, ورَدُّهًا إلى طريقٍ مستقيمٍ, عَلِمَ ذلكَ مَنْ عَلِمَهُ, وجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ - See more at:
الكتاب من أفضل ما كتب المعاصرون، لغته سهلة وفصيحة، ومرتب ترتيبا جيدا، وما أقول ذلك إلا وأنا كاره لقولي ولكن للعلم ميزان يوزن به ولا تأثير لأهواء الناس وآرائهم فيه، أو هكذا يجب أن يكون، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
بسم الله ، الشيخ رسلان حفظه الله ورعاه أخذنا حيث يجب أن نكون أخذنا لنعيد حساباتنا في أهمية اللغة العربية لقد أبكاني في مواضع وأدهشني كثيرا كما وجدت الكثير من الفوائد في الهوامش الغنية عن التعريف بارك الله في شيخنا حفظه الله ورعاه
اقتباسات منه: "واللغة -كما قال الرافعيّ-: هي صورة وجود الأمة بأفكارها ومعانيها وحقائق نفوسها، وجوداً متميّزاً قائماً بخصائصه. وما ذلّت لغة شعبٍ إلا ذلَّ، ولا انحطّت إلا كان أمره في ذهابٍ وإدبارٍ." ص7.
"واللسان العربيّ شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون." -ابن تيمية. ص 10.
قال -تعالىٰ-: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ العالَمينَ نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمينُ عَلى قَلبِكَ لِتَكونَ مِنَ المُنذِرينَ بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبينٍ﴾ [الشعراء]. قال السعدي -رحمه الله-: ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ﴾: وهو أفضل الألسنة، بلغة من بُعث إليهم، وباشر دعوتهم أصلا، اللسان البين الواضح. وتأمل كيف اجتمعت هذه الفضائل الفاخرة في هذا الكتاب الكريم، فإنه أفضل الكتب، نزل به أفضل الملائكة، على أفضل الخلق، على أفضل بَضعَةٍ فيه وهي قَلبُه، على أفضل أمّة أخرجت للناس، بأفضل الألسنة وأفصحها، وأوسعها، وهو: اللسان العربي المبين. -تفسير السعدي. (فضل العربية ص15)
"وما عرف التاريخ لغةً عاشت في أفواه أجيال البشر عمراً مديداً كهذا اللسان." ص21
"لقد كان الإسلام دفعا جديدا لرقيّ اللغة العربية، وجاء هذا الدفع على يد القرآن نسَقاً جديدا في التعبير، وكان القرآن الرابط الأقوى بين اللغة والدين. فما يقوله القرآن يصبح القاعدةَ والمعيارَ، حتى وإن لم يكن للعرب عهد به، فالقرآنُ هو الفيصل في الدين واللغة العربية." ص155