القرن العشرون قرن الصراع السياسى والفكرى ف ذروة احتدامه داخل إطار الفكر الغربى الحداثى الذى مثله قطبان : الفكر الليبرالى الديمقراطى، والفكر الراديكالى المتمثل ف الفكر الماركسى تحت اسم الاشتراكية، واحتدم الصراع نظريا بعد الحرب العالمية الثانية، وانتصر الحلفاء سوى حزمة جامعة للقطبين النقضين: الليبرالية بزعامتها الجديدة تحت لواء الولايات المتحدة الامريكية والماركسية بزعامة موسكو وأخذ الصراع أشكالا عدة ما بين توسع اقليمى لمناطق النفوذ فى ضم ولاء الدول وبين توسع لمناطق نفوذالفكر بالعاية والترويج لفكر أى من القطبين او الدعاية المضادة وتجسد الصراع ف صورة ما اصطلح على تسميته الحرب البارده بين المعسكرين . وكان النصف الثانى من القرن العشرين ملحمة متداخلة المشاهد للصراع الفكرى وبرز خلال هذه الملحمة بطلان فكريان استقطبا جماعات المثقفين فى الشرق وفى الغرب . وهم كامى وسارتر ، القطبان النقيضان داخل دائرة الحرية والتحرر اللذان حددا اختيارات جيلهما ف العالم ، عشنا معهما او فكرهما الذى رأيناه صرعة ظاو موضة العصر دون النفاذ الى الاعماق ..دون حياة الفكر ذاته منغمسا ف الواقع ..ناقشنا ف عالمنا العربى باسميهما معانى جديدة الالتزام،المسئولية، الاصالة،الثقافة والحياة ، الانسان فعل واختيار حر . هذا كله دون ان يتحول النص الى ثقافة راسخة الاذهان واطار فكرى فاعل للتغير ومرجع للتفكير ودون ان نثرى التجربة الانسانية التى جسدها تناقض سارتر وكامى بفكر جديد نابع من حياتنا .
لا يعد هذا الكتاب , كتاب كامي و سارتر , و هو الاصدار 334 من سلسلة عالم المعرفة , سيرة حياة مختصرة للكاتبين فحسب , إنما هو تاريخ فكري لنمو الافكار الوجودية و العدمية في نطاق الافكار الفلسفية , هذا التاريخ الذي رافقه فتوة أفكار كامي و سارتر , الذي توضحت معالمه ربما بسبب حوار و نقاش و خلاف الكتابين , كامي والذي تعود أصوله إلى الجزائر كان رمزاً ثقافيا في فرنسا , فهو وسيم , حالم , حاد الذكاء والثقافة , و حصل على نوبل للآداب في عمر صغير نسبياً و غيبه الموت سريعاً ,كان مناهضاً للعنف نسبيا مقارنة مع سارتر, و كانت أصوله الجزائرية من جهة و الحرب الفرنسية الجزائرية من جهة أخرى , تضعه دوماً في موضع صراع فكري كبير حول استخدام العنف و تبريره , أما سارتر الذي وصف أحيانا بالشخصية الفرنسية التقليدية , والتي كانت تتميز بالقفز بين الافكار بسرعة , كان يميل للفلسفة أكثر من السياسة في بداية حياته ولكنه انخرط لاحقاً في السياسية و سيطر على الحوار الفكري في فرنسا لمدة طويلة , كان يجد مبرراً للعنف دوماً وخاصة في اعماله الادبية إذ يشتهر سارتر بقوله المشكلة هي الآخرون ! و بهذا رصف جدار رفض عال بينه وبين الآخر على العكس من كامي , و هذه محطة واحدة من الحوار بين الشخصيتين في الكتاب و الذي تضمن محطات كثيرة من مثل الحوار حول الماركسية والشيوعية السوفييتية ، والاستعمار ، والتوترات بين العدالة والحرية , و كميزة آخرى للكتاب, يتحدث الكاتب رونالد أرونسون أيضاً عن سيمون دي بوفوار و كيف أن وجودها كرفيقة لسارتر , و ميل خفيف لكامي , آثر قليلاً على نوعية الحدة بين الطرفين , ودفع كل منهما إلى إضافة بعد آخر للأفكار .في الختام يمكن القول ان هذا الكتاب هو قصة متعددة الأبعاد لشخصين , قصة حملت بعض التناقضات خاصة في شجبهم الانتقائي للوحشية والعنف , قصة تجعلني كقارىء أشعر بالحزن لانني لم أكن جزءا من تلك الحقبة من الزمن التي كانت مليئة بأمثال هؤلاء , و خاصة حين أقارن نوعية الافكار و الحوارات التي تصدح بها قنوات الاعلام اليوم , تقيمي العام للعمل 5/5
مقتطفات من كتاب كامي وسارتر للكاتب رونالد أرونسون ---------- انني أؤمن بان المثقفين بقدر ما هم منارة التنوير والتقدم بقدر ما هم المسؤولون اولا و اساسا عما يصيب المجتمع ويعوق مسيرته اذا ما غيبوا الحقيقة وهم يعلمونا وتذرعوا بافتقاد الحرية " البير كامي " ---- العبث ليس كامنا في الانسان ولا في العالم اذا ما فكرنا في كل منهما بمعزل عن الآخر ولكن حيث ان الخاصية المهيمنة للإنسان هي الوجود في العالم فإن العبث في النهاية جزء لا انفصام له عن الظرف البشري " جون بول سارتر " ---- البشر احرار في تقرير مصيرهم اذ انهم يخلقون هويتهم .. وليسوا متلقين لها ونحن مسؤولين مسؤولية كاملة عما نؤول اليه فالإنسان ليس سوى ما يصنعه هو من نفسه " جون بول سارتر " ---- ان المرء موجود في موقفه التاريخي ولذا فهو مسؤول عنه " رونالد أرونسون " ---- التاريخ حدث ساخر تنتصر عليه الحياة دوما في نهاية المطاف " اندريه شامسون " ---- يجب الابقاء على مساحة خارج اي موقف تاريخي .. وفاءً للحرية الفردية والقيم المستقلة ذاتيا والحكم الاخلاقي " البير كامي " ---- علينا ان نختار الحرية على العدالة .. لأنه حتى لو لم تتحقق العدالة فان الحرية كفيلة بالحفاظ على قدرة الانسان على ان يحتج ضد الظلم وان يظل باب التواصل مفتوحا " البير كامي " ---- يستحيل ان نكون اصدقاء ان اختلفت معي في السياسة " كويستلر " ---- لم يعد هنالك اي سياسة سواء محافظة او اشتراكية يمكنها العمل وحدها حصرا داخل اطار قومي وان الهدف هو تحقق ادنى حد من السياسة المحلية التي اضحت اليوم مقتصرت على المشكلات الادارية " البير كامي " ---- لا سبيل الى تغير عالم قائم على العنف والقهر دون ان يكون المرء ذاته عنيفاً وقاهراً " جون بول سارتر " ---- ان مصير الادب مرهون بالطبقة العاملة " جون بول سارتر " ---- ان الشيوعين الذين يدعون الاحاطة علماً بكل شيء والقدرة على حسم واقرار كل شيء ينتهي الامر بهم بقتل كل شيء " البير كامي " ---- لا يجب ان تتخلى عن الواقع من اجل تغيره ---- يتعين على المرء ان يقول ما يفكر فيه " البير كامي " ---- ان الانسانية والعنف وجهان لا انفصام بينهما للجهد المبذول من اجل خروج المقهورين من وضع القهر الذي يعيشونه " جون بول سارتر " ---- ان كان في مجتمعنا شيء نحافظ عليه فإنني لن اخجل ابدا في ان اكون محافظاً .. ولكن لسوء الحظ الامر ليس كذلك " البير كامي " ---- للأسف .. البعض حول مقعده في المسرح باتجاه التاريخ " ألبير كامي " ---- عليك ان تعود نفسك تقبل اهانة من تابع من توابع الادب دون ان يدفعك ذلك الى الاحجام " ألبير كامي " ---- الفكر والسياسة اليوم يقوداننا الى مذبحة لانهما جهد نظري مجرد فكل انسان هو الآخر .. هو عدو محتمل ونحن لا نثق به .. ونادراً ما نلتقي في بلدنا رجلاً .. فنحن لا نلتقي الا بأسماء أو شعارات " جون بول سارتر " ---- ثمة اخلاق في السياسة - وهو موضوع صعب لم يعالج بوضوح - وحين تضطر السياسة لزوما الى خيانة الاخلاق فإن اختيار الاخلاق يغدو خيانة للسياسة والآن ابحث لك عن مخرج في ضوء هذا خاصة عندما تتخذ السياسة هدفاً لها سيادة الانسان " جون بول سارتر " ---- اعتقد ان فكرة الثورة سوف تستعيد عظمتها فقط لحظة تخليها عن نزعة السخرية والانتهازية التي كانت شريعتها على مدى القرن العشرين وحين تصلح من مادتها الايديولوجية التي استخدمتها او حطت من شأنها على مدى نصف قرن من المساومة وعندما في نهاية الامر تكون حماستها التي لا تلين من اجل الحرية محور اهتمامها ودعوتها " ألبير كامي " ---- يقيناً .. انا اتظاهر بين الحين والآخر بأنني أخذ الحياة مأخذاً جاداً ولكن سرعان ما تصدمني تفاهة الجدية وأمضي لألعب دوري قدر المستطاع " ألبير كامي " ---- لقد عرفت كيف أحب في آن واحد العدالة والنساء .. وهذا ليس بالأمر اليسير " ألبير كامي " ---- اذا لم تمتلك اي امة وسائلها لحماية نفسها فلن تحميها تقاليدها ولا ولاءاتها ولا شرائعها " جون بول سارتر " --- ان اي انسان في اي وقت يمكن ان يجد نفسه وعلى قدر متساو اما ضحية واما جلاداً " جون بول سارتر " --- اذا قاوم المُحتلة أرضه .. أطلق الجنود النار عليه ويصبح في عداد الموتى .. واذا خضع ! .. فإنه حط من قدره ولم يعد إنساناً على الاطلاق .. العار والخوف يمزقان شخصيته ويدمران جوهر الشعور بالذات " جون بول سارتر "
Almost everyone has read Camus--certainly The Stranger and the Fall and perhaps The Plague--and probably not so many have read Sartre--Being and Nothingness, No Exit, Nausea, Roads to Freedom--but they are equally well known literary/philosophical writers from mid-20th century France whose friendship and falling out is the subject of this very fine, insightful, closely argued book.
While biography carries Camus&Sartre along, intellectual history is equally if not more important. So in a way Camus&Sartre is a kind of primer in existentialism, absurdity, Marxism, and much more.
Camus is the more romantic figure, a pied noir from Algeria who was a handsome cultural icon, important in the French Resistance and a writer of exceptional clarity. He wore his heart on his sleeve, and he died relatively young after winning the Nobel Prize when he was even younger.
Sartre is a froggy kind of character, not just because he's French, but because he's wall-eyed, short, and jumps all over the place. Initially devoted to philosophy, it took him a long time to become politically committed, but once he did become committed, he used his astonishing intellect to dominate intellectual debate in France from the 1940s through the 1960s.
Aronson comes close to novelistic depth as he interweaves the facts of these two writers' lives and the trends of their thoughts. Some of the distinctions are very subtle and conditioned on a basic grasp of Marxism, the difference between Marxism and Soviet Communism, colonialism, the French-Algerian war, and the tensions between justice and freedom...compounded by whether one accepts History as a determinative reality (Hegel) or choses to insist on the individual's freedom from History in matters of conscience.
Along the way, Aronson draws frequently on Simone de Beauvoir, Sartre's long-time soul mate, lover, and debating partner. She had a one-night fling with Camus, but that adds little to the story. More important are her written reflections, which are quite acute.
The pity one feels while reading this book is primarily for oneself, living in contemporary America (circa 2016). The ground truths of political thought are largely unexplored here these days, certainly not in the presidential primaries. Reductionism suits the media, so that's how our politicians go about campaigning. Which is not to say any of them, except perhaps Bernie Sanders, could expound in any theoretical detail on why he embraces his personal political philosophy--socialism, in Sanders' case.
At the height of the Vietnam debate, things were somewhat different, at least on university campuses. At that time Camus, Sartre, Marcuse, and many others had an impact on us (I was in college then.) We understood that something must be going on beyond the bloodshed and mudslinging.
But in a way the Cold War simplified things for us. The issue was chiefly capitalism versus communism. Which was the more pernicious? Before long gender issues, race issues, feminism, environmentalism, and other "isms" complicated matters, each required very specialized analyses. It became more difficult to talk across problem sets. But a few of us kept at it, and succeeding generations did what they could, and even though anti-intellectualism reigns in America (and always has), we still have, mostly on campuses, some folks capable of and interested in sophisticated commentary on why we do the things we do and how much freedom and justice result from us doing what we do.
Aronson's book ends with a detailed reflection on Camus' problems with his native Algeria and the war France fought to hold onto it as a colony. At a certain point Camus was so reviled for his stance that he simply had to shut up. His problem was that while he recognized violence as inescapable in human affairs, he would twist himself into a pretzel to avoid sanctioning it. Sartre, in contrast, believed violence was justified and necessary in situations like Algeria. In No Exit, his best known play, he has one character remark that the real problem with existence is "other people." This is a barbed joke but essentially true. In the case of Algeria, the French settlers were the "other people," and so were the indigenous Arabs. Could they get along? Camus said yes. Sartre said no. Sartre proved right.
One shocking fact is that France eventually sent 400,000 troops to Algeria. That is a massive, massive force. It won, but it lost. France could have a scorpion in its palm as long as it wanted it there. It didn't want it there very long.
Knowing yourself, you will read this book or you won't. I found the human and intellectual struggle between these two giants fascinating and relevant. But there are a lot of knots to be untied in this narrative, and I can easily foresee that many readers would decide not to bother untying them.
القرن العشرين قرن الصراع السياسي والفكري في ذروة إحتدامه داخل إطار الفكر الفكر الغربي الحدائي الذي مثله قطبان: الفكر الليبرالي الديموقراطي، والفكر الراديكالي المتمثل في الفكر الماركسي تحت اسم الاشتراكية , واحتدم الصراع نظريا بعد الحرب العالمية الثانية. وانتصر الحلفاء .... ولم يكن الحلفاء سوى حزمة جامعة للقطبين النقيضين: الليبرالية بزعامتها الجديدة تحت لواء الولايات المتحدة الأمريكية. والماركسية بزعامة موسكو . وأخذ الصراع أشكالا عدة ما بين توسع إقليمي المناطق النفوذ في ضم ولاء الدول، وبين توسع مناطق نفوذ الفكر بالدعاية والترويج لفكر أي من القطبين أو الدعاية المضادة، وتجسد الصراع في صورة ما اصطلح على تسميته الحرب الباردة بين معسكرين. وكان النصف الثاني من القرن العشرين ملحية متداخلة المشاهد الصراع الفكري. وبرز خلال هذه الملحمة بطلان فکريان استقطبا جماعات المثقفين في الشرق وفي الغرب . ناقشا قضايا الإنسان والشعوب على خلفية جديدة محورها الحرية أو التحرر في إطار جديد غير إطار المحورية الغربية. ولم نكن نجد مثقفا أو ناشطا سياسيا إلا ويناقش قضايا الحرية والاشتراكية من منطلق فكر أحد هذين المفكرين: ألبير كامي وجان بول سارتر. كان كلاهما بحق مصداقا لمقولة أن الكاتب المفكر شاهد على عصره. بل صانع منسق مايسترو الفكر العصر الذي يشهده ويشارك في بنائه بحيث نطالع مسرح الحياة على صفحات كتاباته، ودار الفكر الفلسفي والسياسي التحرري في فلكيهما ... والقضية الخلافية دائما هي : الغاية أم الوسيلة... الأنا أم النحن، وكيف؟ وكان صراعهما نبوءة وإرهاصا بانهيار المنظومات الفكرية الحديثة، والفراغ الفكري، وأزمة الإنسانية. والجحيم العصري. وبدا المثقفون في العالم الثالث تجسيدا لهذا الجدل السجالي الساخن الذي نقرأ تاريخه حيا بين صفحات هذا الكتاب. وها نحن نجد أنفسنا من جديد في خضم مراجعة فكرية غربية لما كان كخطوة لتصحيح الطريق أو للتحايل على التاريخ. القطبان النقيضان داخل دائرة الحرية والتحرر، اللذان حددا اختيارات جيلهما في العالم. عشنا معهما أو مع فكرهما الذي رأيناه صرعة أو موضة العصر دون نفاذ إلى الأعماق... دون حياة الفكر ذاته منغمسا في الواقع... ناقشنا في عالمنا العربي باسميهما وفي ضوء أفكارهما معاني جديدة ... الالتزام، المسؤولية، الأصالة، الثقافة والحياة، الإنسان موقف... الإنسان فعل واختيار حر... إلخ. ناقشنا بألسنتنا هذا كله دون أن يتحول النص إلى ثقافة اجتماعية راسخة في الأذهان وإطار فكري فاعل للتغيير، ومرجع للتفكير... ودون أن نثري التجربة الإنسانية التي جسدها تناقض سارتر وكامي بفكر جديد نابع من حياتنا، ولا أقول تجربتنا. ألبير كامي وجان بول سارتر مفكران مبدعان في تنوع: في الأدب والفلسفة، في الرواية والمسرح، في السياسة والصحافة، وكذا في المقاومة. صاغا إطار الفكر الثقافي الذي دار في فلكه المثقفون في العالم إبان الحرب العالمية وبعدها على مدى الحرب الباردة . اتفقا وتحالفا، واختلفا وتباعدا. ودارت بينهما معارك فكرية هي شهادة على ثقافة عصر، وعلى كل ما عاشته ثقافة العالم من توتر وأمل وإحباط. وظلت قصة الصداقة والإعجاب المتبادل ثم الخصومة والقطيعة والصراع قصة غير معروفة بالكامل. إنها قصة الصراع السياسي والفكري على الصعيد العالمي ... وقصة الصراع بين السياسية والأخلاق ... بین متغيرات السياسة وثوابت الأخلاق. تقاسما معا مواقف مثقفي العالم: سارتر أم كامي ... مع السياسة والوسيلة أم الأخلاق والمبادئ ... مع العنف طريقا للحرية، أم مع الحرية وسيلة وغاية للبناء والتقدم ... أم هناك موقف ثالثة المثقف الملتزم ومعنى الالتزام: للمبادئ أم للأخلاق ... للغاية أم الوسيلة أيضا... التمرد أم الثورة ...؟ وأين تقع مسؤولية المثقف في خضم هذا الصراع: مسؤوليته عن الحرية ... عن التمرد ... عن المبادئ ... عن الأهداف والوسائل... عن العنف والقسر من أجل الهدف، وإن أدى إلى التضحية بالحرية ... عن الإنسان بعيدا عن قيود العصبية والتعصب ... إلخ. ولا نزال نعيش هذه التوترات... إذ لا تزال هذه هي قضايا ثقافة العصر على الرغم من أن الحرب الباردة باتت من ذكريات الماضي... ولا تزال الحرب قائمة... إذن هناك دلالات وأسباب أعمق... رحل كامي وسارتر وبقيت القضية معلقة. وها هنا قصتهما في التحالف وفي الصراع في ضوء الوثائق والسيرة الذاتية وشهادات كتاب ومفكرين، وشهادة كتبهما. الكتاب دراما واقعية... دراما الإنسان الملتزم متعدد الأبعاد في توتر بين الغاية والوسيلة... والكتاب مراجعة واقعية لتاريخ الثقافة والسياسة على مدى عقود لا تزال أصداؤها ممتدة في إلحاح... والكتاب سؤال أو استجواب إلى كل مثقف: أين كنت وأين أنت الآن، ولمن الموقف والفعالية والالتزام؟ الكتاب ساحة للمراجعة وللمشاركة في المراجعة... إنه قصتنا أيضا.
إلى رئيس تحرير مجلة الأزمنة الحديثة»... عزیزی كامي: لم تكن صداقتنا سهلة يسيرة، بيد أنني سأفقدها . إذا أنهيتها أنت اليوم فذلك يعني دون شك أن كان ضروريا أن تنتهي . أمور كثيرة جذبتنا كلينا للآخر، وقليل منها فرق بيننا ... هذه الكلمات التي لا سبيل إلى نسيانها، : كلمات شخصية جدا، لكنها عامة للغاية، أصيلة جدا، لكنها مشبعة للغاية بسوء الطوية. تشير في آن واحد إلى نقطتي تحول، إحداهما علاقة شخصية والثانية حقبة تاريخية. بلغت الصداقة بين ألبير كامي وجان بول سارتر ذروتها فور تحریر فرنسا. وكان كلا الرجلين وصداقتهما تجليا لروح التفاؤل اللانهائية التي سادت مع نهاية الحرب. وحملت صداقتهما على مدى سنوات عديدة، وعلى الرغم من الاختلافات المتنامية. مناخ حملات التطهير التي أعقبت الحرب والحروب الاستعمارية التي خاضتها فرنسا. والعودة المحلية الأليفة إلى السياسة المعتادة. وقبل هذا وذاك التأثير المتعاظم للحرب الباردة وضغوطها لكي يلتزم كل منهما جانبا محددا واضحا. لكن مع تفاقم الصراع السوفييتي الأمريكي الذي أفضى إلى حرب كوريا، تلاشت الساحة الوسطى التي تجمع بين الرجلين. وافترق في النهاية كامي وسارتر، ليس فقط لأنهما اتخذا موقفين متضادين، بل لأن كلا منهما أصبح الرائد الأخلاقي والفكري للموقف الذي التزم به. وفي إطار حجة فلسفية انفعالية وموجعة شخصيا. نجد الصوتين الرئيسيين المعبرين عن الحياة الفكرية الفرنسية في مابعد الحرب وقد دمرا بالكامل تقريبا صداقة عمرها عشر سنوات. أجهزا عليها في البداية في وجل وتردد ثم باندفاع، بدا أن لا سبيل إلى التحكم فيه. ودمر سارتر وكامي أيضا الوسط السياسي لكل منهما، كما أطاحا بكل أثر دال على أنه كان لهما يوما ما مشروعهما المشترك لخلق يسار مستقل. ودارت أحداث دراما تاريخية كبرى فوق ساحة غير متوقعة: بضع مقالات شديدة التركيز منشورة في صحيفة باريس التي توزع أكثر قليلا من عشرة آلاف. ونلحظ أن قضية أوت 1952 ، التي نشرتها مجلة « الأزمنة الحديثة»، بیعت ونفدت فورا، وأعيد طبعها ونفدت للمرة الثانية. وأعيد، في هذه الأثناء، عرض تبادل الآراء في ضميمة من صفحتين داخل صحيفة «كومبا» اليومية التي كان كامي يرأس تحريرها. وعرضت الصحيفة السابقة على الانوفيل أوبزرفاتور» مقتطفات مطولة من خطاباتهما. وأضحت،القطيعة حديث باريس تناقشها مقالات عديدة في ما لا يقل عن عشر صحف أو مجلات. وتضمنت العناوين الرئيسية عناوين مثل: القطيعة بين سارتر وكامي هي الشغل الشاغل، في صحيفة ساميدي سوار»، وأيضا: «سارتر ضد كامي» في صحيفة «فرانس ألستراسيون». واتفقت آراء الأنصار والمتايعين على أن النزاع يوجز ما سماه فرنسيس جينسون في عرضه لكتاب كامي «المتمرد»: «قضايا عصرنا الملتهبة.. ونجد. كما قال ریمون آرون صديق المدرسة القديم لسارتر، أن الاختلافات التي تضمنتها هذه المقالات: «تحمل على نحو مباشر طابع النزاع القومي . ورد گامي على جينسون بالهجوم عليه وعلى سارتر. وعقب هذا وجه سارتر وجينسون ردودا عنيفة إلى كامي. وبعدها كانت القطيعة ولم يتحدث سارتر أو كامي أبدا إلى الآخر. ------------- بدأت علاقة سارتر - كامي من جانب كامي في العام 1938 ، ومن جانب سارتر في العام 1942 ، مع اكتشافهما الحماسي لكتب كل منهما الصادرة في باكر حياتهما الفكرية. وأفضى الاكتشاف إلى صداقة مباشرة في العام 1943 مع أول لقاء جمع بين الاثنين. وتحادثا معا وهما المتماثلان في الرأي فلسفيا وسياسيا، عن مجالات تعاون مشتركة ومتباينة، كما جمعت بينهما طموحات وتطلعات مشتركة. وغالبا ما كانا شريكين معا في التحرير وأصبحا أشهر کتاب فرنسا على الإطلاق مع تحول الوجودية عقب الحرب إلى حالة من الهوس الثقافي. وجاهد كامي ليتحاشى الظهور في صورة مساعد لسارتر، لهذا أنكر كامي هذا التصور مرة بعد الأخرى بينما اتخذه صديقه نموذجا للالتزام بنظريته الجديدة. وكان الاثنان مثقفين نشيطين، ملتزمين دربين متوازيين ... كان كامي رئيسا لتحرير مجلة «كومبا»، صحيفة المقاومة التي أصبحت إحدى يوميات باريس، وسارتر مؤسس ومدير مجلة «الأزمنة الحديثة التي سرعان ما أصبحت أهم صحيفة سياسية وثقافية في فرنسا. وواصلا السير على الدرب والشهرة الاجتماعية، واقترن موقفهما اليساري غير الشيوعي ببدايات الاستقطاب بين الشرق والغرب. وتحددت معالم هذا التقسيم في ضوء خطاب تشرشل الستار الحديدي» في مطلع العام 1946. وأصبح هذا التقسيم موضوعا مطروحا داخل دائرتهما مع وصول آرثر كويستلر إلى باريس في خريف هذا العام وهو المناهض بشراسة للشيوعية، وحدث هذا عقب صدور الطبعة الفرنسية لكتابه ظلمة في الظهيرة» وكتاب «اليوني» (الممارس لليوغا والمسؤول الشيوعي». وفرضت شخصية كويستلر وأفكاره على الاثنين ضرورة الاختيار مع أو ضد الشيوعية. وتفاقمت هذه الضغوط بسبب الأحداث التي شهدتها الأعوام القليلة التالية وصبغت بطابعها كتابات سارتر وكامي، علاوة على تطور مواقفهم السياسية. وكان بالإمكان، كما هي الحال سابقا. تمييز حوار يجري بين سارتر وكامي عبر كتاباتهما من دون أن يذكر أحدهما الآخر بالاسم. بل يصوغ كل أفكاره في ضوء علاقته بالآخر. وعلى الرغم من أن كلا منهما بات مشدودا إلى اتجاه مقابل فإنهما ظلا صديقين يواصلان العمل من أجل بناء قوة ثالثة مستقلة لأطول فترة ممكنة - وهو ما يمكن قوله - إلى أن أصبحت الحرب الباردة ساخنة وفي موازاة مع تطور فكر كل منهما. حتى أصبح لزاما على كل منهما قسرا أن يختار إما مع أو ضد الشيوعية واستمرت صداقتهما إلى لحظة الانفجار ذاتها. وإذ تباعدا واصلا المحاجة فيما بينهما إلى أن وافت كامي المنية. ونظرا إلى أن علاقة سارتر - كامي تمثل جزءا متكاملا مع تاريخ الحرب الباردة، فإن هذا يقتضي النظر إليها من خلال عيون أخرى مشايعة. وهكذا، فإن كتابات سيمون دي بوفوار رفيقة حياة سارتر بعد القطيعة نراها لا تكاد تذكر كامي من دون أن تصدر حكما عليه. «طاغية صغيره في مجلة «كومبا»، هذا رجل استسلم لثورات غضب نظرية ونزعة أخلاقية». ونظرا لعجزه عن التوفيق «أصبح بطلا يزداد تشددا للدفا�� عن قيم البورجوازية». وأصبح كامي أسير هوس معاداة الشيوعية، متعصبا المبادئ عظمی» مشكوك فيها. وإذا كانت اختیارات سارتر صوابا واختيارات كامي خطأ، كما تقول رواية سيمون دي بوفوار، فإن جانب الخير قد انتصر بينما مني الشر بالهزيمة. وسادت هذه الرؤية طوال حياة سارتر وبوفوار. وثمة رؤية أخرى برزت على السطح مع تحول الفكر إلى نقيضه عقب الحرب الباردة. إذ يقول أحد أنصار كامي «سارتر... أعلن تحالفه مع الستالينيين من دون اعتبار لأي شيء، بينما رفض كامي الالتحاق بالحشد الأنيق المليء بالقتلة. وإنه لهذا سخر منه وأذله السارتريون، وقد كان الجميع تقريبا آنذاك أشياعا لسارتر». ونحن، إذ نعيد الآن قراءة سقوط الشيوعية، فإن هذه القراءة تسمح لنا بأن نقلب حكم التاريخ إلى عكسه، ونصحح وضع الأمور بالنسبة إلى كامي الذي تستحق رؤيته السياسية درجة 20 على 20 » والمشكلة أن معايشة التاريخ ومشاهدته على أنه مسرحية أخلاقية تنفيان معايشة ومشاهدة ما فيه من مظاهر غموض ولبس ومأساة . وتفيدنا كلمة مأساة (تراجيديا) معنى الخسارة الجسيمة. وسوف نرى أن قصة کامي وسارتر انتهت نهاية سيئة على المستويين الشخصي والتاريخي وليس معنى هذا إنكار أن سارتر بدا غير قلق ولا مكترث بالصداقة التي تحطمت آنذاك. أو أنه بعد ذلك استهان بالعلاقة وبالقطيعة. وها نحن نقرأ في لقاء معبر للغاية أجراه سارتر في فترة متأخرة ويقول فيه عن كامي كان آخر أصدقائي الفضلاء». ولا غرابة في هذا إذا عرفنا مدى التقارب الشديد بين بعض منطلقات كل منهما، وكيف توازت رسالتاهما ما بعد الحرب، وكيف بدا يسيرا ذات يوم التباحث في ما بينهما في شأن الاختلافات الحادة من حيث الخلفية الطبقية والطبيعة المزاجية لكل منهما، ناهيك عن الأوقات الجميلة التي أمضياها معا. ومع هذا، فنظرا إلى أننا نفتقد أي شهادة مباشرة أخرى على لسان سارتر لم يبق أمامنا سوى أن نستنتج على سبيل التخمين . ما تكلفه بسبب هذا النزاع. ولكن الذي لا شك فيه أنه أثر بقوة في كامي. إذ ألزمه الصمت، كأن سحابة غشيته خلال سنواته الأخيرة. وكشف عن شعور بالألم وإحساس بالخيانة، بل وبالخجل، إزاء ما عاناه من إذلال عام علني. وعاوده الشعور مرارا، فيما وصفه سارتر في تأبينه بعد مقتل كامي نتيجة حادث سيارة دهمته العام 1990 ، إذ قال سارتر «ربما أجمل كتب كامي وأقلها قابلية للفهم لدى الناس، كتابه (السقوط). إن سارتر وكامي لم يتباعدا قسرا بسبب خصومة مزاجية لكل منهما. وإنما انفصلا وتباعدا لأنهما، كما قال سارتر بعد ذلك بنص عبارته، جسدا الصراع التاريخي العالمي الدائر بين خصمين هما الخصمان الأيديولوجيان الرئيسيان في العالم على مدى قرنين. وعلى الرغم من أن كامي لم يكن قط من أنصار الرأسمالية، ولم يكن سارتر قط شيوعيا. انتهى الأمر بهذين الخصمين إلى أن أصبحا يمثلان قوي أكبر منهما. وصارع كل منهما على مدى سنوات عديدة ضد الانفصال الوشيك. وواصلا في الوقت نفسه تطوير الأحداث والاستجابة لها بوسائل جعلت هذا الانفصال أكثر رجحانا . وثمة منطق تاريخي أحيا الخلاف بينهما. إن سارتر وكامي تحاشيا الأوصاف الشائعة في الشيوعية والرأسمالية بكل ما تنطوي عليه من سوء قصد عقيم وأناني. لكنهما وجدا أنفسهما مدفوعين إلى الكشف عن الأسباب العقلية التي تجعل رجال الفكر والمثقفين الملتزمين بأوسع نطاق من الحرية والعدالة الاجتماعية بعمدون إلى مساندة أو مناهضة الشيوعية. وكان متوقعا بعد الانفصال أن تغشى اليسار روح الكأبة. إذ مساندة الحركات والحكومات اليسارية تعني إقرار أسلوب القسوة على الحرية؛ والدفاع عن الحرية يعني معارضة المشروع الوحيد الذي يتحدى الرأسمالية، وإذا شئنا بيان الدلالة العميقة فإننا نتحدث عن هزيمة اليسار في القرن العشرين وقد تبدد أمله. إذ منيت بالإحباط آمال اليسار في أن يمثل جيلا يعبر عن الطليعة المتقدمة على الطريق إلى الاشتراكية والحرية. ووجد الناس أنفسهم قسرا مكرهين على خيار مستحيل: بين واقعية سارتر الجدلية المثيرة للكآبة (الشيوعية الطريق الأوحد للتغير الكيفي، والوجه القبيح لمثل هذا التغيير)، ورفض كامي اليساري المبدئي للشيوعية (الذي خلفه عاجزا عن التوحد مع أي قوة ذات قيمة تناضل من أجل التغيير). وكان كل من سارتر وكامي يعبر عن نصف الحقائق ونصف الأخطاء، أو تصف الصدق ونصف الكذب، كما أصبح بمثل فيما بعد مأساة اليسار - ليس فقط في فرنسا، بل وفي العالم أجمع - على مدى الجيل التالي على أقل تقدير. وأخذ كل من كامي وسارتر يؤكد وجود بديلين فقط، هما المتمرد عند كامي، والثوري عند سارتر، واللذين عبرا عنهما في مسرحيتيهما «القتلة العدول» و«الشيطان والرب الرحيم». وحقيقة الأمر أنهما باختيارهما إما الحرية الرأسمالية أو الاشتراكية الشيوعية، إنما عمد كل منهما في واقع الأمر إلى أن يتخذ اختيارا ليس فقط ضد الآخر، بل ضد أنفسهما. وإذ حدد سارتر وكامي اختياريهما، حتى وإن أكدا ذاتيهما. وأيا كانت حججهما في اتساقا مع جيلهما، فإنهما أيضا خانا أنفسهم، وبعد أن افترقا ظل كل منهما وحتى نهاية حياتيهما يرى الآخر ضمن أسيج حدود الدور الأخلاقي الذي اختاره: الخداع الذي لم ير سواء صديقه القديم. رأى كامي أن الانفجار أكد أن سارتر لم يكن أبدا صديقه. وأن سارتر - سياسيا - هو ومن حوله لديهم ميل إلى العبودية. ورأی سارتر أن كامي توقف عن النضج وخان الرابطة الحيوية التي تربطه بعالمه التاريخي التي جعلته شديد الجاذبية في أثناء الحرب وبعدها. وبعد القطيعة المثيرة، على نحو ما يحدث أحيانا في حالات الطلاق القاسي، بدا كل منهما وكأنه حريص على محو الآخر من حياته . وتعاون كامي حتى وفاته في العام 1960 وسارتر حتى وفاته في العام 1980. وكأنهما مشتركان في مؤامرة لمحو آثار صداقتهما. ولكن على الرغم من أخطائهما تميز كل منهما بقوة البصيرة والقدرة على التعبير وقوة الموقف السياسي - الأخلاقي مما وضعهما في مصاف عظماء التراث الفرنسي من أمثال فولتير وهوغو وزولا. إن الاثنين بعد أن حققا شهرتيهما غرقا في السياسة، والتزم كل منهما وفقا لشخصيته وطاقته واقتناعاته، مشروعا متسقا للفهم والعمل في الإطار السياسي. ولم يكن هذا مجرد اشتغال بالشكل والعناية بالسطح والمظهر، بل استنفد هذا كل طاقتيهما. وليس بالإمكان وضع خط تمييز بين أعمال كامي وسارتر في الأدب أو الفلسفة أو السياسة. ذلك أن أعمق أفكارهما امتزجت بالسياسة ونبعت منها وأججتها. ومن ثم لا غرابة إذ استحالت المصالحة بينهما. وجدير بالملاحظة أن كلا منهما كمثقف سياسي كان راغبا في المخاطرة، وفي أن يبدو غير متناغم، وأن يقع في أخطاء وأن يصبح إنسانا غير محبوب لدى الناس أو غير مقبول بل ومكروه. وخاطر كل منهما. عند الضرورة. بأمنه الشخصي مبديا شجاعة منقطعة النظير ككاتب ذائع الصيت أكثر مما لو كان أي منهما شابا غير معروف.
كل منهما وقف شامخا، وتحدث صراحة من دون مواربة، وأنصت المستمعون لهما ... كامي في إدانته الصلبة للروح الشمولية، وسارتر في إدانته التي لا تقل صلابة للاستعمار. وكامي من أجل سياسة للحرية وضبط النفس، وسارتر من أجل الهجوم الشرس ضد القهر. كامي ضد تبريرات العنف السياسي، وسارتر ضد العنف المنظم. وهكذا أيضا عندما نال کامي وسارتر جائزة نوبل في الآداب العامين 1958 و 1964 ساد الاعتقاد على نطاق واسع أن الجائزة اعتراف بإنسان كامل - ليس فقط إنتاج كل من الأدب الروائي والمسرح والفلسفة والكتابات السياسية والصحافة والنشاط
One of the best academic books I've encountered, telling the highly readable story of the philosophical and literary divisions as well as affinities between Albert Camus and Jean Paul Sartre, the celebrities of existentialism who are part of what makes this philosophy so appealing to this day. Although it draws on plenty of historical and biographical material, a component of the book which makes it really stand out is how it uses the authors' literary output. Reading their works in relation to each other, Aronson is capable of noticing how Sartre and Camus shaped their views in dialogue and opposition to each other. This style of analysis makes for compelling reading, and it can also inform and enrich what one can make of the works themselves.
Throughout the book, Aronson dispelled several uninformed understandings I had about these authors' works. For example, he convincingly makes the case that Camus's distancing from the label 'existentialist' was both a personal and philosophical matter. While clearly respectful of both thinkers, he is also unafraid to call out where he felt they failed either intellectually, politically, or at more personal levels. For instance, he unsparingly asserts that Camus rejected Communism without a deep understanding understanding of it - perhaps even without having read Marx. Both the brilliance and the shortcomings of Camus and Sartre are drawn with outstanding directness.
Although biographers of both and close relations such as Simone de Beauvoir have usually sided unambiguously with one or the other, this book is cautious and able to draw a nuanced depiction of this complex relationship from the incisive interpretation of a wide variety of sources. In fact, while drawing on Beauvoir's diaries and recollections, an example of Aronson's analytical strength is that he always persuasively explains why her views were biased (not just affirming they were) and should not be taken as definitive records of the Camus-Sartre relationship.
Finally, despite chronicling the relationship of two long-dead Europeans from an intellectual elite that no longer really has the relevance it seems to have had then, the book offers much food for thought on contemporary debates. For example, their selective denunciations of brutality, choosing to ignore those committed by the USSR (for Sartre) and French Algeria (for Camus) shine out as key failures of their political work. This asymmetry of indignation is not unlike the one in much of the West concerning human or natural tragedies in less visible countries. Aronson does not want to make this story one of universal values pitted against each other (i.e. non-violence versus violence, Communism versus anti-Communism, the philosopher versus the artist), but rather a multi-dimensional story of two individuals. But like in a good piece of literature, the particular story being told is capable of resonating in wider contexts, and some of the dynamics and ideals each individual embodied can make sense and illuminate other conflicts.
I am not much of a non-fiction fan, but this work is interesting. It is an investigation into the friendship and eventual split between Albert Camus and Jean-Paul Sartre but is really much more. I am learning a tremendous amount about the history of post WWII France and the complexities of politics and ideology in France. To suggest that the breakup was over Communism is a gross exaggeration. That much I now know, and I am not even halfway through the book.
Those who know me understand how worked up I get when Camus is lumped into the Existentialist camp. He was first and foremost a great writer. Really. The Plague is wholly different from The Stranger, and neither are very much about existentialist ideas—which came after both were published, if you want to be specific. I am learning how much Sartre admired Camus' political determination and how Camus helped Sartre get involved in the French resistance scene. Each man admired the other, and yet each needed to distance himself from the other after a certain time because they were getting too closely associated.
Reading history goes very slowly for me, so this one will take a while. Aronson's style starts off a bit diffuse, with unclear direction at the beginning, but after the first section things begin to get clearer. I like how he progresses by topic and character, but I also am a bit distracted by random, brief first-person commentaries that seem out of place. Luckily this is not a terribly dry statistical account.
More later.
I finished the work back in December and am belatedly finishing the review.
Insofar as insight into the history between Satre and Camus, this is an extremely important work and well worth reading. Aronson clearly sides with Camus, giving him implicit nods of approval far more often than Sartre. This might be justified, but the work is not quite the balanced piece one might hope for. I did learn a great amount about both Sartre and Camus. I started reading "The Rebel" because of this work and am nearly finished with "The Fall." Knowing what I do about both writers helps me get much more from "The Fall," and I can now teach "The Outsider" with greater authority. I will probably re-read "Existentialism is a Humanism" and expect to better appreciate Sartre's intent.
Overall, still three stars. This is a very valuable book for understanding the history of the two writers. As a piece of historical writing, though, its exposition is a bit choppy, authorial intrusion is unexpected and inconsistent, and the writer's biases are a bit of a hindrance to the work as a whole.
Although Camus was never a partisan of capitalism and Sartre was never a Communist, these two antagonists wound up representing far larger forces than themselves.
People were forced to make an impossible choice: between Sartre's grim dialectical realism (Communism as the only path to qualitative change, and the ugly face of such a change) and Camus's principled leftist rejection of Communism (which left him unable to identify with any significant force struggling for change).
Camus frequently argued against pro-Communist leftist intellectuals, whose leader after 1952 he considered to be Sartre. After 1952, Sartre argued against believers in nonviolence, and he took Camus as their spokesperson.
Beauvoir offered herself to Camus as a lover, but he rebuffed her. Camus said: "Imagine what she'd be saying on the pillow afterwards. How awful—such a chatterbox, a total bluestocking, unbearable."
Camus was quite capable of being a party of one, if it came to that, and of going against all trends of history—as long as he believed that he was in the right. These strengths would never flag.
If both adversaries began with a sense of the world's absurdity, Camus claimed that the French acknowledged and lived within this awareness, while the Germans sought to overcome it by dominating the world.
Sartre treated violence as a token of becoming real.
Camus: "At the age of thirty, almost overnight, I knew fame. I don't regret it. I might have had nightmares about it later on. Now I know what it is. It's not much." This lack of pleasure led, after the reception given to Caligula, to a tone of complaint: "Thirty articles. The reason for the praise is as bad as the reason for the criticism. Scarcely one or two authentic voices or voices moved to emotion. Fame! In the best of cases, a misunderstanding."
Sartre later recalled that his fame brought down attacks from both the Left and Right: "Fame, for me, was hatred."
Sartre: "Realism destroys the very idea of humanity, for it is a submission to things."
This young man [Camus] was already the person Sartre was trying to become: the engaged but not starry-eyed or ideological writer, at once "poet of freedom" and political activist.
Camus: I prefer committed men to literatures of commitment.
Camus: It seems that writing a poem about spring today would be to serve capitalism.
Camus: Hegel's great error "which consists in reducing man to history." Camus believed that humans completely absorbed into history have lost all freedom.
Sartre's demand for commitment placed history above the individual, unlike nature history prescribes responsibilities that the individual must meet, or it refers to vast forces that subordinate the individual.
Camus pointed out that existentialism takes two forms: the religious and the atheistic. Atheistic existentialism, including that of Husserl, Heidegger, and Sartre, also ends up with "divinization, but it is simply that of history, considered as the only absolute. They no longer believe in God, but they believe in history."
For Camus, if we admit that we are totally within a situation, history would overwhelm our own room fo maneuver and absorb our own choices. For Sartre, our ontological freedom is absolute; yet it always means choosing how to live (or reject) our various determinations.
Camus claimed not to be a philosopher because he laid claim to ares of life not governed by the principles of a synthesizing vision: art knows no logic but its own; morality judges politics; individuals are free not to commit themselves; the world is governed by specific people and processes, not just by a few broad forces.
Camus looked to reconcile freedom with justice in such a way that life can "be free for the individual, but just for all".
Camus called for "a collectivist economy to take away money's privilege".
Camus wanted socialism with freedom, saw the Communists as justice without freedom.
Camus' deepest commitment was to avoid making a virtue of violence.
Sartre acknowledged that using violence was always a setback and that violence against violence perpetuates it, but that violence is nonetheless "the only means" for ending violence.
Camus' famous remark that he did not learn about freedom from Marx, "I learned it from poverty".
Camus: "Those who pretend to know everything and settle everything finish by killing everything."
Oddly Camus, the writer most willing and able to tackle the question of murder in the 20th century became blinded by ideology. He separated Communism from the other evils of the century and directed his animus at just this one.
Camus: From the existentialists comes the mania for self-accusation, so that they can accuse others more easily. That has always seemed to me to be an extra dirty little trick.
[Camus' Hell is a bar in Amsterdam, Sartre's a 2nd Empire Living Room, Beauvoir's? that room of jealousy where she turns up the gas on the 3rd wheel in She Came to Stay? Perhaps they would meet in a completely different sort of Hell, perhaps it's a recreation of Saint Germain under German occupation, but they're the only ones there. All they objects are there, and the idea of people having been there, but it's just them, and everytime they try to get out of the neighborhood they just circle back. If it was narrated by Camus, how would he do it? Beauvoir? Sartre? All three? In the form of a play? In the form of interweaving narrative? In 3rd person?]
Each man was in bad faith about what turned out to be their key political theme, violence.
Sartre: Workers don't go to war, peasants don't go to war, unless they are pushed into it by their leaders, those who control the means of production, the press, communications in general, the educational system, in one word, the bourgeois.
[Sartre wanted to dirty his hands, while Camus wanted to stay clean.]
Loved this book, having always been interested in the split between these two. I still think that their split illustrates the tensions inherent in being an engaged intellectual. The story is still super-relevant today. Aronson seemed a little bit on Camus' "side" (because, apparently, history is on Camus' side, at least with respect to the Soviets...), but that was okay, because I know less about Camus and liked learning more.
at this point, i think it's fair to call my love of camus's work a "lifelong obsession." from my adoration of The Stranger in high school to the almost-thesis i almost-wrote in college about his lyrical essays, i've never been so absolutely fascinated by the interconnectedness of someone's work and their personal, interior life. on the other hand, my love for sartre was slower, more crawling. i read Nausea at the same adolescent age, but even the full-semester seminar i took on him wasn't enough to solidify anything i'd call love. it's only been in recent years that i find myself drawn back to him often, and in fact, i think this book may have finally been the thing i needed.
as for the book itself, i think this is an extraordinary overview of these two men's relationship and how their ideas shaped france and leftist french politics. it's less a book about straight philosophy (which i saw some people lament; this is a historical book, not a piece of philosophical criticism, so i don't get why you'd have that expectation) and more about how their philosophies interwove with their political action and, relatedly, their relationship. my love for camus took a hit when i learned the surface of his position on algerian independence; at the time, that understanding was truly minimal, as i probably read a headline or two. this book not only allowed me to deepen that understanding but see how his politics and philosophy were part of his broader philosophical life's work, and seeing that contrasted with sartre's was illuminating.
there were times here where i felt the writing was circular or clunky, and against aronson's best efforts, it's clear the man is a sartre scholar. so it's not a perfect book. but as a lover of philosophy and a self-proclaimed "non-lover of historical nonfiction," this book hooked me and worked for me in every way.
كتاب "كامي وسارتر" للمؤلف رونالد أرونسون لا يكتفي بسرد سيرة مفكرين بارزين من القرن العشرين، بل يكشف عن مفترق طرق فكري شكّل اتجاهين كبيرين في الفلسفة الحديثة: العبثية والوجودية. يركز الكتاب على ألبرت كامي، الذي وجد نفسه محاصرًا في صراع معقد بين رفض العنف وتبريره، خصوصًا في ظل الأحداث الاستعمارية بين الجزائر وفرنسا، ليؤسس موقفًا أخلاقيًا صارمًا ضد تبرير القتل. أما جان بول سارتر، فقد اشتهر بعبارته "الجحيم هم الآخرون"، وكان يميل إلى تبرير العنف الثوري بوصفه وسيلة للتغيير، لكنه أظهر في الوقت ذاته تناقضات واضحة في مواقفه الفكرية، خاصة حين اصطدم بخط كامي الأخلاقي. وهذا كله يجمع توترات بين العدالة والحرية وآراء الأصدقاء المشتركين بين كامي وسارتر، وعلى وجه الأخص سيمون دي بوفوار التي نقلت الكثير من الأحداث بين الصديقين. وطوال سنوات الصداقة والعداء كانت أشبه بالحد الفاصل بينهما. إن سنوات كامي القصيرة حملت تعاطفًا معه ومع آرائه لأنه مضى سريعًا محمّلًا بالكثير، على عكس سارتر الذي عاش أطول واستمر صوته حاضرًا رغم تناقضاته.
This book is interesting but it gets kind of gossipy as it tracks the spats between these two friends, and does not delve too much in their ideas. It is Sartre who comes across as the real loser in this tug of war, in my opinion. Initially, he wants to remain aloof during the Occupation, while Camus is putting his life on the line. Then, Sartre goes overboard and goes all in for communism, defending Stalin and even at one point allowing one of his own plays to be banned. Sartre advocates violence for the sake of the communist utopia, whereas Camus defends morality over the march of history. Finally, Camus tries to get a more moderate solution to the Algeria problem, since he has family there and they might be victimized by Algerian terrorists. It is Sartre who gets bombed, even though he fiercely condemns colonialism.
Will write more later, but that really gave a new light to my view on the Camus-Sartre friendship. It was an interesting look into the lives of the two French intellectuals and how they continued to "live together" and affect each other even 7 years after their split. I greatly appreciate Aronson's take on an impartial telling of both men's relationship since, as mentioned in the book, the dualistic thinking of the Cold War often makes it difficult to view their story without taking the side of either Camus or Sartre. At any rate, upon finishing, I find myself wanting to pick up both men's works and reread them against the historical and social contexts that this book has familiarized me with.
علقت آمالا كبيرة على هذا الكتاب ظانا أنه سيتبحر في فلسفة الرجلين اللذان ينتميان لأصل فلسفي واحد وهو الوجودية ويعتبران من مؤسسيها وإن تمايزا فكامو، عكس سارتر لم يؤصل لفلسفته بكتابات أكاديمية، إنما ضمنها في رواياته ومسرحياته. ونجد على الطرف الآخر إنتاجات سارتر الأكاديمية الفلسفية لم تجعله عازفا عن تأليف الرواية والمسرح. الرجلان يعتبران من المعايير الكبرى لأفكار القرن العشرين Les grands calibres du 20ème siècle.
الكاتب لم يتبحر في فلسفة الرجلين كما سبق، اكتفى بالصراع بينهما على عدة أصعدة، سياسية فكرية نفسية، ... غير آبه بتبيان آرائهم وفلسفتهم، اللهم إلا في مواضع قليلة. لكن والحق يقال، قام الرجل بعمل بحثي عميق يُشكر عليه وسيلقى الكتاب إعجابا عند الباحثين عن ظروف حياة الرجلين ونزواتهما وصراعاتهما الشخصية.
البير اكمو وجان بول سارتر من كبار اللمفكرين الذين صاغا اطار الفكر الثقافي الذي دار في فلكه المثقفون في العالم إبان الحرب العالمية وبعدها على مدى الحرب الباردة.
التباعد أسلوب آخر للوجود معًا. .............................. من اصدارات عالم المعرفة كتاب كامى وسارتر لرونالد رونسون ترجمة شوقى جلال . ....................................... الكتاب ملىء بالاسرار والحكايات غير المعروفة فى حياة كل من كامى وسارتر رؤية لكل منهما من زاوية أخرى ومن جهة مستقلة ...........................ز أرضيات مشتركة بينهما : - سيمون دى بوفوار الشخصية االمحورية فى حياتهما والتى رافقتهما منذ البداية - حب المسرح - العمل فى الصحافة ............................................. أسباب تدهور الصداقة : - موقف الشيوعية المختلف بينهما بين تايير من سارتر وهجوم من كامى - النقد القاسى لكتاب الانسان المتمرد لكامى ............................................... الرؤية الشاملة الافضل كانت لكامى والاعمال الغزيرة كانت لسارتر ................................................................. الفوارق بينهما : - اهتمام كامى بالأخلاق - تبنى سارتر للعنف ويشترك الاثنان فى حصولهما على نوبل وان كان سارتر رفض تسلمها .................................................. وفى النهاية انقل عن الكاتب : لكى يكون المرء اخلاقيا يتعين عليه الاعتراف بأننا وعالمنا نتصف بعنف لا فكاك منه .
صديق لى هو اللى رشحلى الكتاب ده اللى هو -اقتباساً من كلامه- "مذيج مثالى من الفلسفة و النميمة" و ده فعلاً حقيقى بس بالنسبالى الكتاب كان اكتر من فلسفة و نميمة, اتعلمت منه تاريخ الحرب العالمية الثانية من المنظور السياسى يمكن اكتر من اى حاجة. كان الموضوع يميل الى الملل بعض الاحيان لأنى بصراحة مش من محبى التاريخ؛ رغم كده استهوانى حاجات كتير منه. باللأضافة لده؛ انا مش ميالة لقراءة الكتب المترجمة لأنى بحس معانى كتير بتضيع فى الترجمة, او الفاظ و غايات معينة بتوحى بتفاهة بعد الترجمة؛ لكنى ماحستش الموضوع ده خالص خلال قرايتى للكتاب و ده من اسباب اعجابى بيه.
Beautiful history of the lives of two great Existentialists (Sartre moreverso, Camus was merely a novelist... he'd refer to his life philosophy as absurdism), their rise to fame in the philosophical circle, their arguments, their relationships and the early death of Camus and Sartre's the flourishing of his career as a philsopher/novelist/playwright...