كتاب: العقيدة والعبادة والسلوك في ضوء الكتاب والسنة والسيرة النبوية بقلم: أبو الحسن علي الحسني الندوي الناشر: دار القلم - الكويت الطبعة: الثانية 1403 هـ / 1983 م عدد الصفحات: 203 صفحة —————————
كتاب يصلح لأن يكون دليلاً إلى الاعتقاد والتسليم المطلوب، والسلوك الإسلامي الجامع، ودستور للحياة، للمسلم الطالب للحق، الباحث عن الأسوة النبوية في الأعمال والأخلاق. هكذا كُتب على الصفحة الأولى من الكتاب بعد الغلاف، تصريحاً بمنهج وغاية الكتاب والفئة المستهدفة منه.
يبدأ الكتاب بمقدمة في غاية الأهمية عن الكتب التوجيهية التربوية الممثلة للمكتبة الدينية في مختلف العصور؛ حيث يعرض أمهات الكتب للعلماء المسلمين في هذا الفن مع نبذة يسيرة عن الباعث على تأليف كل واحد وأهميته. كذلك يبيّن العلامة الندوي-رحمه الله- سبب قيامه بتأليف مؤلفه الذي بين أيدينا فيقول "لكل عصر لغة خاصة لا يفهم أهله إلا بها، ولكل عصر نفسية ومنطق، وأسلوب لابد من مراعاته إلى حد، زد إلى ذلك ما يجِدُّ ويتغير من الأمراض النفسية ومداخل الشيطان والضعف والتأثر بالفلسفات والنظم السائدة..إلخ"
يتناول الكتاب في البداية تبيان طبيعة هذا الدين وسماته البارزة، وهذا لعمري أمر عظيم ما أحوج الخطاب الدعوي إليه في عصرنا هذا! والناظر في خطابات التخذيل والتخجيل من الإسلام وشرائعه اليوم يُدرك حقيقة هذا الأمر جيداً. تكلم الشيخ رحمه الله عن سمات الدين العظيم باستفاضة، نلتمس طبيعة الدين وسماته من خلال: - التركيز على العقيدة قبل كل شيء. - إخلاص دعوة الأنبياء لله لنيل رضاه. - وهم في إخلاصهم هذا لا يرضون بالتنازل أو المساومة في العقيدة الحق البتة. - ويشددون على جانب الآخرة واللهج بها. - أن الله هو الحاكم الحقيقي، والحكم المطلق وشرع الدين من حقه. - اختلاف طبيعة الرسالة والنبوة عما نسميهم "سعاة البريد" فالأنبياء والرسل ليسوا مجرد نقلة للرسالات. - ومن سمات هذا الدين كماله وخلوده، وبقاؤه على أصالته وحيويته، محفوظاً كتابه، مصونة أمته من الضلال العام. - حاجة هذا الدين الحي الإنساني إلى طقس ودرجة حرارة وبرودة معينه.
وبعد الحديث عن طبيعة الدين وسماته، تناول الكتاب العقيدة الإسلامية السنية، مصادر تلقيها والعمدة فيها، والعقائد الإسلامية الأساسية. والكتاب في ذلك كله مصبوغاً بصبغة السلف الكرام ونهجهم، يشنع على البدع والمناهج المخالفة ويحذر منها. والحق أن هذا الفصل لا يختلف كثيراً عما تجده في أي كتاب عقدي مُعتبر على المنهج.
بعد ذلك يعرج المؤلف على العبادات فيذكر شيئاً من مكانتها في الإسلام، ثم يتناول العبادات الرئيسية وهدي النبي صلوات ربي وسلامه عليه فيها. ثم عقد فصلاً عن الأذكار والأدعية المختصة بالأعمال والأوقات، وكذا أفرد الاذكار العامة وجوامع الدعاء بآخر.
وعلى الرغم من أنه كان بإمكان الشيخ دمج الفصل الخاص بالجهاد، والذي بين فيه مكانته ومراتبه وفضله وأمور تتعلق به مع فصل العبادات جنباً إلى جنب مع الصلاة والزكاة وغيرهما، إلا أنه يظهر لي -والله أعلم- قصد المؤلف بأن الجهاد في حقيقته ليس كغيره من العبادات، بل عقيدة وحياة ومبحثاً مستقلاً.
وأخيراً يرسم الكتاب صورة للمدرسة الربانية، تهذيباً للأخلاق وتزكية للنفوس، فيعالج النفس إيمانياً ويشحذها بالقيم الإسلامية مُتبعاً ذلك بباقة عطرة من الأحاديث النبوية الشريفة. ولما كان الحال كما ذكرنا من تبيان لطبيعة الدين وعقائده وعباداته وكذا أخلاقياته ومبادئه السامية، استلزم الأمر الحديث عن الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية وإن كان مُوجزاً مختصراً للأسف. ثم يُختم الكتاب بمجموعة من التوصيات والتجارب كنوع من "روشِتّة" العملية للكتاب.
أقول أن الكتاب على قدر من الأهمية خاصةً مع الاطلاع على عصر الكتاب ومعرفة شيء من طبيعة بلاد الشيخ-جزاه الله خير الجزاء- وعلى الرغم من أنه قد لا يضيف إلى من له قراءة سابقة في العقيدة وشيء من التزكية، فمقدمة الكتاب والفصل الأول منه "طبيعة هذا الدين وسماته البارزة" نافعة أزعم أنها أهم ما ينتفع به القارئ. والشيخ رحمه الله أثرى كتابه بالنصوص الشرعية من الكتاب والسنة وأقوال السلف، فالكتاب غني جداً بالأدلة.
- الكتاب مناسب للقاريء العادي، ويُفضل الاطلاع على شرح لمتن عقدي يسير بالتوازي مع قراءة الفصل الخاص بالعقائد.
1-العقيدة اولا 2-طلب رضا الله تعالى لا غير 3-اصدع بما تؤمر 4-الايمان بالاخرة 5- الله هو الحاكم الحقيقي 6- الانبياء هم قدوة للانسانية ومثل كاملة لكل مناحي الحياة 7- من خصائص هذا الدين كماله و خلوده 8- من خصائص هذا الدين يقاؤه على اصالته وحيويته 9- دين حي انساني