فكثيرة هى الإشكالات التى تعرض لها والمسائل التى أجاب عليها
وهذا كتاب لا يُقرأ إلا كله فلا يؤخذ منه فصل ويترك الباقى ذلك لأن أوله يكمله آخره وآخره يحتاج لأوله كى تكتمل الرؤية
بعد قرائتى للكتاب اختلفت كثير من المفاهيم عندى وانحسر الظلام ووضحت الحقيقة وجعلنى أعيد نظرتى لقراءاتى فى الكتب التى أظن أنها دينية والحق أنها دينية ولكن ليست تدين بالإسلام
وهذا الكتاب هو كنز بحق هو كشف لحقيقة الصوفية وأسرارها وألغازها يكشف الكاتب فيه حقيقتهم وسرهم الذى يستميتون فى إخفائه
الكتاب يتكون من قسمين الأول يعنى بدراسة أقوال الصوفيين وطرائقهم وحقيقة الصوفية دراسة تحليلية أمينة لا فيها لبس ولا غموض وتوضيح الكثير من عباراتهم وإشاراتهم وألغازهم مثل الفناء والفرق الأول والفرق الثانى والجمع والمحو .. إلخ إلخ
والثانى يعنى بمناقشة الصوفية وعرضها على الكتاب والسنة وتحليلها فيسيولوجيًا كما يذكر تاريخها ونشأتها والعلاقة الوطيدة بينها وبين الكهانة والبوذية واليهودية بل وعلاقتها بالتحشيش والأفينة كذلك
هذا كتاب أنصح به وبشدة فى عصر شاعت فيه الصوفية ومذاهبها وطرائقها فأقوى سلاح تنتصر به على عدوك هو المعرفة
فمن يقرأ الكتاب يكتسب حصانة قوية أما من لا يقرأه فأنصحه بالبعد عن كل ما لا يوافق الكتاب والسنة وأن يراعى انتقاء الكتب التى يقرأها
إن من الكتب ما تقرأه فيملأ عليك وجدانك ويشغل عليك فكرك ويستهلك منك عقلك ويستفز منك ذهنك وكيانك وروحك، فكلما سرت فيه قدماً تراكبت المعلومات واتصلت الأفكار واتسعت دائرة المحاكمة والربط والتعقُّل، حتى إذا أنهيته شعرت بالتخمة والامتلاء الذهنيين، وهذا الكتاب واحد من الكتب القليلة التي تفعل مثل هذا. يبحث الأستاذ محمود عبد الرؤوف القاسم –رحمه الله- في كتابه هذا في التصوف والصوفية، في النشأة والرجال والمنهج والذيوع والنتائج، فيذهب إلى كتب القوم (الصوفية) ليلتقط منها مجموعة ضخمة جداً من المقولات والقصص والمناهج ثم يَنظُمها في بناء فكري واحد متماسك متجانس مشدودة لبِناته بعضها إلى بعض ومتينٍ بنيانُه، فلم يدع كتاباً معتمداً لدى الصوفية إلا يأتي عليه ليستجلي ما فيه فهماً وتحليلاً وربطاً بالأصول، فجاء كتابه هذا بنياناً فكرياً سامقاً تتضاءل دونه بقية المباحث والدراسات التي كان من سوء حظها أن اشتركت معه في نفس الموضوع، وما هذا إلا لأنه قد أحدق ثورة في مجال دراسة التصوف واستكناه حقائقه وتعرُّف باطنه وظاهره. مما ورد في الكتاب: -- الصوفية مذهب واحد يهدف إلى غرض واحد وأصولُ طرائقه ترجع إلى شيء واحد، فهدف التصوف (الحقيقي لا المزعوم أو ما يعتقده المبتدئون والجاهلون) هو الوصول إلى الجذبة (التي يسميها المتصوفة جذبة إلهية)، وهذا الهدف يُعرَف من خلال استقراء نصوص المتصوفة قديمها وحديثها مع مراعاة الخداع والتلبيس الذي تمتع به كثير من الصوفية في عباراتهم بما يسمونه (أي هذا الخداع) بالإشارة والرمز، أما طرائق التصوف فهي ترجع إلى الخلوة والجوع والسهر والذكر (أو الصمت أحياناً)، فالتصوف وإن تعددت طرائقه بتعدد الشيوخ إلا أنه في النهاية يصب في بحر وحدة الوجود. - من أجل الوصول إلى المكاشفة (الجذبة) يعمِد الصوفية إلى ممارسة الطريقة (الرياضات الصوفية) والتي تشمل الخلوة والجوع والسهر والذكر (أو الصمت أحياناً)، ومن أجل (أسْلَمَة) التصوف يسمي الصوفية تلك الرياضات بأسماء إسلامية، فالخلوة يسمونها عزلة، والجوع صياماً، والسهر قياماً، والذكر يرددون فيه ألفاظاً إسلامية كـ (الله أو هو ...)، ونلاحظ من الأمور المكونة للـ(طريقة) أنها تهدف إلى إضعاف جسم الإنسان وإرهاق جهازه العصبي (من خلال التركيز المفرط على شيء بعينه لمدة طويلة) مما يؤدي إلى وصول الجسم إلى حالة خدر يفقد فيها الدماغ الإحساس بما يجري حوله وتموت فيها الدوافع (فالصوفية يطلبون من مريدهم أن ينسى الدنيا والآخرة معاً أثناء الرياضة حتى لا يتشتت تركيزه عن الله أو قل: عن الجذبة) وتُستنفَد فيها النواقل العصبية من الخلايا العصبية في الدماغ مما يضعف الوعي والمحاكمة عند (السالك) وتقل فيها قدرة المخ على التفكير الواعي والإدراك الصحيح، هنا يبدأ الجسم بإفراز مادة تُدعى (الإندورفين) من غدة تُدعى الوطاء (أو ما تحت المهاد Hypothalamus) وتقوم هذه المادة بإطلاق حالة من الخدَر في كافة أجزاء الجسم وخلاياه حتى يخف تأثير الإرهاق على الجسم ولا يموت الإنسان بسببه، هنا يفقد الإنسان وعيه بنفسه ويحس بحالة من الخفة وكأنه يطير في الفضاء، وتبدأ مراكز الذاكرة والعقل اللاواعي بإرسال سيالات عصبية إلى مراكز الإدراك الحسي في قشرة المخ، وهذا لا يحصل عادة عند البشر الأسوياء، فتبدأ الخيالات والرؤى التي يتمنى الإنسان رؤيتها والتي يُلقَّنها وهو في حالته تلك تظهر له وكأنها حقيقية، فقشرة المخ تدرك أشياء لا وجود لها، وتصورها على هيئة رؤية وسمع وشمٍّ ولمسٍ وذوقٍ تظهر لصاحبها وكأنها حقيقية، وتلعب مادة (الإندورفين) أيضاً دوراً في اضطراب إحساسات الإنسان الحقيقية سواء البصرية والسمعية ...إلخ فتبدو الأشياء حوله وكأنها شاحبة شفافة أو منيرة فاقعة الألوان وتكبر الأشياء حوله بشكل مهول ويفقد المرء إحساسه بالزمن فيظن الدقائق التي قضاها في (الجذبة) وكأنها مئات السنين وتثقل خطواته حتى ليظن نفسه يقطع آلاف الكيلومترات وهو لم يسر إلا خطوة واحدة أو اثنتين، ولا ننسى طبعاً دور الشيطان في هذه الجذبة إذ يُخيِّل إلى المجذوب أنه ملاك أو ولي أو نبي أو رب ... إلخ فيصدق هذا المعتوه ويظن نفسه قد رأى حقيقة ذلك، وهكذا مع تكرار الرياضة والوصول إلى الجذبة (بفضل الإندورفين) تتضخم الخلايا المفرزة لتلك المادة ويزداد نشاطها، فيصبح الوصول إلى الكشف الصوفي (أي الخيالات التي يصورها عقل المجذوب وشياطينه له) سهلاً عليه، فلا يحتاج إلا إلى قليل من الرياضة كي (يُكاشَف)، ومع هذه الإحساسات والخيالات يتعاظم الإنسان فيظن نفسه قد ملك الدنيا والآخرة (بما يتوهم من عظمة قوته حال الجذبة) ويصل إلى مرحلة (الألوهية) أو (الفناء في الله) كما يقول بعض الصوفية وهنا يظن الصوفي أنه وصل إلى مقام (الولاية أو الوصول أو المكاشفة...إلخ). - مادة (الإندورفين) التي يفرزها الوطاء مطابقة في تركيبها لمادة (المورفين) الموجودة في المخدرات الأفيونية والحشيش والعقارات المهلِّسة (التي تدخل الإنسان في حالة الهلوسة وهي تماثل حالة الجذب أو الكشف عند الصوفية) لذا نرى المتعاطين للمخدرات عندما يصفون إحساسهم بها ونقارنه مع إحساس (المجذوب) لا ترى فارقاً إلا في شيء واحد وهو الخيالات الموجودة عند كل منها، فالحشاش يتوهم وجود نساء وخمر ورقص وخلاعة... إلخ، والصوفي يتوهم وجود أنبياء وملائكة وأولياء وعروج إلى السماوات ورؤية لله والعرش والجنة والنار...إلخ حسب ما هو مخزَّن في ذاكرة (المحشش والمجذوب) وحسبما يوحى إليه حال الجذبة من قِبَل الشيخ، وهكذا نرى أن (الجذبة) ما هي إلا (تحشيش روحاني)!. - كان للتصوف آثار سلبية كثيرة في تاريخنا منها: انتشار الجهل، وتقديس الأشخاص والقبور، والقعود عن التكسب والعمل، والتخاذل عن مقاتلة الأعداء ونشر الدين (كما حدث أيام التتر)، وضرب هيبة الدين وأهله في قلوب الناس، وانتشار الأخلاق الرذيلة كالكذب والنفاق والقذارة والزنا واللواط وشرب الخمر وتعاطي المخدرات والحشيشة، والاستهانة بشعائر الدين، ونشر العقلية الخرافية بين الناس (كانتظار الكرامات والمعجزات الربانية بدون عمل)، وتعطيل ركب الحضارة الإسلامية، والتعاون مع أعداء الإسلام ضد الإسلام وأهله، ومن أخطر ما نتج عن التصوف هو التشيع، فما من بلد دخلها التشيع إلا كانت الطرق الصوفية ومشايخها سبباً لذلك. - مما يفضح كذب الكشف الصوفي هو وصولهم (من خلال كشفهم الذي يسمونه ربانياً وإلهياً) إلى أمور خاطئة عقلاً وشرعاً وحساً، كخرافة جبل قاف وتفوههم بالأحاديث المكذوبة ووصفهم الأحمق للأرض وما يحيط بها... إلخ، وكثيراً ما يتناقض كشفهم فيما بينهم فلو كان من عند الله ما وجدوا فيه اختلافاً. - الطريقة الصوفية بما فيها من مخالفات للشرع لن تؤدي قطعاً إلى شيء صحيح شرعاً، فما بُني على باطل فهو باطل، فماذا ننتظر من (السالك) الذي عقيدته ممسوخة (بوحدة الوجود وبتأليه الشيخ) وعبادته ما أنزل الله بها من سلطان (الامتناع عن الأكل والشرب والبعد عن الناس والتخلي عن المال والأهل والأولاد والجُمَع والجماعات والسهر المرهق والذكر المبتدَع بطريقة مبتدَعة)؟! - التصوف موجود قبل الإسلام بل وقبل النصرانية واليهودية، وهو هو في كل الأمم، إلا أن أهله قد يلبسونه أردية خادعة حسبما يتطلبه واقعهم ليجروا بها الناس إليه ويوقعوهم في فخه، ولعل التصوف تسرب إلى المسلمين منذ القرن الثاني الهجري من اليهود والفرس المتصوفة. ملاحظة: كل ما ورد توجد تفاصيله وإثباتاته وشواهده مبسوطةً في الكتاب بشكل لا يدع شكاً ولا يترك تساؤلاً إلا ويجيب عليه. بالنسبة لي: هذا الكتاب أعظم وأوسع وأمتن ما قرأتُ إلى الآن، فجزى الله مؤلفه خيراً، ورحمه الله وأعلى درجاته، ويسَّر الله لهذه الأمة من يرشدها لكشف هذا السرطان الخبيث الذي لطالما نهش وينهش في جسد الأمة الإسلامية. والحمد لله رب العالمين