يتناول هذا الكتاب قضية الترقيم وعلاماته في اللغة العربية؛ نظرًا للأهمية التي تلعبها تلك العلامات في تسهيل الفهم والإدراك لدى المتلقين؛ فهي تعينهم على فهم المقاصد التعبيرية التي وُضِعَت من أجلها الجمل والعبارات، وقد تناول الكاتب قضية الترقيم بين القدماء والمحدثين، وأشار إلى العلامات الترقيمية المستحدثة التي وفدت إلينا من الغرب، والتي لم يَعْهَدها علماء اللغة قديمًا؛ كالفصلة، والفصلة المنقوطة، وأقواس الاقتباس. ويتناول الكاتب في هذا المُؤَلَّف الأسس والقواعد التي ينبغي مراعاتها في الكتابة، ويتضمن هذا الكتاب القواعد الخطية المتبعة في رسم بعض الحروف، والحركات الإعرابية الموضوعة عليها، ويوضح مدى أهمية تلك الحركات في ضبط الأعلام الجغرافية والتاريخية، كما أشار إلى ظاهرة اختزال بعض الكلمات مثل كلمة «إلخ» التي تعني إلى آخره، والجمل الدعائية الشائعة الاستعمال، وكأنه بذلك المُؤَلَّف قد رَسَّم الحدود التعبيرية للعلامات الترقيمية في اللغة العربية.
أحمد زكي باشا مفكر مصري عربي، ولد في 26 مايو 1867م، يعد أحد أعمدة النهضة العربية الحديثة، وهو أول من أدخل علامات الترقيم في الكتابة العربية الحديثة، وصاحب مكتبة شخصية تضم حوالي ثمانية عشر ألف مجلد، وهو أول من أطلق على الأندلس التسمية الشهيرة «الفردوس المفقود»، وأول من استخدم مصطلح «تحقيق» على أغلفة الكتب العربية، وهو أحد الرواد الذين عملوا على جمع المخطوطات، وتصويرها بالفوتوجرافيا وتحقيقها، وقد لقب بـ«شيخ العروبة».
وقد عاصر أحمد زكي باشا كبار أعلام النهضة العربية، كرفاعة الطهطاوي، وجمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، فكان لا يقل عنهم قدرًا بعلمه، وقد كان زكي باشا كثير السفر والترحال؛ فقد سافر إلى انجلترا، وفرنسا، وإيطاليا، وأسبانيا، كما سافر إلى الشام، واستانبول، والقدس، واليمن وقبرص، وقد تركت هذه الأسفار أثرًا كبيرًا في حياته العلمية والأدبية؛ حيث أتاحت له زيارة عشرات المكتبات والاطلاع على مؤلفات أعلام الشرق والغرب.
وقد كرَّس الرجل جهوده الفكرية في التحقيق، والترجمة، والتأليف، فكتب في التاريخ، وأدب الرحلات، والأدب، واللغة، وحقق كثيرًا من المخطوطات؛ فقدم لنا أكثر من ثلاثين كتابًا مؤلفًا، كما ترجم العديد من الكتب، بالإضافة إلى مئات المقالات التي كتبها في مجموعة من الصحف والمجلات العربية — آنذاك — كالأهرام، والمقطم، والبلاغ، والمؤيد، والهلال، والمقتطف، والمعرفة، والشورى، ومجلة المجمع العلمي (دمشق). وقد تميز زكي بانتقاده للأساليب التقليدية في الكتابة، حيث طالب بلغة واضحة ومألوفة تلبي احتياجات الأمة الفكرية والحضارية، وقد اعتمد أسلوبه في الكتابة على التشكيل البصري؛ فتحرر من السجع والمحسنات البديعية. وقد توفي عام ١٩٣٤م إثر إصابته بنزلة برد حادة.
لهذا الكتيب الصغير فضل على كل الكتب التي قرأتموها باللغة العربية، وبالتالي عليكم من تلك الناحية. كتبه أحمد زكي، ووضع فيه علامات الترقيم العربية للمرة الأولى في اللغة؛ فهي وليدة القرن العشرين!
يبدأ بتاريخ علامات الترقيم مجملاً، مرورًا بتطور الكتابة العربية من فصل الحروف إلى وضع النقط والحركات. ثم شرح معاني علامات الترقيم واستخداماتها، ومثّل لكلٍّ منها بنصوص من مختلف الكتب. وفي الفصل الثاني استعرض قواعد الحذف والإضافة للحروف. وبيّن بعض الإختصارات مثل: إلخ = إلى آخره. أنا = أنبأنا اه = انتهى ثنا = حدثنا
يستحق الإطلاع، فرسالته أدّت وظيفتها بشكل كامل، وأصبحت من بديهيات اللغة التي لا غنى عنها لكل القراء بالعربية. يمكنكم قراءته مجانًا على أبجد أو قارئ جرير. قرأته من قارئ جرير وهو جيد جدًا بشكل عام، لكن الانتقال إلى الهوامش غير عملي بالمرة.
لأوّل مرّة أتعرَّف على أحمد زكي باشا.. هذا الفذّ في اللغة صاحب الاسهامات فيها.. ولأوّل مرّة -كذلك- أعرف أنَّ علامات الترقيم حديثّة جداً..
الكتاب في نظري يستحق الخمس نجمات.. فأنا أرى أنَّ كل كتاب في التأسيس مهم، مهما بدى لنا هذا التأسيس بَدْهيّاً كعلامات الترقيم مثلاً..
الكتاب مهم لمن يرون أنَّ اللغة العربية يكتمل جمالها و من أساسياتها هو وجود علامات الترقيم مثلها مثل وجود الحركات ووضعها.. فكلاهما يؤديان لوضوح المعنى أكثر و للابتعاد عن الالتباس و الابهام..
ففهم المعنى و الفكرة لا يأتي بفهم دلالات الكلمة فقط، بل قبل ذلك بطريقة نطقها الصحيح، وصحة ارتباطها بما حولها من كلماتٍ و جُمل..
أعجبني كذلك أسلوب الكاتب في صياغة الكتاب، فهو جمع بين: -طرح المشكلة -حلّها النظري -أمثلة تطبيقيّة على الحل
قد يرى البعض أن الأمثلة الموضوعة هُنا هي نقطة سلبيّة تُحتسب لهذا الكُتيّب، وهذا عكس ما رأيته، حيث وجدت أنّ هذه الأمثلة كانت قد ثبّتت معلومات الترقيم بشكل تطبيقيّ جيّد.
وإنما الكتاب ليس كاملًا من حيث العلامات، ينقصه الكثير، ولكن في المجمل قد يكونُ مدخلًا لمن أراد تحسين استخدام تلك العلامات.
كتيّب مفيد يتناول موضوع الترقيم وعلاماته وكيفية استخدامها. نحتاج كتبًا أحدث مثل هذا تكمل الناقص وتضع الجديد. الكتاب جيّد، ويبدو أنه كان طفرة في وقته. ثلاث نجمات للكتاب ونجمة إضافية لسبقه.
كتاب جيد استمتعت بأمثلته المطروحة ولغته القوية واللمحة التاريخية الكافية عن تأريخ الترقيم في اللغة العربية وتبيين أن له أصول وأسس في الحضارة الاسلامية من خلال علم الوقف والتجويد رحم الله الكاتب وجزاه خيرا
كتاب في غاية الأهمية. علامات الترقيم ضرورية من أجل الكتابة بشكل واضح، صريح، متسلسل وفهم العلاقات التي تربط بين أجزاء الجمل. ليس للقراءة فقط ولكن للدراسة.
ليس بالتأكيد هذا هو الكتاب الذي توقعت قراءته عندما أضفته إلى قائمتي ، لكني بالتأكيد أحببته من أول صفحة. جميل عندما تملك بين يديك دليلا حيا يوثق كيفية دخول دخول شيء ما إلى إحدى اللغات ، والأجمل أن ترى كما كان كاتبه سابقا لعصره. كذلك فقد تعرفت إلى علامات أراها لأول مرة ( مثل الشولة المثناة ) ، وإلى أسماء مغايرة لعلامات معروفة ( مثل الشولة وعلامة التضبيب ) منها أسماء علامات تعبر عن عمل العلامة بشكل أوفى ( علامة الانفعال بدل التعجب) ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه ، يا باشا : هل انحدرت السليقة اللغوية لدرجة أنه أصبح لزاما علينا أن نشكل الحروف كلها في كتبنا؟!
خاطرة حول الكتاب على مدونتي الشخصية http://hassanalomairi.blogspot.com/20... **** أحد موضوعات اللغة العربية التي لم أفكر في القراءة عنها أبداً: (الترقيم). كنت أرجع أحيانا إلى بعض المراجع للتأكد من صحة استخدام علامة ما في مكان معين، وغيرها من الأمور البسيطة التي يغني فيها مرور سريع خاطف. وحين رجعت ذات مرة رجوعا متأنيا، بدت لي بعض المعلومات جديدة، لذا أحببت مشاركتكم إياها. * يعود الفضل في وجود علامات الترقيم المتداولة حاليا في الكتابة العربية إلى أحد الكُتَّاب الكبار في مصر. إنه العلامة أحمد زكي باشا، الذي قام بوضعها استجابة لطلب من ناظر المعارف العمومية في مصر آنذاك، أحمد حشمت باشا. وقد ذكر في كتابه الذي سماه (الترقيم وعلاماته في اللغة العربية) أن الفضل في وجود مثل هذه العلامات يعود –ابتداءً- إلى أحد علماء النحو في روم القسطنطينية اسمه (أرسطوفان)، حيث كان أول من اهتدى لمثل هذه الطريقة في تقسيم الكلام المكتوب وتصنيفه، ثم توالت من بعده الإضافات والتحسينات من قبل علماء اللغات الإفرنجية، حتى بلغوا الغاية في ذلك. وقد استفاد أحمد زكي باشا في عمله هذا من العلامات التي وجدها مبثوثة في كتابة اللغات الأجنبية، ومما استعمله النساخ المصريون في كثير من الكتب العربية، فكان أن قام بتعديل وضعها، بحيث يمكن كتابتها بالقلم العربي، من اليمين إلى اليسار، ثم أضاف إليها رموزا أخرى مما تدعو إليه طبيعة التركيب العربي. ثم أوجد لعمله المذكور مصطلح (الترقيم)؛ مبررا ذلك بأن مادة (رَقَمَ) تدل على العلامات والإشارات والنقوش التي توضع في الكتابة وفي تطريز المنسوجات، ومنها أخذ علماء الحساب لفظة (رقم وأرقام). ومن يرجع إلى الكتاب يجد أن أسماء بعض العلامات قد تغيرت –أو كادت- عن التسميات التي ذكرها أحمد زكي باشا في كتابه، فمثلا اختار هو للفاصلة اسم (الشولة) كما اختار لما يشيع عندنا باسم علامة التعجب (علامة الانفعال)، وسمى علامات التنصيص بـ (التضبيب). بقي أن أقول إن الكتاب موجود بصيغة (PDF) على الشبكة، ويمكن تحميله مجانا من موقع مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة (ناشر الكتاب)
يوجد تصحيف في هذه الطبعة (طبعة مؤسسة هنداوي) في ص٣١، وذلك عند قوله: "التي اصطلح الناس على تسميتها بدوا ٦٠٦٠"، والصحيح، وهو الموجود في الطبعة الأصلية التي صورتها دار المطبوعات العربية بحلب: بدواء "٦٠٦"، وهو مركب Arsphenamine الذي عرف تجاريا باسم Salvarsan
وتصحيف آخر في ص٢٠، عند قوله: "والأفيانوسية"، والصحيح: "والأقيانوسية"، وهي أستراليا والجزر القريبة منها، والمعروفة بـ Oceania
وشيء لم يعجبني في هذه الطبعة، وهو تأخير تعليقات أحمد زكي باشا لآخر الفصل، بدلا من كتابتها في الهامش كالأصل.
كان أحد مقالات عبد الوهاب مطاوع في كتابه صديقي لا تأكل نفسك يتحدث عن علامات الترقيم والذي قرأته منذ بضع سنوات وتمنيت وقتها لو أجد كتابا يتناولها بالتفصيل إلى أن وجدت هذا الكتاب صدفة في مكتبة كيندل. كتاب صغير دقيق يضم جميع علامات الترقيم مع شرح بعض الحروف مثل الهمزة والألف وحالات حذف حر�� الواو وغيرها من القواعد. أعجبنى أنه يذكر أكثر من مثال توضيحي لكل قاعدة مما يسهل فهم القاعدة، كما بدأ الكتاب بشرح بداية الترقيم وسبب انشاؤه.
اتممت هذا الكتاب ، الذي كتب في مطلع القرن الماضي ، خلال سويعة من الزمن و قدا أفادني، رغم إني اعرف الترقيم ؛ و أدهشني ان الترقيم لم يدخل اللغة العربية حتى ادخله احمد زكي!
اختياري للكتاب كان حاجة لمعرفة أساسيات ومعاني علامات الترقيم في اللغة العربية. أعجبني فيه تسلسله. حيث بدأ بسرد تاريخها، ثم أهميتها، ومعانيها وأماكن استخدامها وختم الكتاب بقواعد مهمة في الرسم الإملائي. المشكلة التي واجهتها صعوبة بعض المفردات - قليلة -. أنصح به الكل وخاصة الكُتّاب والمؤلفين.