«دعتني جمعية مصر الفتاة دعوة كريمة إلى إلقاء محاضرة على أعضائها في الجامعة المصرية، فوعدت وخطر لي أن خير موضوع أتخذه هو شخصية نسائية غنية ندرسها معًا، فتعرض لنا في سياق البحث موضوعات جَمَّة في الأخلاق والأدب والاجتماع نمحصها قدر المستطاع، بينما نحن نرسم من المرأة صورة شيقة، فنسجل للحركة النسائية في هذه البلاد مفخرة أخرى تثير فينا الرغبات، ونستمد من وحيها المثل والمعونة والفائدة جميعًا، وما خطر لي ذلك إلا وصحبه اسم شجي يحيا دوامًا بزفراته الحارة المنغومة زفرات تناقلتها الأصداء يوم لم يكن للمرأة صوت يسمع، فرسمت من الذاتية خطًّا جميلًا حين كانت صورة المرأة سديمًا محجوبًا وراء جدران المنازل وتكتم الاستئثار، ورغم ذلك أنشأت أنقب في تاريخ المرأة المصرية، وكانت كلما دفقت نمت التيمورية في ذهني، وتفردت صورتها أمامي إذ لم يقم على مقربة منها صورة تسابقها أو تشبهها ولو شبهًا بعيدًا.»
مي زيادة (1886 - 1941) كانت شاعرة وأديبة فلسطينية، ولدت في الناصرة عام 1886، اسمها الأصلي كان ماري إلياس زيادة، واختارت لنفسها اسم مي فيما بعد. كانت تتقن ست لغات، وكان لها ديوان باللغة الفرنسية. ولدت ماري زيادة (التي عرفت باسم ميّ) في مدينة الناصرة بفلسطين عام 1886. ابنةً وحيدةً لأب من لبنان وأم سورية الأصل فلسطينية المولد. تلقت الطفلة دراستها الابتدائية في الناصرة, والثانوية في عينطورة بلبنان. وفي العام 1907, انتقلت ميّ مع أسرتها للإقامة في القاهرة. وهناك, عملت بتدريس اللغتين الفرنسية والإنكليزية, وتابعت دراستها للألمانية والإسبانية والإيطالية. وفي الوقت ذاته, عكفت على إتقان اللغة العربية وتجويد التعبير بها. وفيما بعد, تابعت ميّ دراسات في الأدب العربي والتاريخ الإسلامي والفلسفة في جامعة القاهرة.
وفى القاهرة, خالطت ميّ الكتاب والصحفيين, وأخذ نجمها يتألق كاتبة مقال اجتماعي وأدبي ونقدي, وباحثة وخطيبة. وأسست ميّ ندوة أسبوعية عرفت باسم (ندوة الثلاثاء), جمعت فيها - لعشرين عامًا - صفوة من كتاب العصر وشعرائه, كان من أبرزهم: أحمد لطفي السيد, مصطفى عبدالرازق, عباس العقاد, طه حسين, شبلي شميل, يعقوب صروف, أنطون الجميل, مصطفى صادق الرافعي, خليل مطران, إسماعيل صبري, و أحمد شوقي. وقد أحبّ أغلب هؤلاء الأعلام ميّ حبًّا روحيًّا ألهم بعضهم روائع من كتاباته. أما قلب ميّ زيادة, فقد ظل مأخوذًا طوال حياتها بجبران خليل جبران وحده, رغم أنهما لم يلتقيا ولو لمرة واحدة. ودامت المراسلات بينهما لعشرين عامًا: من 1911 وحتى وفاة جبران بنيويورك عام 1931.
نشرت ميّ مقالات وأبحاثا في كبريات الصحف والمجلات المصرية, مثل: (المقطم), (الأهرام), (الزهور), (المحروسة), (الهلال), و(المقتطف). أما الكتب, فقد كان باكورة إنتاجها العام 1911 ديوان شعر كتبته باللغة الفرنسية و أول أعمالها بالفرنسية اسمها أزاهير حلم ظهرت عام 1911 و كانت توقع باسم ايزس كوبيا, ثم صدرت لها ثلاث روايات نقلتها إلى العربية من اللغات الألمانية والفرنسية والإنكليزية. وفيما بعد صدر لها: (باحثة البادية) (1920), (كلمات وإشارات) (1922), (المساواة) (1923), (ظلمات وأشعة) (1923), ( بين الجزر والمد ) ( 1924), و(الصحائف) (1924). وفى أعقاب رحيل والديها ووفاة جبران تعرضت ميّ زيادة لمحنة عام 1938, إذ حيكت ضدها مؤامرة دنيئة, وأوقعت إحدى المحاكم عليها الحجْر, وأودعت مصحة الأمراض العقلية ببيروت. وهبّ المفكر اللبناني أمين الريحاني وشخصيات عربية كبيرة إلى إنقاذها, ورفع الحجْر عنها. وعادت مي إلى مصر لتتوفّى بالقاهرة في 17 تشرين أول (أكتوبر) 1941.
مي زيادة تحكي بتقدير ومحبة عن الشاعرة عائشة تيمور كتبت عن نشأتها وملامح عصرها ومراحل حياتها المختلفة وأعمالها عائشة التيمورية وُلدت في النصف الأول من القرن التاسع عشر ويرجع الفضل في تعليمها لوالدها في زمن كان التعليم فيه نادر للبنات وبعد زواجها وبرغم المسئوليات استمرت في دراسة علوم الأدب واللغة أتقنت نظم الشعر ولها ديوان باللغة العربية وآخر باللغة الفارسية وكتبت النثر أيضا في رواية وعدد من المقالات نشرتها في جريدة المؤيد
روحي بِقُربِكَ قَد نالَت مِنَ الأرب .. ما تَرتضيهِ فَمرها في الهَوى تجب فَضَع يَمينُكَ فَضلا فَوقَ مهجَتِها .. تكف بالكف ما عانَتهُ مِن وَصب لا تُنكِرَن مَزايا الحُب إن لَهُ .. في الراحَتَينِ لَراحات من التَعب
إن كانَ عِصياني وَسوءُ جِنايَتي .. عظما وَصرت مُهَدَّداً بِجَزائي فَفَضاء عَفوِكَ لا حُدودَ لِوُسعِهِ .. وَعَلَيهِ مُعتَمِدي وَحُسنُ رَجائي يا مَن يرى ما في الضمير ولا يُرى .. إني رَجوتَكَ أن تُجيب دُعائي
لم اكن اعرف الشاعرة المصرية عائشة تيمور و لم اسمع بها من قبل ، حتي صادفني الكتاب و عليه اسم مي زياده فاقتنيته و عرفت التيمورية . قرأت من الكتاب قصة حياة الشاعرة و معاناتها في ابراز نفسها كشاعرة وسط مجتمع لا يعترف الا بالابرة و الخيط للمرأة . النصف الاخر استعرضت فيه مي زياده بعض اشعارها .
بعد محاضرة اللغة العربية التي كانت عن ولادة بنت المستكفي وكيف كانت جرأتها شيئاً غير مألوف في عصرها شدني التعرف على سير الشاعرات قديماً ، كيف كانت حياتهن وكيف استطعن التغلب على بيئتهن ليسطعن كما النجوم وتصل أسمائهن إلى عصرنا الآن ، كنت أنقب بعشوائية عن كتاب جديد إلى أن وقعت عيني على هذا الكتاب " عائشة تيمور " .. اممم حسناً لم أجد في ذاكرتي أي طيف معلومة عن هذا الإسم ، ما شد انتباهي أن الكتاب كان للأديبة الرائعة "مي زيادة " ،قلبت وجه الكتاب لأقرأ ملخصه ، فصدمني أنه عن سيرة لشاعرة من الزمن القديم ، ابتسمت وقمت بإستعارته :)
عائشة تيمور ، شاعرة مصرية من أصل تركي كان أبوها مقرباً من البلاط الحاكم عاصرت حتى الخديويين إسماعيل وتوفيق ، من صغرها نبذت أعمال التطريز والحياكة كسائر بنات جنسها وانجذبت لطلب العلم كانت امها من أشد المعارضات لهذا الميول والإتجاه ولكن رحمة الله بها أن سخر لها والدها ليكون سندها وعونها تعلمت 3 لغات ، العربية والفارسية والتركية ولكم أن تتخيلوا معنى أن تكون شاعرة تكتب الشعر ب 3 لغات بكل إتقان ، وبعد اللغات أحضر لها أباها معلماً للشعر والنحو وبدأ هو يعلمها قليلاً في فن العروض وكان يخصص لها من وقته كل يوم ساعتان يسمع لها دروسها ويفهمها .. حقيقة أن لا أملك إلا أن أعجب بشخصية هذا الوالد العظيم الذي دفع ابنته دفعاً ولم يدخر جهداً في تعليمها منذ ان اكتشف ميولها وهي صغيرة ، رغم أن تعليم الفتيات لم يكن سائداً وقتها ، فقد كان عصرها يسبق الطهطاوي وقاسم أمين بمدة ليست بقصيرة
تناولت مي زيادة سيرة حياتها ، وما واجهته من صعوبات مع تصوير رائع لتلك الفترة التي ربما كانت النساء لا يتمتعن بقدر عادل من الحرية والتنوير ، إلا انها كانت فترة تزخر برقي جذاب عاداتهم وتقاليدهم ، أناقتهم وطريقة تحيتهم ، مبهرين بحق :)
أدرجت أيضاً مقتطفات من شعرها الغزلي والخلقي والديني ونثرها ومقالاتها ولكن ما أزعجني قليلاً هو محاولات مي زيادة لتوجيه كلام " عائشة " في بعض الإقتباسات لتصل به إلى نقطة تدعم وجهة نظرها فقط ، فتجدها تبرر وتنكر وتوجه وتحور !! ، لها حرية في تبني وجهة نظرها ولكن أن تحاول تدعيمها " بالعافية " فهذا أمر مزعج :/
نهاية ، كتاب جميل أطلعني على حقبة وزمن ربما أجهل عنها الكثير والكثير وإذا ما وقع في يدي كتابٌ آخر يتحدث عن تلك الفترة بكل ما فيها فلن أتردد في إقتنائه
تأخري بكتابة المراجعة أنساني أي كتاب دفعني للقراءة عن عائشة تيمور، الشاعرة التي لم اسمع بها قبلا ، شجعني بالطبع اسم مي زيادة على الكتاب .
كتاب حفز السؤال الازلي عن المعرفة؟ كم يلزمنا من قراءات حتى تزداد معرفتنا .. من سمع بهذه الشاعرة من قبل ؟
عائشة تيمور شاعرة بثلاث لغات : الفارسية التركية والعربية، كتبت نثراً كذلك. "عبقرية اللغات عبقرية مستقلة. هي حذق عميق رشيق ينفذ في أرواح الشعوب ويأوي إليها، ثم يتحول اتساعاً وعلوا فيشملها"
لمي زيادة رأي بحال الشعر العربي، حيث وجدته ميالا للتقليد ، فقيراً بالخيال، متقيداً باللفظ دون المعنى، جامعاً للفكرة في كل بيت بمفرده، يتصف بخلل في اتساق الخواطر وقصور في تنظيم اجزاء الخطاب . وهي عيوب جميعها موجودة بديوان التيمورية الذي قسمته لاقسام خمسة: شعر المجاملة، الشعر العائلي، الشعر الغزلي، الاخلاقي والديني.
شمل الكتاب على بعض اشعار عائشة ، حسبما صنفته زيادة اضافة لرأيها الشخصي به ، والحق اني وجدت الكتاب ادراجا لاراء مي زيادة في امور عدة كالرواية والمساواة من خلال سيرة الشاعرة التيمورية
طبعا ميزة الكتاب " اللغة" ..
▪️كل خيط من خيوط الزمان ينسج نسيجه في رحاب مايمر ويتجمع ويبقى. وعندما تنتقل من بيئة الى بيئة، ومن مكان الى مكان ومن آن إلى آن ، لن نجد أمامنا إلا صوراً مختلفة من صور الماضي الحي في كل حاضر وفي كل مستقبل
#رحلات2022 #عائشة_تيمور من جديد مع مي زيادة، كتاب عن الشاعرة المصرية"عائشة تيمور" أو ما تعرف ب "عائشة التيمورية"، محاولة من الكاتبة "مي زيادة" لتتبع أثرها ورحلة حياتها، ف كانت الحكاية من ولادة عائشة ونشأتها في كنف أم تقليدية للغاية ترغب في أن تنشأ إبنتها الكبرى على التقاليد المتبعة من حيث معرفتها بأمور المنزل واستقبال الزائرات، وأب متسامح للغاية مع توجه ابنته للعلم وطلبه في مجتمع لا يعترف بتعليم البنات إلا فيما ندر
كانت الرحلة طويلة ومتشعبة في الكتاب، ف بمجهود واضح أفاضت الكاتبة في وصف البيئة الإجتماعية المحيطة ب عائشة، مقاومتها للظروف التي سمحت لها مرة بالتعلم ونهل العلم، لم تسمح لها مرات بذلك، وما كان من إنشغالها بحياتها الزوجية حتى ثكلت في إبنتها الشابة ف عادت للشعر وقرضه، حتى كان لها الأثر الباقي
كتاب دسم رغم صغر حجمه النسبي، ولكنه لا يحمل روح"مي زيادة" التي عرفتها، ربما لأنه كتاب أو ترجمة لسيدة وليس عمل أدبي، ولكنه يستحق القراءة بكل تأكيد #الكتاب_رقم_80 #سيرة #قراءات_الكيندل 80/120 7-اكتوبر
كتاب جميل عن السيرة الذاتية للشاعرة المصرية من أصول تركية /عائشة تيمور التي لم أكن أعرف اي معلومات عنها وعن كفاحها لمحاربة مجتمع منغلق تقتصر فيه حياة النساء علي الخياطة والتطريز والأمور النسائية السطحية لتحقق حلمها وتترك بصمتها في التاريخ البشري،ولكني لن أقيم الكتاب لأنه دراسي أكثر من تثقيفي ،مع وجوب شكر الأستاذة/مي زيادة للمجهود لإلقاء الضوء علي النماذج النسائية العربية التي تستحق الإثناء والتقدير !
الشاعرة عائشة عصمت تيمور هي بنت اسماعيل باشا تيمور ولدت في القاهرة ١٨٤٠م وبدأت حياتها تميل الى القرءاة والكتابة وقد احضر لها والدها اثنين من المعلمين ومنه تبدأ مي زيادة كتابها عن عائشة التيمورية تقول المؤلفة "دعتني جمعية مصر الفتاة دعوة كريمة إلى إلقاء محاضرة على أعضائها في الجامعة المصرية، فوعدت وخطر لي أن خير موضوع أتخذه هو شخصية نسائية غنية ندرسها معًا، فتعرض لنا في سياق البحث موضوعات جَمَّة في الأخلاق والأدب والاجتماع نمحصها قدر المستطاع، بينما نحن نرسم من المرأة صورة شيقة، فنسجل للحركة النسائية في هذه البلاد مفخرة أخرى تثير فينا الرغبات، ونستمد من وحيها المثل والمعونة والفائدة جميعًا، وما خطر لي ذلك إلا وصحبه اسم شجي يحيا دوامًا بزفراته الحارة المنغومة زفرات تناقلتها الأصداء يوم لم يكن للمرأة صوت يسمع، فرسمت من الذاتية خطًّا جميلًا حين كانت صورة المرأة سديمًا محجوبًا وراء جدران المنازل وتكتم الاستئثار، ورغم ذلك أنشأت أنقب في تاريخ المرأة المصرية، وكانت كلما دفقت نمت التيمورية في ذهني، وتفردت صورتها أمامي إذ لم يقم على مقربة منها صورة تسابقها أو تشبهها ولو شبهًا بعيدًا".
«دعتني جمعية مصر الفتاة دعوة كريمة إلى إلقاء محاضرة على أعضائها في الجامعة المصرية، فوعدت وخطر لي أن خير موضوع أتخذه هو شخصية نسائية غنية ندرسها معًا، فتعرض لنا في سياق البحث موضوعات جَمَّة في الأخلاق والأدب والاجتماع نمحصها قدر المستطاع، بينما نحن نرسم من المرأة صورة شيقة، فنسجل للحركة النسائية في هذه البلاد مفخرة أخرى تثير فينا الرغبات، ونستمد من وحيها المثل والمعونة والفائدة جميعًا، وما خطر لي ذلك إلا وصحبه اسم شجي يحيا دوامًا بزفراته الحارة المنغومة زفرات تناقلتها الأصداء يوم لم يكن للمرأة صوت يسمع، فرسمت من الذاتية خطًّا جميلًا حين كانت صورة المرأة سديمًا محجوبًا وراء جدران المنازل وتكتم الاستئثار، ورغم ذلك أنشأت أنقب في تاريخ المرأة المصرية، وكانت كلما دفقت نمت التيمورية في ذهني، وتفردت صورتها أمامي إذ لم يقم على مقربة منها صورة تسابقها أو تشبهها ولو شبهًا بعيدًا.»
عرفت عائشة تيمور من خلال الكتاب وجذبني اسلوب الكاتبة مي زيادة في سرد حياة الشاعرة التي خالفت مجتمعها النسائي آنذاك وتخلت عن التطريز والطبخ والاجتماعات النسائية واتجهت للقراءة والأدب،، والنصوص الأدبية في الكتاب اضافة له جمال