What do you think?
Rate this book


120 pages, Paperback
First published January 1, 1993
صدر هذا الكتاب ضمن مجموعة أصدرتها دار المعارف بمصر، يُتناول فيها ترجمات لشخصيات مؤثرة من الشعراء والحكماء والكتاب والفلاسفة، وهذه الترجمة للجركسي الأصل، رب السيف والقلم، المقاتل الشاعر محمود سامي البارودي، الذي أحيا الشعر من مرقده بعد سنوات من الوهن والسقم، ضاعت فيها البلاغة و شُردت فيها اللغة، فهو الباعث المجدد؛ الباعث لفصاحة القدماء وأغراضهم و هو المجدد في النفوس هذه الفصاحة والأغراض.
خضنا هذه الترجمة بقيادة الكاتب و الشاعر عمر الدسوقي، وكانت ترجمته ملمة و وافية، درس فيها محمود سامي بجوانب عديدة وحلل فيها شعره تحليلا دقيقا؛ فحلل حياته السياسية والاجتماعية والعقلية وعلاقته بعصره، و أما عن شعره فأظهر الدسوقي تقليده لأغراض القدماء في الرثاء والفخر و النسيب..إلخ، وتجديده في الأغراض كالشعر السياسي، ثم أنتخب من آثاره وأشعاره ما يدعم تحليله ويقوي رأيه.
شعر البارودي قوي جزل، حسن السبكة، له موسيقي.
بعد هذا الكتاب قررت أن أكمل قرآة هذه المجموعة (نوابغ الفكر العربي)، فهي تقدم صورة متكاملة للشخصية أعجبتني كثيرًا.
و أقتبس:
قَدْ كَانَ لِي قَلْبٌ أَصَابَ سَوادَهُ .. سَهْمٌ لِطَرْفٍ فَاتِرٍ فَتَفَتَّتَا
تَبِعَ الْهَوَى قَلْبِي فَهَامَ وَلَيْتَهُ .. قَبْلَ التَّوَغُّلِ فِي البَلاءِ تَثَبَّتَا
أَلْقَتْهُ فِي شَرَكِ الْمَحَبَّة غَادَةٌ .. هَيْهَاتَ لَيْسَ بِصاحِبي إِنْ أَفْلَتَا
