Jump to ratings and reviews
Rate this book

تاريخ آداب العرب

Rate this book
كانت أعمال الرافعي مقصورة على الشعر والعناية به، قبل أن يقرر ترك منظوم الكلام ويتجه نحو منثوره، فقد حَادَ الرافعي عن مذهبه المعهود، وشرع في طريق التأليف والكتابة، وكان الكتاب الذي بين أيدينا هو بداية هذا التحوّل، ورغم حداثة عهده بالكتابة البحثية العلمية إلا أنه أخرج لنا عملًا تاريخيًّا ونقديًّا رصينًا، يعِدُهُ النقاد أحد أكبر المراجع في حقله. ومما يدعو للذهول والإعجاب أن كتابًا بهذه المنزلة قد ألفه الرافعي وهو بعد شابًا في الثلاثين من عمره، وهذا يدل على ما اجتمع للشاب من حكمة وحصافة لا يبلغها في العادة إلا الكبار.

للتحميل المجاني:
http://www.hindawi.org/kalimat/books/...

1028 pages, ebook

First published January 1, 1911

97 people are currently reading
1700 people want to read

About the author

مصطفى صادق الرافعي

48 books6,704 followers
مصطفى صادق الرافعي 1298 هـ - 1356 هـ ولد في بيت جده لأمه في قرية "بهتيم" بمحافظة القليوبية عاش حياته في طنطا وبذلك يكون الرافعي قد عاش سبعة وخمسين عاماً كانت كلها ألواناً متعددة من الكفاح المتواصل في الحياة والأدب والوطنية.

اسمه كما هو معروف لنا مصطفى صادق الرافعي وأصله من مدينة طرابلس في لبنان ومازالت اسرة الرافعي موجودة في طرابلس حتى الآن أما الفرع الذي جاء إلى مصر من أسرة الرافعي فأن الذي اسسه هو الشيخ محمد الطاهر الرافعي الذي وفد إلى مصر سنة 1827م ليكون قاضياً للمذهب الحنفي أي مذهب أبي حنيفة النعمان وقد جاء الشيخ بأمر من السلطان العثماني ليتولى قضاء المذهب الحنفي وكانت مصر حتى ذلك الحين ولاية عثمانية. ويقال أن نسب أسرة الرافعي يمتد إلى عمر بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وقد جاء بعد الشيخ محمد طاهر الرافعي عدد كبير من اخوته وأبناء عمه وبلغ عدد أفراد أسرة الرافعى في مصر حين وفاة مصطفى صادق الرافعي سنة 1937 ما يزيد على ستمائة. وكان العمل الرئيسي لرجال أسرة الرافعى هو القضاء الشرعي حتى وصل الأمر إلى الحد الذي اجتمع فيه من آل الرافعي أربعون قاضياً في مختلف المحاكم الشرعية المصرية في وقت واحد وأوشكت وظائف القضاء والفتوى أن تكون مقصورة على آل الرافعي.

وكان والد الرافعي هو الشيخ عبد الرازق الرافعي الذي تولى منصب القضاء الشرعي في كثير من اقاليم مصر وكان آخر عمل له هو رئاسة محكمة طنطا الشرعية. أما والدة الرافعى فكانت سورية الأصل كأبيه وكان أبوها الشيخ الطوخي تاجراً تسير قوافله بالتجارة بين مصر والشام وأصله من حلب وكانت اقامته في بهتيم من قرى محافظة القليوبية.

دخل الرافعي المدرسة الابتدائية ونال شهادتها ثم أصيب بمرض يقال انه التيفود أقعده عدة شهور في سريره وخرج من هذا المرض مصاباً في أذنيه وظل المرض يزيد عليه عاماً بعد عام حتى وصل إلى الثلاثين من عمره وقد فقد سمعه بصورة نهائية. لم يحصل الرافعي في تعليمه النظامى على أكثر من الشهادة الابتدائية. توفي في يوم الاثنين العاشر من مايو لعام 1937 استيقظ فيلسوف القرآن لصلاة الفجر، ثم جلس يتلو القرآن، فشعر بحرقة في معدته، تناول لها دواء، ثم عاد إلى مصلاه، ومضت ساعة، ثم نهض وسار، فلما كان بالبهو سقط على الأرض، ولما هب له أهل الدار، وجدوه قد فاضت روحه الطيبة إلى بارئها، وحمل جثمانه ودفن بعد صلاة الظهر إلى جوار أبويه في مقبرة العائلة في طنطا.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
143 (55%)
4 stars
63 (24%)
3 stars
36 (13%)
2 stars
7 (2%)
1 star
9 (3%)
Displaying 1 - 22 of 22 reviews
Profile Image for Mohammad Aloush.
113 reviews19 followers
February 4, 2019
خاض الرافعي في ميدان البحث التاريخي خوض الاديب لا الباحث ، فانشغل بقوة الألفاظ و البلاغة عن المراحل والقواعد المنهجية الواجب اتباعها كإثبات الحقائق و نقد الروايات .

لا ريب أن التأريخ لآداب العرب ينطوي على صعوبة ومشقة فالكتب التي تناولت هذه الآداب في أغلبها هي كتب للقراءة المجردة وليست لأغراض البحث فلا تجد في أكثرها فهارس و مراجع لتسهيل الأمور على الباحثين ، فالكتاب الذي بين أيدينا لا يخرج الا من الصدر الرحب والقلب المعتزم والفكر الصحيح وهذا ما اتفق للرافعي اضافة لما يملك من سداد اللفظ وإحكام الوضع وجزالة التركيب وحسن العرض ووضوح التفصيل .

في الجزء الأول من الكتاب بحث الرافعي في اللغة العربية نشأتها واصلها واطوار تهذيبها وانتشارها في القبائل و مخارج حروفها واختلاف لهجات متكلميها واسرار نظامها اللغوي و افرد الباب الثاني من هذا الجزء للرواية والرواة

أما الجزء الثاني فخصصه للقرآن الكريم والبلاغة النبوية ،في حين احتوى الجزء الثالث على عرض لتاريخ الشعر العربي ومذاهبه والفنون المستحدثة منه وأدب الأندلس والتأليف وتاريخه عند العرب ونوادر الكتب العربية والصناعات اللفظية .

يقول شيخ المجلات العربية عن هذا الكتاب " يجب على كل مسلم عنده نسخة من القرآن أن تكون عنده نسخة من هذا الكتاب " ويقصد المجلد الثاني الخاص بالقرآن الكريم ، وعندي أن شيخ المجلات العربية قد قال شططا ،وبالغ في المجاملة للرافعي وان كاتبنا أخظأ في ايراده لهذا الرأي السفيه ، فقابل المدح كمادح نفسه ومادح نفسه مبذول وهذه الصورة لا نريدها للرافعي فالكتاب ليس الا اجتهاد فيه الكثير من أوجه النقص و لا يرتقي الى مثل هذا الغلو في المديح .

لسبب ما لم يقم الرافعي بتجميع الجزء الثالث ونشره رغم توافر مادته او اغلبها على حد وصف السيد عريان الذي قام غير مشكور بتجميعه ونشره فعبث بارث الرجل ولم يزد الا ان حول هذا الجزء الى فهرست كتب وسجل وفيات وهذا ما كان الرافعي لا يحبذه كما اوضح في المقدمة فسامح الله هذا العريان على ما فعل وجعلنا بعد قراءة ما يزيد عن الف صفحة ننهي الكتاب على اسوء أثر ممكن .
Profile Image for Tom Riddle.
1 review
August 29, 2011
أوفى وأعلى ما كُتب في فنّه ، فيه قطعة أدبية سبقت نظرة تأريخيّة . يكفيه أنّه نظرة أديب إلى تأريخ أسلافِه .
Profile Image for Abdullah AlFailakawy.
24 reviews18 followers
July 5, 2014
هذا الكتاب هو سبق في التأريخ للآداب لم يسبقه الا كتاب جورجي زيدان الذي اصدر في نفس العام لاصدار كتاب الرافعي هذا الكتاب باختصار يخالف التصنيف المعتاد وه. التصنيف الذي وضعه المستشرقون للتاريخ الاسلامي او العربي المتمثل حسب الدول السياسية منذ عهد النبوة الى دولة الخلافة فالدولة الاموية فالعباسية ...الخ ولكن هذا الكتاب يبحث حسب تكون اللغة ونسأتها وهذا مطلب صعب ولكن الرافعي يمد يده الى غاية ما يمكنه في الرجوع الى تاريخ اللغة الأول حتى تطورها الكلي الى عهد التدوين وتأصيل قواعدها وتثبيتها ... هو كتاب جيد يغني للمثقف لتكوين ارضية يفهم كيف نشأة آداب العرب من شعر وخطبة واللغة نفسها الى اخره ...
Profile Image for Intesar Alemadi.
601 reviews19 followers
December 23, 2016
تاريخ آداب العرب ..
مصطفى صادق الرافعي ..
مصر ..


ظهرت الطبعة الأولى في سنة 1911 ميلادية .. وهذه هي الطبعة الثانية للكتاب طبعت عام 1940 ميلادية .. على يد تلميذه محمد سعيد العريان .. والكتاب الذي تحت يدي .. طبع عام 2012 .. هي كانت دعوة من الجامعة لتأليف كتاب عن تاريخ الأدب العربي فترته سنتين وجائزة مالية مقدارها مائتين جنيه .. وهذا بعد أن انتقد الرافعي الجامعة بعدم وجود مؤلف مهم يحكي عن تاريخ الأدب العربي .. الرافعي ألف الكتاب ولكنه لم يقدمه للجامعة وذلك ترفعاً عن قبول الحكم والجائزة .. طبع الجزئين في حياته .. والطبعة الثالثة وُجدت مخطوطاتها على مكتبه بعد وفاته .. لكنه توفي قبل طباعته .. كتاب من النوع الرفيع .. ليت أجزاء منه درست لنا .. نحتاج وبقوة لعودة لغتنا على سطح الأرض .. وتعزيز مكانته بين الأمم .. الجزئين الأول والثالث أمتعني أكثر من الجزء الثاني .. فالجزء الثاني يتحدث عن مكانة اللغة العربية في القرآن والسنة .. كيف بدأ الكلام سؤال طالما حيرني وتكلم عنه الرافعي .. هو ثقيل لكنه مفيد لمن أراد الاستزادة من مناهل العلم .. و لجرجي زيدان كتاب مشابه ألفه في نفس السنة لعلي أقتنيه يوماً ..


- بدأ الرافعي بشرح معنى الأدب ومتى انتشرت هذه الكلمة بمعرفها الذي نعرفه اليوم .. فقد ظهرت كلمة الأدب في القرن الثاني في عهد الدولة الأموية .. كما أنها كانت تسمى قبل ذلك بعلم العرب .. أما لقب الأدباء فقد ظهر في القرن الثالث .. وقد كانت تطلق سابقاً على المعلمين ( المؤدبين ) .. وهم يختلفون عن معلمي الكتاتيب .. ولكنها انتهت في نفس الفترة .. ولكنها بعد ذلك اختُصت في العلوم العربية ..

- قيل إن أول النطق الأصوات والثأثأة وحركات العين .. ومن ثم قيل إن أول النطق كان الإشارة .. ومن ثم استخدم الأصوات للدلالة .. ثم ارتقى واتسع في استخدام صوته واستخدام المخارج ..

- يقول الكاتب أن لغة الإنسان كانت بالمواضعة لا بالتوقيف .. وقد اختلف العلماء ما بينهما .. فالتوقيف هو التلقين من الله تعالى والإلهام .. أما المواضعة فهي من وضع البشر .. فيقول أن الإنسان عندما خلقه الله تعالى كان يعيش مع حيوانات أو مخلوقات هائلة تختلف عن حيوانات اليوم لها في أصواتها مقاطع كوّن الإنسان منها لغته الأبجدية .. فاللغة تابعة حسب منطق أهله ..

- اللغة العربية من اللغات السامية كما أن اللغة الآرية تسمى باليافثية نسبة إلى يافث .. ومن السامية انشقت منها اللغات المتقدمة .. والسامية إنما ظهرت من البابليين كما تبين من آثار دولة حمورابي .. هناك ثلاث لغات تعتبر أمهات اللغات السامية .. العربية والعبرانية والسريانية ..

- أجمع علماء العرب على أن إسماعيل عليه السلام هو أصل اللغة العربية المضرية .. والصواب أن لغته كانت توقيفاً من الله تعالى .. لكن الكاتب يرى أن إسماعيل عليه السلام أخذ العربية من لغة جرهم ونقله لقومه .. فهذبه وحسّنه .. ثم انتشرت اللغة بتوسع القبائل وكان هذا الدور الثاني في التهذيب .. أما الدور الثالث فكان في قريش .. فقد أخذوا يحسنون ويهذبون في لغتهم من رحلات الصيف والشتاء ومن حج القبائل لبيت الله الحرام ..

- الحروف العربية لم تكن على هذا الترتيب الهجائي من قبل بل هو ترتيب نصر بن عاصم و يحيى بن يعمر العدواني في زمن عبدالملك بن مروان .. أما الخليل بن أحمد فقد رتبها على مخارجها الطبيعبة من الصدر حتى الشفتين.. وسيبويه يرى عدد الحروف 29 حرفاً بإضافة الهمزة .. من أسباب اختلاف اللغات عند العرب عدم تدوين اللغة لأنهم أميين .. القبائل العربية هم القحطانية والعدنانية التي خرجت منها مضر .. وقد تداخلت لغاتها بعد الإسلام .. ثم صارت لغة قريش وهي لغة القرآن الكريم ..

- أفصح القبائل هم تميم وأسد وقيس والعجز من هوازن وهم خمس قبائل ..

- ألفاظ اللغة إما أن تكون مرتجة أو منقولة أو مشتقة ..

- من أنواع النمو في اللغة الدخيل .. وهي العُجْمة .. أسماء العقاقير والأطياب والجواهر فأكثرها من اللغة السنسكريتية .. أما الأطعمة والثياب والفرش والأسلحة والأدوات فأكثرها فارسية .. مثل الإبريق والديباج والخوذة ..

- فأكثر المعربات يردونها للفارسية لشيوع هذه اللغة أيام العباسيبن .. لكن اتضح أن أكثر العلماء والموالي كانوا فرساً .. كالأصبهاني والأزهري .. فعصر العباسيين هو عصر التعريب العلمي ..

- فاللغة هي التي جذبتهم إلى هدي الأخلاق بالشعر، وإلى هدي السياسة بالخطابة، وإلى هدي الدين بالقرآن ..

- وقد تبين أن تأليف الكلام مبني على النسب اللفظي بين الحروف وعدم تلاقي حرفين لا يأتلفان ولا يشنع في حسن السمع .. هذه العناية في الألفاظ وروعة الأسلوب هو ما خص به العرب دون سائر الأمم .. اللحن لم يكن موجود قبل الإسلام .. وقد كانت له طيرة في عهد النبي ﷺ .. ومع وجود الجيل الثاني في الإسلام .. وفتح الروم والفرس وضع أبو الأسود الدؤلي علم النحو .. وصار يعلم في المساجد للموالي والمتعربون .. أما خلفاء الأمويين فقد كانوا يرسلون أبناءهم إلى البادية لتقويم اللسان .. وفي عهد العباسيين فشت العجمة في الحضر وغلبت على السليقة .. لذا كانوا يطلقون على فصيح اللسان لسان أعرابي قحّ ..أما البداية فقد بقيت على حالها وبعيداً عن اللحن إلى آخر القرن الرابع..

- اشتهر الأمويين بالعصبية مما أعان على فصاحة العامية حيث كانوا يسمون الموالي بالحمراء .. واللهجات العامية شاعت في العصر العباسي .. لقيام الدولة العباسية بنصرة الفرس .. ولضعف العصبية .. واختلاطهم بالفرس والأتراك والفراعنة وغيرهم .. في القرن السابع مع استعمار المغول والتتر في المشرق.. ولم يكونوا على دين الإسلام.. فسدت اللغة العربية تماماً .. وربما بقيت اللغة المضرية كما قال ابن خلدون في مصر والشام والأندلس والمغرب فحفظت بعض الشيء .. إلا أنها تلاشت تماماً في ممالك العراق وما وراءه فلم يبقى لها أثر .. فاللغة العامية لا تستقر على حالها منذ نشأتها .. بل تتغير من جيل إلى جيل ..

- بدأ تدوين الحديث في عهد الخليفة عمر بن عبدالعزيز عندما ظهر من يكذب في أحاديث الرسول ﷺ .. كمولى ابن عباس ومولى ابن المسيّب ..

- وأول من كتب في الأخبار .. أخبار الملوك كان في عهد معاوية بن أبي سفيان .. وأول إسناد في الأدب كان إسناد نصر بن عاصم الليثي إلى أبي الأسود الدؤلي .. إن الإسناد في الحديث تبعه الإسناد في الأدب ..

- في عهد الخليفة السفاح كانت الكتب من الجلد ثم جاء الفضل بن يحيى البرمكي فأشار بصناعة الورق .. فأشاعت الكتا��ة فيه على الجلود والقراطيس وأنواع أخرى من الورق الصيني .. واتخذ الناس من ذلك الصحف والدفاتر .. وقد كان قبل الكتابة دور الحفّاظ أكبر .. ويبتدىء تاريخ الحفاظ في الإسلام بابن عباس رضي الله عنه .. من الرواة في الأدب أولهم حمّاد الراوية .. والأصمعي .. والأنباري وابن دريد .. ومن المتأخرين الفيروزابادي .. إن كثرة المؤلفات العربية جاءت من الحفظ ..فترى الحافظ منهم يملي على المجلس ما يحفظه ثم يكتبه السامعون ..

- لم تكن الرواية علماً متميزاً في الأدب كما هو في مصطلح الحديث .. إلى أن جاء العلامة جلال الدين السيوطي فحاكى علوم الحديث في التقاسيم والأنواع .. ضعفت اارواية في القرن ا��خامس فصار العلم كله ( وجادة ) .. أي وجده في كتاب ..

- في القرن الرابع لما استعجمت الدولة وتميزت العلوم العربية صار صاحب اللغة يعرف باللغوي .. ومما عرف باللغوي في القرن الرابع أبو الطيب وابن دريد والأزهري والجوهري صاحب الصحاح ..

- جميع الأعراب كانوا من العراق والقليل من الحجاز لأن الرواية قائمة هناك وهم لا يقيمون لأهل الشام وزناً ..

- ولما انشغل المسلمون في الحروب والجهاد عن الشعر .. ولما راجعوا روايته نسبت بعض القبائل الأشعار إلى غير أهلها وأخذ عنهم الرواة .. وقريش أقل العرب شعراً .. منهم من تثبت بإسناد كل خبر وهم الرواة .. ومنهم من كذب وبالغ وهؤلاء من كذب ووضع التهاويل والأباطيل وهؤلاء هم القصّاص .. ومنهم من جعل الأخبار علمه فهم يكذبون ويلفقون لمزيد من الحشو .. وهم الإخباريين ..

- أول من صنف قصص الأنبياء هو وهب بن منبه من أبناء فارس المتوفي سنة 114 هجرية ..

- في عهد أبوبكر الصديق تم جمع القرآن الكريم .. وقد كتبه زيد بن ثابت وبقي عند الخليفة أبوبكر رضي الله عنه .. وصارت الصحف بعد ذلك عند الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. ومن ثم عند ابنته حفصة رضي الله عنها .. وبعد أن اتسعت الفتوح وتفرق المسلمون أخذ كل مصر عن رجل من بقية القراء .. فأهل دمشق وحمص أخذوا عن المقداد بن الأسود وأهل الكوفة عن ابن مسعود وأهل البصرة عن أبي موسى الأشعري .. وقرأ كثير من أهل الشام بقراءة أبي بن كعب .. وجميع تلك القراءات أجازها رسول الله تعالى ﷺ .. فأصبح المسلمون على اختلاف في وجوه القراءة وأصبح كل فريق يكفر الآخر .. لذا أمر الخليفة عثمان رضي الله عنه أن ينسخوا الصحف التي كانت عند أبي بكر رضي الله عنه وأن يجمعوا الناس عليها رداً للشبهة.. ثم بعث في كل مصر بمصحف وكانت سبعة على الأرجح .. فأرسل إلى مكة والشام واليمن والبحرين والبصرة والكوفة وبالمدينة ترك واحداً وهو مصحف ( الإمام ) .. والمصاحف التي كتبت قبل مصحف عثمان لم تكن بترتيب السور المتعارف عليه اليوم .. كان القرآن مرتب بالآيات .. ففي مصحف علي رضي الله عنه كانت السور مرتبة حسب النزول .. أما مصحف عثمان فهو ترتيب زيد بن ثابت رضي الله عنهما ..

- سبعة قراء اشتهروا في عهد الصحابة رضوان الله عليهم .. ( عثمان، علي، أبي، زيد بن ثابت، ابن مسعود، أبو الدرداء، وأبو موسى الأشعري ) .. وفي أواخر عهد التابعين وبسبب اضطراب السلائق ظهر الأئمة السبعة الذي تؤخذ منهم القراءات حتى يومنا هذا .. ( أبو عمرو بن العلاء، عبدالله بن كثير، نافع بن نعيم، عبدالله بن عامر اليحصبي، عاصم بن بهداة الأسدي، حمزة بن حبيب الزيّات العجلي، وعلي بن حمزة الكسائي ) ..

- والشعر العربي ظهر قبل الإسلام بمئتين عام على الأرجح قولاً ..

- إن أدنى حد للقصيدة كما ذهب إليه المتأخرون هي سبعة أبيات .. وقد كانت قبل ذلك لا تسمى قصيداً إلا إذا بلغت العشرين بيتاً .. وإلا هي قطعة .. الشعر الجاهلي افتقد لمادة الجمال الروحي لأنهم كانوا منصرفين للأوهام وحياتهم الاجتماعية كانت بسيطة لعيشهم في البادية .. لذلك وجهوا جهدهم إلى الفصاحة وتشقيق الكلام فبلغوا فيه مستوى لم يبلغه أحد ..

- أول من عد الفنون وميزها وصنفها هو أبو تمام .. الأعشى هو أول من استخدم المديح في الشعر .. وبإجماع القراء امرؤ القيس هو أول من تغزل بالنساء بشكل فاحش وتعهر في أشعاره .. وقد شبب حتى بنساء والده وهذا كان سبب نفيه ..

- الشعر العامي ظهر في أواخر القرن الأول للهجرة أي في العهد الأموي .. وأول ما ظهرت في بلاد الشام لسقم ألسنتهم بالفصحى بالرغم من استبحار الفصحى فيهم .. والمواليا أو الموال فقد ظهر في عهد الرشيد عندما رثت جارية جعفراً بعد نكبة البرامكة ..

- يرى الرافعي أن المعلقات السبعة لم تعلق على سدانة الكعبة وهذا الحديث موضوع ..

- إمرئ القيس أشعر الشعراء في تاريخ الشعر العربي .. وهو المصدر لأغلب الشعراء عبر التاريخ ..

- الأدب الأندلسي لا يقهره إلا الأدب العراقي .. فأدباء الأندلس أخذوا علومهم من العراق ونشروها في الأندلس ..

- أصبح الأندلسيين يفتخرون بالكتب للمنفعة والزينة .. والكتاب غولي لجلده وحسن خطه ..

- عبدالرحمن الناصر وابنه الحكم المستنصر بالله هم من اعتنوا بالأدب .. حتى قبل عليهم الفرنجة لينهلوا العلم منهم .. لكن الكتب في قرطبة بيعت في حصار البربر ونهب ما تبقى منها البربر عند دخولهم قرطبة عنوة .. ففي عهد الحكم احتوت مكتبته على أربعمائة ألف مجلد .. بعد انقطاع خلافة الأمويين ومجيء ملوك الطوائف .. أصبحت الأندلس حافلة بالأدباء والشعراء ..






------






ودمتم بحفظ الرحمن ..


Profile Image for مَـازِن الطاهِـر.
121 reviews46 followers
September 15, 2023
كتاب مميز وفيه جهد بحثي وتأريخي رائع ولغته حسنة، لكنه سيكون عسيرا على من لم يقرأ شيئا في تاريخ الأدب العربي.

محزن أن عددا - ليس بقليل - من الأبواب والمباحث لم يتم الرافعي كتابتها لأنه توفي رحمه الله قبل أن يتم الكتاب، وقد تحدث العريان عن قصة الكتاب وطباعته في تصديره للكتاب، وفي مقدمته للجزء الثالث (ويحسن قراءتها مع التصدير ولا يؤجل قراءتها حتى يصل إلى الجزء الثالث).
وقد جمعت بعض النصوص من رسائل الرافعي لأبي ريّة تظهر جانبا لم يذكره العريان عن رحلة الرافعي مع كتابه هذا، لكن لن أضعها هنا حتى لا يطول الحديث، فليرجع إليها في موضعها.

بقي أن أنبه من سيقرأ الكتاب أن طبعة هنداوي الإلكترونية فيها أخطاء ونقص أحيانًا، فلذلك الأحسن أن يقرأ من طبعة دار الكتاب العربي، على ما فيها من أخطاء هي أيضا، ولم أطلع على غيرها من الطبعات لكن أحسب أن طبعة دار القلم التي ستصدر قريبا بعناية الدكتور وليد كساب ستكون أحسن طبعات الكتاب.

لم أتحدث حتى الآن عن مباحث الكتاب وما تضمنه، والكتاب يستحق الحديث أكثر ومناقشة ما فيه - وقد وقفت على بعض البحوث التي ناقشت أمورا في الكتاب -، لكن للأسف هذا مطلب عزيز المنال بالنسبة لي مع سعة حجم الكتاب وما يمكن أن يقال فيه، وأضيف إلى هذا ضيق الوقت والانشغال، لكن لعله يتيسر لاحقا إن شاء الله ونكتب عنه مراجعة أوسع.
Profile Image for حارث محمد.
27 reviews7 followers
August 2, 2021
#عصارة_كتاب (18)
( تاريخ آداب العرب )
#الرافعي الذي لم يحصل إلا على الشهادة الإبتدائية ،إذ قطعته العلةُ التي أصابته في أذنيه عن مواصلة التعليم النظامي، فلزم بيته يعلم نفسه بنفسه، وينهل من مكتبة بيته التي ورثها عن أبيه، ففاق أصحابَ الشهدات وعلا عليهم، فقد ألف هذا الكتاب وهو في سن الثلاثين، وهي سن قلما يتهيأ فيها لشاب أن يُحَصل فيها من أبواب العلم في اللغة ما اجتمع للرافعي ، فضلا أن يكون له رأي وموازنة واستنباط يخرج به على الناس في كتاب..
وسبب تأليفِ هذا الكتاب أنه لما أُنشأت الجامعة المصرية ، لم يجد الرافعي في مناهجها الأدبية ما يفتقر إليه الرافعي ولاتحدث أساتُذتها في الأدب حديثاً لا يعرفه الرافعي، فأيقن يومها أنه شيء!
فكتب مقالاً في جريدة يحمل فيه على الجامعة وأساتذتها، فرنَّ المقالُ رنينَه وأحدثَ أثرَه، فاعلنت الجامعةُ عن مسابقة تأليف كتاب في الأدب، ورصدت جائزة قدرها 200 جنيه لصاحب أفضل تأليف في مدة سنتين..
فانقطع الرافعي لتأليف هذا الكتاب " تاريخ آداب العرب" وفرغ منه قبل أن يحل الموعد الذي حددته الجامعة، طبعاً لم يكن الرافعي طامعاً في جائزة الجامعة، فهو لم يتقدم اليهم بكتابه أصلاً، ترفعاً عن قبول الحكم فيه لجماعةٍ ليس فيهم من هو أبصر منه بالمحكوم فيه، ومعروف عن الرافعي أنه شديد الاعتداد بنفسه..
مما تجدر الاشارة اليه أن الكتاب ثلاثة أجزاء وأحد عشر باباً، اشتمل الجزء الأول والثاني على ثلاثة أبواب وقد طُبعا في حياة المؤلف أما بقية الأبواب فهي في الجزء الثالث وقد كانت عبارة عن مخطوطات ورقية تركها المؤلف، إذ عاجلته المنيةُ قبل أن يتمكن من طباعتها، فقام بجمعها وترتيبها من بعده أستاذ اللغة والأدب محمد سعيد العريان رحمهما الله جميعاً.

الكتاب كما هو من عنوانه #تاريخُ آداب العرب، فقد ذكر فيه المؤلفُ كلَ ما يتعلق بالأدب منذ الإنسان الأول ، ومعنى كلمة الأدب ومراحل استخدامها حتى استقر معناها على: الاجادة في فَنيِّ المنظوم والمنثور على أساليب العرب ومناحيها.
اعتذر المؤلف عن عدم مناسبةِ الاستطراد والتفصيل في كثير من الأبواب والموضوعات، إذا الكتاب في نظره عبارة عن نظرة عامة لمسار الأدب زماناً ومكاناً مع شي من البيان والتوضيح..
فالكتاب كمرجعية علمية للمهتمين بالأدب المتخصصين فيه أنعم به وأكرم، لكنه من وجهة نظري المتواضعة "قد" لايناسب الأديب الباحث عن المتعة والاحساس بالجمال في عذوبة الشعر وألق النثر..
فهو كتاب بحث علمي وتأصيل أكثر منه كتاب مدارسة ومنادمة وتذوق!!

جعل المؤلف الكتاب ثلاثة أجزاء ، الجزء الأول كان في تاريخ كلمة الأدب، وعلوم وكتب الأدب، وتاريخ العرب وأصل لغتهم، وعن رواية ورواة الشعر وغير ذلك..

وفي الجزء الثاني قد خصه المؤلف للحديث عن بلاغة القرآن والسنة النبوية.. وقد فصل في تاريخ القرآن وفي القراءة وطرق الآداء ، وعن اعجاز القرآن وتحديه واسلوبه المتفرد..
وتحدث عن البلاغة النبوية وفصاحة النبي صلى عليه وسلم واحكام منطقه، وعن نفي الشعر عنه، وغير ذلك من المواضيع المتعلقة بالقرآن والسنة.

أما الجزء الثالث فقد كان عن الشعر العربي ونشأته ومراحله والمبرزون في الشعر والمقلون والمكثرون . وعن أنواع الشعر وحقيقة المعلقات وأصحابها !! وتكلم عن الشعر في صدر الإسلام والعصور التي بعده..
وتحدث المؤلف عن أدب #بلاد_الأندلس حيث عبق التاريخ الإسلامي وسحر حضارته، ذالكم الزمان الجميل الذي زهى فيه الأدب وتبختر ، حتى صيغت فيه قصائد الشعراء والشاعرات ألحاناً تهز مواجيد القلب وتحرك لواعج النفس..
انتقي لكم بتصرف بعض ماجاء في الكتاب عن أدب الأندلس وفنها وحضارتها:
- قد كان التلحينُ ضرورياً عند شعراء الأندلس، وما اخترعوا الموشحات إلا لأن أوزانها أحفل به من أوزان الشعر..
- من الملحنين الفيلسوف ابن باجة الغرناطي صاحبُ كتاب "الموسيقى" والذي يعدونه الكفاية في هذا العلم..
- أساس الحضارة الأدبية في الأندلس تلك الطبيعة التي كانت ترسل النسمات انفاساً موسيقية تُْؤخذ شعراً وتُلفظُ ألحاناً، وبذلك حبب إلى أهلها الأدب وطبعوا على هذه الشيمة..
- ومما خصت به غرناطة التي كانت تسمى دمشق الأندلس نبوغ النساء الشواعر منها.. ، فإذا كانت أنوثة تلك الطبيعة قد أنطقت النساء فكيف بالرجال؟!

جادك الغيـث إذا الغيـث همـى
يـا زمــان الــوصـل بالأنــدلـس
لـم يــكــن وصـلُــك إلا حُــلـمـا
في الكرى أو خلسـة المختلـس
************************
في ليـال ٍ كتمـت ســـر الهـوى
بالدجـى لـولا شمـوس الــغُـرر
مالَ نجـمُ الكـأس فيهـا وهـوى
مستقيـمَ الــسيـر ســعـدَ الأثــرِ

لقد قرأت من الكتاب الكثير وتصفحت الكثير وتجاوزت الكثير!!
يكفي أحياناً في نظرك وتصفحك لبعض مواضع الكتاب الذي تقرأه أن تعلم موضع ماستحتاج إليه لاحقاً!!
والسلام.
كتبه #حارث_محمد
29 ذي القعدة 1442هـ
🙏🌹
Profile Image for ريحانة.
127 reviews135 followers
April 15, 2018
كتاب قد لا يهم إلا المهتمين بدراسة تاريخ آداب العرب.
Profile Image for محمود المسلمي.
188 reviews20 followers
March 30, 2018
لك أن تتخيل كمية المعلومات و حجمها و تسلسلها في مجال غير مطروق مثل تاريخ أداب العرب قبل اختراع الانترنت و الحواسيب.
جهد مشكور و علم موفور لعملاق من عماليق الأدب
Profile Image for سارة الليثي.
Author 5 books97 followers
November 5, 2025
تاريخ آداب العرب في ثلاث أجزاء كان هدية لي في عيد مولدي الماضي من أحد الأصدقاء المجيدين في اختيار الهدايا الأثيرة، وها قد اقترب عيد مولدي القادم، ولم أكن قد قرأته بعد لكثرة سفري وترحالي ما بين القاهرة وأسيوط، وعدم تمكني من التقاط أنفاسي لأنتهي من عملي أو من رسالة الماجستير المقيتة تلك التي تلاحقني في كل مكان وتطبق على أنفاسي، ولكنني حزمت أمري وقررت أن أبدأ في قراءته، وعلى الرغم من شهرة وذيوع اسم مصطفى صادق الرافعي إلا إنني لم أقرأ له أي عمل من قبل؛ فليكن هذا إذن أول قراءاتي له.

مصطفى صادق الرافعي يحيي عقدي اللغوية:

بداية أول ما أثار دهشتي وإعجابي وأنا أقرأ مقدمة وتصدير كتاب تاريخ آداب العرب قولهم إن مصطفى صادق الرافعي حين وضع هذا الكتاب (أو هذه المجموعة من الكتب إن صح الكلام) كان عمره حينها ثلاثون عاماً فقط! ففي هذا العمر القصير كان قد حوى من العلم واللغة والبيان ما يؤهله أن يضع ما يشبه الموسوعة، وليس مجرد كتاب بسيط، وبينما أنا قد جاوزت عمره حين وضع هذا الكتاب، أرجو ألا ينتبه أحد لهذا الأمر، إلا إنني لم أكن -وما زلت- لا أفقه الكثير مما في هذا الكتاب.

كنت أظن في البداية أن مصطفى صادق الرافعي في كتابه تاريخ آداب العرب اهتمامه منصباً على التأريخ للآداب وفنونها وأنواعها، وكنت أعتقد أنني سأجد فيه على الأكثر قصص وحكايات من التاريخ العربي، ولكن الجزء الأكبر في الكتاب كان منصباً على الدقائق اللغوية، فبعد مقدمة طويلة في أنواع اللغات العالمية عامة وتصنيفاتها بدأ التركيز على اللغة العربية بدقائقها النحوية والصرفية وأنواع اللحن فيها، واختلاف النطق بين اللهجات وبطون العرب، ومن أكثر ما لفت انتباهي أن كلمة "نحم" التي نقولها عادة نحن الفتيات خاصة على سبيل الدلع بدلاً من "نعم" لها أصل لغوي حيث تنطقها قبيلة هذيل بهذه الطريقة وتقلب العين حاءً.

كما أشار مصطفى صادق الرافعي في كتابة تاريخ آداب العرب إلى أخذ اللغة العربية لبعض المصطلحات من اللغات الأخرى كالفارسية والسنسكريتية والرومية والسريانية والنبطية وغيرها، وهذا كله معروف، فمن المعروف أن ألفاظ الزنجبيل والاستبرق وما إلى ذلك الواردة في القرآن الكريم لم تكن ألفاظاً عربية، وإنما دخلت على العربية من لغات أخرى، ولكن ما شد انتباهي في هذا الأمر أن كلمة "نبي" أيضاً ليست عربية، وإنما أُخذت من الهيروغليفية لغة مصر القديمة، وهنا انتابني بعض شعور بالفخر.

المغالاة في العربية من تاريخ آداب العرب:

ربما من أكثر القضايا المثارة جدلاً في الأدب العربي الحديث هو تمسك البعض بالشعر العمودي ومهاجمة كل من يحاول الخروج عنه والتجديد في الشعر بشكل عام بدءاً من الشعر الحر وشعر التفعيلة وحتى قصيدة النثر، ولا يخلو الأمر من اتهام الطرف الآخر بالتغريب والعداء للإسلام والعروبة في شكل هزلي غريب، إلا أن واقع الأمر الذي يكشفه لنا مصطفى صادق الرافعي في الجزء الأول من كتابه تاريخ آداب العرب أن الأمر له جذور تمتد للقرون الأولى.

ولم يكن الأمر مرتبطاً فقط بنوع الشعر بل إن أحد النحويين -كما يذكر مصطفى صادق الرافعي في كتابه- أدعى أن العرب كانوا يعرفون علوم النحو والعروض بتوقيف متوارث حتى يصل للمصدر الأول وهو الله عز وجل انطلاقاً من كونه "علم آدم الأسماء كلها"، وأن هذه العلوم نسيت بمرور الزمن حتى قيض الله لهما أبا الأسود الدؤلي ليحيي النحو، والخليل بن أحمد الفراهيدي ليحي العروض، وهم بذلك يجعلون الأمر دينياً بحتاً، ومخالفته تعد مخالفة للشريعة وتأله على الله تستدعي محاربة من يقوم به وإماتة باطله!

ولم تكن المغالاة في هذا فقط بل إنهم غالوا أيضاً في كراهة الكتابة ووضع الكتب؛ فيذكر مصطفى صادق الرافعي في فصول كتابه تاريخ آداب العرب أن عبد الله بن عباس نهى عن الكتابة نهي قطعي، وحين أتى له أحدهم بكتاب يريد عرضه عليه أخذه منه ومحى ما به بالماء (وكانوا وقتئذ يكتبون على رقاع الجلود)، وكانت حجته في ذلك أن الاعتماد على الكتابة والكتب ستجعلهم يعرضون عن الحفظ، وتضعف ذاكرتهم؛ فإذا عرض للكتاب عارض ولم يعد موجوداً محى العلم من الأذهان، وهي وإن كانت حجة في ظاهرها منطقية إلا إنها تفوت أيضاً الكثير من العلم.

محاربة كل جديد ديدن تاريخ آداب العرب:

فنتيجة لذلك لم يكن في هذا الزمن مجال لمن لا يتمتعون بقوة الذاكرة أن يتدارسوا شيئاً من العلم، حتى إنهم كانوا يعيرون من يكتبون الكتب أو يأخذون عنها وكأنها مسبة، فذكر مصطفى صادق الرافعي عن موفق الدين النحوي في كتابه تاريخ آداب العرب، والذي كان يعد آية عصره في النحو، ولم يكن درس العلم شفاهة على يد شيخ أو عالم وإنما أخذه من الكتب، وعلم نفسه بنفسه؛ فظلوا يعايرونه بالأمر كلما غلبهم في حل مشكلة ما بدلاً عن الاعتراف بفضله وعلمه.

مما اضطره أن يسافر ويرتحل بين البلدان ليقرأ على الشيوخ والعلماء يأخذ إجازاتهم؛ ليتم الاعتراف به عالماً بينهم، ولم يكن به حاجة لذلك وإنما جرياً على عاداتهم، حتى أصبحت الإجازات من وجاهة القوم؛ فتهافت عليها الناس، وأصبح الأمراء يطلبونها لغرض التباهي لا مدارسة العلم، ويتفاخر بعضهم على بعض بها، ويبتاعونها بالدراهم والدنانير، وتفننوا في كتابتها وتجويد خطها، مما يذكرني الآن أيضاً بالتهافت على شهادات الماجستير والدكتوراه المضروبة ودفع النقود في سبيلها، أو استئجار بديل لتقديم بحوث الماجستير والدكتوراه فقط لأجل نيل المباهاة باللقب.

فما أشبه اليوم بالبارحة، ولكن عوداً على بدء في نبذ الكتب فإن رواية العلم شفاهة وتناقلها من لسان لآخر تعرضها للخطأ والنسيان، فجل من لا يسهو، حتى إنه ورد في كتاب مصطفى صادق الرافعي نفسه قولاً للصحابي "عمران بن حصين": "والله إن كنت لأرى أني لو شئت لحدثت عن رسول الله يومين متتابعين، ولكن بطأني عن ذلك أن رجالاً من أصحاب رسول الله سمعوا كما سمعت، وشهدوا كما شهدت، ويحدثون أحاديث ما هي كما يقولون، وأخاف أن يشبّه لي كما شبّه لهم، فأعلمك أنهم كانوا يغلطون لا أنهم كانوا يتعمدون".

هذا في الحديث والنقل عن رسول الله وهو أكثر أنواع الحديث تحرياً للصدق وأمانة النقل لما فيه من الوعيد لمن كذب عامداً على رسول الله؛ فما بالك بعلوم هي أدنى في المنزلة، وكيف لذاكرة أن تعي كل هذا دون كتابة أو تدوين، ويذكرني هذا بمحاربة كل أنواع الحضارة والتمدين حين تبدأ في الظهور؛ ففي زمنهم حاربوا الكتب، وفي زمن لاحق بعد أن استتب الأمر للكتب عن طريق الوارقين والنساخ حاربوا المطبعة حين ظهرت، ومن بعدها حاربوا الصحف.

وانتقلت الحرب فيما بعد للميكروفونات، ومن ثم الراديو والسينما والمسرح والتلفزيون، وكلما ظهر مخترع جديد لتسهيل الحياة والإبداع حاربوه، وآخر الأمر الآن ها هم يحاربون الذكاء الاصطناعي وكل من يستخدمه بنفس الحجج والدعاوي، وذلك لكونه سيقيد مهارات الذهن والتفكير وملكات الإتقان والفن والإبداع، ولا يدركون أن المبدع الحقيقي سيستخدم الأداة في تطوير إبداعه واختصار الوقت في الأعمال الروتينية والتصحيحية المرافقة للعمل الإبداعي، في حين أن المعتمد تماماً على الأداة لم يكن مبدعاً بالأساس ولا شيء حقيقي لديه ليقدمه، وسيظهر فراغه جلياً بعد عرضه لعمله المقلد صناعياً إذ لن تكون هناك أي روح حقيقية به.

هذا ما أثاره كتاب مصطفى صادق الرافعي في تاريخ آداب العرب لجزءه الأول، ولكن الكتاب مليء بالكثير الذي قد ينير فجوات في أذهان الكثيرين، ولكن الحديث سيطول، وكنت أظن أنني لن أتمكن من كتابة الكثير حول الكتاب؛ فإذا بي أتجاوز الألف كلمة؛ لذا سأتوقف عند هذا الحد، وأدعو كل قارئ ومهتم بالأدب العربي وتاريخه أن يطالع الكتاب، وربما في الأيام القادمة سأوافيكم بما قد يُستجد في جزئيه التاليين.

#تاريخ_آداب_العرب (الجزء الأول) للكاتب #مصطفى_صادق_الرافعي

#جولة_في_الكتب #كتب_تاريخية #كتب_أدبية

#مقالات #سارة_الليثي
Profile Image for محمد عمرو عبدالجبار.
Author 1 book12 followers
January 24, 2015
يتحدث عن اللغة العربية كلغة و إيش مكامن قوتها و منشأها و شوية يتكلم عن العرب " الفصل الأول "
يتكلم عن قوة القرآة البلاغية و اللغوية و تأثيره على العرب و أدبها " الفصل الثاني "
يأخذنا في رحلة لعالم الشعر من الجاهلية و نشأته و كيف نشأ و يتدرج معانا و مع عصوره في سرد جميل و غزير المحتوى " الفصل الثالث "
الكتاب لقامة اللغة و عامود الأدب ، الرافعي
Profile Image for " مطَّلِع " .
15 reviews15 followers
April 15, 2019
هذا كتاب في الأدب ، ولكنه ليس بكتاب في تاريخ الأدب . ولو غيَّر المؤلف عنوانه ، لكان كتاباً لا بأس به .
Profile Image for Ibrahim Saad.
84 reviews8 followers
December 12, 2020
لساني هويتي .. الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه بفضل الله تعالى اتممت مطالعتي لـ "تاريخ آداب العرب" والذي إن كتبت فيه من ثناء فلن استطيع أوفي حق ماقد كتب فيه بكل حرف وكل فاصل يقول عن حقاً في التاريخ الأدبي الكتاب الفاصل والمرجع الواصل بين الاصول العربية وهو يعد حقا الجدار الفاصل ...
وإني إن خط عقلي وقلمي مراجعة لذلك فلن استطيع أن أضاهي صاحب التحقيق والذي اتم نشر الجزء الثالث بعد وفاة المؤلف .. لذا آثرت أن اكتب مقدمة المحقق الأستاذ محمد سعيد العريان - وهو من أحد كبار كتاب مصر ..

"تاريخ آداب العرب" - مصطفى صادق الرافعي
وكما قيل وانه بعد اطلاعي لأراه حقاً قول صدق فإن كتاب "تاريخ آداب العرب" من الكتب الوافية في آداب وفنون العربية، إذ ضم بين دفتيه جميع فنون العربية لذلك يعتبره الكثيرون حتى يومنا هذا المرجع والمعول عليه لكل من يبتغي دراسة العربية وفنونها وآدابها.
وكما هو الحال أن لكل شئ سبب، فإن السبب الذي أعاج بالرافعي عن مذهبه في الشعر إلى هذا المذهب في التأليف، هو إنشاء الجامعة المصرية في سنة 1907م
ويعرف القراء مما قد ذكر في حياة "الرافعي" أنه لم يحصل من الشهادات العلمية غير "الابتدائية"، إذا قطعته بوادر العلة التي وقر تأذية عن المدارس، فلزم دارة يدرس نفسه ويعلم نفسه حتى حصل ما حصل وظل يطلب المزيد، فلما أنشأت الجامعة المصرية تطلع إلى ما يقال هناك في دروس الأدب، لعله يجد فيه الجديد الذي يتشوف إليه ويطلبه.
ومضى على إنشاء الجامعة سنتان وما استحدثت شيئاً في الأدب يفتقر إليه الرافعي وما تحدث أساتذتها حديثا في الأدب لا يعرفه الرافعي .. وأيقن الرافعي من يومئذ أنه شئ .. فلبث يتربص .

وطال انتظار الرافعي وما استطاعت الجامعة أن تثبت له أن فيها دروساً للأدب، وما استطاع الرافعي أن يقنع نفسة بأن في الجامعة اساتذة يدرسون الأدب، فكتب مقالاً في "الجريدة"، يحمل فيه على الجامعة وعلى اساتذة الجامعة وعلى منهج الأدب في الجامعة.
ورن المقال رنينه وأحدث أثره، فاجتمعت اللجنة الفنية لجامعة وسبقت بين الادباء جائزة- مائة جنية - لتأليف كتاب في "ادابيات اللغة العربية" وكذلك كانوا يسمونها - وضربت أجلاً لتأليف الكتاب سبعة أشهر.
وقرأ الرافعي دعوة الجامعة فلم يرض ولم تهدأ نفسه، فكتب مقالاً ثانياً في الجريدة، ينعت فيه الجامعة ولجنة الجامعة، ويتأبى على الدعوة التي دعت، ويقرر أن الذين دعوا الدعوة، إلى وضع الكتاب وجعلوا لذلك العمل إلى فصاله سبعة أشهر إنما مست بهم الحاجة إلى كتاب وأعوزهم مؤلفة فالتمسوه بتلك الدعوة يفتشون عنه في ضوء الجائزة.
"انهم في الأغلب سيعهدون بتدريس الكتاب لغير مؤلفة، فيكون الحاضر لديهم كالغائب عنهم، ولا فضل لدارهم إلا انها مصدر تلقين فإذا طبعالكتاب صارت كل مكتبة في حكم الجامعة، لأن العلم هو الكتاب لا الذي يلقية، وإلا ما بالهم لا يعهدون بالتأليف لمن سيعهدون إلي بالتدريس ؟ وهل يقتصرون على أن يكون من كفاية الأستاذ القرة على إلقاء درسة دون القدرة على استنباط الدرس واستجماع مادته حتى لا يزيد على أن يكون هو بين تلامذته التلميذ الكبير" ..!!

ثم كانت احد مقالات الرافعي ايضاً كتب " لم تنفض الجامعة يدها من قوم رؤساء الصناعة وظهور مناصبها العاليه وألسنة الحكم فيها، ثم تلتمس من ضعف الأفراد ما لم تؤمله في قوة الجماعة وهي تعلم أن الحمل الذي تتوزعة الأكف يهون على الرقاب".
ومضي الرافعي يتجنى ويتدلل، وعادت الجامعة تفكر في الأمر، ثم أعادت نشر المسابقة يتأليف الكتاب، وزادت الجائزة إلي مائتين والمدة سنتين وتعهدت بطبع الكتاب المختار وتأهب الرافعي لتأليف كتابه.
انقطع الرافعي تأليف هذا الكتاب في منتصف 1909، وفرغ منه وأتم طبعة في سنة 1911 قبل أن يحل الأجل الذي فرضته الجامعة، ولم يكن الرافعي طامعاً في جائزة الجامعة ولذلك لم يتقدم لها بكتابهـ ترفعاً عن قبول الحكم فيه لجماعة ليس منهم من هو أبصؤ منه بالمحكوم فيه !
ولعله كان يؤمل يومئذ أملا كبيراً من الحصول على جائزة الجامعة.
وكان أسبق المؤلفات ظهوراُ لدعوة الجامعة، الجزء الأول من كتاب جورج زيدان، ثم هذا الكتاب الذي بين أيدينا، سبقه ذاك بشهر أو شهرين سبقاً مطبعياً.
هممت أن أتحدث عن هذا الكتاب من حيث أراه وكيف اجتمع لمؤلفه الرأي فيه، وأي نهج سلك، ولكني آثرت أن ادع لقارئة قولة مجرداً، غير متأثر بثناء صديق أو مذمة ناقد، وحسبي ماذكرت من ذلك في كتاب "حياة الرافعي".
ويجد القارئ في ص 22، 23 من الجزء الأول ثبتاً لأابواب المتاب في أجزاءه الثلاثة، وقد رتبها على اثني عشرة باباً، أما الأبوب الثلاثة الأولى منها فقد صدر بها الجزء الأول والثاني، وقد سبق طبعهما في حياة المؤلف، وأما سائر الأبوب في حديث عنها في صدر الجزء لثالث، إذ خلفه المؤلف على مكتبه ورقات مخطوطة، على أنه قد فرغ من تأليفه - فيما أحسب - منذ بضع وعشرين سنة، ثم صرفته شئون الحياة حتى أعجله الموت عن تمام أمره - يرحمه الله
12 من ربيع الأول سنة 1359هـ - السبت 2 أبريل سنة 1940م ...
Profile Image for زَنوبيا.
92 reviews12 followers
July 28, 2020
مع آخر ورقة من صفحات هذا الكتاب الطويل جدًا أخيرًا استطعت أن أكلمه محافظة على نفس الشغف والتلهف لقراءته.. !
اندهشت كثيرًا وتعجبت؛ كم قرأ الرافعي وبحث وبصر واستقرأ ونظر في مختلف أنواع الكتب والمراجع ليخرج لنا هذه الموسوعة الأدبية العظيمة!
لا أحسبها ولا أعدها شيئًا آخر غير موسوعة علمية كاملة في الأدب وتاريخه.. في كل صفحة من صفحاته ترى سردًا هائلًا لكم غير يسير من الكتب لعظماء الأدباء العرب والعلماء غير العرب في مختلف نواحي العلوم، النحو والصرف والبيان وفقه اللغة وتاريخه والصوتيات والتاريخ وعلوم القرآن والأنساب والرواية.. كي يستطيع أن يستخلص المفيد منها، ويفند محاسنها من ركيكها ويعرضها مجمعة في هذا الكتاب فهو الشيء العجاب!
وإذا علمنا أنه تفرغ تفرغًا تامًا وانقطع لكتابته لثلاث سنوات فأحق به أن يُخرج لنا شيئًا مُلهمًا لم يسبقه إليه أحد!
وأتساءل لماذا لم ينتشر مثل هذه الموسوعة كمرجع بين العلماء واللغويون وكل المهتمين بالتاريخ الأدبي؟
كما أني رأيت به فصولًا كثيرة يستحق لها أن تُسرد في كتاب منفردة عن غيرها من الفصول كما حدث في الجزء الثاني إذ سُميَ بـ "إعجاز القرآن" وطُبع منفردًا"
إنه لا ريب أول كتاب في فنه وبشهادة من عظماء الرواة والكُتّاب، فما رأى قُرَّاء العربية كتابًا علميًا في "تاريخ آداب العرب" قبل هذا الكتاب
فلم تضل في مذاهبه وفنونه ولم تغفل عنه وجه اللسان ولم تنقطع دون محاسن الكلام وعيونه وقد بسطت وهذبت ونحوت ولم يسبقك من العلماء أحد كما لم يحتفِ بك أحد كما ينبغي لك
واختتم بـ استعارة مقولته: "بيد أن الورقة من أحدهما تعد في بركتها بأشجار، ومن الآخر تُعدل في منفعتها بأسفار، وأحسبني هذا ال "الآخر"..
والسلام
Profile Image for Faisal X.
114 reviews105 followers
June 23, 2019
كتاب جميل يتكون من ثلاث اجزاء، كل جزء يختص بموضوع معين شرحه لنا العالم الجليل الرافعي بأسلوب بسيط من حيث اللغة والتراكيب والمعاني يعطي للقارئ فكرة جديدة عن اللغة وأنواع الأدب شعرا ونثرا وأصل هذه الكلمة في اللغة، كتاب ذو قيمة علمية عظيمة أنصح به.
Profile Image for Mohamed Attia.
32 reviews2 followers
June 22, 2020
كتاب من اهم المراجع التى كتبت فى تاريخ الادب العربى على الاطلاق صدر عام ١٩١٢ و مازال حتى الآن خير معين لمن يريد الاقتراب من المنابع الاولى لنشأة الادب العربى
و لما لا فالمؤلف هو شيخ كتاب اللغة العربية مصطفى صادق الرافعى صاحب الثقافة الغزيرة فى الادب و التاريخ لذا جاء الكتاب مزيجا من التاريخ و فنون الادب ارخ به الرافعى للادب العربى على اختلاف فروعه مستعينا بعدد كبير من المصادر استقى منها مادة كتابه بدأها بنشأة اللغة بوجه و انتقل منها الى اللغة العربية ثم اشترط بعد ذلك الى الرواية بوصفها واحدة من اهم فنون و مصادر التعرف على الادب العربى ثم انتقل الى الحديث عن اعجاز القرآن و الباغة النبوية بشكل يتسم بالعمق الشديد مختتما كتابه بالحديث عن الانواع المتعددة لكل من الشعر و النثر فى عرض بديع جدا و منظم
Profile Image for Abdulrahman .
48 reviews1 follower
May 28, 2025
الحق أني قرأته قبل ما يزيد عن ١٠ سنين ثم عدت إليه وقد اشتد عودي وازدانت قريحتي ومرنت سليقتي، ولم أقرأ للرافعي غير هذا الكتاب، وليتسع صدر محبيه لما لدب من ملاحظات على هذا السفر الكبير:
١- الحقيقة أن الرافعي ضمن كتابه الكثير مما لا صلة له بتاريخ الأدب ولا الأدب، ولا أدري لم فعل هذا، حتى خيّل إلي أنه أراد أن يستعرض سعة علمه واطلاعه والحق أنه فعل ذلك باقتدار، لكن ليس هذا محله.
٢- أسلوب الرافعي مسبوك بليغ يلحظ قارئه ثراء مفرداته وغزارة معانيه ورشاقته في التقلب بين مواضيع مختلفة بأسلوب بليغ واستعمال فصيح يخيل إليك أنك تقرأ لكاتب ليس من لسان هذا العصر، إلا أنني أعيب عليه التطوير في أسلوبه تطويلاً مملاً للقارئ، وهو ليس حشواً في أحيان كثيرة على أنه حشو في بعضها، لكنها إطالة يمكن الاستغناء عنها، ففضلاً عن التفصيل في موضوعات لا علاقة لها بتاريخ الأدب إذا بك تسير مع الرافعي ببطء شديد لكثرة ما يطيل في الإبانة عن مراده، وهذا في الحقيقة لا يليق بمثله، ولا في كتاب يؤرخ لمثل هذا الموضوع.
٣- عتبت على شيخنا الرافعي أن سار مع من ساروا في ذكر أنواع الشعر وفنونه كما سار عليها غير في كتبهم المدرسية، فالحقيقة أن أغراض الشعر وأنواعه محصورة في الفخر والمديح والهجاء والرثاء والنسيب والوعظ أو الحكم، وما سواها من قصص ووصف وأمثال وأخلاق فلا تستقل بذاتها بل هي مندرجة فيما سبق، والإسراف في التقسيم عي في حقيقته.
٤- ثمة بعض المواضع مما فات شيخنا الرافعي وحسن استدراكه من المحقق كذكره قصة هجاء ابن جدعان إذ لم يجد أبياتها التي أبكت ابن جدهان وقد ذكرها ابن قتيبة بطولها في الشعر والشعراء.
Profile Image for Ahmed Elshafei.
23 reviews4 followers
November 13, 2018
ضجيج العاصمة وأهازيج مدينة النيل لم تقع في قلبه الشاب كما وقعت بالخوف في قلبه رياح قاهرة المعزِ. شمس بهتيم ودَّعَته بذكرى لهيبها على وجهه الضئيل، وأصوات أجراس الجامعة الجديدة لم تجد طريقها إلى رأسه حيث خرَّب أذناه مرض التيفود منذ عقود فلم يعرف السمع.

حفيد الفاروق وسليل بني عمر بن الخطاب لم يرتد مدرسة بعد مدرسته الابتدائية التي تركها قعيدا مريضا، وها هو اليوم يرتاد جامعة تنظم الأدب وتلقن دروس البلاغة وكلام العرب.

هذا الشاب الذي لم يستسلم أباه في وجه ضربات الصعاب وكان قاضيا بين الناس في بلدان مصر نهارا ومعلما لولده فيما تبقى من كرم الوقت في يومه؛ لم يمهل أساتذته في الجامعة إلا سنتان حتى صارحهم برأيه فيما يقدمون، فما ذكروا شعرا أو جاؤُوا بصفحة من الأدب إلا زادهم فيها وما التمسوا التدريس في أمر إلا دَرَّسهم إياه، ففاض به أمر أساتذته حتى ذَمَّ ركاكة علمهم وقلة نفعهم، وما كان من الجامعة إلا أن جعلت في أمره جائزة لمن يؤلف كتابا عن تاريخ الأدب ووعدت بتدريسه بين الطلاب ردا عليه لاثبات قوة ما يتم تدريسه في الجامعة، فنهاهم وزجر مسعاهم لأنه يرى أن الأستاذ إنما يرسل العلم من عقله لا من منهج أو كتاب وقال: هل يقتصرون على أن يكون من كفاية الأستاذ القدرة على إلقاء درسه دون القدرة على استنباط الدرس واستجماع مادته حتى لا يزيد على أن يكون بين تلامذته التلميذ الكبير !!

ثارت الجامعة على هذا الطالب المتمرد الذي لم يمضِ على قدومه عامان وهو لم يدرس سوى الابتدائية فقط، فزادت في الجائزة، فتنبه لها صاحبنا حتى انقطع لهذا الكتاب وألف كتابه العظيم تاريخ آداب العرب ونال الجائزة وبدأ فيه بمقدمة بها من البلاغة ما بها حتى صار علما من أعلام الأدب العربي ورجلا من رجال الدين يدفع الله به قول المغرضين وكان في منزلة الفحول في تاريخ الأدب العربي ومكانة الأبطال في نضاله وحبه لوطنه وبلاده حتى تعدت مشاعره حدود مصر فكتب لتونس نشيدها الوطني ومات في منتص العمر بعد أن كان خير مثال لرجل رباه رجل... إنه مصطفى صادق الرافعي العمري
This entire review has been hidden because of spoilers.
24 reviews3 followers
April 3, 2015
وهذا كتاب عشت معه مع أجزاءه الثلاث :
طنت بمنتهى الحبور والاستمتاع مع قراءة أصول وتاريخ ومذاهب وطرق اللغة العربية، مع التعمق في ميزاتها وما انفردت به، وكل ذلك في الجزء الأول.
وكدت أنسى نفسي أثناء الخوض مع الرافعي في دقيق إعجاز القرآن الكريم بعد لمحة عن تاريخه وجمعه واستنباط العلوم فيه ، وإعجازه الأول في نقل أمة كانت ترعى الغنم، حتى صارت ترعى الأمم ... (هذا الجزء يجب أن يكون في طل دار).
أما الجزء الثالث فقد كان أكاديمياً حتى ثقلت رأسي به، ولكنّ الكتاب لرائع
Profile Image for almotny.
20 reviews1 follower
October 19, 2010
جهد جميل من الرافعي يشكر عليه يرحمه الله
Profile Image for Bayan.
155 reviews23 followers
January 26, 2013
أعجبني الكتاب لأن له علاقة باختصاصي

وقد أفدت منه كثيرا
Profile Image for مبارك الهاجري.
Author 8 books107 followers
August 13, 2013
سأرجئ مراجعتي فيما بعد، فهذا كتاب لا تتوقف فيه عدداً تستطيع عده للوهلة الأولى، ففيه منهلٌ جارٍ أبداً بالعلم لا يسكن ولا يقف.
Displaying 1 - 22 of 22 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.