" ظللتُ في المدرسة الخاصة، وخرج جاري عبد الله إلى مدرسة حكومية، يحكي عن المشاهد التي لم نكن نراها في مدرستنا الخاصة، سور قصير، سجائر تٌدخن بالحمام، صور إباحية يتبادلها الجميع في خلسة كتجارة غير شرعية، هكذا ظل يحكي عن العالم الذي ولج بابه بمجرد خروجه من مدرستنا عالية الأسوار، كأنه يداري حزنه لمفارقة المدرسة التي ألفها، بحكايات جديدة، أمي تأسف عليه مرددة: ما ذنبه يغادر مدرسته من أجل طلاق أبويه، وفي ذلك اليوم الذي اكتملت فيه حركة الكون بمنزلي بعودتي من المدرسة، لم تكتمل بمنزل عبد الله، إذ لم يعد من المدرسة حتى صلاة العشاء، يومها صرخت أمه وولولت، ودفعتني أمي لأبحث عنه، لم أكن أعرف طريق مدرسته الحكومية، فقط خارج شارعنا وجدته واقفًا على الناصية، يتصاعد الدخان من أنفه وفمه، ن
" أمسكت الكتاب، صورتها كانت على غلافه الخلفي و أسفلها"إستيكر" السعر 50 جنيهًا، نفس مبلغ يوميتي، و هي أيضًا آخر 50 جنيهًا بحوزتي، إذا ما ضحيت بها و اشتريت الكتاب، فلن يجد أبنائي ما يأكلونه هذه الليلة."
هذه الفقرة معبرة تمامًا عن الصراع الدائر داخلي هذه الأيام، صراع صرف المال على الأولويات و صرفه على الكتب باهظة الثمن، أتذكر هنا موقفي في مكتبة أريد شراء كتابين لعميد الأدب العربي "طه حسين" عن الفتنة الكبرى، و تراجعت تخوفًا من أن المال لن يكفيني و أن عندي 300 كتاب أو يزيد في البيت لم تُفتح فيهم صفحة، زادت هذه الفكرة في رأسي بعد ما تبين لي لكل أحصل على ال50 جنيهًا المذكورة بالأعلى واجبٌ علي العمل 12 ساعة متواصلة لتحصيلها!
دعونا من هذه المناحة، و لنتكلم قليلًا عن المجموعة، حسنًا هي متتالية قصصية، يتخلل بعض أرجائها خواطر متناثرة، تشي بأسلوب رشيق لكاتب يجيد وضع كلماته في نصابها الصحيح، أجاد وصف ما مر بنا و اعتصرنا في فترة من فترات حياتنا، من الكتابات القليلة التي شعرتُ فيها أن قلم كاتبها شامخٌ و كبير، و دليلي على ذلك أنه عبر عن ذاته بكل بساطة، لن تحتضن الشروق كاتبًا شابًا إلا و كان فذًا، كل التوفيق للكاتب.
سبع محاولات للإفلات من الحياة، تنتهي بالانغماس الكامل فيها ..في مجموعةٍ ترتدي غلافًا برتقاليًا شبه قاتم وشبه مشرق يأخذنا وجدي الكومي إلى أماكن الضعفِ النبيل في مسيرةٍ متكررة لأبطالٍ ليسوا نبلاء ولا أوغاد، أطفالٌ ذوو شقاوةٍ وآباءٌ بلا أبوة وأخطاءٌ حقيقية وأحلامٌ حقيقيةٌ أيضًا، كاتبٌ ينتصرُ كلُّ شركائه في قصصه وينهزمون في معاركهم، هكذا يصدرُ لنا شخصياته كشركاء في طفولته وشهواته ومقالبه وخطاياه ومخاوفه، فلا نكاد نفصله عنهم أو نفصلهم عنه. مجموعة جديرة بالقراءة والاحتفاء.
صدر مؤخرا عن دار الشروق، مجموعة قصصية للروائي والقاص وجدي الكومي، بعنوان "سبع محاولات للقفز فوق السور".
ويضم الكتاب، مجموعة من القصص التي نشرها الكومي على فترات متباعدة، في عدد من الصحف، لكن هذا النشر المتعدد للقصص، لا يفصح عن التيمة القصصية التي رتب بها القصص داخل الكتاب، وهو ما سيتبين لقارئها، فور تصفحه لها.
وترتبط القصص الموزعة بين ضفتي الغلاف، الذي صممه الفنان وليد طاهر، بوحدة عضوية، تجمع «تيمات» القصص، وتوحد موضوعاتها، ويستطيع قارئ العمل الجديد للكومي، أن يلحظ من عنوانه "سبع محاولات للقفز فوق السور نفسا قصصيا، طويلا، يشد قصص المجموعة، بخيط واهن، تزداد قوته، كلما تقدم قارئ الكتاب، في قراءة القصص.
سبع محاولات للقفز فوق السور، تحتوي قصصا بتيمات مختلفة، عن تجارب عديدة، لأبطالها، وهو ما يجعل قارئ العمل، يشعر بمسافة زمنية ما، بين كتابتها، على الرغم من أن أسلوب القص لم يختلف كثيرا، فى أغلبها، إنما تتميز المجموعة بتنوع موضوعات القصص، وعزفها على أوتار اجتماعية فى أغلبها.
يذكر أن هذا الكتاب هو الكتاب القصصي الأول للكومي، بعد روايتيه شديد البرودة ليلا الصادرة عام 2008، والموت يشربها سادة الصادرة عام 2010، عن دار العين للنشر.
مجموعة قصصية جيدة ، تتميز بالوصف الجيد للمشاهد و تبتعد عن المباشرة ، تنقسم المجموعة الي ستة اجزاء ، يستهل كل جزء بمشهد عن شخص في مراحل عمرية مختلفة ، و تختم المجموعة بمشهد سابع ، هذه المشاهد المتوالية في استهلال الاقسام و السابعة في الخاتمة توثق لمراحل عمرية متتالية لشخص واحد ، بينما اقسام المجموعة الداخلية لا تترابط فيما بينها و لا تتفق سوى بطريقة الكاتب المميزة في القص ، يتميز الحوار في المجموعة بواقعيته و استمداده من بيئة ابطال القصة في البائع السريح ينادي علي بضاعته بالفاظ مقتبسة من الواقع ، و سائق الاتوبيس يغازل المرأة بكلاشيه دارج في العامية المصرية ، يتحرك ابطال المجموعة في نطاق ضيق من المشاهد المحبوكة فينغلق عليهم و يترك للقارئ تصوراته الخاصة عما لا يظهر في الكادر ، ليطبق المؤلف نظرية جبل الجليد العائم في محاولات لا بأس بها استمتعت بالمحاولات و اعتقد انها محاولات ناجحة للقفز من علي السور
"هذه محاولات طفل.. للقفز فوق السور شب وكبر وظن أن إقامته صارت أطول منه وتصور أنه لم يعد بحاجة لبذل الجهد الذي كان يبذله في السابق لكنه كان واهمًا فالسور أيضًا كبر معه وكلما زادت قامة الطفل سنتيمترات زاد في المقابل ارتفاع السور أمتار لم تعد المحاولات السبع كافية واتبع الكثير من الحيل ولجأ إلى العرافين والعالمين ببواطن الأمور لعلهم يجدون طريقة للسور كي ينقض لكنها كانت كلها محاولات باء بعضها بالفشل وكاد بعضها الآخر أن يتكلل بالنجاح وتبقى في النهاية.. قامته وطولها.. في مواجهة السور وارتفاعه."
سبع محاولاتٍ للقفز فوق حاجز الماضي، سبع محاولاتٍ للنظر إلى ما مرّ لكن برؤية مختلفة أكثر وعيًا، من خلف كوّة في سور الاعتياد. مهارةٌ ليست سهلة أن يكون للواحد القدرة على سرد أحداثٍ شخصية عادية، لكن قالب السرد يعطي للحكايات قيمةً أكبر ويجعلها غير مألوفة. قلة من الناس يستطيعون تحويل الحكايا الشخصية إلى شيءٍ سامٍ يدخل القلوب، الحكايا الشخصية هي جنس الكتابة الأسمى بالنسبة لي، ومن يُعبر عن ماضيه بخفة وسلاسة كما فعل وجدي الكومي هنا، هو كاتبٌ أحبه. ربما هذه المحاولات تأخذ طابعًا قصصيًا في بعض النصوص، لكن صدى اليوميات يغلب عليها.
ليست من عاداتى قراءة الكتب على مرة واحدة , أنا أقرأ عادة ببطء وعلى مرات , ولكنى قرأت السبع محاولات فى ثلاث ساعات متصلة , أو أقل
وبالرغم من أن هذا اللون من الكتابة ليس اللون المفضل بالنسبة لى إلا أننى استمتعت بالمجموعة جدا , وباللغة الرشيقة البتى تكسر حدة واقعية المجموعة , التشبيهات المتماسكة غير المفتعلة السلسة التى تتميز بخيال خصب يناقض واقعية الحدث.
لقد فتنتنى (نوافذ لا تلاصقها نوافذ) وعدت لأعيد قراءتها من جديد بعد أن أنهيتها لأعيد النظر بالتشبيهات بعد أن تكشف لى الغموض الذى غلف القصة عند قرائتى الأولى
أيضا مدخل وحيد للبلدة , وبالرغم مما وجدتها مبالغة ميلودرامية أن تكون أم الصديق هى ذاتها المرأة أياها إلا أن سلاسة السرد واتقانه أقنعنى وأغفلت تلك النقطة وصدقت القصة وأحببتها.
بنظرى كانت فصول المحاولة السادسة أقل من باقى المحاولات نوعا ما.
ترتيب القصص , تقسيم الفصول وتقسيم قصة السور بين الفصول كانت موفقة للعاية وجعلت للمجموعة بنيان وروح واضحين.
سأعاود قراءة بعض القصص مرات أخرى .. مجموعة مميزة :)
رأي في القصص إنها كلها بلا إستثناء غامضة و الغموض مقصود جدًا جدًا تعجبت من قدرة الكاتب على تقمص الحاله الشعورية و الوصول الى نفسية الطفل فى اكثر من قصة.
كنت أشعر بالقفزات فعلًا اثناء قراءة المحاولات ذات الصفحة الواحدة فهى كرصاصة تصيبك بالحيرة وصداع التفكير.
أحببت الاسم و تعجبت للغلاف!
اللغة جيدة ولكن يؤذيني تداجل الفصحى مع العامية في جمله واحدة
متمكن من إختزال الاحداث في كلمات و لربما في علامة ترقيم.
الكتاب جبد ، واضح المجهود المبذول ولكن... فيه اختزال زايد، فيه فكرة داخل راس المؤلف غير واضحة المعالم للقارئ بشكل زايد،يظهر ده في بعض القصص بالذات ( هاذكر اسمها لو حبيت ) ده لاضافة الي اني مافهمتش فكرة السبع محاولات وده ممكن جدا يكون المشكلة من عندي انا . حاجة اخيرة،كان فيه كلمات غير مناسبة لاسلوب الكتابة ووصلني احساس ان الكاتب بيستعرض مفرداته
#ريفيوهات "سبع محاولات للقفز فوق السور.......بين ربما وربما"
-بالنسبة لي فقد تعودت على أن تكون المجموعة القصصية مترابطة؛ إما بشكل صريح يسلم فيها نهاية قصة لبداية أخرى كما المتتاليات القصصية. أو بطريقة ضمنية في وحدة زمنية أو فكرة ما أو قضية تتشارك فيها شخصيات القصص همها ومعاناتها. لنصل في الحالتين إلى عمل-غالبا- له وحدة واحدة، يدل عليه عنوانا جامعا تتوافق عليه القصص -سواء عنوان قصة من ضمن المجموعة وهو السائد أو خارجها- وكذلك عاكسا لتفاصيل كل قصة على حدة.
-تغير تلك المجموعة -في رأيي- هذه النظرة قليلا، وإن اتفقت فعلا على الترابط بين القصص وبعضها. إلا أن الطريقة وقوة الترابط تبعث الحيرة من تدرجها في التباين، وكذلك في علاقتها بقصص المحاولات السبع والتي تمثل رأس العمل على الأغلب. فمن خلال القصص "كقصص هالات سوداء حول القمر، ولأن أبي لا يصلي العصر يوم الجمعة، وباب موارب، وشرخ" نلاحظ تماسكها وتلاصقها بالمحاولتين الأولى والثانية، فتكون للوهلة الأولى سيرة مجمعة تتشابك مع القصة الأولى سميّة المجموعة "سبع محاولات للقفز فوق السور "، لتفسر ما كان فيها من طبيعة السور-ويشير ذلك إلى الواقع- الذي يعوق الطموحات والتصورات البريئة التي تشكل الشمس والقمر فيها-والمثال على ذلك في تعنت ناظر المدرسة في قصة هالات سوداء حول القمر وسؤاله المُلح عن عمل والد الطفل الصغير- وأيضا تعرض أمامنا المعاناة نتيجة ذلك العائق والخسارة المستمرة في تجاوزه والوصول لطموحه. حتى نتفهم سر العناد الدائم بين المرء وواقعه، وما فيها من حيل تجعل باب الصراع مواربا، أي لا حد له.
ملاحظة: لذلك يلاحظ في معظم القصص والمحاولات "كقصة محاولات للتنفس" تتابع سردها الذي يتكون معظمه من جمل قصيرة أو جمل متوسطة ليس بها إسهاب أو تطويل، واستخدام الفاصلة "،" في ذلك التتابع والانتقال، وكذلك عدم ظهور النقطة إلا إشارة لنهاية القصة على الأغلب.
-لكن في النصف الثاني من المجموعة، وباتجاه الكاتب إلى الإسقاط "كما في قصص الحافلة، وفي منافسة الشمس والقمر، وبقع كحلية في الشاي" أو تخليد الرموز كالتعرض لحادثة سليمان خاطر في قصة "غارة المانجو" يصيب القارئ بالحيرة والتشتت، بإضعافه ذلك الرابط بين القصص والمحاولات المتتابعة لصالح التركيز حول تجارب أخرى قفزت من فوق سور المألوف وكسر العادة -فيتفق من حيث الشكل مغامرة الفدائي ومغامرة سالم في قصتي مدخل وحيد للبلدة وغارة المانجو مع مقامرة الثري بقصة في منافسة الشمس والقمر- أو لازلت تحاول أن تغلب واقعها وتحقق حلمها ولو كان طفوليا"كما في طموح الشاب للوصول للحياة السعيدة في قصة السطور أو طموح الفاعل في أن يعمل مع الكاتبة الباسمة في قصة النهار الذي حك ظهره بالدنيا أو حلم الفتاة بالثراء السريع كما قصة نوافذ لا تلاصقها نوافذ". فيرينا من خلال هذا الانتقال المفاجئ أنه ضبط نفسه -بعد أن حقق عامل الجذب كما فعل السيناريست في قصة في التتر اسمي يأتي قبل اسمك" ممعنا في تجربة معقدة بنظرة واحدة، وكان لا بد من أن يشق بقلمه -كما كانت رمزية العصا في قصة مدخل وحيد للبلدة- تجارب مختلفة حاولت أو لا زالت تحاول، حتى لو كان ناتج ذلك مزيج منفر "ومنها جاءت صورة رائحة العطن في بعض القصص" إلا أننا حتما وبتفكير وروية، سنستمتع بذلك التنوع كما استمتع بطل قصة بقع كحلية في الشاي برائحة الورد المرشوشة.
--طريق طويل من بما أن إلى إذن "حركات تحتاج لترتيب"
-وبالنظر مجملا إلى التجربة، نجد أنها تفتح أمامنا درجة ربما أقل من الصراع، إذ أنه لا يعتمد على المواجهة في بعض الأحيان مفسحا المجال إلى لعبة المناورات والحركات العفوية، التي ليس لها شكل محدد، لعلها تمنع التصادم الذي يضع حدا للصراع بغلبة طرف على آخر -كما في قصة شرخ حينما انهدم الجامع موافقا للقصص المحكية أن الثعبان "ويعني الشق في تصورهم" إذ قضم ذيله ينهار كل شيء-، لتكون أقرب شبها -كما وصف الكاتب في قصة الأجراس والمحاولة الثالثة والرابعة- بدخان. شيء مخاتل يخادع صاحبه وكذلك غريمه. فيحتاج حين يقدم للناس -وكي لا يحيلوه إلى قوة أو فكرة تشتت تلك المناورة- أن يقدم في قالب منطقي مرتب، وهنا -ربما- كان لقاء الفاعل مع الكاتبة الباسمة في قصة "النهار الذي حك ظهره بالدنيا " وأيضا العملية التي قام بها سالم في قصة "غارة المانجو " احتاجت لعمود منطقي جاء بشكل حواري مرتب ترتيبا عدديا، وذلك للانتقال من بما أن إلى إذن، بسهولة.
- وبين الدخان تنعكس أمامنا طبيعة التجربة-الطفل وسوره- لنجد المرء الحالم الذي يعيش حياته كصفحة بيضاء، يلونها كما يريد، ويكسبها القيمة كيف يرغب ويميل، فيرى من تذكرة أتوبيس الليمان الحمراء "تذكرة حمراء تبعث البهجة" هدية يبعث بها إلى أبيه السجين. ويرى من الأشياء العادية إنعكاسا لذكرياته السعيدة كما رأى موظف الكاشير الماكينة تذكره بلعب الأجراس حين كان صغيرا. ويصل في بعض الأحيان إلى مرتبة عليا -ويوافق ذلك ما استهل به الكاتب بأبيات الشاعر أمل دقل- تجعله يسرع الزمن بإرادته، كما في المحاولة الأولى حين ارتدى الطفل الزي المدرسي قبل وقته.
-ونجد على الطرف الآخر، الواقع ومنطقيته المُرة؛ فتلزم الحالم بأن يرى العالم كما هو عليه محددا، فنجد وصف الكاتب لنظارة الناظر في قصة "هالات سوداء حول القمر" بأنها تحبسه أي تحبي تصوره عن أبيه وترده إلى تصور الواقع بعد ذلك، وأن يرى أن أحلامه بعيدة جدا، كما في رمزية السطور التي تحول بين البطل وحبيبته في قصة "السطور"، فيكون من ذاك السلب تشتتا للحالم ودافعا للمواجهة. ولكن خوفا من سلطان الواقع -مثلما الخوف من الفتيات أصحاب الحقائب الثقيلة في قصة الحافلة- تتحول المواجهة إلى مناورة خفيفة-كما فعل بطل قصة السطور مثلا مثلما ذكرنا، يراقب فيها الطبيعة من يحسم المعركة حين يدركه الملل غالبا أو مغلوبا"كالمدرسة المتابعة من شرفتها شجار المدرس والأشقياء في قصة باب موارب"
--سرّيح الرحلة
-لكن ما يؤخر الملل ولو بقدر هو وجود شخصيات وظفها الكاتب كباعة سريحة "ووجدت بشكلها في قصتي الحافلة وتذكرة حمراء تبعث البهجة"، ووجودها كحلقة وصل بين النفس والواقع "ومنه كانت عنصرا مفيدا في الإسقاط بقصة الحافلة"، أخذت في أحيان من تنقلها السريع بين الحافلات وعربات المترو، التفاتها السريع وحركتها الخاطفة، كشخصية عبد الله-والذي ربما اختار الكاتب له هذا الإسم لاعتباره مثل بقية عباد الله من الناس- وسور مدرستها الحكومي المنخفض الذي يسمح له بتجارب عديدة تعرض على بطل القصة كالبضاعة، وأخذت في أحيان أخرى ثبات بضاعته، كشخصية الأم التي ثبّتت أسطورة الجن الهائم حول قطعة الأرض "بقع كحلية في الشاي"، والتي لولاها، لما كان الحدث "تجريف التربة وقهر الجد" له أثر فادح على الأبناء، فكانت هدية -بكون الأسطورة غطتهم تماما- ميزت القصة. ويا محلا جمال الهدية.
الخلاصة: مجموعة جيدة جدا، تميزت في كون القصص لها إيقاع سريع يستحضر من خلاله الصورة، إلا أن بين نصفي المجموعة بعثت فيّ بعض الارتباك، ربما يكون ذلك خلل عندي أثناء بداية القراءة.
اسم الكتاب يشدّ حقيقي، ولونه مع اسمه هيخليك مش عارف تقاوم جاذبيته وفي الغالب في النهاية هتشتريه. أول مجموعة قصص كنت حساها بتخلص ف النص كده كإنها غير مكتملة، وكنت حساها بسيطة وعاديّة زيادة عن اللزوم، وكنت وأنا بقرأها مستغربة إن الكتاب قصص كتير منه خدت جوايز، لكن من أول قصة "بقع كحلية في الشاي" المجموعة خدت اتجاه تاني خالص، والقصص بقت كل واحدة جميلة منها بتسلّم لواحدة أحلي منها. من أكتر الحاجات الحاجة المميزة في العمل حتى مع القصص اللي في الأول، واللي كانت بتتزايد أكتر وأكتر مع القصص التي تليها، هي إن الأبطال أشخاص عاديين، لكن بجمال ورشاقة الكاتب حوّل بحكايته قصصهم العادية إلى قصص مذهلة. الكاتب متمكن والمجموعة القصصية حقيقي جميلة جدا. يمكن كنت بحس أوقات إنها مجموعة قصص متصلة ببعض، وأوقات كنت بحسها غير متصلة، بس أنا حقيقي استمتعت بقرايتها جدا. محاولات القفز فوق السور كانت مختلفة، ومظنش حد غيره هيعرف يكتب عن أحداث زي دي بالبساطة والنعومة دي. المحاولة الثالثة اللي مكتوبة علي ضهر الكتاب حقيقي حلوة، وبقية المحاولات لطيفة فعلا. أكتر قصص عجبتني هي: -نوافذ لا تلاصقها نوافذ -الاجراس -بقع كحلية في الشاي -من أجملهم: مدخل وحيد للبلدة. -غارة المانجو حقيقي قصة متفردة وحلوة جدا. -أما محاولات للتنفس ف هي من اكتر القصص الرومانسية المميزة اللي قريتها في حياتي، فكرة ربطها بالمعمل عجبتني فعلا. -في منافسة الشمس والقمر: قصة مميزة وعجبتني فكرتها ونهايتها الصراحة. القصص حقيقي تستاهل جوايز، ومفيهاش غلطة، ومبسوطة إني اتعرفت على الكاتب المبدع ده، وأتمنى إني أقع على كتاب تاني ليه قريب.
This entire review has been hidden because of spoilers.
ممكن نعتبرها مجموعة قصصية وممكن نعتبرها متتالية لكن اياً كانت ايه .. جميلة وخفيفة جداً وإسلوب وجدي الكومي بيقول انه كاتب موهوب، بيعرف يوظف مفرداته، و بيجيد وضع أفكاره في قالب سردي ولغوي جميل.
عموما ، أنا كان لي الشرف إني من أوائل الناس اللي حصلوا على المجموعة.. وقرأتها كلها في يومين ، وأعجبني فيها جدا قصة " هالات سوداء حول القمر " .. فيه تباين واضح في كل محاولة عن التاني بحيث إن كل محاولة تحس إن الكاتب فيها بيتكلم بعقلية أصحاب سن المحاولة دي .. عموما العمل رائع جدا ، وبالتوفيق للكاتب