حصريا من كتب العالم ، شاهد متجرنا لمزيد من الكتب العربية وأحدث الإصدارات في مختلف المجالات ، تصفح الصور لمعرفة المزيد عن الكتاب ، نوفر الكتب الأصلية للحفاظ على حق المؤلف والناشر والقارئ ، هدايا مجانية مع كل كتاب ، ابحث عن كتابتك باللغة العربية ، الرابط المباشر للمتجر
أبو فهر محمود محمد شاكر أديب مصري، نافح عن العربية في مواجهة التغريب. اطلع على كتب التراث وحقق العديد منها. أقام منهجه الخاص في الشعر وسماه منهج التذوق. خاض الكثير من المعارك الأدبية حول أصالة الثقافة العربية، ومصادر الشعر الجاهلي.
خاض معركتين ضخمتين أولاهما مع طه حسين والأخرى مع لويس عوض كانتا من أبرز معالم حياته الأدبية والفكرية ويمكننا القول بأنه تفرع عنهما معارك فرعية وثانوية كثيرة، وكانت هاتان المعركتان بسبب شاعرين كبيرين من شعراء العربية هما: المتنبي والمعري.
أشعر بالضآلة و الحقارة و أنا هنا كي أُقيّم كتابًا كتبه علّامة الأدب الشيخ أبو فهر محمود محمد شاكر..و بالتالي لن أستطيع أن ألتزم الحيادية أو أن أكون موضوعية في حديثي عن الكتاب، فالوضع كله غير منطقي، طالبة في دار العلوم لم تبدأ عامها الثاني بعد ( تُقيّم ) كتابًا لرجل يعتبره أساتذاتها من مفاخر اللغة العربية في القرن العشرين.
بالإضافة إلى أن الكتاب يتحدث عن نقد الروايات التاريخية التي ترجمت لأبي الطيب المتنبي، و إحاطتي بعلم الرواية ضعيفة جدًّا و تقريبًا اكتفيت بما تعلمته في الكلية و لم أتعمّق فيها، لإنه علم عسير و لا يسهل لأي شخص أن يتحدث فيه أو يكتب عنه، كما أنه يحتاج إلى تحقيق عميق للكتب التراثية و ربما قد يحتاج الباحث إلى التحقيق لعشرات المرات... فهو مأخوذ من علم الجرح و التعديل الخاص برواية الحديث الشريف.
و لكن سأحاول قدرَ المستطاع أن أتناول أهم النقاط التي لفتت نظري: الكتاب كما أوضحت في بداية كلامي، ينقد روايات الرواة للمتنبي و خاصةً القضايا الشائكة التي يدرسها طلّاب الأدب طيلة الوقت حول حياة المتنبي، كقضية إدعاءه النبوة و غرابة نسبه و الغموض الذي أفضى في النهاية إلى الحيرة التامة و وضع الاحتمالات الواهنة ثم الإقرار برواية التنوخي أنه كان ابنًا لسقّاء بالكوفة يدعى " عيدان " و جدته التي ربته من صوالح النساء.
يتناول المتنبي الروايات من خلال مذهب جديد قد ابتدعه في فهم تاريخ الأدب، منهج " التذوق " و الولوج إلى شخصية الفنان من خلال فنه و ليس الاستماع المطلق إلى الرواة و التسليم بكتب التراجم.
كما أنه لا يدع هذه الكتب و يرفضها، بل إن الشيخ قام بدراستها و تجنًب ما قد يشوبه الكذب و تحرّي الصدق التاريخي إلى أقصى المراحل.
و هذا التذوق الدقيق الفاحص لكل كلمة و كل حرف و كل أسلوب في أشعار المتنبي أنتج لنا افتراضين في منتهى الخطورة غيّر تاريخ المتنبي كله رأسًا على عقب:
١- أنه كان علويّ النسب، أرضعته امرأة علوية. ٢- أنه لم يدّعي النبوة أصلًا.
و نقطة أقل أهمية تتعلق بحياة الرجل مع سيف الدولة، حيث افترض الشيخ أنه كان محبًّا لأخته " خولة " و قد أفرد لهذا فصلًا طويلًا و أراد أن يتحدث أكثر لكن ما حددته له مجلة المقتطف لم يسمح له بالإسهاب للأسف.
محتوى الكتاب يتحدث عن تفنيد روايات الرواة الخاطئة و بيان علّتها باستفاضة و توضيح الرأي الأدّق و الأصّح.
و لكن مقدمة الكتاب التي تتكون من مائة و سبع و أربعين صفحة تتحدث عن الصراع الأزلي بين الشيخ و طه حسين، و موقفه من الاستشراق و استحقاره لكل شخص قد تبنّى آراء المستشرقين و ضيقه الشديد من شخصية طه حسين الأدبية المعقدة المتغطرسة التي ملأتني غيظًا طيلة القراءة. ثم في آخر الكتاب وضع لك الشيخ مقالاته التي نقد فيها كتاب طه حسين " مع المتنبي" و بيان أوجه سطو الدكتور على محتوى كتاب الشيخ ثم تقريبًا كلام لاذع جدًّا عن حقيقة ما يدعونه ب " عميد الأدب العربي ".
ثم مقالات بين الشيخ و سعيد الأفغاني حول عدم اقتناع سعيد ببعض النقاط و رد الشيخ عليه في مجلة الرسالة. الكتاب طويل جدًّا و محتواه اللغوي و العلمي دسم للغاية، و أعترف أني لولا دراستي لبعض النقاط لم أكن سأستطيع قراءة هذا الكتاب،محتوى الكتاب علمي خاصةً في تفنيد الروايات و رد بعضها و إثبات بعضها.. ثم إن الكاتب لم يدع صغيرة في حياة المتنبي تمرً عليه.
و أعجبني الجو الأدبي المميز في هذا العصر، فنحن الآن لو رأينا باحث يدّعي أن المتنبي كانت أصوله ألمانية لن يحفل به أحد بل و ربما سيتشيع له البعض! :D و كرهت طه حسين أكثر من كرهي له مسيقًا..رحمه الله و غفر له، أسطورة لا أساس لها. هذا الكتاب أعتبر قراءته وسام على صدري كدارسة للعلوم العربية، فهو جمّ المنافع و مهذب للسان و يعلمك كيفية أن تدرس الأدب و تتذوقه فعلًا. و فهمت الآن لماذا طلبة الدراسات العليا عندنا لا يتوقفون عن تحضير رسائلهم حول كتب هذا الرجل بنسبة كبيرة :D رحمك الله و غفر لك.. هدير
كتاب قلب فيه العلامة شاكر ألف سنة من التأريخ للمتنبي، وسلك فيه مسلكا جديدا في التأريخ للشعراء من خلال تذوق أشعارهم .. وهو مسلك لا يجيده إلا من كان راسخ العلم في الأدب.. المهم أن العلامة محمود شاكر ومن خلال بصر عميق بأشعار المتنبي أخرج له تاريخا جديدا.. لم ينازعه فيه أحد، بل حاول كثير من المعروفين انتحال هذا الاكتشاف لنفسه مثل طه حسين وعبد الوهاب عزام..
وهذه الطبعة من الكتاب أضيف إليها في المقدمة معركة الشيخ شاكر مع طه حسين وتقلباته النفسية والفكرية في بداية حياته.. وهي مقدمة نفيسة ومهمة جدا
سفرٌ عظيم, وما عرف حقّ العربية من لم يعرف حقّ المتنبّي فيها وعليها, وما عرف حقّ المتنبّي من لم يعرف حقّ هذا الكتاب.
وجلال الكاتب وكتابه والمكتوب عنه, يمنع من الإطالة, تشجيعاً على عدم الاكتفاء بغير قراءته, حتى لو اكتفى قارئه بالكتاب الأصل, وتجاوز المقدمات والملحقات التي تبلغ ثلاثة أضعاف الكتاب.
ويبقى في القلب شيء من بعض المصادرات التي اتخذها الكاتب ولم تحقّق مما أخذه سعيد الأفغاني وغيره على أبي فهر, دون نفيها ولا إثباتها كما قال الرافعي.
من كان يحب المتنبي قيراطاً, سيحبه 24 بعد قراءة هذا الكتاب ما أظن أني رأيت قبل ذلك من يرتشف رحيق القوافي ثم يخرج لنا بالعسل مثلما فعل شيخنا محمود شاكر في هذا الكتاب أهم ما تخرج به من الكتاب هو (المنهج) و فكرة التذوق, و كيفية قراءة الشاعر و دراسته و تشريحه و بيان الصدق من الكذب في تاريخه من خلال نتاجه الأدبي...غاص الأستاذ شاكر في نفس المتنبي و خرج بآراء معتبرة في قضايا مهمة مثل نسبه, و قضية النبوة, و حبه لخولة أخت سيف الدولة, و حقيقة مذهبه في المدح..و غير ذلك هذه الطبعة من الكتاب تبدأ بكتابٍ آخر هو (رسالة في الطريق إلى ثقافتنا)..و بعد ذلك مقدمة كتاب المتنبي...ثم كتاب المتنبي كما صدر عن المقتطف في عام 37, ثم مجموعة مقالات نشرها الأستاذ شاكر في الرسالة بعنوان (بيني و بين طه) يفضح فيها سطو طه حسين على بعض أفكاره, و كذلك أخطاؤه في تفسير أبيات المتنبي و عرض حياته...ثم سجال بينه و بين الأستاذ سعيد الأفغاني في قضية نبوة المتنبي, ثم عرض لأربع تراجم للمتنبي من أمهات الكتب لست بالضرورة أتفق مع كل ما ذهب إليه أستاذنا محمود شاكر...لكنك ستخرج من هذا الكتاب بمنهج في التذوق, و منهج في الرد و المحاججة العلمية
من أين أبدأ لعل القول لا يسعفني حينما أود التحدث عن ناقدٍ عظيم يكتب عن شاعر عظيم ! كنت قرأت المتنبي هذا السفر الجليل فشغلتني رسالة في الطريق إلى ثقافتنا عن إمعان النظر والتدبر في بحث المتنبي وكنت قد مررت عليه مرور الكرام ثم انكببت علي ديوان المتنبي حافلاً بخامل شعره أكثر من مشهوره فوجدت فيه النفس سلوى وعزاء عن كل ماتكبده ثم عدت إلي هذا السفر حتى اختطف منه ترجمة للرجل تفيدني في موضوع بحثي وكنت قد اُنسيت كل ماقرأته في القراءة الأولى فتدبرت بحث شاكر غاية التدبر فعجبت له كل العجب وفرحت به كل الفرح وزادت نشوتي بتلك الملحقات حتى كدت أثمل بالمتنبي ويرحم الله الرجلين فقد كانا عظيمين لقيا من الدنيا ماأتعبهما ولكن كما قال لسان العربية الحكيم وإذا كانَتِ النّفُوسُ كِباراً, تَعِبَتْ في مُرادِها الأجْسامُ. من لايحب االمتنبي سوف يحبه ومن لايحب الشعر سيجد نفسه غارقًا فيه ومن لم يعرف المتنبي سيعرفه ومن أراد أن يرى شاكر سوف يراه ومن أراد العربية سيجد بيانها في أنصع نثرًا وأجزل شعر يرحمكما الله أيها الشيخان
لازلت مفتتنا بأبي فهر محمود شاكر ولازال افتتاني يزيد برجل رغم ما تعرض له من أمور مهلكات للفكر والرأي، ظل مستمسكا بصحيح ما أشارت به فطرته وما توصل إليه عقله، وسعى في اتجاه خالفه فيه أكثر الناس أكابرهم وأصاغرهم حتى أثبت لهم في النهاية أنه الطريق الحق وأنه الصواب.. ربما فعل ذلك لأن الإنسان العاقل يرفض أن يكون كغيره لمجرد أن هذا الغير أكثر علما ومعرفة فيما يظن الناس إذا لم يكن منطقيا صوابا، وربما لأنه أبى أن يُنال من التاريخ الذي ينتمي إليه والثقافة التي أنتجتها أمته على مر العصور. وأيا كان دافعه فإنه قد انتفع ونفعنا به.
هذا الكتاب، "المتنبي .. رسالة في الطريق إلى ثقافتنا" بالإضافة إلى ما قرأته من كتبه (أباطيل وأسمار، نمط صعب ونمط مخيف، و قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام) هذه الكتب جميعها تمثل سيرة أبي فهر كشاب عانى من التصادم الحضاري الذي أنتجه الاحتلال الفكري (التبشير الثقافي) بمساعدة الاحتلال العسكري الغربي لبلاد العرب والمسلمين وهي في ذاتها تمثل ثقافتنا وما حاق بها نتيجة ذلك التبشير.
وفي كتابه هذا جمع ما يمكن أن نعتبره ثلاثة كتب وبضع مقالات، والكتاب الأول هو "رسالة في الطريق إلى ثقافتنا" وهو بحق باب ومدخل لفهم ثقافتنا كيف وبمن كانت وكيف وبمن أصبحت وإلى أين ستصير وكيف يمكننا تداركها، والثاني هو "كتاب المتنبي" وهو كتاب كتبه أبو فهر بعد أن حثه صديقه فؤاد صروف صاحب مجلة المقتطف على كتابته احتفالا بمرور ألف عام على وفاة المتنبي وقد نشر في عدد كامل من مجلة المقتطف، والثالث هو "قضية المتنبي" أو "بيني وبين طه" وهو مجموعة مقالات في الرد على طه حسين وكتابه "مع المتنبي"، نشرت تلك المقالات في صحيفة البلاغ ولكن لم يكتب لها الكمال، ثم تبع هذه الكتب الثلاث مجموعة مقالات لأبي فهر نشرت في مجلة الرسالة تحت عنوان "نبوة المتنبي" وفيها رد على مقالات للأستاذ سعيد الأفغاني، ثم كلمة الرافعي في مجلة الرسالة بعنوان"المقتطف والمتنبي والتي علق فيها على عدد المقتطف الذي نشر فيه كتاب أبي فهر، ثم أربعة تراجم للمتنبي لم تنشر من قبل وضعها أبو فهر في نهاية كتابه ليستأنس بما في بعضها مما أثبته.
تلخيص: هذا الكتاب كما قال مؤلفه كان احتفالا بمرور ألف عام على وفاة المتنبي.. ولعل ما يميز هذا الكتاب أن المؤلف عمد فيه إلى مبدأ الشك الذي ابتدعه –في الحياة الأدبية- أستاذه الجامعي طه حسين، ولعل هذا ينبه القاريء إلى أن الخلاف بين المؤلف وطه حسين لم يكن يوما خلافا حول الشك الذي تبناه طه حسين بل على منهجية هذا الشك، ولذا فقد استخدمه في كتابه هذا ولولا الشك وإرادة التحقق لما كان هذا الكتاب الذي ناقش ما قد يعتبره البعض مسلمات في التاريخ الأدبي بشكل عام وتاريخ المتنبي بشكل خاص.. وما جدَّ في الكتاب ليس بالكثير غير أنه دقيق ويحتاج إلى فطنة وبحث وطول نظر بالإضافة إلى ما يعشق المؤلف ذكره من "التذوق الأدبي".. ويمكن أن نعتبر محور الكتاب هو تفصيل نشأة المتنبي حتى اشتد عوده.. أو بمعنى آخر تلك الأزمات التي مرت به في تلك الفترة والتي كونت شخصيته القوية والمبهمة أحيانا.. وخصوصا ما اكتنف نسبه من الخفاء..ويمكن حصر هذه الأزمات في أزمتين .. الأولى نسبه والثانية ادعاؤه النبوة.. وقد خلص المؤلف إلى أن المتنبي علوي النسب لأم غير ذات شرف عال فلما مات أجبر أهل أبيه أمه وجدته على إخفاء نسبه وأنكروا أن ينتسب إليهم.. فماتت أمه حزنا ورعته جدته، وأما ما كان من أمر نبوته فإن المؤلف ينكره كله ويفند الآثار التي وردت بخصوص ذلك خاصة ما ورد بأن حبس لما أدعى النبوة.
تعقيب: وهذا الكتاب مهما اختلفنا أو اتفقنا مع مؤلفه فإنه لا يسعنا إنكار تفرده فيما يخص منهجية البحث وهي الأمر الذي أرَّقه طويلا منذ كان طالبا في الكلية ومنذ اختلف مع أستاذه طه حسين، وأنا أذهب إلى ما ذهب إليه أبو فهر في كتابه هذا فقد أنشأ الروابط بين الآثار المروية وشعر المتنبي بل وبين شعر المتنبي بعضه البعض حتى بات المتنبي صورة متكاملة جلية وإن حدث أن علمنا يوما ما أنه جانب الصواب فيكفيه شرفا أنه أول من سعى إلى ذلك وبذل فيه جهدا ليس باليسير.
ولعل هذا الكتاب هو أقل كتب المؤلف تكرارا، وقد كنت أحب توضيح هذا الأمر، إذ أنه قد ينتقد البعض أبا فهر لتكراره بعض كلامه في أكثر من موضع، وأقول أنه في كثير من تكراره لا يكون تكرارا مجردا لا طائل منه بل يكون لغرض ينتقص بدونه الكلام، أضف إلى ذلك أن أكثر كتابات المؤلف كانت مقالات في مجلات، وهذا يحتاج منه أن يكرر بعض كلامه ليُذكِّر القاريء بما قاله قبل أسبوع إن كان القاريء قرأه أو يلفت القاريء إلى أمر يحتاجه لفهم كلامه إذا كان لم يقرأ المقال السابق.
بيني وبين طه...
هي مجموعة مقالات تناول فيها المؤف كتاب الدكتور طه حسين "مع المتنبي" بالنقد اللذع ولعل الدافع الأكبر الذي حمل المؤلف على ذلك رغم ما كان يرى من سقطات أستاذه منذ أجبر تحت وطأة الضغوط النفسية على ترك الجامعة ما حكاه أن طه حسين قد قابله في اسبوع احتفالية المتنبي بعد صدور عدد المقتطف الذي احتوى كتاب المتنبي بفترة فقابله بحفاوة مفرطة وأثنى عليه وقد أنكر المؤلف ثناء طه حسين وعلم أن وراءه أمرا ما وأخبر الشيخ مصطفى عبد الرزاق بما يدور في نفسه وأنكر عليه الشيخ ذلك وطالبه بإحسان الظن، حتى صدر كتاب "مع المتنبي" فنقض كل ذلك، ولا يخفى على القاريء مدا سخافة الأمر وكيف استشعر المؤلف الخداع والظم، وهو على كل حال ما أمن لطه حسين، فهذا كان دافعه الأكبر لكتابة هذه المقالات التي انصرف عنها بعدقليل ولم يكمل نده لهذا اكتاب غير أن هذه المقالات تشمل مفاتيح النقد لكتاب طه حسين وتناولت أهم ما ينبغي نقده فيه، أو على الأقل ما أهم المؤلف في ذلك الوقت.. وهو أمر نسب المتنبي.
ولا شك أن أبا فهر في طبعه حدة عند الرد خاصة إذا استشعر ممن يدر عليه شيئا من تعالم أو تثاقف أو ادعاء ولعل هذا يشعر بعض قارئيه بالضيق، إلا أنني أرى أنه أحسن في ذلك فبعض الكتاب والمؤلفين يتعاملون باسلوب السماجة والبرود والجلافة والمكابرة حين يكتبون فيذهبون ويجيئون بالكلام وكأن القاريء مغفل أو أهل للاستغفال، وهذا دأب المستشرقين وأبنائهم، وهذا ما رصده في كتابه أباطيل وأسمار فيما يخص لويس عوض وما رصده الأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي في كتابه "تحت راية القرآن" فيما يخص طه حسين وكتابه "في الشعر الجاهلي" وما رصده محمد شاكر في مقالاته هذه التي عقب بها على كتاب طه حسين "مع المتنبي"، وهي صفات لا ينفع معها لين وترفق في الرد، وإلا فردود أبو فهر الأولية حين هو يحسن الظن تكون مترفقة بعض الشيء إلا فيما يظهر فيه طبعه المحض.
نبوة المتنبي...
أما مقالات المؤلف وأخيه سعيد الأفغاني حول نبوة المتنبي فقد اعتمدا من جانب الاستاذ سعيد على طرح الشبهات دون تقصي ما ظنه شبهات من قبل أبو فهر.. ثم كان رد أبو فهر ساخرا معادا خارجا – في رأيي- عن الصواب، حتى أجابه الأستاذ سعيد فرد أبو فهر برد مغحك مفصل عجز الأستاذ سعيد عن إيجاد عوار به أو عن الانتصار لكا كان طرحه في مقاله الأول أو حتى عن تفنيد أطروحات أبي فهر واكتفى بتدوير الكلام حول أسلوب كتابة أبي فهر وقد راح يكرر كلما أعجزه الكلام أن القاريء قادر على تمييز الكلام ومعرفة الحق والباطل راميا كلام أبي فهر من طرف خفي بالبطلان الواضح والذي عجز هو ذاته عن توضيحه.
هذا الكتاب يحتوي على عدة كتب داخله هي: رسالة في الطريق إلى ثقافتنا، كتاب المتنبي، قضية التنبي وهي قضية بين المؤلف وطه حسين حول كتاب المتنبي ثم كلمة للرافعي، وأخيرا أربع تراجم للمتنبي لم تنشر وهي ترجمة الربعي وترجمة ابن العديم وترجمة ابن عساكر ثم المقريزي
ابتدأ برسالة اسماها رسالة في الطريق إلى ثقافتنا وبدأها بالحديث عن منهجه هو في الثقافة وانقطاعه عن المناهج الحديثة لفسادها وضعفها، وذكر أسباب هذا الفساد والضعف، من ضعف المسلمين بداية إلى دخول المستشرقين ومؤلفاتهم وكتبهم في الثقافة العربية، واسترسل في الحديث عن الاستشراق بالعموم وعن أهدافه وأنه عين للاستعمار ودليله وضرب مثلا على ذلك بحملة نابليون على مصر وما رافقه عند دخوله من مستشرقين وكيف عاثوا في مصر فسادا وخربا وحاولوا إفساد شيوخها لإضعاف جذوة الإسلام ثم يلي الاستشراق الفرنسي الاستشراق الإنجليزي والذي جاء بمذهب "التفريغ" وهو تفريغ الأمة من ماضيها الحي المتصل القريب وربطها بماضي بعيد يحل محل الإسلام وتاريخه وضرب على ذلك أمثلة. وبعد هذه الرسالة يبدأ كتاب المتنبي وكانت رحلة ماتعة مع المتنبي شاعر العربية وفتاها الذي لاقى في هذه الدنيا ما لاقى وانعكس جليا على شعره، الكتاب قصير نشره على صورته الأولى كما نشره أول مرة في مجلة المقتطف وليته عدّل وأضاف بعد ما استجد عليه وعرفه بعد نشره الكتاب في المقتطف وغيّر الترتيب فالرحلة مع المتنبي من أجمل ما يكون وإن طالت فهي تسلية ماتعة قد لا تجدها عند شاعر آخر، حتى أني أثناء قراءتي نمت فحلمت بأبيات المتنبي في رثاء خولة أخت سيف الدولة وصحوت وهي ترن في أذني ورأسي طوال الوقت، وقد حاول أبو فهر أن يترجم لحياة المتنبي حسب تسلسل ديوانه التاريخي وإني لأميل لآرائه لإخلاصه في الكتابة وسلامة منهحه وقربه للعقل والقلب وقد شاهدت بعد قراءة الكتاب مسرحية المتنبي للرحابنة التي اعتمدت على هذا الكتاب من ناحية نسب المتنبي وقوميته العربية. الكتاب الثالث وهي قضية المتنبي كان مملا جدا بدأه بالرد على طه حسين في كتابه مع المتنبي وقد نشره في المجلات وهو على ضرورته وأهميته خصوصا للباحثين عن هذا العصر ومعاركه الثقافية إلا أنه كان مملا والأجدر لو أنه نشر في كتاب مستقل ملحق بهذا الكتاب، ثم يليه رده على سعيد الأفغاني حول نبوة المتنبي التي يؤكدها سعيد وينفيها أبو فهر ثم أخيرا عرض تعليق الرافعي على كتاب المتنبي وهو أجمل ما في هذا الجزء من الكتاب, لكتاب الرابع تراجم المتنبي لأربعة أشخاص ذكرتهم سابقا, من يقرأ الكتاب يستشعر قوة لغى أبو فهر وجمالها وارتباطها بالماضي العربي في عصور الجزالة وكذلك النفس البحثي الطويل والجلد على قراءة مئات الكتب في مختلف المجالات لعرض دراسة واحدة رحمه الله رجمة واسعة
مع استفحال القراءة صار عندي مقياس لمعرفة عظيم الكتب من بقيتها؛ فالكتاب العظيم عندي هو الذي يشعرني بعالمه وتفاصيل هذا العالم ببخوره وجنونه ، بقهوته… بأدق التفاصيل التي توشم الكتاب في القلب وشما وقد قرأت المتنبي مرتين وربما أكثر، وكل ما أتذكره أنني عند قراءتي له لم أعد في قرننا هذا، وغادرت جميع الأماكن (بدون محمد عبده) ووجدت نفسي،في عصر أبي الطيب؛ بحواريه وعطاريه ، بحروبه وعشقه، بسيف دولته وخولته…فلقد برع أبو فهر (كتب الكتاب وهو في السادسة والعشرين !) في أن يجعل من المتنبي أنشودة دهر حقا ربما كان في الكتاب ما قد يصدم بعض أفكارك عن المرحوم أبي الطيب، مثل علوية المتنبي مثلا ولكن أبا فهر لا يدّعي بدون دليل، وكفى هذا الكتاب مجدا أن عظيما كالرافعي سطر عنه بأحرف من نور ولا تعجب بعدها أن يملأ المتنبي دنياك ويشغلك ولكن الذي سيجعل من الشعر والكتابة عندك قلقا وأرقا هو أبو فهر… فلا تقف هنا لا تقف
للمرة الأولى يخط نابغة لم يبلغ السادسة و العشرين منهجا يمتزج فيه تذوق الأدب و منهج البحث التاريخي انمزاجا ممتعا يملأ العقل و القلب..و لأول مرة يبحث ناقد عن تاريخ شخص من بين السطور و مما سكت عنه و بانت ظلاله ملقاة في مقاله.
بحث جريء و نمط عجيب و نتائج صادمة .. و كتاب لا يستغنى عنه و لا تنتهي من قرائته الا وقد قربت الى الأدب ذراعا و الى روح المتنبي باعا..
فيه خبرة و اطلاع و ملكة لا تنكر .. وفهم لروح العربية .. و الأهم دورة تدريبية مجانية في كيفية تذوق اللغة و سماع ايقاعها الجميل..
المتنبي: رسالة في الطريق إلى ثقافتنا. كتاب رائع وقيّم..قضيت برفقته أوقات ممتعة .. أبطل المزاعم التي درستها عن المتنبي على أنها حقائق لا تقبل الشك، وعرفني بالمتنبي كما لم أعرفه من قبل! وااضح جداً مجهود الكاتب في البحث والإستنباط وحبه الشديد لأبي الطيب وفهمه العميق جداً لنفسيته وشخصه وشعره .. حتى إن هناك حقائق وصل إليها، لم يصل قبله إليها أحد قط، ك"علوية المتنبي، التي بسببها زعموا أنه ادعي النبوة وسُجن ، وكذلك حبه لخولة أخت سيف الدولة "واجتهد كذلك في تأريخ النصف الأول من شعر المتنبي وإعادة ترتيبه..وبهذه الحقائق يستقيم شعر أبي الطيب ويستقيم فهمه وفهم نفسيته الفريدة العظيمة.. رحم الله أبا فهر محمود محمد شاكر .
من كلمة الرافعي :" ولستُ أغلو إذا قلتُ إنّ هذه الروح المتكبرة- يقصد المتنبي- قد أظهرت كبريائها مرة أخرى فاعتزلت المشهورين من الكتاب والأدباء ولزمت صديقنا المتواضع الأستاذ محمود محمد شاكر مدة كتابته هذا البحث النفيس، تُدِلُه في تفكيره وتوحي إليه في استنباطه وتُنبهه في شعوره وتُبصره أشياء كانت خافيةً وكان الصدق فيها، ليرد بها على أشياء كانت معروفةً وكان فيها الكذب. ثم تعينه بكل ذلك على أن يكتب الحياة التي جاءت من تلك النفس ذاتها، لا الأشياء التي جاءت من نفوس أعدائها وحسادها".
المتنبي" شاعر العرب والعربية، الذي ملأ الدنيا وشغل الناس". يقول: " سبحان خالق نفسي، كيف لذتها.. فيما النفوس تراه غاية الألم الدهر يعجب من حملي نوائبه .. وصبر نفسي على أحداثه الحطم".
"كان شعره أروع شعر في العربية ،وكان محبباً إلى أهل عصره متداولاً سائراً بينهم،لأنه كان يأخذ بنفسه المرهفة من شعور الناس وآلامهم وأحداثهم ويبني بما يأخذ بيوت شعره وروائع بلاغته". يقول: "ومن تفكر في الدنيا ومهجته.. أقامه الفكر بين العجز والتعب". وفي موضع آخر: " نبكي على الدنيا وما من معشرٍ... جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا".
المتنبي، فتي عربي ثائر، ذو كبرياء شديد ،محب للعرب ،متعصب للعربية ..يكره الأعاجم ويبغض سيطرتهم على السلطة، لم يدّعِ النبوة كما زعموا..وهو علوي النسب.. " لتعلم مصر ومن بالعراق .. ومن بالعواصم أني الفتى وأني وفيتُ وأني أبيتُ.. وأني عتوتُ على من عتا".
لقائه بسيف الدولة بدر بن عمار وسعادته بهذا اللقاء؛ إذ كان بدر بن عمار شبيهاً له في معظم الصفات ،كحبه للعرب وبغضه للأعاجم..يقول مادحاً إياه: " غضبتُ لما رأيتُ صفاته.. بلا واصف، والشعر تهذي طماطمه". ويقول: "تعرف في عينيه حقائقه.. كأنه بالذكاء مكتحل أُشفق عند اتقاد فكرته عليه.. منها، أخاف يشتعل". ما أبلغ هذا الشعر!💙 وقال عند فراقه: " يا مَن يعز علينا أن نفارقهم.. وجداننا كل شيء بعدكم عدم". وحبه لخولة أخت سيف الدولة ثم فقده إياها وأثر ذلك على شعره ونفسيته.. " ولا ذكرتُ جميلاً من صنائعها.. إلا بكيتُ ولا ودٌّ بلا سبب" ويقول: "بادٍ هواكَ، صبرتَ أم لم تصبِرا... وبُكاكَ، إن لم يجرِ دمعك أو جرى كم غرَّ صبرك وابتسامُك صاحباً... لمَّا رآكَ..... وفي الحشا ما لا يُرى!!!!". ما أجمل البيتين!💙 في النهاية ، هذا كتاب قيّم وعظيم للغاية . تم ،الحمد لله.
أحب هذا الكتاب جدًا جدًا، وخاصة في طبعته الجديدة التي وضعها الأستاذ الكبير (أبو فهر) محمودمحمد شاكر في سنواته الأخيرة، بعد أن أضاف إليها مقدمته القيمة جدا جدا والشيقة جدا جدا جدا بعنوان (رسالة في الطريق إلى ثقافتنا) التي عندما انهيتها هي فقط ترددت في إكمال الكتاب نفسه الذي هو عن المتنبي لأنني تشبعت أفكارًا كبيرة بهذه المقدمة، ثم قرأت المتنبي، ويا الله!، كأننا لم نعرف المتنبي من قبله قط، وأضاف في الطبعة المنقحة هذه بعد انتهاء الكتاب أغلب ما ورد عن المتنبي في كتب التاريخ القديمة ومختلف ترجماته التي طبعت أو ما تزال مخطوطة، ومما أتذكره بمتعه بالغة هذا الهجوم المحق تماما على شخصية طه حسين وكتابه المتنبي التي بالفعل صوّر فيها طه حسين بشكل سيء جدًا يسطو على أفكار الآخرين وينسبها لنفسه ويهتم بالرذائل أكثر من اهتمامه بالسمو الأخلاقي، الكتاب فاتن للغاية ومن كتب الرف الأول منذ أن تصفحت الصفحات الأولى ..
رحم الله أبا فهر وجزاه خيرًا عميمًا وأنزله الفردوس الأعلى نزلا :)
-- تجربتي مع كتب محمود شاكر رحمه الله كانت مغايرة لكل تجاربي الأخرى مع الكتب و الكتاب ، هذا الأديب الأريب يمتلك قدرة غير عادية على التأثير في الأفكار و النفوس ، و كأنه يضع الكلم في مواضعه من غير أن يجعله هذا متأليا على أحد ، و تفرغه للقراءة الفاحصة لكتب التراث و النقد و التاريخ جعلته أكثر دراية ( ليس من طه حسين و لويس عوض فقط .. ) و إنما من الجميع في وقته رواية و دراية !! و قد كانت معركته حول الشعر الجاهلي مع طه حسين و المدافعين عن منهجه حربا عنيفة تردد صداها في الآفاق و لا يزال لحد الآن ! . أما عن كتاب ( المتنبي - رسالة في الطريق إلى ثقافتنا ) فهو أجمع كتاب ألف في دراسة سيرة شاعر العربية الأعظم أبي الطيب المتنبي - رحمه الله - و هذا الشاعر كان و لا يزال محل جدل و كلام و نقاشات بين الدارسين و الباحثين ، كون حياته كانت متشابكة على غير العادة بكم هائل من الغوامض ! كنسبه و ادعائه النبوة و طلبه للملك و غير ذلك ! و لذا فقد حبرت العشرات ( إن لم يكن أكثر ! ) من الكتب عنه ، من السابقين الذين تعرضوا لشرح قصائده و بيان سرقاته و المآخذ عليه و الموازنة بينه منهجه في نظم القصيد و مناهج من سبقوه و عاصروه ، و كثرت الشروح على ديوانه كثرة بالغة جدا ! ، و قد كانت مجلة المقتطف في العصر الحاضر قد خصصت أحد أعدادها حصرا للمتنبي بمناسبة مرور مائة سنة على ميلاده ، و أوكلت مهمة الكتابة عنه تفصيليا للعلامة محمود شاكر ! ، و علاقة العلامة بالمتنبي قديمة جدا ، فقد حفظ ديوانه كاملا منذ نعومة أظفاره و كان له إلمام و غرام عظيم بسيرة هذا الشاعر ، فخط كتابه هذا ليخلد اسمه مع اسم المتنبي في ديوان الأدب العربي المعاصر ، و أسلوب الأستاذ محمود ( المشهور بلغته الجزلة الفصيحة الممتعة و الساخرة أحيانا ) عاليا في الإمتاع و الإقناع ، على أنه عالج معظم القضايا الشائكة في سيرة أبي الطيب ، و فاجأ المجتمع الأدبي بعدة اكتشافات لم يسبق إليها ، كقوله إن المتنبي كان بينه و بين أخت سيف الدولة قصة عشق و حب ! ، كما أنه استدل بما لا يدع مجالا للريب أن روايات ادعاء الشاعر للنبوة غير صحيحة و ساقطة في ميزان التحقيق العلمي ، و يبدو ظاهرا من طريقة التحليل و الشرح للشعر في هذا الكتاب أن محمود شاكر صاغ لنفسه منهجا خاصا به لوحده في تحليل النص الأدبي ، معتمدا فيه أو في بعض أسسه على التذوق النفسي الخالص ! ، كما أننا لا ننسى أنه قدم لهذا الكتاب بمقدمة نفيسة سماها ( رسالة في الطريق إلى ثقافتنا ) و قد طبعت مرارا على حدة ! كشف فيه زيف الأفكار التغريبية و مشاريع المستعمرين و المستشرقين في محاولاتهم شل الذاكرة الثقافية و التاريخية للعرب و المسلمين ، محذرا فيه من التهاون بأمر الغزو الفكري و خطره على التعليم و الثقافة و الأدب في العالم الإسلامي ، الكتاب من أمتع ما قرأت و لا زلت بحاجة لقراءة ثانية له و هو معدود عندي ضمن الكتب التي تركت آثارا غير قابلة للمحو من ذاكرتي .
المتنبي ... لصاحبه الأديب الشاعر المحقق محمود شاكر
كتب في العربية و كتب لها ابناً باراً تملؤه الرجولة منظومةً في سطور مزجت كتبه بالهيبة و العمق و الثبات صخرةً سقطت في حضرتها معاول الطاعنين في عظمة تاريخنا الأدبي الممتد من امرئ القيس ،عنترة ، و زهير مرورا بأدب حضارة الإسلام المجيدة إلى عصرنا ، متوّجاً ذلك كله بالقرآن تاج بيان . شُغل بقضية الشعر الجاهلي و تاريخ الشعر العربي الذي نبت فيه، و امتلأ ببيانه و جماله حتى أبدع منهجه في التذوق الذي تناوله في مقدمة كتابه المتنبي خلاصةً لما توصل إليه من فساد لحياتنا الأدبية، وتزعزُعِ عماد وجودنا الحضاري متمثلا بثقافتنا الإسلامية بركنيها اللغة و الدين ، فكان لذاك مقدمة الكتاب رسالة في الطريق إلى ثقافتنا رداً على المستشرقين و أدباء عرب امتلئوا بروح الغرب فعقّوا اللغة و طعنوا في أصالة الشعر الجاهلي و ردّوه إلى غير عصره .
فصل في كتابه - بقوة الباحث و المحقق البارع في أصل الروايات التاريخية - ما نال أبا الطيب من ادعاءات حاسديه في أصل نسبه و انكارهم علويّته ، و ردّ الروايات المتعلقة بنبوّته ردا علميا مفندا الرواية و الراوي .
تناول حياة المتنبي شغوفا بعظمة هذا الشاعر فريد تاريخ الشعر على مرّ العصور و شاغل الناس ، بدأ رحلته مع المتنبي من الكوفة حيث نشأ و انطلق معه لحظة بلحظة لم يفارقه ، رحل معه إلى بغداد و كان أنيسه أيام الشام في سجنه و بعد أن خرج ، حلّ معه ضيفان عند أبي العشائر و بدر بن عمار و سكنا طويلا إلى سيف الدولة الحمداني ، وعلى غير رغبة منهما رحلا إلى حمى كافور الإخشيدي ، و رثاه إذ مات رجلا كريما و فارسا يعرفه القاصي و الداني و الليل و البيداء و القرطاس و القلم
محمد محمود شاكر ، كاتب من طراز فريد فهو محقق و أديب و لغوي و مثقف إسلامي من الدرجة الأولى ، بدأ المؤلف هذا الكتاب بمقدمة هاجم فيها المستشرقين و تلاميذهم بمصر و أدعياء الأدب و الثقافة الذين يتنكرون للثقافة العربية الإسلامية و يحاولون تشويهها،، ثم ينتقل لتحليل ممتع لديوان و حياة و أشعار المتنبي بشكل رائع و غير مسبوق ، كل هذا بلغة غاية في الفخامة و الرقي
الكتاب من أجمل و آفضل ما قرأت فيما كتب عن ثقافتنا و ما تتعرض له من أخطار و من أجمل ما قرأت في تحليل شخصية الشاعر الكبير المتنبي و شعره
كتاب المتنبي والطريق إلى ثقافتنا كنت أظنه كأسلوب الأديب محمود في مقالاته، سلس ولطيف ومعاني ثقيلة ورائعة، وفي هذا الكتاب تفاجأت بأسلوبه وكان مناسباً للكتاب، حتى أنهيت قرابة الثلاثين صفحة فبدأت متعتي بقراءة هذا الكتاب , أعجبني فيه تحليله للشعر ومعرفة حياة المتنبي من شعره .. ممتع، أحببت المتنبي من الكتاب، ولم أكن أقرأ له من قبل إلا القليل
اعجبنى منهج التّذوق و الإبداع الذى اتخذه محمود محمد شاكر فى ترجمة المتنبى ،، لقد كنت استمتع بالشعر و افهمه على غير العادة ،، عندما تعيش فى جو الشاعر ثم تقرا شعره وجدت اختلافا عن قراءة الديوان منفردا الجزء الثاني من الكتاب ممكن ان اعتبره هو منهج نقدى لمحمود محمد شاكر حول الكتاب ،، النقد شديد جدا فى كلامه ولكنه موزون ،، ولكن هو ايضا يسهب كثيرا فى الكلام فى المسالة الواحدة ،، أتمنى ان يكون لشعراء و كتاب كثيرين كتابا مثل هذا الكتاب من حيث الأسلوب
كتاب عظيم جدًا جدًا يغير نظرتك لديوان المتنبي أول لعله على الأقل غير نظرتي انا الشخصية ، يعيب الكتاب كثرة الردود والتعليق على المتنقدين لكن لعل الكاتب كان مجبور على هذا
عرض محمود شاكر حياة المتنبي بطريقة تجعل القارئ يرى حياة الشاعر وشعره كأنها رواية ملحمية من الأدب الرفيع, وصل فيها الشاعر لقمة المجد في أحيان ولقاع الهوان في أحيان أخرى, وأتى شاكر بآراء جديدة - لم يسبق إليها كما يقول - من ناحية نسب المتنبي العلوي وعلاقة هذا النسب وتأثيره في سائر حياته وكذا حبه لخولة أخت سيف الدولة فأضاف لشعر المتنبي وأحداث حياته معنى جديداً يجعلك ترى المتنبي بمنظار آخر ملؤه التعجب من هذا الشاعر العظيم وسعيه الدائم لتحقيق المجد والرفعة , ومدحه لكل من يمثل من وجهة نظره معنى الرجولة والعز, لأنه وبصراحة دائماً ما أشكل علي مدحُ شاعرٍ عزيز النفس شديد الفخر كالمتنبي لكل هؤلاء الممدوحين لكن الكتاب بيّن وفسر وبرر نمط المتنبي وطريقته وفلسفته في شعر المدح, لم يعجبني محمود شاكر في جوابه عن انتقادات سعيد الأفغاني لرأي شاكر وكتابه فأحسست بضعف موقفه وحجته أمام حجة الأفغاني, وأخيراً الكتاب جداً ممتع عشت معه أيام سعيدة ارتبطت فيها بروح المتنبي وتعاطفت معه, انصح جميع من قرأ شعر المتنبي بقراءة هذا الكتاب