في الأغلب لن يعرف هذا الكتاب الصغير - بخلاف المتخصص في التاريخ العثماني - إلا من قرأ الرواية الرائعة (سراي نامة) للمبدع الصاعد محمد عبد القهار هذا الكتاب الصغير كتبه أحد الفقهاء العثمانيين و أهداه إلى أحد كبار قادة الجيش العثماني, و في هذه الرسالة نصيحة للحاكم و بيان ما يرفع الله به الأمم و ينصر به الجيوش, و ما يؤدي للخسوف و الهزيمة..و من ثنايا الرسالة تتضح طبيعة العصر الذي كتبت فيه و الذي كان بداية التحول من القوة إلى الضعف و بدء انتشار الوهن في أجساد الخلافة....لهذا تستحق القراءة كونها بيد أحد الشهود على بداية السقوط
كتاب الاقحصاري هذا الذي شدني اثناء قرائتي ل"سراي نامة" يحوي بيان احد علماء الدولة العثمانية لاسباب و مظاهر الضعف والوهن الذي بدأ يصيب الدولة العثمانية في عهده وبيان كيفية العلاج لهذا الضعف
ما جذبني هو اسلوب الكاتب في المناصحة لامراء الجيش العثماني والسلطان العثماني سواء اختصار النصيحة في نقاط مركزة مدعمة بالايات والاحاديث و مصارحته بدون مواربة او خوف، وكل هذا في اطار من الادب الذي لا ينفر المنصوح و في نفس الوقت لا يداهن به احد
أصول الحِكَم في نظام العالم، حسن كافي الأقحصاري (ت1025هـ) تحقيق: نوفان رجا الحمود، منشورات الجامعة الأردنية، 1406هـ، عدد الصفحات: 58
هذه رسالة صغيرة وموجزة وضعها القاضي حسن بن كافي الأقحصاري يبين فيها شيئاً من الخلل الذي أصاب عدد من مؤسسات الدولة العثمانية، وقدمها للسردار الحافظ أحمد باشا.
والحامل على كتابة هذه الرسالة أن الأقحصاري شارك في الحملة التي حاربت الهنغاريين والنمساويين سنة 1004هـ، وأنه على الرغم من انتصار العثمانيين عليهم إلا أن الأقحصاري رأى أموراً تنذر بالخطر، فقد شاهد عن قرب أحوال الجيش العثماني وممارساته التي كانت تنذر بأسوأ العواقب؛ لذا أراد تنبيه ولاة الأمر على مكامن الخطر قبل استفحال الوضع، فقدم هذه الرسالة إلى السردار الحافظ أحمد باشا أحد كبار قادة الحملة.
وأهم ثلاثة أمور كانت تقلق الأقحصاري هي: مؤسسة السلطنة التي بدأت بالإنكماش والإنزواء عن الحياة السياسية وقيادة الجيوش، تعطيل الشورى والاستبداد بالرأي، الوضع المتردي للمؤسسة العسكرية، وخص الأمر الثالث بمزيد شرح.
ولم يكتف الأقحصاري بالانتقاد فقط، بل حاول أن يبين سبل النهوض بهذه المؤسسات، وهو في كل ذلك يستشهد بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والقصص والأمثال والأشعار.
وعلى الرغم من صغر حجم الرسالة إلا أنه حظي بعناية القوم؛ فالتمسوا منه شرحه بالتركية فشرحه، كما تُرجم الكتاب إلى اللغتين الألمانية والفرنسية.
كتاب جيد ينصح به المؤلف احد الامراء فى عصره وهو أحمد باشا فى عهد الدوله العثمانيه يدعو فيه الى الاخذ بالمشوره وضروره استحداث الاسلحه حتى لايفر الجنود من الزحف وضروىه الاخذ بالعدل والاهتمام بالضعفاء وكثير من النصائح التى قلما تجد عالم فى عصر ينصح بها السلطان او الامير مع العلم انه فى هذا العصر قد انتشر الفرار من الزحف والظلم والنهب قال على لاتدخلن فى المشورة بخيلا يعدل بك عن الفضل ويزين لك الفقر او جبانا يضعفك من الامور او حريصا يزين لك الشره