سيقولون أحبّ فتاةً أكبر منه؟! كان مُحتاجًا إلى حنانها وعطفها لا إلى حُبّها وقلبها، وليكن؛ أنا نُثارةٌ في مهبّ الرّيح، أحتاج مَنْ تضمّني إلى صدرها. سيقولون: مجنون يكاد ينتهي به المطاف في الشّارع بلا وجه، وليكنْ، أفَكانَ لي هذا الوجه وأنا أتبع أبي في الهضبات الصّاعدات إلى قمّة ابن جُبير. سيقولون: أفقدتْهُ الكتب عقلَه، كان قبلها بلا قلب، وصار بعدها بلا عقل. الكتب الّتي قرأها أعاشتْه فيها، وفصَلَتْه عن الواقع؛ فلم يَعُدْ هو هو، وليكنْ؛ دلّوني على أحدٍ يستطيع أن يقول إنّه هو هو!! سيقولون: دمّرتْه عيناها، وهو يغوص فيهما ريشةً من جناح نورسٍ تتأرجح على رَهْو البحر، وليكنْ، أفكان لي قَدَرٌ أجمل من أن أغرق في بحرهما؟!! سيقولون: نضج قبل أوانه، واحترق قبل نُضجه! وليكنْ، أنا في الحبّ أعيش في غابات استوائيّة لا تعترف بالفصول ميزانًا للنُّضج، ولا تعترف بالحرارة وسيلة للاحتراق. أنا أحترق في ذاتي من أجل ذاتي، أنا أموتُ في سبيل ألاّ أفقدَني...!!!
احصل على الرواية من متجر كتب أيمن العتوم https://aymanotoom.net/products/أيمن-...
الاسم: أيمن علي حسين العتوم. تاريخ الميلاد: 2 / 3 / 1972م. مكان الميلاد: جرش – سوف. الجنسيّة: أردنيّ. الحالة الاجتماعيّة: متزوّج. مكان الإقامة: عمّان – الأردنّ.
- دكتوراة لغة عربيّة، من الجامعة الأردنيّة، بمعدّل (4) من (4)، وتقدير: ممتاز عام 2007م. - ماجيستير لغة عربية، من الجامعة الأردنية، بمعدّل (3.75) من (4)، وتقدير ممتاز، عام 2004م. - بكالوريوس لغة عربيّة، من جامعة اليرموك، بمعدّل تراكميّ 92 %، عام 1999م. - بكالوريوس هندسة مدنيّة، من جامعة العلوم والتّكنولوجيا، بمعدّل مقبول، عام 1997م. شهادة الثانويّة ، الفرع العلميّ، . المعدّل (94.4 %).
الخبرات: - مدرس للّغة العربيّة في أكاديميّة عّمان ( 2006 – 2010). - مدرس للّغة العربيّة في مدارس الرّضوان ( 2003 – الآن). مدرّس للغة العربية في مدرسة اليوبيل (2013-2015)
- مدرس للّغة العربيّة في مدرسة عمّان الوطنيّة (2002 – 2003). - مدرس للّغة العربيّة في مدارس الرّائد العربيّ (1999 – 2003). - مهندس تنفيذيّ، في مواقع إنشائية، 1997 – 1998م.
النشاطات: - مؤسّس (النّادي الأدبيّ)، في جامعة العلوم والتّكنولوجيا، عام 1994، وعضو هيئة إداريّة فيه 1994 – 1996م. - مؤسّس (لجنة الأدب) المنبثقة عن اتّحاد الطلبة في جامعة العلوم والتّكنولوجيا، ورئيس لها للأعوام 1995 – 1997م. - مؤسّس (لجنة الأدب) المنبثقة عن اتّحاد الطلبة في جامعة اليرموك، ورئيس لها للأعوام (1997 – 1999م) . وقد عملت اللجنة على المتابعة الأدبيّة والفنيّة لإبداعات الطلبة في الجامعتين على مدى الأعوام المذكورة. - عضو نقابة المهندسين الأردنيّين منذ عام 1997م إلى اليوم. - عضو هيئة تأسيسيّة لجمعية (الأدباء المهندسون) المنبثقة عن نقابة المهندسين الأردنيين.
المؤلفات: - الدّواوين: 1. قلبي عليك حبيبتي. 2. خذني إلى المسجد الأقصى. 3.نبوءات الجائعين . 4. الزنابق.
الرّوايات: 1. يا صاحبي السّجن 2. يسمعون حسيسها. 3. ذائقة الموت. 4. حديث الجنود. 5. نفر من الجن. 6. كلمة الله
- المسرحيّات: 1. مسرحية (المشرّدون). 2. مسرحية (مملكة الشّعر).
" رأيتُكِ هذهِ المرة في المنامِ، فأدركتُ حينها أنكِ غادرتِ هذهِ الأرض، وتركتِ دُنيانا الفانية، لن أقيم لكِ جنازة ولو في خيالي، لأن شعوري بلقائكِ قريب ولو في غيرِ هذهِ الحياة!! "
ما أصعب أن تنهي روايةٌ وأنت تشعر أن الحزن يفتح قلبك وجوارحك ،يطغى على كل شعور لديك..
ما أصعب أن تصدمك روايةٌ بهذه القوة وأنت تترنح في دوامة من العدم تُزيح عرش السكينة في عقلك..
ما أقساك أيها (العتوم) على قلوب العاشقين وجروح المكلومين..
ما أجرء قلبك على الجنون،، هذا الفؤاد الذي دفعك لأن تكتب بهذا القدر من الاحزان والالآم ..
جنون هو في ذاته جمالٌ .. خطته يدك لتنحت أجمل وأعذب الكلمات لتضعنا هلى كف عفريت الحزن والموت..
-------------------------------------------
أعتقد أن المُريدون إرتوا من هذه الرواية كما لم يفعلوا مع مامضى من روائع ما خطت أقلام الادباء ..
هذه اللغة التي إختارها (العتوم) لنفسهِ لهي من أعذب وأرقى وأجمل ما يمكن أن يُكتب.. أدهشني بهذه الغزارة اللغوية وهذا العمق البلاغي الذي يُطرب النفس ويسلي قلوب المحبيين للأدب ..
إذن هي مدرسة أدبية جديدة فرضت أحترامها على الجميع بقوتها وجودتها وغزارة إنتاجها في زمن لا نكاد نرى جديداً غير روايات موبؤة بإلفاظ نابية ولغة محلية سقية كمحاولة مهترئة للتجديد..
-------------------------------------------
هذه الرواية تحفة أدبية بلغتها وقصتها وأسلوبها الرشيق المتماسك.. قرأتها مرتين وسأعيد قرائتها في المستقبل بإذن الله، أذا سمح لنا بالوقت والجهد..
دمت لنا أيها (العتوم) ودام قلمك منارة نهتدي بنورها في عالمٍ لم يُعد يُتيح لنا غير الظلمات..
"الفَـنّ أقوى من الموت والرُّوح أقوى من الرِّيح والحُلـمُ تخنُـقه اللدغَة الشارِدة وهذا التداخُـل بينَ حياتِـك والمَوت؛ هُوَ الفنُّ في لحظَـة خالِدة"
يا صاحبي السجن كانت دهشتي الأولى بالدكتور أيمن العتوم – العاشق الثائر-كما يحلو لي أن أسميه...لأصبح مدمنة على قراءة حروفه وانتظار الجديد منها
وكانت هديتي التي لا تقدر بثمن الحصول على توقيعه في ظروف غير عاديّة أبدا، فكانت المرة الأولى التي أخوض فيها تجربة لقاء كاتبي المفضل...لأدرك بعدها فرادة التجربة وجمالها والغبطة التي تخلفها وراءها
بدأت قراءة الرواية بتأن...وما هي إلا صفحات قليلة، حتى وجدتني ارتبط بالمكان فيها وبالزمان...قبل أن أرتبط بشخوصها...فقد أبدع العتوم في الانتقال بنا لأيام خلت، وأزمنة مضت، عاشت في ذاكرتنا واستوطنت...ظللتنا فيها حكايات الأجداد وأشجار القرية
أما شخوصها...فقد راقبت دواخلهم ورؤاهم وتخيلاتهم
وأعترف أن سمية تركت أثرا أكبر مما تركه واثق...أحببت تلك الفتاة وجذبتني تركيبتها...وصف العتوم لها منحا هلالة غامضة جعلتها أقرب لشخصيات الأساطير...وربما كنت أبحث عن مساحة أكبر للمرأة في روايات العتوم...فكانت سمية جزءا مما تمنيت
واستمعت بعمق لتساؤلات "الواثق" المصيرية الصارخة التي ما توانى عن طرحها طوال صفحات الرواية...واقتحمت عليّ صمتي وسكوني وكم كان هذا "الواثق" محيّرا!!!0
فانتقاله من محيط القرية ببساطتها التي منحته جزءا من شخصيته، إلى المدنية ومعاركة الحياة والحب...حيّرتني...وانتقاله من فتى خجول يحظى بحماية من حوله...إلى مُغامر ثائر عاشق...حيّرني...ورسائله لحبيبته التي ذيّلها بتوقيع مختلف كل مرّة...حيّرتني، ونهاية الحكاية تركتني بحيرة أكبر!!!0
العتوم يمتلك ناصية اللغة...ومن هنا جاءت لغته حبلى بومضاته الشعرية في السرد والحوار...وتشبيهاته وصوره الفنية الجديدة الجميلة...ومهاراته اللغوية وإمكاناته البلاغية...وأسلوبه المُتأنق
أما ما يغني السياق فكريا وفنيا، ويلفت انتباهي في روايات العتوم فهو التناص الديني، بدءا من عناوين رواياته...فتتداخل حروفه باقتباسات وتضمينات من القرآن الكريم...وهذا التناص يجعلني أدرك سعة ثقافة العتوم، وارتباط رواياته بواقعه المعاش...ففي جعبته الكثير مما يغني رواياته ويجعل لها بصمة خاصة به
قد يكون في موضوع الرواية شيء من التقليدية أو التكرار لرواياته السابقة، خاصة مع تكرار موضوع السجن في الثلاث...لكن أسلوب الاسترجاع والسرد طبعها بطابع مختلف، واستطاع من خلاله أن ينتقل بمنظاره لزوايا مختلفة من الحياة...وفلسفته في الموت التي أطلت من بين حروفه منحتها عمقا...فالحياة في ظلال الموت وترقبه يمنحان "واثق" القوة لمقارعة الباطل والثبات على الحق...ومن ثم حملت الرواية بمجملها صوتا إنسانيّا مدويّا مطالبا بحق الإنسان في...الحياة!!!0
تمنيتها أن تكون أسرع إيقاعا وأكثر أحداثا وتشويقا... مع أنني لا أنكر أنني استمتعت بكل حرف فيها
العتوم يكتب جزءا من ذاته...وجزءا من أحلامه...ويغرقنا بكليهما!!0
ما أن انتهيت من قراءة الرواية، حتى وجدت الأسئلة تتداعى في ذهني...وأعترف بأن رؤيتي للدكتور العتوم من قرب جعلتني أشعر بأنه من السهولة بمكان أن أطرح هذه الأسئلة مباشرة عليه...فتواضعه وطريقة تجاوبه مع موقفي المفاجئ كان دليلا على سلاسة تعامله مع قرائه ومحبيه...وهكذا فعلت... أضعها هنا لعلها تجيب عن بعض أسئلتكم بعد قراءتكم للرواية...شاكرة له وممتنة لتفضله بمنحي جزءا من وقته للإجابة عليها:
- لماذا يؤرقك السجن إلى الحد الذي نجد تفاصيله في رواياتك الثلاث؟؟
لم أخترْ ذلك؛ أو لم يأتِ ذلك بوعيٍ. أنا اكتبُ ما تُمليه عليّ الحالة الشّعوريّة أو الإبداعيّة. لكنْ في الوعي قد يكون صعبًا التّخلّص من السّجن الّذي يعيشُ فيّ، وأعتقد أنّني في المقابل قد تخلّصتُ منه الآن... فثلاث روايات كافية للخروج من هذه الحالة؛ أعتقد أنّني فعلت.
- الجديد القادم...هل سيكون مختلفا؟؟إلى أين سيأخذنا خيالك وإبداعك في المرة القادمة؟؟
الآن عندي مشروعان لروايتين، إحداهما وهي القادمة إن شاء الله ستكون مختلفة وموضوعها مختلف، بل أسلوبها مختلف، وأظنّ أنّ من سيقرؤها سيقول هذا ليس أيمن العتوم الّذي نعرفه.
- ألا تظن أن ثلاث روايات في سنتين يعد إنتاجا أدبيا كثيفا؟
بلى. ولكنّ غيري فعل أكثر مِمّا فعلت. ديستوفسكي على سبيل المثال أنجز رواية الأبله في أسبوع. نجيب محفزظ كان يُنجز ثلاث روايات في سنة واحدة، ومثله الكثيرون. أنا أحاول أن أجاري العُظماء، وفي المقابل هناك تشجيعٌ كبير من القرّاء لي، فرواية (ذائقة الموت) نفدت في شهر، ولقد قال النّاشر إنها أسرع رواية تنفد في نصف قرن من تاريخ المؤّسسة... كلّ هذا شجّعني على إعطاء المزيد. إنّهما أمران على الأقل دفَعاني إلى ذلك: نظائر من روائيّين عالَميّين، وتوفيق الله بانتشار رواياتي وتقبُّل النّاس لها على قلّة الفترات الزّمنيّة بينها. ولله الحمد من قبلُ ومن بعدُ
- المرأة في رواياتك...هل تشعر بأنها أخذت حقها أم ما زالت على هامش حكاية الرجل؟؟
لم تأخذه تمامًا... أنا من الّذين يُحبّون المرأة، أعني يُقدّرونها... ويقدّسون مكانتها... وأنا أعتقد أنّ هامشها في رواياتي القادمة سيكون أوسع إن شاء الله...
- قلت في نهاية مراجعتي للرواية أن العتوم يكتب في رواياته جزءا من ذاته...وجزءا من أحلامه...إلى أي مدى كتبت ذاتك في ذائقة الموت؟؟وهل كانت كـ "يا صاحبي السجن" جزءا من سيرة ذاتيّة؟؟
ليستْ سيرة ذاتيّة... ومن الصّعب أن ينفصل الكاتب عن ذاته إلاّ بمقدار... وسيكون من الصّعب أكثر أن ينفصل عن أحلامه...
- التناص الديني ظاهرة بارزة في رواياتك، ما دلالاتها وما علاقتها بموضوع الرواية؟؟
أنا أعتقد أنّ الّذي يأخذ من الخالد فإنّه يرجو الخالد في كتبه... ومن يأخذ من السّاحر يرجو السّاحر... ومن أخذ من المُعجِز يرجو المُعجز... والقرآن خالدٌ وساحرٌ ومُعجِز...
- نهاية ذائقة الموت...وصفها البعض بأنها كلاسيكية، رتيبة، متوقعة...فهل هي جزء من واقع لم ترغب بتغييره؟؟
كثيرون آخرون قالوا عكسَ ذلك، فمن المتوقّع كما في الأفلام والرّوايات أن تنتهي الرّواية بأحداث سعيدة أو ما يُسمّونه في علم الرّواية بالملهاة... لكنّها هنا انتهتْ بفجائعيّة منقطعة النّظير، لدرجة أنّ النّورانيّ الأعظم تعاطف مع هذه المأساة فصلّى على واثق... وهي بالتّالي نهايةٌ غير متوقّعة وليست كلاسيكيّة.
سيتم الأستغناء عنها بأسرع وقت حرقها ، تمزيقها ، إعطائها لشحاذ ، لبائع فلافل ، لتعبئه ترمس فذلكه لغويه مبالغ بها وتشبيهات كثيره وكأنك بحصه تعبير بالصف الخامس يريد أن يعبر عن كل شيء ؟ القمر الشجر الوادي السحاب الشمس التاريخ البحر النهر الحمام النار الدموع السجن الحديد الكرتون القلم القبر المرض وغيرها الكثير بإستعراض مبالغ به حتى ظننته سيذكر أسم ذئب يوسف وماركات الخشب بسفينه نوح ؟ مطمطه قاتله وكأنك بسباق فوق ظهر سلحفاه ؟ ثقيله وكأنك تختنق بشربه ماء روايه كلاسيكيه بمعنى الكلمه من القرن التاسع عشر لا أنصح بها وأستغرب من أولائك المولهين بالروايه كيف أستمتعوا بها ؟ أحيانا ً أشعر أني من كوكب زحل
مرة أخرى يتحفنا الدكتور أيمن العتوم بإحدى روائعه الفنية...
كنت أتوقف بين الصفحات وأكاد أرفع صوتي مخاطبا إياه أن ارفق بنا يا دكتور أيمن...فقلوبنا ليست من حديد.... وحتى الحديد يذوب إذا أوقد عليه في مجمرة الحب أو صُبّت عليه أحماض العشق ....
بتلك الرواية - المسطر على غلافها الداخلي إهداء من الدكتور أيمن – عشت الأيام الثلاثة الماضية .... بين مدّ الحب وجزر الغياب... ولولا انشغالي لأتممتها في جلسة واحدة...
أخذتني هذه الرواية.. وحملتني بين أسطرها إلى تلك القرية الصغيرة التي نشأ فيها بطل الحكاية... وكنت هناك بروحي... أتحسس العشب الرطب تحت قدمي... وأحس بللفحة النسيم العليل على خدي... ويغرق البصر في لجة الأحاسيس ويغيب في سماء المخيلة...هي لحظات عشتها في صغري.... أسترجعها الآن بكل تفاصيها ... والفضل يعود إلى روعة التصوير ودقة الشبيه.....والتفنن بانتقاء الكلمات...
يربى (واثق) – بطل القصة - في الريف في عائلة فاضلة.. ويقاسي بعض المشقات في طفولته كغيره من أطفال القرى.. إلا أن أباه ذو حكمة ونظرة في الحياة .. فيتلعم من الكثير ويأخذ عنه الشجاعة ... وله جدة ترأف به وتحنو عليه... وله أم رؤوم عطوف شفوق... وله أخت كبرى تعتني به ويتعلم منها الكثير أيضا... فيسهم هذا الجو العائلي الدافئ في تنشئته نشأة قوية...
ينتقل (واثق) إلى المدينة ليدرس في الجامعة... وهناك يلتقي بحبيبته ... لكنه لا يلبث طويلا حتى يدخل السجن..
هناك ثلاث أنواع من الجامعات في الدنيا؛ الجامعة الأكاديمية والحياة والسجن... وواحدة فقط هي التي تعطي "الشهادة".. الجامعة الأكاديمية التي تمنح الطالب شهادة علمية....هي أيضا فرصة كبيرة لصقل شخصية الطالب وتنمية فكره وشحذ عزيمته... ولكن يا حسرتا على جامعات هذه الأيام؛ فلا علم ولا ثقافة ولا حتى شخصية.... كنت ترى في القديم شبابا في الجامعة يتحاورون ويتجادلون في أمور ثقافية أو عقائدية أو فكرية... لكنك تراهم اليوم يتجادلون – إن فعلوا- في أتفه الأمور ..فتحولت النقاشات من الجدال الثقافي إلى الجدال "الكروي"...
وكنت ترى المحبين وقد غمرت عيونهم تلك النظرات العاشقة التي تفصح عن حب طاهر عفيف... لكنك ترى الآن بين المحبين نظرات آثمة بل وضحكات ماجنة وحركات خليعة لا تدل إلا على علاقات قذرة... إلا ما رحم ربي....
ومرة أخرى يأخذنا الدكتور أيمن العتوم في رحلة داخل أقبية السجون – الجامعة الثالثة... والسجن – كغيره من الجامعات – هو مفرق طرق؛ فإما أن تتخرج منه بمرتبة شرف أو يجرّك إلى بحر الضياع ....وطبيعي أن يكون صاحبنا (واثق) من الثلّة الأولى..حيث أجاد ونجح في الجامعتين الأخريين....
الحب والسجن ... ضدان وصنوان... الحب يقود إلى اللقاء والسجن يحول دون ذلك... يقول الدكتور أيمن: ((يصبح الحب نوعاً من السجن إذا حركته الشهوة, ويصبح فضاءً مطلقاً من الحرية إذا حركته العفة))..فكيف بالله عليكم بعاشق في غياهب السجن؟! أفلا يكون الحب هو متنفسه الوحيد؟!
الحب هو ذلك الثقب الصغير الكبير الذي يستنشق السجين منه عبق الحياة ... فيحيل زنزانته إلى روضة خضراء...
يجوع السجين إلى الحديث مع حبيبته أكثر مما يجوع إلى الطعام... ويشتاق إلى رؤيتها أكثر مما يشتاق إلى الضياء.... ويجد (واثق) خلاصه في الرسائل... فيكتب ويكتب .... وهو حتى لا يعلم إن كانت رسائله تصل إلى محبوبته أم لا... لكنه (واثق) من أن كلامه يصلها ولو لم تقرأ الرسائل...لأنه كان حديثا بين روحين شفافتين يخترق كل الحواجز ويعبر حتى حدود الزمان....
كان لدي إحساس قوي وأنا أقرأ الرواية بأن شخصية (واثق) فيها قريبة جدا من شخصية كاتبها...
الرواية رائعة باختصار وأنصح بها الجميع...
أحييك دكتور أيمن على هذه الرواية العبقرية..... دام قلمك صدّاحا بالحق ونصيرا للخلق الطاهر الشريف...
أنهيت فجر اليوم ثالث رواية لك، ودّعتني بعد أن أصبحنا أصدقاء لأيّام معدودة.. ودّعت آخر صفحاتها، مبلّلة بالعبرات ..!
كيف لكتاب أن يفعل كل هذا بنا..؟ بمشاعرنا وأفئدتنا وأرواحنا..؟! كيف لكتاب أن يصبح شريكاً لنا في حياتنا ومالنا وحالنا وترحالنا وصفونا وكدرنا ويغيّر بنا الكثير الكثير .. ؟!
كيف كتبت ذلك..؟ ماذا كان شعورك وأن تخطّ تلك الرواية..؟ أخططتها بأحرف من ذهب كما يقال.. أم بأحرف من دمع ودم..؟
دون مبالغة.. #ذائقة_الموت كانت أجمل ما قرأت لك حتّى اللحظة، وأجمل ما قرأته من روايات حتّى اللحظة أيضاً ..~ !
انتهيـت مع الفجـر، وخرجت بهاتيـن:
- لم أكن أعرف للموت ذائقة.. ولم أكن أفهم معنى الموت.. ! لكن كلّ الذي فهمته بعد اليوم.. أنّه ما دام الموت محتماً، فلنفعل شيئاً يبرر حياتنا.. ولنترك بصمة على هذه الأرض قبل أن نغادرها..!
- حين ننتهي من قراءة كتاب جيّد ... نكون كمن ودّع صديقاً جيداً كذلك.. وما أقساه من وداع ..!
أنشفى نحن بالقراءة أم نزداد بها وجعاً ؟ أكان لزاماً على النهايات أن تكون مفجعة ؟ هذا ما انطبق على نهاية هذه الرواية. كنت أحتبس الدموع في الرواية كلما فقد واثق روح أحدهم ، أما في نهاية الرواية فلم أستطع لدموعي منعاً ! بكيت بكاءً فجائعياً بفقدك أيها الواثق، ثم لم أدرِ إن كانت دموعي على فقدك أنت أم أنها كانت دموع مؤجلة لكل فقد في الرواية ؟! قد كان وقتُ مثلَ هذه الرواية محيراً بحد ذاته؛ فلست أدري إن كان الوقت الذي قرأته فيها هو الوقت الأنسب في حالتي الآن؛ لأني منذ فترة وأنا أرى الموت يتجلى في كل شيء ويختم حيوات متعددة ، منذ فترةٍ وأنا أتفكر بنهاية كل شيء بالحياة الزائلة هذه بما فيها نحن ، فلا أدري إن كانت قراءتي للرواية قد زادت حيرتي أم أنها فتحت لي أبواباً جديدة لأتعرف على عالم الموت أكثر فأحظى بحكمةٍ أستمد منها مواقف ثابتة تجاه الموت .
قبل قراءتي للرواية كنت أعلم بموت الأشخاص فيها ، فخلت أنني لو لم أعرف كنت سأستمتع بالقراءة أكثر ، لكنه كان عكس ذلك ففي كل سطرٍ كنت أقرؤه كنت أخاف أن أفقد أحد وكأني محل واثق بشعوري ذاك !
أظن بأن أبا واثق لا يزال يذهب للجبال في الليالي الداجية ولقمّة ابن جبير حتى ، لا للصيد لكنه ربما ينتحب هناك ويبكي بصمت لفجائعه،ولا غرو أن تواسيه الذئاب بحزنه كما واست مجموعة الحشاشين واثق بموت أمه . أما منى فلو لم تمت لكنت اعتقدت بأن واثق وجد رائحة الصنوبر عند رؤيتها ، ثم عاد للكتب يأكل حروفها بنهمٍ فتزداد بذلك قناعاته عن الحب والموت معاً ! هل لا يزال جد واثق عندما يقف على جانب الفرس يتذكر اليد الصغيرة التي كانت تساعده من الجانب الآخر ؟ وهل لا يزال ذلك الفرس يتذكر سمية التي كانت تركبه بخفة فارس ؟
أتساءل إن كان القمح في بيتهم القديم بالقرية يحظى باهتمام من بعد سمية ؟ أشك في أن يديها هن اللواتي كانتا يكسبنه لونه الذهبي اللامع فهل أصبح الآن قاتماً بغير حياة ؟ لا تزال روح واثق حائمة تعلمنا معنى أن نعيش بحب، وإلى جانبها روح منى تعلمنا معنى الوفاء العظيم.
نعم ، إنها حياتنا وإنها يختمها الموت بقبضته؛ فمن فهم حقيقة الموت قد نجا، ومن لم يفعل فقد ضيع ذاته بالخوف منه !
وانت بتقرأ للعتوم ستجد نفسك منسجم مع متانة اللغة وبراعة اللفظة وجودة التعبير،لن تجد ضعف في حبكة الرواية ولا الأسلوب الروائي نفسه ومش هتشوف دا كله خلل بقدر ما هتشوفه ضآلة بجانب عظمة اللغة وجلالها وخاصة إن موضوع العمل يتحدث عن الموت وهو الاكثر جلالة من أي شئ.
* النجمة الأولى أعطيها تقديراً وامتناناً لقلم الدكتور;الذي سمح لي بأن أجوب في عالمٍ لطالما كنتُ حبيسة دفتيه * النجمة الثانية أعطيها لروعة الأسلوب اللغوي و الجمال الشعري الذي استمعت به أثناء رحلتي في 407 صفحة * النجمة الثالثة فهي إهداء .. أهديها لـ مُنى .. كونها مثالاً واقعياً يحتذى به في التضحية,الوفاء,الإخلاص,الجنون, والحب .. الحب أهمّها * النجمة الرابعة , أشعلها علّني أطفئ فيها لوعة كلِّ من آلمه قلبه على افتراق الأحبة بالموت .. ذلك الكائن الذي سأحيا من الآن وصاعِداً معه وكأنّه رفيقي الذي سيأخذني في رحلة الحقيقة يوماً ما * النجمة الخامسة , فهي لـِ واثِق .. ليس لواثق فحسب بل لكلّ معتقلي الرأي هُنا في الأردن و في شتّى بقاع الأرض .. أولئك الذين لم يُخرس الخوف ألسنتهم , وظلّت أرواحهم حرّة حتّى لو كبّلت بجدرانِ السجون
تبللت بعض الصفحات أثناء قرائتي لها , حُرقةً على الواقع الذي يشابهها كثيراً في الزمانِ الحالي .. قد تبدو قصة واثق ومنى لدي الكثيرين مآساوية .. أنا أرى فيها معنى الحياة
إمتناني لك كاتبي المفضّل على هذه التركيبة الجميلة التي جمعت فيها بين الحياةِ بالحبّ والموت .. صدقتَ عندما قلت "الموت في من نحب , حياة"..وأنا تصالحتُ مع الموت بِفضلِ "ذائقة الموت" .. دُمتَ مبدِعاً
كَيف سأجمع قُواي و أنتصب أنا و روحي بعدَ ما حَدَث !!!!
لَم يتسلل حزن إلى قلبي أودى بي إلى مدافن البكاء بسبب رواية من قبل ! ماذا فعلت د. أيمن ؟!! قل لي بربّك كيفَ هالت كلماتُكَ بالحُزنِ على جنباتِ روحي ؟؟ فتك بيَ اكتئابٌ شديد ,, و كُنتُ كلّما استرحتُ مِن موتٍ فاجأتني بموتٍ أبلغ من سابِقه ! كيفَ تسنّى لكَ فِعلُ ذلك ؟! انتهت الرّواية ,, و طويتُها بحسرة ,, جفّفتُ دموعي ,, و بدأتُ أتأمّل ,, أهذا هو الموت الذي يسرق الأحبّة !! يا مرحبا به إن جمعني بهم ,, صَدَقت !!
واثق !! كم أُشفِق عليك في عالمٍ لم يبقَ فيه أحدُ سواك !! فقد الكثير الكثير ,, حتى ذهب إليهم طواعية ,, اختار الموت ليكون إلى جانب أمّه ,, جدّته ,, أخته ,, اصدقائه ,, و حبيبته "منى" ,, الطبيبة بطبِّ حضور واثق في قلبها ,, و كم أرداني ميتةً هذا الجزء من الرّواية ,, جزء حبّه لطبيبة ,, تداوي عقول المجتمع قبل أجسادهم لينتشلها سرطان يغزو جسدها دون سائر الأجساد قبيل التّخرج بسنة و نيّف !!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
للرّواية وقعُ خاص ,, فهي إهداء من أخت و صديقة عزيزة و غالية ,, جلّلت الاهداء بإهداء آخر من د. أيمن العتوم كتب لنا فيه : أن القراءة سماء لا فضاء لها ,, نقرأ فتنفتح النوافذ على المطلق ,, ذُبت بعذوبة كلماته منذ البداية فأشرعتُ بالرّواية دون أدنى علمِ بهذا الكم الهائل من الحزن الذّي سيحويني عند ختامها
لا تعليق لي على اللغة ,, فهي أبلغ و اجود من أن يتحدّث عنها أي شخص ,, يــــا الله ما أدفأ حرفك ,, و ما أنعم كلماتك ,, يــا الله كم افخر و أعتّز عندما يتم وصف غاليتي على الإطلاق "الأردن" بقلم مبدع مثلك ,, و أتمنى أن أراها دائما دائما دائما في سطورك ,, لنضفي جمالٌ على جمال ,, و يتبعثُر القارئ بين كليكمــا !!
وصلتُ لجزء الرّسائل ,, قرأتُها بقلبٍ مدنف بعد الفراق ,, احترقتُ عندَ الرّسالة المئة ,, أوجعتني بكل كلمة ,, أوجعت قلبي ,, و أعدتني إلى رهافة إحساسه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
سؤالٌ يراودني :: إن كان كل هذا حصل لي من "ذائقة الموت" ,, فأين سأذهبُ بنفسي بعد "يسمعون حسيسها" ,, لا زلت أجهل إلى الآن سبب وجود "يسمعون حسيسها" في جعبتي منذ أكثر من نصف سنة دون الشروع بقرائتها ,, يبدو أنّني أخشى على قلبي أكثر ممّا يجب
لأول مرة في حياتي اقرأ رواية وتمنيت كثيرًا وهي بين يدي إلا تنتهي ، أو لنقل بصراحة أكبر أن لا أصل إلى الورقة الأخيرة .. أول مرة أخاف النهايات كهذه النهاية .. كم كان واثق رجلًا صادقًا وكم كان غنيًا بالحُب مليئًا بالعطاء رغم ما واجه في حياتهُ .. وكم كان للموتِ أثرٌ عليه إلى أن لحق من كانوا هم النور والضياء لدربه .. خسر جدتهُ .. ثم لحقتها أخته .. ثم مهجة قلبه حبيبته التي طلت عليه في ثنايا أركان الجامعة .. وفي النهاية ست الكل وهي أمهُ .. كل ما أحُبه في كتابات الاستاذ أيمن هي بوحهه للكلمات الشجية بالاستناد لآيات القرآن الكريم . وه1ا ما يجعل القارئ يتمعن بكل ما يكتب .. حرفًا حرفًا . لنقل إنني للآن لم أنتهي فأنا مع أبطال هذه الرواية وربما سأرافقهم بأحلامي .. .. وقد لاتنتهي أحلامي ..
استوقفتني كثيرا هذه الذائقة ... حيرتني... بعض الفصول صدمتني... وبعض الأبواب استوحش منها قلبي وضاق الصدر ... عميقة عميقة ولا تصلح لأيّ أحد ... تتكلم ببطء.. تحلو ببطء.. وتسقي ببطء.. حتى إذا ما نغمس القارئ في سطورها وجد نفسه غارقا بالحب والثورة والحرية والألم والذكرى .... ذائقتك – أستاذي- تمكنت من فتح كل الأبواب المغلقة في سالف الزمن ... ولكنها تركتها على شرّاعها ..... ! حتى الحب .. تُبقي القارئ عطش ظمئ بلا قطر.. ثم لا تلبث أن تروي وتغدق عليه من بحر العشق فيوضات تلمس كل الأوتار الجافة وتروي كل العروق اليابسة ... ثم الليل وحكايته ورهافة البطل الواثق.. ...في الليل يسخن الحب ..يسري مع الدماء وكأنه الدماء ..وتنار أروقة الذاكرة المعتمة بالسنين الطويلة المزهرة... وتنشر في الأفق رائحة حب نبيل ممزوج بمسك اللهفة المخضبة بالذكريات الدافئة من منّا يستطيع صدّ رائحة الحب النبيل يحيط بنا حتى لكأنه نسمة ليل أو لمعة نجم ولكن حينما تستحكم القبضات حول الأعناق ، وتزمجر براكين الثورة في القلب احتياجا وفقدا ... وعلى جمر اللظى تنفتح كل الأوراق البالية .... تحاول الهرب من المحيط اللصيق.. فتقودك الروح إلى مكان بعيد بعيد... كدت تنساه .. لم يبق لك منه أهل ولا حبيب.. المكان ودّعك .. وصاحبه قلاك.. والتراب جفاك ..وقطر الماء آلَ ليبوسة غريبة ...ومع ذلك ما زال القلب يعشق المكان وأهله رغم قسوتهما الضاربة في الجذور... هكذا تكون الحياة حينما يكون الحب سيد الموقف... ولكن وصف الأديب الدافء هنا للحب جعل من الإنسان الجاف يخفق كالجمر تحنانا نحو الفراغ... فكيف بالمفطور على الحب والممزوج دمه بالعشق....!! تساءلت كثيرا في نفسي : إلمَ ترمز ليلة الذئاب الباهرة ؟! أدقق في تفاصيلها .. أجدني مشدودة الأهداب مرتكزة البصر .. لا أعلم إلى ماذا ... ولكنني انتقلت للمسرح وكنت بجانبك الطفل .. وسميّة الأميرة الصغيرة ... وصف الأديب الموهوب لها جعلني أراها في بيتي من الجيل الزمرّدي... وسرت مع ذائقة العشق لا الموت أصعد جبلا وأهبط واديا وأتريث سهلا... في الليل في القرية في الحقول الغنّاء في باحات الجامعة مع الهروات ومع الأفعى وصمود الطفلة مع الجبّ الأليم مع الصحبة التي تروي الروح مع نبض فؤاد البطل وخفقان روحه أسمعها بدفء بالغ بالغ ...رأيت كل الألوان – أستاذي- في روايتك وسمعت كل الأصوات.. حتى الدموع وصلني أنينها ... وشهقات عشق الواثق أدمتني ... وأفياء أغصان القرية أظلّتني... وعطر الآسرة منى أبهجني... ... الأديب الموهوب د. أيمن ليس مثلي من ينقد أو يحكم أو يحاجج أو يعلّق أو يدلي بدلوه .... فأدبكم الفذّ وروحكم السامية وقلمكم الألماسيّ فوق كلمياتي ... ولكنها بضع همسات لكتاب أحببته ... وتبقى ( يا صاحبي السجن ) مفضلة الروح ونداء النفس لأنها السطور الوحيدة مذ عرفت القراءة منذ 19 عام التي وجدتُ فيها سعادا .... خالص التقدير والامتنان لحضرك ... بارك الله فيك ولك وعلي
تطالعك بدايات الرواية بمعلومات مكثفة عن الموت ، تقرأها باستمتاع لجمال نظمها لكنك تشعر بضيق في صدرك كأنما تصّعد إلى السماء .. للموت رهبة لا تستسيغها النفس البشرية!
بعد ذلك تبدأ وتيرة الأحداث بالتصاعد ، بدءاً بطفولة واثق (بطل الرواية) مروراً بحياته الجامعية و حبّه الشاهق لمنى ، و من ثمّ مرحلة سجنه عقاباً له على اهتمامه بقضايا أمته ! فقط في الوطن العربي أنت تُعاقب لعدم "انتمائك" و تُعاقب أيضاً "لانتمائك" ، و اللبيب من الإشارة يفهم !
النصف الأخير من الرواية تضمّن رسائل واثق من السجن لحبيبته ، قرأتُ هذه الرسائل بنهم ، لكنها كانت مرهقة جداً بالنسبة لي ، مع أول رسالة شعرتُ بما يشبه الثقب في القلب ، و مع كلّ كلمة كنت أتجاوزها كنت أشعر بذلك الثقب يتسع .. يالبشاعة الظلم ، تقف حياله عاجزاً تراقب دقائق عمرك تتسرّب من بين أصابعك كحبات الرمل دون أن تأتي بحركة ، أيامك تمضي آخذة معها أحباءك و أنت ما زلت هناك ، سجين لأنك إنسان !
هذه الرواية جلبت معها الدهشة لنفسي ، و أنا التي ظننتُ أنني فقدت القدرة على الدهشة إلى الأبد ! بالرغم من موت معظم أبطالها إلا أنها جاءت _و ياللغرابة_ نابضة بالحياة .. هو فنّ لا يتقنه إلا من كان يملك قلماً بقامة قلم الدكتور أيمن ..
حين أنهيت الرواية ، أغلقت آخر صفحاتها و أنا أعلم يقيناً أنني بانتظار الإصدار الجديد للكاتب ، متعة القراءة له لا تضاهيها بالفعل أي متعة سواها ..!
يبدو ان العتوم لا يريد لقرائه ان ينهوا كتبه الا مكتئبين متألمين. في (ذائقة الموت) كل نفس ذاقته فعلا هل الموت هو محرك الأحداث؟ لا أعتقد ،بل لعب دورالحل لكثير من العقد استخدم الكاتب الرمز كثيرا ، لم اتمكن من معرفة المعنى في كل مرة . ما رسالة الرواية ؟ ماهدفها ؟ هل هي صرخة عاشق يائس؟ احتجاج على قسوة القدر؟ احتجاج على الموت هادم اللذات؟
رواية صغيرة متسارعة الاحداث غزيرتها ، اذكر اني قرأتها في جلسة واحدة امتدت ست ساعات قبل أربع سنوات،في متعة كبيرة وتشوق. لدينا ثورة طلابية ، سجن ، قصة حب جميلة ، طفولة مؤثرة، بؤس،صداقة قوية، مرض ، الكثير من الموت ثورية الكاتب وعدم رضاه بالظلم ،جذاب جدا . الفصول التي تحدثت عن الاحتجاجات الطلابية سحرتني بالفعل . ومرة اخرى ،يكون السجن احد العناصر الاساسية في الرواية .اما الفصول الاولى فكانت اثقل من البقية ؛ لكثرة التفاصيل ربما والوصف .
ثالث لقاء مع العتوم ،بعد :يا صاحبي السجن ، ويسمعون حسيسها قلم ايمن العتوم رائع ،رقيق ،هادئ. وأكثر ما يميزه هو ذاك التمكن من اللغة وأساليبها. صورة الغلاف موفقة .
...... رواية مؤلمة ،، رائحة الموت تفوح منها وتعبئ المكان ! ادخلتنى في حاله اكتئاب بعدما انتهيت منها رفقاً بنا يا عتوم ! .. لماذا هذة الكآبه والحزن .. لماذا لم تكن النهاية سعيدة لتعوضنا عما أحسسنا به أثناء قرائتها ؟! .. منذ بداية الرواية و "واثق" يفقد كل ما يحبه .. لماذا فقد منى ايضاً ف النهاية ؟ هذا هو بصيص النور الأمل الوحيد الذي كان يعيش من أجله ..! .. كم عشقت الألقاب اللتى كان يختم بها كل رساله ارسلها " واثق" الي "منى" المخلص ،المتيّم ،العاشق الأول،الذي لا ينساكِ،المجنون فيكِ ،المُولَّه،المشغوف،التائق،الجائع إليك،الشّجيّ،الواجَد،المشُوق،الهائم،المغرم،الآمِل،...... إلخ .. وقعت في غرام اسلوب ولغة العتوم . ما هذا الجمال ! أسرتنى رسائل واثق الي منى واسلوبها وكيف كان يبثها حزنه وألمه .. كان لقائي الاول بالعتوم ولن يكون الاخير .. فقد أدمنت قلمه :)) تحياتي لكَ
الواله.... المتيم... العاشق...اليتيم... الهائم... الضائع.... المكلوم.... هكذا كان يختم رسائله-التي لم تصلها-اليها.... اقتات على مشاعره اتجاهها ليتحمل قسوة عامين واكثر في المعتقل. ... وحينما خرج كانت قد ودعته مسبقا ... لحقها قطار الموت الذي سلبه اخته وامه من قبلها... كان ذنبه انه ذاق مرارة الموت منذ طغولته... اعتاد عليه وتعايش معه... لاتقل روعة عن يسمعون حسيسها :)
قدرة الكاتب أيمن العتوم على وصف مشاعر الفقد والموت فائقة .. فقد عانى بطل الرواية من فقد الأخت والأم والصديق والحبيبة .. ولم تكن معاناته من ألم الموت قاصرة على الأشخاص .. فقد انطبع في ذاكرته مشهد قسوة الموت عندما كان طفلا ورأى والده يصطاد الذئاب فتخر صريعة بين سكرات الموت .. أما أشد مظاهر الموت قسوة فكان قتل الأطفال والأبرياء في الحروب ..
ولأن الأسباب تتعدد والموت واحد فقد عدد الكاتب أسباب الموت في روايته .. فمنهم من مات مريضا .. ومن مات غريقا أو منتحرا .. ومن قتل في المظاهرات أو الحروب .. أو حتى من نُفذ فيه حكم الإعدام .. وفي النهاية مهما اختلفت الأسباب سيظل الموت هو الحقيقة الأعظم يقينا والأشد رهبة والأكثر إيلاما ووجعا .. .
بدأت بقراءة هذه الرواية منذ ما يقارب الثلاثه أسابيع ،ما دفعني إلى قرائتها هي مقدمة الروايه المعتقة بالعشق بدأت أقرأ وأقرأ وكأني أعيش تفاصيل هذه الرواية بدءا من وصف القرية، ومزارع الزيتون، الشلالات إلى الجامعه ،والكافيتيريا، ومن ثم السجن .. كم كان بارعا الكاتب في وصف جمال ونقاء القرية مثل الحوش ،وطلوع الشمس، والغداء في الحقل لدرجه تمنيت أن أعيش هذه الفتره وأن أكون سمية أو واثق .أما بالنسبه للجامعة التي ارتادها واثق أبدع الكاتب بوصف تفاصيلها وكأنما يتحدث عن الجامعه التي ارتدتها ! طوال فترة قراءتي لم أستطع أن أحبس دموعي ظننت اني أهرب من حزني عندما التجات للقراءه لكني وجدت الحزن والخيبة تلاحقني في كل سطر من سطور هذه الرواية وكأنها تتحدث عني !! .هل نلجأ للقراءه لنتعافى من أحزاننا أم لنزداد الما ؟ صوت الموت تسمعه في ثنايا هذه الرواية بدءا من موت جدة واثق، أخته سميه ،أمه،إلى موت حبيبته منى التي لم يتسن له بالزواج منها..ما أثر في من كل هذا هو موت سميه تلك الطفلة التي لم تتجاوز التاسعة ،لم تكن طفلة عادية كانت تصول القمح وتحملت مسؤولية تفوق عمرها ماتت خوفا وهلعا دفاعا عن واثق بعد أن قتلت الأفعى.. أخذني الكاتب إلى عوالم أخرى من العشق وانا اقرأ رسائله المئة إلى منى وهو في السجن حين قرب العشق من مفهوم الموت وكأنما هو ذات الشيء، فلسفة الموت والحياه ظهرت جليا في سطور الرواية (-هل من سبيل إلى الخلاص؟ -نعم ..بالموت، فالموت فيمن تحب حياة. -اريد ان أنسى. -ومن نحن اذا لم نتذكر؟! -لا أريد أن اموت مرتين. - مخطيء؛ من يعشق يعش حياتين،ويولد مرتين؛مرة بالوجود،ومره بالذهول عن هذا الوجود!!! ) ما أقسى أن انهي هذه الروايةٌ وانا ما زلت أعيش تفاصيلها من حزن وخيبة وألم ولا شعور غيره... كم مؤلم هذا الشعور حينما يظهر على جوارحك .. فعلا لربما أحتاج وقتا طويلا حتى استعيد نفسي ....
رائعة من روائع الأيمن العتوم رواية تحمل من الأمل والحزن واليأس والفقدان والموت والحياة والدافع السياسي
والإعتقال الظالم وما ادارك من المعتقل وفساد السجانين وظلمهم لعنت أيديهم بما يفعلون ..
الأعتقال الذي فرق بينه وبين محبوبته .. سنتان ونيف فقد فيهم أغلى ما يملك أمه وأصحابه وحبيبته واثق الذي كان واثقاً من كل شئ يفكر فيه وما هو في خاطره ورؤيا البداية كانت هي النهاية له سمية أخته الذي لم تتم ثمان سنوات إلا أنها عاشت معه العمر كله وأخذت ثلاث أرباع نظر أمه وأخذ هو ما تبقى منه فماتت ضريرة حزينة عمرها كله على أولادها المفقودين
سلاما على أهل السجون .. سلاما على أهل القضايا والمبادئ وسقط حكماء العرب في ظلمهم وإن الله بصير بالعباد
بعد هذه الرواية ونهايتها لم أتمالك دموعي لحظه فقط انهارت كأنهيار واثق على منى ولم أعلم هل هي زادتني تعلقاً بالحياة ؟! أم اشتياقاً للموت ؟ هل زادتني تعلقاً بالمبادئ ؟ أو خوفاً من سجن السجان وسياط الظالم ؟! ومعاشرة الحشاشين والبقاء بجانب التفجيريين لا أعلم حقا
أما عن الكاتب العظيم أيمن العتوم فهي رائعة أدبيه تنقله بين الأماكن والأزمان .. تتبعة ووصفه للتفاصيل رائع كيف أستطاع ان يحاول قصة ورواية لكتاب يحمل تسعه وتسعون رساله ! وكأنك تقرأ رسائل الاحزان للرافعي ولا تمل ولا تستغرب كيف كان يختار اللفظ الصحيح الذي يحمل أدق المعاني واقتباساته الرائعة من القرأن جميعها كانت في محلها
رواية لن تندم عليها يوماً فهي حقا أذقتني الموت يا ذائقة الموت 💔
حيرتنى هذه الرواية كثيراً فى كتابة الريفيو عنها .. مبدئياً نأتى لفكرتها بصورة عامة وأهم النقاط التى تناولتها .. هى تتمحور حول شخصية البطل (واثق)والذى يمكن أن نقسم حياته إلى ثلاث مراحل أو أطوار أولاً .. طفولته فى القرية التى كان يعيش فيها مع أهله وأثر كلٍ من أخته سمية وأبيه عليه ثانياً .. رحيلهم من البيت الذى كانوا يعيشون فيه ،، والتحاقه بالمدرسة الإعدادية وصديقه جمال ومغامراتهم معاً ثالثاً .. وهو طور معقد ومركّب بدأ بالتحاقة إلى كلية العلوم ،، ويتكون هذا الطور من شقين أساسيين هما : -دخول حياته فى منعطفٍ جديد وهو .. نشاطه الثورى فى كليته وتنديده للاعتداءات الأمريكية الصهيونية على شعوب المنطقة من الوطن العربى انتهاءً باعتقاله -حبّه الأول والأخير التى تعرف إليها قدراً ذات يوم .. وعشقه الشديد والغريب لها وهذا الطور هو الذى يستمر معنا حتى نهاية الرواية .. ..................................................................................................... من حيث الأسلوب .. جيد لكن ليس بالرائع .. هناك أفضل من ذلك كان يمكن أن يصل إليه الكاتب ما أفسد الأسلوب هو : أولاً ..ضعف الترابط والتسلسل وعدم انسيابيته بين أحداث الرواية ثانياً .. كثرة التشبيهات والصور الزائدة عن الحد لم يكن فى صالحه .. إقحام الأسلوب الشعرى نوعاً ما فى الأسلوب القصصى بصورة مزعجة ثالثاً .. كثرة التأملات والأفكار والأحاديث الذاتية _واثق وهو يتحدث أو يفكر مع نفسه_ أيضاً لم تكن لصالحه بل على العكس أضفت جو من الرتابة على الرواية ،، وكأن الكاتب لديه أفكار كثيرة وجميلة ولكنه لم يتقن توظيفها فى إطار روائى ..................................................................................................... من حيث الجو العام للرواية والجانب الحسى فيها مشبعة بالموت ورائحته مفعمة بمشاعر الحزن والأسى والوحدة والتخبط والحيرة وثقل التفكير وإرهاقه للنفس تغوص فى نهايتها فى نفق الظلم والطغيان والذل والقيد وكسر الإرادة والحرية يتخلل كل هذا أشعة الحب الذى وصل به حد العشق والهيام .. التى تسللت بين أحزان واثق وحاولت بعثه للحياة من جديد وإشراق النور عليها مرة أخرى ونفض غبار الألم عنها .. ..................................................................................................... ملحوظة : -كنت سأعطيها نجمتين لكن المائة صفحة الأخيرة ( الرسائل ) هى التى ستجعلنى أعطيها ثلاثة نجوم -بها كثير من الجمل والفقرات التى تصلح لاقتباسات فى غاية الجمال لغةً وأثراً فى النفس
خابت توقعاتي من الرواية بشكل عام ..كانت مملة الى حد ما في المبالغة في الوصف ما لا داعي لوصفه برأيي فلم اكن مستمتعة في اغلب الاجزاء وشعرت انني ابحث عن ضالتي التي لم اجدها حتى اخر صفحة.. لم تضف لي اي قيمة للاسف فهي ليست كالروايتين السابقتين من حيث كثرة الاقتباسات الغنية والصور الرائعة بل شعرت انها مجرد سرد وتكرار لأحداث غير مهمة كثيرا.فشعرت بأنني اضيع وقتي دون فائدة كما كنت افعل اثناء قراءة ابداعات المؤلف السابقة .. لم يكفني ان اتأثر في ثلاث مواضع او اربعة.. أوابكي على ثلاث مقاطع فقط تأثري وانتظاري وشغفي لقرائتها اكبر مما وجدته بها!! لان كتابات الدكتور العتوم دائما مؤثرة غنية وممتعة الى اقصى الحدود.. تمنيت ان تكون " منى " حلم من احلامه لا ان تنتهي كما في المسلسلات او الافلام وكأنها متوقعة اساسا.. لم اشعر بأن القصة بينهما مكتملة كي تكون بكل هذه القوة وكل هذا الشغف..ولكن تأثير هذا الحب على واثق ودوره في صموده كان لفتة ممتازة الانا كانت طاغية في الرواية بصورة مبالغ فيها وخاصة انها تكرار لما كتب وعلم في " يا صاحبي السجن "0 النهاية والقفلة رائعة اعجبتني في اخر صفحتين ..
الموت ... ألم الفقدان ...عذابنا على فقدان من احببنا ... عذاب السجن... ظلم الدولة .... فقدان النفس .... التخلى عن من نعتقد انهم السبب فى عذابنا .... حب وحزن الام والاب .... عشق من النظرة الاولى .... حب وطن .... ظلم وطن ... هذا كله تتضمنه رواية العتوم ذائقة الموت ...
اليوم أنا أشهد وقد التقطت هذه الرّواية أنفاسي المتأوّهة في آخر صفحاتها، أن من الكُتُب ما (يوقِظُ مغارِسَ الحِسّ) حتّى تنخر عباب قلبك الطّافح المليء بالحُبّ، فتهوي أمامها كالصَّريع يدندنُ مشدوهاً مذهولاً مفصولاً عن حياته، مُرتبطاً أيما ارتباطٍ بواقعة هذا الكتاب على حياته !
هُوَ ذاك الطِّفــل الرَّجُل، الضّارب في الأرضِ طولاً، ذاته الّذي أبكى مُهجتي لأكتُب، لتكونَ مُراجعة هذه الرّواية دوناً عن غيرها –الأولى- في استحواذها عليّ بأيّامٍ قليلةٍ وبُكـــاءٍ طويل، يَصنَعُ الجَبَــل رِجالاً وهذه هِيَ الخُرافة الأصدَق التي صدّقتها طويلاً وها هي تغدو حقيقةً بينَ هذه الجَنَبات، (واثق) هذا الإنسان الكامن في قلبه،والّذي أماته الحُبّ كما أحياه ، ذو الحِسّ المُتفرّد جعــل من قارئته مأخوذة بجنونٍ لا يُهادن جنونه بـحبيبته (مُنــى) ...
لا أذكُرُ لحظةً واحدة انفصلت فيها جوارحي عن هذه الأوراق، لقد ظللت أسيرةً لها ليالٍ مُتتابعة، وَي كأنِّي كُنت أترقَّب الموت بينَ جنباتها، فقدتُ جدّته ، ومن ثمَّ تثاكلَت أجزاء قلبي لرحيل أُخته (سُميّة) ذات الأعوام الثَّماني والقلب الحاصل على ثمانمئة شهادة فخر لكلّ أبناء الحوش، وتلك العائلة المُمتدّة، أَخذتها الأفعى وسلبت منها عفويتها وروحها، لكنّها لم تلبث أن تأخذ معها روح كلّ الّذين عرفوها وثلاثة أرباع بريق أُمّها وصُمود أبيها، و حُــبّ أخيها الجَميــل ...
لم تفتأ هذه الذّائقة، تصرع القلب بالمُفاجآت، فعلى غير موعدٍ طرقَ العشقَ باب قلوبنا الّتي تثاكلت بالحُزن بعد فصلَين من المَوت، لتُحيي في قلوبنا طائرَ الحياة من جَديد، ليرفرف في هذا الفضاء الرّحيب، ليرتعد القلب تارة، وترسم الانحناءات نفسها على ثغر الأمل لا إراديَّــاً في صفحات الحُبّ واللقاء والثَّورة المُنظّمة الهائجة في آن ... وَ #حيـــنَ_استحضَر_قلبه ذاك الفَتى ، استحضرنا ماضياً وحلمــاً أجمل معه، أحضرنا واستحضرنا - إلى مائدة الشَّهيّة الأولى للنَّظرات و العُيون الهائمة - الكَثير من الانتظــار ... والثَّورة ، الثَّورة تلك جعلت منّا عاشقين لكليهما ، فكم كانا جَميلين بتلك الثَّورة ، والحفاظ على المبدأ ... والّذي لم يَطُل عهد فرحه ، فأفناهما ...وأفناني معهما .. "وَي كأنَّ الحُـــبّ عاهَد أصحابَهُ ، أن لا يرويهــِم مَرَّتين مُتتابعتيـــن !!!!"
لقد ظلّت روحي مُتماسكةً رغم كلّ فصول الموت تلك إلّا أنني هَويت بكلّ ما أُوتيت من ذهول، عند تلك الرّسائل الّتي استنزفتني، مئةٌ أخذت من العين ما أخذَت ، وقطرةٌ من ماء العين في آخر تلك الصَّفحات تشهد على نحيب الفُراق الفجائعيّ ذاك !!! يكفي أنّ ما كانت تُختتم به من عناوين ، كانت كفيلةً بتلخيصِ كُلّ الآلام الّتي تتضمنها ...
دكتور أيمن العتوم ، شُكراً لكلّ هذا الشَّغف ، ولكلّ هذا الوجع ، الّذي تشتاقه أرواحنا ، لنُعيد رسم الشُّخوص فينا من جَديد ، ونُحيي كلّ من ماتوا حقيقةً في قلوبنا ، ونتشبَّثَ بكلّ من بقوا على قيد الحياة والحُبّ معنا من جَــديد ..
أنهيتها ، ولربّما أنّها أنهتني أيضــاً بشغف \ في تمام السّاعة التاسعة إلّا نَبضاً في السّادس من تشرين الأوّل 2013
أخيرًا أنهيتها! و لولا أني اشتريتها بالفعل لما كنت أكملت قراءتها!!!
شعرت أن هذا الكتاب ما هو إلا بعض الهراء باللغة العربية الفصحة. قصة حب هابطة، موت الجميع بدون أي تسلسل للأحداث يؤدي لوفاتهم، أي شخصية تظهر في الرواية سوف تموت بأكثر الطرق لا منطقية! سبّاح ماهر يموت غرقًا. فتاة تشرب ماء البئر فتموت في ذات الليلة. المعشوقة ينهشها السرطان في غضون أيام؟!
رغم تقديري الشديد للسيد أيمن العتوم و متابعتي له على وسائل التواصل كافة و على اليوتيوب كذلك، و كنت متحمسة للغاية لأن اقرأ له، إلا أن هذا الكتاب مخيب للآمال تمامًا! كما أنه باهظ الثمن أيضًا!
أي ألمٍ بعثته ذائقة الموت هذه في النّفس!! ولا عجب في ذلك؛ فأيَّ ألمٍ لهُ أن يكون أقسى وأشدّ من ألم الموت!!
يجول في خاطري الآن: تُرى إذا ما مات الإنسان هل يموت هو؟ أم يموت من ترك بعده ممن يحبّوه؟!! كيف يموت هو وله حياةَ أُخرى يعيشها!! أما من ظلّوا بعدهُ مقيّدين بقيود الحياة هم من يموتوا في الحقيقة!! بدأ الموت بـٍ سُميّة، وأعرف أنا مقدار الفراغ الذي يتركُهُ رحيل الأخ الأكبر.. وكيف يغدو أخوته بعده بنصف قلب ونصف روح.. لم أستغرب تلك الخيلات التي كانت ترافق "واثق"،، فـ مع الموت يَصعُب علينا التفريق بين الحقيقة والخيال؛ أيُّهما كان الخيال، الماضي أم الحاضر؟!! وجودهم كان خيالاً أم بقاؤُنا دونَهم هو الخيال!! حياتُنا معهم كانت الحُلُم،، أم حياتُنا الآن هي الحُلُم!! يرحل الأخ الأكبر وتمضي السُّنون،، ونكبر بعده عقداً من السنين ويبقى هو الأكبر،، حتى لو تجاوزنا العُمر الذي عاشه هو في الدّنيا!!! كيف لذلك أن يكون إلا بأنّ ما نعيشُه نحن الآن هو الخيال والحُلُم.. ونحن الذين مُتنا من بعدهم!!
كما استوقني كيف واجه الكاتب الدكتور أيمن العتوم الموتَ بالحُبّ! ليُثبت لنا قُوّة الحُبّ،، وأنه بهِ استطاع مواجهة كل شيء،، حتّى الموت! كما قال: "كان حبّك مُعادلاً موضوعياً للموت؛ بالحُبّ هربْتُ من الموت، وبه واجهتُهُ، وفيه ستنتهي حياتي" "أوقِنُ أنّه لولا الحبّ لابْتلعت الأنهارُ مياهَها، ولَنَسيت البلابلُ أصواتَها، ولكَتمت الأزهارُ أطيابَها، ولغيّرت الورودُ عادتِها. لا يهزم الموتَ مثلُ الحبّ، ولا يرقى بالنّفس مثله!! "
كما أنّه بهِ ثبت على مبادئه أيّامَ ماتت حُريّته في السّجن،، بينما كان أصدقاؤه مثل سليم ولؤي وضياء يذبُلون وتتعفن أرواحُهم.. فلا حًبّ في قلوبهم يشرق كالشمس على أرواحهم فيحميها من التّعفُّن!! "أتعرفين يا حبيبتي... الآن عرفتُ لماذا سلك أكثرُ رفقائي دروب الجُرُف المُنهارة، وسلكتُ دروب الجبال الصّاعدة؛ ببساطة: لم يكنْ عندهم حبيبة مثلي. الآن أعرف أنّني بك أقف صخرةً جامدة في مسيل نهرٍ هادرٍ، وأرتقي نجمةً هادية في سماءِ ليلٍ داجٍ."
كان فصل الرسائل هو الأفجع والأقسى... كنت آخذُ استراحة كلّ حين منها،، ولم أستطع قراءتها متتالية لشدّة ثقلها على القلب!!
يُحيّرني الكاتب كيف استطاع من عتمة السّجون أن يخرج بهذه اللآلئ والدُّرر في رواياته الثلاث!! فبعد قراءتي لعدد محدود من كُتب أدب السّجون صرت أستغرب كيف يعود للحياة من دخل السجن!! وهل يبقى حيّاً بعد كل هذا أصلاً!! فكيف بالكاتب المُبدع،، الذي وجد في هذا المكان إلهامه ليخرج منه بكلّ هذا الجمال!! تُرى لو عرف من حكم عليه بالسّجن عقاباً على كتاباته الأولى، لو عرف أنّه سيخرج منه بكتاباتٍ أكثر تحرُّراً وجمالاً وانتشاراً بين الناس،، هل كان سيحكم عليه نفس الحُكم؟!!
ما هذه الرواية يا دكتور أيمن العتوم؟؟!!! إنها بحق الله درس دسم... وجبة أدبية شهية جعلتني بعدما انتهيت منها أقف أمام مكتبتي الكبيرة وأنا حائر، لا أعرف بماذا أبدء بعدها... ذائقة الموت ؟!!! دعنى أطلق عليها الرواية الموجعة... المؤلمة باديء ذي بدء.. اللغة... اللغة .. اللغة يا رجل أعطيها مائة وخمسون من عشرة... ببساطة شديدة ذائقة الموت ليست إلا معجم.. نعم معجم يا رفاق... ومن لم يصدقني يأتي بالرواية.. ويفتح أي صفحة عشوائية... وسيجد تعبيرا رائعا وكلمات ومصطلحات ومعاني غاية في السمو. في الحقيقة مهما تكلمت فلن أستطيه أن أعطيها وأعطيك حقك... دعني انجز من بداخلي بأن أقول أن رواية ذائقة الموت فيها الآتي : أدب سجون ـ أدب اعترافات ـ أدب رسائل ـ أدب رومانسي ـ أدب واقعي ـ فلسفة ـ حزن ـ فرح وحبور ـ معجم التقييم هو خمس نجوم وأخجل من كون مثل هذه الروايات معروضة للتقييم.. فوالذي نفسي بيده... ذائقة الموت خارج التقييم... استمتعت بها كقارىء واستفدت منها ككاتب ... فشكرا أيها الأديب وأندهش من عدم دخولها جوائز..!!! أحييك يا د. أيمن قارئك المحب أمير عاطف
أردتُ أن أتنفس قليلاً قبل أن أكتب عن رواية شردتُ مع مفرداتها ل خمسة أيام، أعترفُ بأنني تكاسلتُ أحياناً كثيرة قبل أن أعود إليها، لأنني كنتُ شاردة فيها، وفِي تساؤلاتها عن الموت ..
رواية تركت في داخلي أثراً كبيراً من الحزن والألم، كان الدمع كالظل معي في أكثر العبارات .. أما رسائلهُ التاسعة والتسعون قرأتها بحب وشوق وخوف وحزن.. وكتبتُ على أطراف الصفحات:
" الحب، إيمان محتوم وحقيقة فادحة" "الحب: هو فرصة أن أحيا بكَ"
كنتُ سأكملُ عبارة أخرى، لكنني حين قرأتُ أخر سطرين من رسالته الأخيرة، تناثرت حروفي ولَم ألم شملها لأكتبها، ولن أفعل..
رواية أكثر من رائعة، أعجبتني الأسلوب السهل المليء بالمفردات الجميلة التي تمرُ على القلب بسهولة ويتركُ حزناً وألما فيهِ .. يتحدثُ فيهِ عن "واثق" مثالٌ على شخصٍ يسلبهُ الموتُ من كل من يُحِب
تماماً كما يسلبُ الفراق والغياب أشخاصٌ أخرين من كل من يحبون ...
وأكثر ما أعجبتني الحوارات مع الذات ، أي الهذيان مع النفس.
آلى لقاءٍ أخر بأذن الله مع هذا الكاتب الرائع ، والسلام ...
لماذا نقرأ؟!!؟ غير أن إجابة واحدة لسؤال وجودي مثل هذا لا تكفي.قلت:القراءة تختصر أزمنة ،و تكثف تجارب،وتنقل خبرات يحتاج المرء معها إلى آلاف السنين لكي يحصلها ولا يستطيع؛وحدة الكتاب قادر على أن يضع أمامك ذلك خلال حياتك أنت. في ذائقة الموت كمية كبيرة من الأسى. قد تموت ��حلامنا وطموحاتنا مثل ما ماتت أحلام واثق في ثوان أرادها الله له . _واثق لا أدري بما يجب وصفة هل كان شخصية مندفعة ساذجة دفعه حماس الشباب إلى السجون لتموت في السجون كل أحلامه أم كان الوحيد الذي يرء الحقيقة ؟ _الموت المتلاحق في الرواية ،و كمية الكئابة سترافقك ل أيام بعد قراءتها .
_منى ،واثق؛لؤي،سمية كانو اصدقاء لي ل 3 أيام لكني أفضل تركهم بين الأوراق والتخلي عن صداقتهم ففي حياتنا من الكئابة ما يكفي. رواية جميلة. طريقة السرد جميلة. رسائل واثق جميلة إبداع في التشبيهات.
لكن إختيار الكاتب لتلك النهاية أن يموت الجميع أمر مستفز وأن كان يحدث .. أيضا المبالغة في التشبيه والتعبير عن كل شيء متعب للقارئ.
هل يعتبر ذلك تخصصاً...تشح اللغة اذا فقدت سوداويتها معه..... اصبحت رواياته نمطية مقرونة بأقبية السجون ورائحة الزرنيخ .فقدت اللغة هيبتها الآن مع الدكتور العتوم .....هذا التكرار الذي أصبح متوازيا مع الرتابة التي ترتديها قصصه المكررة بدون قوالب جديدة
كل عام و أنتم بخير أهل الموقع الكرام و على كل بلادنا ذائقة الموت هى أول قراءة لى لأعمال الكاتب أيمن المعتوم. بفضله سافرت لأول مرة فى حياتى الى الاردن, تلك البلد الخلابة تبدأ الأحداث فى قرية أم الكروم حيث يعيش واثق و عائلته الكبيرة و مدى ارتباطه بهم. بكلمات راقية يبين الكاتب مدى روعة الريف و بساطة حياة أهلها و روعة مبادئهم تأثرت كثيرا بشخصية واثق, فهو يشبهنى الى حد كبير طفل انطوائى كما كنت و لا أزال أكون. يختبر واثق لأول مرة الموت من خلال احدى أقرب الشخصيات الى قلبه و منذ ذلك الحين الى اخر الرواية يظل واثق يتعرف على الموت شيئا فشيئا. ينتقل واثق و أسرته الصغيرة الى المدينة . بالتحاق واثق بالجامعة يبدا يتعرف على السياسة داخل أسوارها و تلقى الرواية الضوء على كيفية تعامل الدولة مع النشاط الطلابى فى اعتصامات ضد الاعتداءات الامريكية على بعض المناطق العربية .فيتم أعتقاله و بالنسبة لى النصف الثانى الذى يمكن تصنيفه تحت أدب السجون يستحق خمسة نجوم أما النصف الأول فيستحق ثلاثة نجوم. يسرد الكاتب بدقة و واقعية حياة السجناء و أوضاع السجون فى العالم العربى, و تتوالى الأحداث ليظل القارىء منتظرا معرفة ماذا حدث مع واثق و محبوبته منى و عائلته "التحطيم النفسى أول أهدافهم, و اذا نجحوا أكون قد انتهيت, الجسد أحد خطوط الدفاع المهمة, اذا أستطاعوا أن يكسروه فبامكانهم حينها أن يحصلوا على ما يريدون بعد ذلك و اذا صمد بقليل من العبارات الواثقة:العذاب كلمة أخترعها البشر الذين لا روح لهم, و لست منهم. مفردة الألم موجودة فى قاموس اللغات الأخرى, و لكن ليس فى العربية. السوط الذى يغوص فى الجلد لا ينال من الروح شيئاو الجلد قشرة, يجب على المرء أن يغيرها بسبب أو بدونه" "لم أكن مقتنعا بأن جسدى يملكنى, أنا من يملكه, و اتفقت معه: أنت كيس من الجلد اذا أرادوا أن يأخذوك سأتنازل عنك دون تردد" كيف يعقل أن يسجن ذو الرأى المخالف. كيف يمكن أن نساويه مع السارقون و القتالون و الحشاشون و التفجيريون. بل انه يزيد اثما عليهم فيدعونه خائن للوطن ليتساوى تماما مع الجواسيس . لماذا يتم التنكيل بكل من له رأى مخالف؟ الويل لك اذا تمردت على سياسة القطيع الواحد. اذا اعتبرت ان شخصا ما مجرما و وضعته مع قفص مجرمين سيصبح كذلك فعلا من أول صفحة, يظهر للقارىء جليا مدى قوة و رقى اللغة و انتقاء الكلمات التى كانت أقرب لكونها شعرية و هو ما نفتقده فى الاونة الأخيرة فى معظم الروايات المصرية. أعجبنى للغايى أسلوب الكتابة السلس, أسلوب يعكس مدى ابداع و شاعرية الكاتب. رسم الشخصيات غلب عليه نوعا من المثالية فى النصف الأول الخاص بطفولة واثق ثم أصبحت الشخصيات أكثر واقعية فى الجزء المتعلق بالسجن.أحببت للغاية اللهجة الأردنية لها وقع خاص على الاذن نقطة أخرى تحسب للرواية صدق المشاعر و عذوبتها ذائقة الموت هى رواية عن الموت و الحب و الذكريات و موت الأحباء. كل الأشياء لها بداية و نهاية ماعداهم الموت و الحب, يستعيض المرء على احداهم بالأخرى و لكنهم أبدا لا يتفقان. الحب و الحرية و الأمل مقابل الموت و اليأس و السلبية هى رواية فريدة فى طريقة طرحها فأستحقت أن تحفر لنفسها مكانا أدبيا مميزا 3.5 =4 نجوم