«البلاطةُ» هي وحدةٌ لقياسِ القِدم في السجن، كُلَّما كانَ لكَ «بلاطاتٌ» أكَثر كنتَ أكثرَ عراقة، الأقدمُ هو الأكثرُ راحةً لأنه يملك مكاناً أوسع. الأكثر راحةً هو الأكثر تعاسة، البلاطةُ هي وحدةٌ لقياس الألم. المكانُ الوحيد الذي يُقاس فيه عُمقُ الزّمان باتّساع المكان هو السّجن، أحد السُّجناء القدماء اعترف لي بأنَّه عندما يبني بيته سيجعل أرضيَّته قطعةً واحدةً مُتَّصلة، لن يسمَح لتقاسيم البلاط أن تظهر، انتقاماً من ذاكِرته.
مبدع بالعَنوَنة .. ذكيّ القفلات لا يستحق القراءة فقط ، بل الحفظ
كانت مؤثرة التساؤلات : - أيّهما أصعب: يقتلك ويترك الجميع، أم يقتل الجميع ويتركك؟ - من هو الشخص الذي قرّر أن الأسبوع سبعة أيام؟ - ما فائدة الأحلام لشخص يعاني الأرق؟ - أيّهما أدقّ، حياتك ترجمة لموتك ، أم موتك ترجمة لحياتك؟ - أحدهم فقد عقله ، والآخر فقد كل شيء إلا عقله ، من المجنون؟ - ما هي عواطف الحيوان قبل الذبح؟
أصابني فضول سريع يعود الى الصفحة الثانية او الثالثة من الكتاب لأعرف شئ عن الكاتب الذي لم اقرا له من قبل ... لم تكن مفاجئة أن يكون الكاتب طبيبا و ليس خريجا للأدب العربي و لم تكن مفاجئة أيضا أن يكون كرديا ...لم يفاجئني قدرة هذا الطبيب الكردي على امتلاك اللغة العربية و التعبير بكل هذا العمق و الجمال و الشفافية فاجئني قليلا أن الكاتب ما زال في منتصف العشرينات تقريبا
و جال في رأسي الكثير من الاسئلة عن صاحب ال دور الفعلي في هذا النضج الباكر هل الثورة السورية هي السبب او الموروث الكامن و الموجود مسبقا في قلب كل مضطهد اي دور المعاناة الكردية القديمة او هي تجربة الاعتقال التي تجعل الشاب كهلا و توصله الى المغزى و الحقيقية بسرعة مؤلمة كذلك خطر لي تساؤلات أكثر تطرفا و جنونا عن فضل المستبد و المحتل في خلق اعمال ابداعية و جميلة ... و كانت المقاربة مع القضية الفلسطينية التي تعنيني بشكل خاص هي اول ما خطر ببالي ....
هل كنا سنحظى بكل هذه القصائد الرائعة ل محمود درويش و الكتابات الانسانية لادوارد سعيد و عزمي بشارة و الثورية لغسان كنفاني و المراجعات النثرية و التباسات الذاكرة ل حسين البرغوثي و كثير من اللوحات ل ناجي العلي و اسماعيل شموط و غيرهم لولا القمع و الاحتلال و التهجير لشعبنا من المحتل الاسرائيلي هل كنا سنستمع الى فلكور مختلف من الاغاني بعيد عن الحزن و التحدي و الثورة
هل كنا سنقرأ للماغوط و سعدالله ونوس و ممدوح عدوان و نزار قباني و الكثيرين ... لولا استبداد النظام الحاكم و سيادة بعض العادات البالية في المجتمع و في سياق اخر لولا الاستبداد القومي العربي في سورية او العراق ايام صدام حسين هل كان هذا الكاتب السوري الكردي سيتقن العربية و يكتب كل هذه النصوص الجميلة... هل كنا سنتسمع لعزف البزق الجميل و اصواتهم القادمة من الحزن و الضياع التاريخي في حال كان للكرد حياة أفضل مع جيرانهم و ابناء وطنهم من العرب و الاتراك و الفرس ...
و على اختلاف الظروف و الملابسات بين وطن خاضع للاحتلال يرى كقطعة صلبه في وجه عامل خارجي رغم كل التعقيدات و التقسيمات الموجودة فيه و وطن يعاني الاستبداد و التمييز الداخلي الذي عمل على تضخيم الحساسيات العرقية و الطائفية بشكل أو اخر ...و حيث أن الجميع فيه لا يحصل على نفس الحقوق و الكل خائف من الكل و الكل يشعر بالاضطهاد ... الا أن الالم و المعاناة في الحالتين هو محرض الابداع... هل هناك ابداع يتأتى من الفرح و يشع سعادة على الاقل لا اعلم انه موجود في هذه البقعة من العالم ... على أي حال أعتقد أن هذا السؤال عن فضل المستبد و المحتل ما هو الا نوع من التنظير و الهراء لان صرخة الم في المعتقل او حياة طفل صغير واحد لا يعدلها كل كلمات الشعر و الادب و الحجارة المقدسة مجتمعة كذلك و بالفعل ليس للمحتل او المستبد فضل على ما انتج شعب كامل من نصوص و فنون انسانية جميلة و لا سيما تلك النصوص ال بعيدة عن الخطابة قريبة من الانسان لان اناء ينضح بما فيه ...
ابتعدت كثيرا عن مناقشة هذه الخواطر ... ببساطة اتفق من الكاتب في الكثير الكثير من كلماته عن الحرية و الجبن و الشجاعة وكذلك في كلامه عن المثاليات و الجعجعة الاعلامية ... ذكرتني قصة أبو سمير و ما تحمل من مفارقات حزينة بقصة المسخ ل فرانز كافكا و تحكي قصة رجل جيد جدا مع اهله و يعولهم يستيقظ ذات يوم ليجد نفسه قد تحول الى صرصار ضخم ونهاية القصة البائسة تكمن في فرح اهله بالتخلص منه ... فعلا ما أبخل القلب البشري و ما أشد انانيته
اعتقد ان هذا الكتاب الصغير من اجمل ما قرأت في هذه الفترة
بعد قراءة النص الثاني ، اصابني الفضول لاعرف أكثر عن " الكاتبة " التي استطاعت ان تكتب بمثل هذه القوة و الاندفاع .. لأكتشف أن دارا طبيب كردي لا يتجاوز عمره الخامسة والعشرين .. و هذه المعلومات أصابتني بالذهول ..
دارا عبد الله يمسك بناصية اللغة العربية ، يدير الكلمات ببراعة و يرصفها قرب بعضها البعض بطريقة ذكية .. و النصوص قصيرة .. تحفر فيك عميقاً ، بازمير من مفارقة و ألم .. هناك الكثير من النصوص التي " تمثّلني " و التي حفظتها لفرط ما كررتها .
من أجمل وأعمق وأدق ما كتب عن سنواتنا السورية العجاف الحقيقه كنت في حال من الذهول بين يدي هذه الصفحات, قلم دارا محترف عبقري ومظلوم جدا انه لم يحظى بصدى جماهيري كبير
يسستحق اكثر من سبع نجوم ولكن الغضب والالم والإندفاع افقد بعض النصوص توازنها كما ان دارا لم يترك لنا مساحات من الأمل ابداً من الكتاب :
في الغليان الشعبي سحر جذاب لا يفكّ بإدعاء الفهم الواقعي,العفوية لا تبرمج,والحلم لا يمثّل,الغليان الشعبي هو استعداد للقفز في الفراغ الشيق,هو نشوة العائدين من الموت
خلف كل كلمة"فسيفساء"أعرف أن هنالك حرباً أهلية قادمة
الجنس هو تواطؤ المثنى لصنع وحدة جديدة
ظل المذبوح لا يترك آثار الطعنات على جسد القتيل
أبشع انتقام تقوم به الضحية بعد الإنتصار, أن لا تعطي الجلاد شرف أن يكون ضحية
يبقى الألم موجوداً والذكرى لاتنمحي مهما لحق بعدها من الذكريات الجميلة الأخرى. يتكلم دارا عن لحظات مختلفة ويوصف في كل منها تشابيه تلتصق بأفكارك وتأبى أن تتركها، لا يمكنك أن تملّ من اقتباس كلامه. أعجبني في النهاية كتابته وذكرياته في السجن، أخاف السجن، أكرهه، سرق الكثير من أرواح أصدقائي وكان مهدداً كبيراً لي. أن تخرج حياً من السجن مُخيف لك مُريح لمحبيك "لم أعد أصلح أن أكون سوى سجيناً" يصلح للقراءة أكثر من مرة...
تنزوي وحدك في نقطة قصية في جمع هائل من الأحاسيس المتجمدة.. لتجد فعلاً أن الوحدة تدلل ضحاياها. و تسعفك إلى العدم "العدم هو نقطة الإلتقاء الوحيدة في الوجود" التي تحدد علاقتك مع الخالق "التدين إلحاد, و الإلحاد تدين" (مجرد وجودها في أول نص.. يدفعك لتناول الكتاب بكل شوق, و لا تكتفي من النص حتى تقرأه ثلاث مرات) كما أنها تأسرك من هولها! فتتجرع حريتك المقيّدة "لا يخرج المرء من السجن دفعة واحدة"
لتدرك أن حريتك ما هي إلا.. "إدراك وهم الحرية هو جوهر الحرية"
الكلمات متراصة كهذيانٍ يقظ! تسرح في عمق كل كلمة..
الإفصاح عن حقائق المفاهيم , رائع جدا الاستبداد, الحسود, الحرية, الحرب .. كأنما الكاتب قد اتخذ زاوية يطل بها على الوجود, و يلخص كل شيء.
و توجه الى نقطة مهمة .. "ادانة طائفة في ظل ثورة, ابشع من ادانة ثورة في ظل نظام"
كلماتٍ بها غصّة دامية, كانت خاتمتها شمس تصنع ظلاً لكل شيءو لا تمتلك ظلاً :) ..
قلة صفحات الكتاب لا يعني انه ضحل بالمرّة ! و اهم رويات نيكولاي غوغول كانت صفحاتها قليلة جوهر معناة الكاتب تتجلّى في كلمات تعتنق لغة عميقة و متميّزة اربع نجمات و الخامسة نفذت لن اعطيها لأنّي تمنيت ان يطول الكتاب أكثر
و اقتبس ..
في الخليقة دوماً ما يظهر أثر الزمن, عند قطع الأشجار عدد الدوائر دالُّ على عمق الزمن, طول الأظافر مدروج الزمن, ( يقال مثلا طول لحية سلفيّ ما ستة شهور ) , قصّ الأظافر محاولة لإنقاذ لحظة الحاضر, ذبيحة شهوة المستقبل. في الموت الأظافر هي آخر ما يتحلل, الجسد يفنى و الأظافر تقاوم و لكنها تتحلّل في النهاية , الزمن ينتقم ممّا اقترفه !.
ما هذا ! أرفض التصديق بأن هذا أول كُتب هذا الكاتب. ي الله ما هذه اللغة ؟ ما هذه المفردات؟ أشعر بأن كل كلمة في اللغة وجدت مكانها المناسب أخيراً استمتعت جداً بقراءة هذا العمل الجميل بالرغم من كمية الحزن الذي يحتويه ، إلا أنه واقع ،عشت بعضاً منه وأخشي أن أعيش البعض الاخر. "كُل من يستخف بألمك يجعلك تنساه شعور الأخر بحزنك يؤججه" شُكراً لُكل من استخفو بألمي. "دعسُ الأزهار لن يؤخر مجئ الربيع . أبو خالد الساعور" "ليت الدموع تستطيع تصريف الألم" "ظن الاستبداد أن تخبئة الحرية سيدفنها في عتمة مغارة النسيان، هو لا يعلم أن كبت الحرية يخمرها اكثر" أبدع الكاتب في هذا العمل .
النُّصوص نفسها لا ترفع صوتها، تمشي على رؤوس أصابعها بين الزَّنازين والممرّات الضَّيِّقة، تجمع ما وقع منها في الطَّريق: منديلٌ ورقيّ، شبه جملة، اسمٌ كُتب على عجل وخاف من الحارس فاختصر. ثمّ تضع هذه الأشياء على الطّاولة، ترتِّبها وتنفخ عنها الغبار، وتقول: هكذا كانت الحياة، وهذا ما تبقّى منها حين ضاقت السُّبل.
أي لعنة تصيب الأنسان أكثر من أن يكون إنساناً كما يقول الكاتب : "الإعلام عمَّم ألفة الموت"
بعض المقتبسات
يرتاح الديكتاتور إلى "الجماهير" ، إرتياح النرجسّي إلى البليد ، هل هنالك أجمل للقنّاص من الجثّة الهامدة التي ينهال عليها برصاصاته ..؟
قبل الخلق : فخٌّ اللذة حرمنا من الفردوس ، بعدَ الخلق : الوعدُ بالفردوس حرمنا من اللذَّة
ما أردأ رثاءَ الموتى السوريين على الشاشات، رقصٌ فوقَ الجثث بإغواء الكلمات، افتعالُ صَلْبِ نفسٍ على «قضيَّة »، جروحٌ زائفةٌ كجروح عمليَات التجميل، في العُمق احتفالٌ بالنفس واحتقارٌ للآخرين. الإعلام عمَّم ألفة الموت وصور الأطفال المقطَّعين، جلَّد الشعور، أنزَل ملحمة السوريين إلى مستوى اليومي المعاش، الإعلام هو ممارسة الكراهية بالاختباء وراء كذبةِ عشق الحقيقة.
- أ ي يُمُا أصْعب: يقتلكَ و يترك الجميع، أم يقتلَ الجميع ويتركُك؟ّّ
- أحدُهم فقدَ عقله، والآخرُ فقدَ كل شيء إلا عقلهُ، من المجنون؟
الحسودُ لا تهُمه مُتعتهُ، بل مشهدُ بؤسك.
قاتلان يتنافسان على نفس الضحيَة، يفوزُ من شعورهُ بالذّنب أقل.
البحرُ يريدكَ ماءً للغريق، القاتلُ يريدك رصاصةً للقتيل. مرتكبُ الخطأ دوماً يبحثُ عن شريكٍ في الذنب.
الحبُ ليس اتفاقاً مبرماً، والقبلةُ ليست وعداً قاطعاً، ولكنَ رفض القُبلةِ يكوِن جرحاً بسرعةِ الشقّ الذي تشكَل بعصا موسى في البحر، ليس كل التئامٍ سريعاً مثل الماء.
كان دودُ الموتى يعيش في جسدهِ الحي.
ظنَ الاستبدادُ أنَ خبئةَ الحريَة سيدفنها في عُتمةِ مغارة النسيان، تّّّ هو لا يعلم أن كبتَ الحريَة يخمِرها أكثر.ّّ
- القتلُ يؤدّي إلى السلطة، والسلطة تؤدَي إلى القَتل.ّ
الوطن كُتب في بضع صفحاتٍ في أتم و أوجع تجلياته ، كانت هناك سوريا و جرح السلاح و الرصاصة التي أتت في غير موطئها ، و الحياة التي تحولت إلى رماد ، " دارا " هنا لم يك خائفًا بل كان واقفًا يرسم ببشاعةٍ الواقع الحقيقي المعاش ، فلم يرتدي قبعة الشجاعة ، و لم يستعرض عباراتِ التمجيد للدم و الدموع ، بل قال ببساطة أن الخوف هو المتأصل عند كل من يفقد بيتًا و ابنا و زوجا و حُلما ، و أن الأخبار تُثمر على الجثث المتفحمة و تصفق لها الجماهير العربية المتبلدة .. لا أنكر أن الأسلوب شدني و الذي يشي بعقلية رزينة مثقفة لا تتحدث عن خواء ، إضافة إلى النص الذي كتبه عن السجن و عن البطل العائد إلى رفاقهِ بجرح بالغ التعفن بقدمه ، و الذي عرى ببساطة القماش البلاستيكي الذي يرتديهِ الغوغاء ، قمة السخرية المفرطة فِي حد السكين ، إذ ترى أنه حتى الأبطال يُرمون على جدار المهانة من الكتف الذي رفعهم عاليًا وشاء أن يُسبح باسمهم دون العالمين ، أضحكني حين قارن عفن نفسهِ بعفن الجرح المتخدر بالدود و الصديد ، قمة السوداوية فِي أرذل حالاتها الشامتة . قلم يُنتظر منه الكثير .
نصوص سريعة، أطولها قصير، تدور حول الثورة والسجن والحرية وتمتلئ بالشعر والنقد والتأمّلات والعبارات اللاذعة لكل شيء، ويصعب تصنيفها تحت أي مسمّى. بعض الهَنَات اللغوية والتعبيرية والتحريرية، واستخدام غير مريح لعلامات الترقيم - كان يمكن رشّ الكلمات على الأسطر كقصائد نثر في بعض النصوص بدلاً من دحشها وفصلها بفواصل كمقالات صحفية. الكتاب\النص بديع عموماً ومن أميز المنشورات عن الثورة السورية.
اووووف اوف, كلما بشوف جرائم داعش والمعارضة بحق ابناء سوريا بقلل من خطر النظام وبقول عنه آدمي, لكن هالكتاب من خلال سرده لتفاصيل المعتقلين في سجون النظام خلاني اتذكر واراجع اشياء صارت معي ومع اشخاص , بعرفهم, يمكن يلي ذكره الكاتب دارا عبدالله هو قليل جدا بالنسبة للمخفي والمخبى ,النظام السوري هو سرطان ما بيمشي الحال معه بالدواء وانام بالاستئصااااااااال.
لعله أجمل ما قرأت في أدب السجون. جذبني العنوان منذ البداية، وإذ بمحتواه يجاري العنوان جمالاً. كتاب يصفعك بأفكاره واحدة تلو الأخرى منذ الصفحة الأولى، ساحرة لغته، وأكثر ما أحببت فيه أنه أرخ المأساة أفكاراً ومشاعر،لا يوميات وأحداث. دارا عبدالله... أحسنت صنعا، نُقِش اسمك في الذاكرة.
هذا الكاتب السوري الكردي الذي كتب عن معاناته في سجون النظام السوري , اسلوب رائع , مزيج من الحزن والسخريه , هو يسخر من الالامه واحزانه وماسيه في السجون تجربه رائعه جدا وثريه اعجبني جدا
الوحدة تدلل ضحاياها للكاتب السوري الكردي دارا عبدالله نصوص تقع في ٧٢ صفحة تحمل في طياتها تساؤلات عميقة و مقلقة و ذكية و موجعة في آن الحرب و الحب الوحدة التي تنتصر حين يسقط المرء في براثنها -ما فائدة الاحلام لشخص مصاب بالارق ؟ -ما هي عواطف الحيوان قبل الذبح ؟ -كيف لمن يتذلل و يذرف دموعا أمام الله في المعبد أن يتسلط على الناس في الشارع ؟ -في الوحدة أنت لا ترى أحدًا في العزلة لا أحد يراك !
لعلّي أول من لم يعجبه الكتاب هنا. لم أكد أقول بسم الله لأبدأ القراءة، فإذ بي أفاجئ بمعلومة رهيبة. كأنّه يُلمّح لي بألّا أتعب نفسي بالدعاء والتوسل لله، لأن الله أصلاً متوسل! ألا يوجد شيء نتحدث عنه سوى انتقاص الذات الإلهية؟ حريّة شخصية أم فكر متطلع يرغب بإثارة الشك في كل فكرة حتى لا تموت عقولنا. لا أبتلع مثل هذه الأعذار. ..
أسلوب الكاتب البلاغي جميل، توجد هناك نصوص جيدة، خاصة التي تدور أحداثها في السجون، لكن الكتاب لم يرقني ككُل ولم أشعر باستفادة بالغة بعد الانتهاء منه. نجمة للأسلوب، نصف نجمة لبعض النصوص الجيدة.
إبداع من العنوان وحتى النهاية في جمل معدودة وكلمات محدودة، واجهنا المعاناة..صدمتنا المأساة وما بين ما يشبه الشعر وما يشبه القصة ارتبكنا أمام المشهد السوري وترك لنا الكاتب كل الأبواب مشرعة لكافة الاحتمالات ولعشرات الأسئلة اقتبس:-إدانة "طائفة" في ظل "ثورة" أبشع من إدانة "ثورة" في ظل نظام _الإعلام هو ممارسة الكراهية بالاختباء وراء كذبة عشق الحقيقة
عنوان الكتاب حرضني بداية على تصفح المحتوى أعجبت كثيرا بومضاته القصيرة التي تعتمد لغة المتضادات في سبكها . دارا يجعلك جزءً من وحدته وهو يكتب، أنت تعيش معه وتحس بألمه. هو لا يرى المشاهد كما يراها الناس، بل يصبغها برؤاه الفلسفية للأشياء جريء لدرجة غير محببة أحيانا. متمكن من اللغة بشكل مبهر جميل حين يقول ( تكرار القبل في المكان نفسه يصنع جرحا)
This entire review has been hidden because of spoilers.
نصوص قصيرة الحجم طويلة العمر تضرب في قلبك وتداً لتبقى فيه تثير الألم والوجع الثورة والعالم المدان بكل مايجري أجهض لنا من رحمه هذه الكلمات المتعانقة على هيئة كتاب "الوحدة تدلل ضحاياها" تقف طويلا عند بعض التساؤلات ولا جواب!