What do you think?
Rate this book


320 pages, Hardcover
First published January 1, 1999

سحر الروايات اللاتينية دائم التأثير، أنطونيو سكارميتا يحكى قصة وبداخلها حكايات تاريخية خاصة بأبطاله ممزوج بقدر من الحبكات والخرافات ، وبها كتب تاريخ جزيرة صغيرة فى البحر الأدرياتيكى لا يهتم بها أحد ،ومنها هاجر شباب الجزيرة الثائر فى وجهة الإمبراطورية النمساوية بعد حكايات ورقصات ومناورات وعربدة ونضال، هاجروا الى تشيلى فى بداية الحرب العالمية الأولى هروبا من التجنيد الاجبارى، بسخريته واسلوب تهكمه المعهود ، يجوب سكارميتا بالواقعية السحرية المميزة لأدباء قارته، فى انحاء قرية صغيرة وحفل زفاف القرن بها، عندما تزف اجمل بنات القرية وفخرها آليا ايمار إلى المصرفى النمساوى جيرونيمو عبر صفحات من الحب والحرب والاحتفالات المشوبة بالألم والسخرية، كتب سكارميتا هذه الرواية ولا يسعك الا الإبحار معه من جزيرة جيما الصغيرة إلى شيلى لتعيش مع ابطال الرواية المجانين.
لن يجعلني قتل هذا الصبي أكثر حرية. إنني عاجز عن لمسه. لا أفهم هذه الحرب، لا أعرف ما الذي أدافع عنه، أفتقر إلى الشجاعة على القتل، فمعدتي تصعد إلى حلقي يا أخي.
- لا أعرف كلمة (خدمة)، وليس لي من امبراطور آخر سوى رغبتي في عمل ما أشاء متى أشاء.
- ولكن ليس عندما تكون بلادنا في حالة حرب يا سيد فرانك.
- حرب ضد من؟
- ضمنيا، هي حرب ضد عدة بلدان؛ وأما صراحة، فهي حرب ضد الماليسيين الآن.
- يا للحرب البطولية! أسطول أشبه بالأرمادا التي لا تقهر للهجوم على قرية عزلاء ومسالمة همها الوحيد هو عد الأمواج التي يدفعها البحر على الرمال.
لو أنه حصل على التعليم، وكانت لديه المواد، والعلاقات الدولية، واللغات، ونصيرا للفن والعلم أشد عنادا من ملاكه الحارس الوحيد وغير المستقر. ولكن رأس ماله الوحيد هو الرغبة في الاختراع.
- أتعلمين أنهم منحوا جائزة نوبل للآداب هذه السنة لرابيندرانات طاغور؟
- إنها تتحول إلى جائزة أكثر فأكثر نجاحا. هل تطلق حضرتك على ابن لك اسما مثل رابيندرانات؟
- لو أنني حصلت على الشرف الكبير بأن تهتم امرأة بعظامي الحزينة، وأن تنجب لي ابنا، لكنت فخورا بأن أطلق عليه اسم الشخص الذي كتب: "أيامي وليالي ذهبت هباء ما بين حكماء ومتحفظين؛ كثرة المعرفة ملأت شعري بالبياض، و أحرق طول السهر نور عيني. وبينما أنا أبحث وأرتب فتاتا ومزقا، جفت سنوات حياتي. حطم كنزك، وارقص فوقه، واقذف به إلى الجحيم! إنني أعرف الآن أن الحكمة الكبرى تستند إلى الشرب وإلى كون المرء خاسرا".
تمر عقود ولا يحدث أي شيء في تخوم الكون هذه، اللهم إلا النمساوي بمتجره وفرع بضائعه المهربة إلى اليونان. وفجأة في يوم واحد يتحول الجميع إلى هيستيريين.
الشاب رينو ما هو إلا مجنون يستحق التقييد، وكبير المخبولين، والطبل الأكبر للمعتوهين، إنه ذئب مولود من القمر دون أي ذكاء آخر سوى الغريزة وورعه وحبه للمسيح، يهرع إليه الآن ناتفا شعره مثل أيوب أجرب ويطلب منه يتدخل لدى البابا.
وقبل ساعة من ذلك، جاءته الجميلة آليا إيمار، تلك المرأة التي يصرخ جمال الكون فيها بفضائل الخالق، عروس القرن، وهرعت إلى حجرة الاعتراف وسط زحمة الظلال، لكي تسأله، قبل أربع ساعات من زفافها، اذا كان صحيحا أن عقوبة الانتحار هي الجحيم، بغض النظر عن كون الأسباب عادلة ونقية.
- ما الذي تبتغونه من الذهاب؟
- السلام يا مادونا. نريد السلام وملعبا لكرة السلة.
-وما الذي يدفعكم إلى الظن بأنكم ستجدون السلام في تشيلي؟
- البعد
-هناك لعنة تحل بكل البشر الذين يريدون السلام. فهنا توشك أن تندلع حرب، وقد وضع العسكريون أحجارا في أفواه الناس. إنهم بكم. ألسنتهم مثقوبة. وفي بلادي البائسة يجهلون نصف أوربا وآسيا كلها، ولكهم يبدون آراءهم حولها بحماس لا يجارى