Jump to ratings and reviews
Rate this book

غواية الفناء- ما تبقى من سيرة أبناء سرّي الجن

Rate this book
من خلال مذكرات "داود"، وحكايات حفيدته "آلاء" تعرف ما جرى للعائلة كلها من الخمسينيات وحتى الآن. تلتمس فيها تتابع الزمن من تغير الحوار وشكل الشوارع وسلوك الشخصيات، من اعتماد البريد الإلكتروني في المراسلات بدلاً من الخطابات، ومن أغنيات "عمرو دياب" المنطلقة من السيارات المارة بدلاً من حفلات "عبد الحليم حافظ" … إنها ليست مجرد رواية، بل هي أشبه بعالم كامل من الشخصيات المتداخلة، تعيش معها وتنبش أسرارها وتتابع نجاحاتها وإخفاقاتها.
رواية عن الهجرة إلى القاهرة المدفوعة بالأحلام، عن هواء الإسكندرية وشواطئها ذات الرمال البيضاء الناعمة، وعن القاهرة وشوارعها وطبائع سكانها. تشعر معها برجفة قلب فتاة تراقب عريساً تقدم لخطبتها من خلف الستارة، والوجع الناتج عن الخذلان، والضياع بعد العلاقات المتهاوية.

400 pages, Hardcover

First published June 26, 2023

1 person is currently reading
42 people want to read

About the author

Hala Salah Elsayyad

8 books32 followers

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
4 (19%)
4 stars
14 (66%)
3 stars
1 (4%)
2 stars
1 (4%)
1 star
1 (4%)
Displaying 1 - 8 of 8 reviews
Profile Image for إبراهيم   عادل .
1,068 reviews1,968 followers
May 11, 2024
هناك روايات لا يمكن أن تقرأها بسهولة، ولا يمكن أن تنتهي منها ببساطة،
وطبعًا يكون من الصعب الكتابة عنها، لأنك تود أن تقول كل شيء .. ولكنك لا تعرف كيف تقوله :)
.
هذه رواية أجبال مكتوبة بذكاء وإحكام شديدين، تحتاج لتركيز لكي تتبع كل قصة وكل حكاية من حكاياتها،
تدور أحداثها في فترة زمنية كبيرة مسبيًا، ربع قرن منالزمان تقريبًا، بل تعود إلى فترات أبعد من ذلك،
فيها العديد من الشخصيات التي ستتعرف عليهم وتتفاعل معهم بشدة،
ولاشك عندما تنتهي منها ستترك داخلك أثرًا كبيرًا،
.
لذا سأعود إليها مرة أخرى، وأكتب عنها،
كما أحب
.
Profile Image for Sama ziada.
473 reviews84 followers
April 23, 2024
سيرة الخوف

روايات الأجيال غالباً مايكون لها مذاق خاص، ومتعة مميزة ونوستالجيا رهيبة، وعندما تكون أحداثها بالأسكندرية، وتكتبها هالة الصياد
إذن نحن أمام روعة .

غواية الفناء هي رواية أجيال، تدور أحداثها في خمسينيات وسبعبنيات وتسعينيات القرن العشرين، وأحداث ثورة يناير مطلع القرن الحالي وسنة 2019
من خلال سرد سيرة عائلة داود سري الجن، منذ زواجه بنعمة، وحياة أبنائه وأحفاده.
ترويها علينا ألاء كرم داود حفيدته.

الرواية أخذت شكل المشاهد السينمائية والمونتاج
فهي لا تعتمد عل السرد المتصل، وإن كان المشهد الأساسي والدائم بها هو مشهد ألاء وعمها مصطفى في السيارة، ومنها يسترجعون في مخيلتهم تاريخ العائلة وأحداثها.
من زواج داود ونعمة
انجاب صالح وكرم ومصطفى
مراهقة كرم ومصطفى
زواج كرم ونجوى
هروب مصطفى وأزمته النفسية
انتحار كرم
حياة ألاء منذ الصغر ومشاكلها في مختلف أعمارها.
نشر مذكرات العائلة من عدمه.


هذه هي محاور القصة برمتها
ولأنها سيرة متصلة فهي تحتاج أن تُقرأ، لا أن تختصر في بضع كلمات، فسأكتفي بما قلته عنها
ولتقرأوا أنتم معي الرواية.

مواضيع الرواية:
وبرغم أنها رواية تحكي في المقام الأول سيرة عائلة ولكنها احتوت على عدة مواضبع:
* عزلة الأجداد بعد الكبر في السن، وشعورهم بأنهم عالة على الأبناء.
*التحرش الجنسي في المدارس.
* مرض الإكتئاب وضرره النفسي وتفاقمه إلى الإنتحار عند عدم السيطرة عليه.
* مرض الشذوذ الجنسي ومعاناة أصحابه.
* العند عند الأبناء في مواجهة أوامر الأباء، والرغبة في التحرر ولو بالتهور في قرارات مصيرية يندمون عليها لاحقاً.
* ملامح الإسكندرية في حقبة الخمسينيات والسبعينيات.
* فترة نهاية التسعينيات وبداية الألفينيات والأزمات الوجودية والنفسية والدينية التي عاناها شباب هذه الفترة.
*التجارب الزمنية وقدرتها على تغيير الإنسان ونضجه.
*ثورة يناير 2011، وأحداث الإنفلات الأمني.
* القسوة في تعامل المرء مع من حوله وآثارها السيئة عليهم.
* الصداقة والدعم المعنوي.
* التعرف على الآخر وفهمه وعدم الخوف منه.
*العائلة وشئونها تظل أهم شئ في حياة المرء.
*الخوف وما يسببه من أزمات نفسية هائلة تتفاقم مع الوقت.


شخصيات الرواية:
*ألاء كرم داود: الراوية والشخصية الرئيسية بالرواية، المتشتتة التي حُرِمت من أبيها مبكراً، وتزوجت والدتها وبعدت عنها، وتزوجت زواجاً غير ناجح على مختلف النواحي، فتبلورت شخصيتها من جديد، وعادت لتحيا بطبيعة آخرى لا يعرف أحد عنها شيئاً.
*مصطفى داود: عم ألاء، الذي شاركها التفكير في مصير المذكرات، الذي فضح كرم شذوذه، وهرب من عائلته والبلاد كلها.
* كرم داود: المحمل طول حياته بثقل الذنب، صغيراً ومراهقاً وشاباً، فجعلته يعاني من تصرفات هوجاء طوال حياته انتهت بانتحاره.
*صالح داود: الأبن الأكبر لداود ونعمة، العاقل والمتزن، فظل على خلاف مع إخوته طوال الوقت، الشديد، فظلت هناك مسافة بينه وبين الأبناء.
* داود سري: الأب صاحب المذكرات، الذي حوى تاريخ عائلته بين ضلوعه، صاحب فندق المتروبول الذي نُصِب عليه فيه، وظل طوال حياته يحاول استعادته.
*نعمة: رمانة ميزان العائلة، المقربة من الجميع، التي تريد دائماً لم شمل الجميع واحتوائهم.


هذا جزء من الكثير الذي يمكن أن يقال عن هذه الرواية الرائعة.
والتي اخترت له عنوان سيرة الخوف، لأنه كان العنوان الأول للرواية.
أرشحها لمن يريد الإستمتاع بشدة
36 reviews1 follower
July 16, 2024
عمل جميل للغاية ومركب بطريقة مشبعة للقارئ النهم. أحداث مشوقة وشخصيات حقيقية ممتعة.
سلاسة في السرد رغم تقدم وتأخر زمن الفصول.
فقط انقصته نجمة لبعض الألفاظ التي كانت لا لزوم لها.


وقد وجدت أن الأستاذ الكاتب محمود الورداني قد كتب عنها في جريدة أخبار الأدب بتاريخ 30 يونيو 2024
عمودا سيليه عمود آخر ينقد ويمدح الرواية
وهذا هو عاموده الأول حتى أحصل على الثاني:

بالقرب من آلاء كرم داود

أحاول قدر الإمكان متابعة الإنتاج الأدبى الجديد
للشباب، وربما لاحظ بعض من يهتمون بقراءة ما
أكتبه بين الحين والآخر، وأود أن أنبّه هنا على الفور
أننى أستفيد بشدة وأسعد كما تلهمنى هذه الأعمال،
وأحاول أن أكتب عنها ما تيسر، محبة وإعزازا لها فى
كل الأحوال.
ولعلى أضيف ايضا أننى لست ناقدا ولم أشتغل
بالنقد يوما، وكل مافى الأمر اننى أقدم قراءتى
الشخصية الخاضعة طبعا لذوقى الشخصي، وتكون
الأولوية للأعمال التى أحببتها- كقارئ- وأفضّل عدم
الكتابة عن الأعمال التى لم أحبها.
السطور السابقة هى مقدمة ربما لاتكون ضرورية
» غواية الفناء « لآخر عمل انتهيتُ منه أخيرا وهو رواية
لهالة صلاح الصياد والصادرة عن دار صفصافة- 2023
. الكاتبة أقرأ لها للمرة الأولى للأسف على الرغم
من أنها أصدرت من قبل مجموعتين قصصيتين
ورواية، هذا إلى جانب اشتغالها بالإخراج السينمائى
وحصولها على عدة جوائز ومنح من هيئات ومؤسسات
مشهود لها.
واحدة من أكثر الروايات » غواية الفناء « أظن أن
التى استغرقت جهدا وطاقة وعكوفاً من الكاتبة، وقد
تجاوز عدد صفحاتها الأربعمائة استوعبت ثلاثة أجيال
على الأقل، لم تمر عليها الكاتبة مرورا عابرا، بل شغل
أبطالها مكانا وتحركوا وقاموا بأدوارهم. كما استوعبت
الرواية زمنا يمتد من خمسينيات القرن الماضى وحتى
أيامنا وتحديدا
، حتى إبريل 2018
وتشغل ثورة 25 يناير
وهزيمتها الجانب
الأكبر من الأحداث.
ومن أجل تشييد عمل
كهذا لجأت الكاتبة
للعديد والعديد من
التقنيات والحيل
الفنية المتنوعة
والمختلفة والجريئة
أيضا.
هى ليست رواية شخصيات تبقى فى الذاكرة فقط،
بل هى أيضا رواية الطبقة المتوسطة السكندرية
وتحولاتها الصاخبة على مدى نصف قرن، وطموح
الكاتبة بلا حدود، وماتقدمه من حلول تقنية للإحاطة
بعالمها وأجيالها المختلفة هو أيضا بلاحدود، والأجيال
الثلاثة: داود وكرم وآلاء لايمرون مرورا عابرا، بل
ينسربون عبر فصول الرواية ويتمازجون ويتقاطعون.
المونتاج السينمائى هو السيد فى الرواية، والصياد
تستند إلى خبرتها السينمائية التى أضافت للمتن
الكتابى وأغنته.
لا يستطيع الواحد أن يخفى افتتانه وإعجابه بقوة
الكاتبة. نعم بقوتها واعتدادها بهذه القوة، وإدارة هذا
المسرح الضخم، معتمدة على لغتها الطلقة، لغة الحياة
اليومية المتقشفة والمطروقة والشائعة، والأهم اعتمادها
شبه المطلق على تقنية المونتاج السينمائى التى أتاحت
لها كل هذه الحيوية والثراء والانتقال اليسير بين
العوالم والشخصيات والأزمنة دون كلل.
وفى الوقت نفسه خصصت لآلاء كرم داود مكانا
مركزيا فى عملها، فى طفولتها ومراهقتها وشبابها
وعلاقتها بالدين والحرام والحلال وزواجها وطلاقها
وأقاربها المباشرين وانتمائها لمثقفى وفنانى زمانها.
جيل آلاء، أو بالتحديد جانب من جيل الثورة والهزائم
التى لحقت به أفسحت له الكاتبة مكانا لائقا. لا مكان
للعاطفية والنهنهة والبكاء على » غواية الفناء » فى
الأطلال على الرغم من خيبات أبناء جيل آلاء.
أشرت من قبل إلى تقنية المونتاج السينمائى التى
شيّدت بموجبها الكاتبة البناء المحكم الذى أنقذها
من الترهل إلى حد كبير . وعلى مدى ساعات قليلة
من إحدى ليالى إبريل 2018 وحتى منتصف اليوم
التالى تدور كل أحداث العمل وفق تقنية المونتاج، الذى
تنتقل من خلاله إلى سردية سرى على مصطفى الجد
الأكبر، وهى بدورها تضم عدة سرديات صغيرة لأجيال
مختلفة.
هذا عمل شاق ينبغى تحيته والإشادة به، وسوف
أحاول فى العدد المقبل- إذا امتد الأجل- أن أفككه
وأواصل قراءته.
كتابة
محمود الوردانى


وجدت المقالة الثانية له عن نفس الرواية وها هي:

أستكمل هنا قراءة رواية هالة صلاح
دار صفصافة 03 التى بدأتها الأسبوع 2 2 -» غواية الفناء
الماضي..
إلى جانب مدخل الرواية حيث نرى الطفلة آلاء
وبصحبتها شقيقها الأصغر مالك، يهربان من كمائن
الكبار بمنتهى الذكاء والخفة )ربما هناك التباس
ما سيطاردنى فيما بعد: هل مالك هو يوسف وحدث
خطأ ما لم أستطع تفسيره؟( إلى جانب هذا المدخل
السينمائى الذكي، تبدأ الكاتبة كل فصل من فصول
روايتها الأربعة بمقطع يتكرر عنوانه وبُنطه الأسود
جانب من أوراق سرى على مصطفى محمد « المختلف
ويتضمن جانبا من تاريخ العائلة، وهو » سليمان الجن
ل أيضا دعامة أو
ّ
لايربط فقط بين الفصول، بل يشك
مدماك ينهض عليه البناء، وأظن أن من بين عوامل
نجاح المدماك أنه لايلتزم بالتتابع الزمني، بل له
وظيفة فنية ارتأتها الصياد.
تتوالى مقاطع كل فصل بعد هذا متشظية وغير
ملتزمة إلا بالضرورة الفنية التى تراها، وتقدّم مشاهد
سينمائية للعائلة، أغلبها بالأبيض والأسود، تقودها فى
الفصلين الأول والثانى آلاء كرم تحت عنوان جانبي:
أبريل 018 : آلاء على طريق القاهرة الصحراوي، 2
ويحمل تاريخ أقدمها يوليو 195 ، وتتناثر وتتشظى 5
المقاطع المختلفة ��نا وهناك لترسم لوحة فسيفسائية
للعائلة، ولماض لم
تعشه آلاء، لذلك فإن
الكاتبة تمتلك حرية
مطلقة وجرأة أيضا
فى استخدام ماتشاء
من الضمائر وأساليب
السرد.
هناك جرأة
وشجاعة أحببتها
فى اصطحاب كاميرا
وحملها بيدين
لاتهتزان، وتنتقل
بسهولة ويسر لتقدم
جوانب مختلفة وأزمنة متشظية. الرواية تنهض بنفسها
كاملة فى كل فصل، ويتكرر التشظى فى كل فصل أيضا.
فمثلا نحن لانعرف آلاء عبر نموها البيولوجي، من
طفولتها وحتى التاريخ الذى تتوقف عنده الأحداث
فى الساعات الأولى من 19 أبريل 018 ، بل تتشكل 2
ملامحها عبر الكثير والكثير من المشاهد المكتوبة بمهارة
فنية لافتة ولغة طلقة تتسم بالتقشف وتكاد تخلو
من المجاز: آلاء الطفلة وأمها وشقيقها ووالدها المنتحر،
وميولها الدينية التى تصل إلى اختيارها الزواج من
ياسين الذى كان يخطب فى أحد جوامع الإسكندرية،
وعملها فى المكتبة )مكتبة الإسكندرية(، وثأرها
لكرامتها واستقالتها رغم احتياجها الشديد، زواجها
وطلاقها، ومايشبه الوقوع فى غرام واحد أو اثنين من
زملائها، عملها كمصممة بوسترات، وعدة جولات مع
أبناء وبنات جيلها من المشتغلين بالفن فى الإسكندرية
والقاهرة أيضا.. هناك أيضا مشاهد خاطفة لثورة
5 يناير وفض اعتصام رابعة وملامح تحولات جيلها 2
وتناقضاتها هى الشخصية، كما أنها ليست شخصية
سهلة أو بسيطة، تم رسمها وتجسيدها على نحو فريد،
ليست شخصية واقعية بل فنية كتبتها الصياد وفق
مافرضته الشخصية لا وفق ما أرادته الكاتبة، أى
أنها امتلكت استقلالها النسبي، وفى الوقت نفسه هى
علامة لجيلها، جيل غير المنتميات اللاتى لم تخل
حياتهن من طعنات يبرأن منها سريعا، ومن ممارسة
متقلقلة للإيمان الديني، ومن شبق مقموع حتى لو
تحقق جنسيا، جيل من الذين واللاتى يبحثون عن
مرفأ أو فرصة للتعبيروالاحتجاج، ليس مهما أن يكونوا
،» فنية « أبرياء أو أشرار، ولديهم فى كل الأحوال ملامح
استطاعت هالة الصياد بالحرية الهائلة التى انتزعتها
لنفسها، واستخدامها للضمائر المختلفة ولأساليب السرد
المتعددة، أن تشيّد عملا فاتنا. وأخيرا كنتُ قد انتويت
أصلا أن أكتب عن غواية الفناء عمودين فقط، لكننى
أثناء كتابة العمود الثانى وجدت أننى لم أكتب بعد
كل ما أريد أن أكتبه عن الرواية، وربما أعود للكتابة
عنها وأستكمل مارأيته.


أخيرا وجدت العامود الثالث :
لدىّ ما أضيفه
حول آلاء كرم
Mah_elwardany@yahoo.com
أود أن أضيف السطور التالية لما كنت قد كتبته
الأسبوعين الماضيين حول رواية هالة صلاح الصياد
الصادرة عن دار صفصافة 2023 » غواية الفناء «
كنتُ قد ذكرت من قبل أن السارد الأساسى خلال
الفصلين الأول والثانى من الرواية هو آلاء كرم، التى
تستقل سيارة مع عمها مصطفى، فى طريقهما من
القاهرة للإسكندرية فى إحدى ليالى شهر أبريل 2018
، وفى الفصل الثالث يتقدم مصطفى ليصبح السارد
الأساسي، بينما فى الفصل الرابع والأخير يتبادل
مصطفى وآلاء هذا الدور.
ف من ثقلها، فيما
ّ
بالطبع منح هذا الرواية تنوعاً خف
لو كان السارد الأساسى واحداً لايتغير، كما منح الكاتبة
الفرصة لأن تتحرر من صوت واحد يهيمن على عمل
على هذا القدر من الاتساع وتعدد الأجيال والوقائع
والأحداث.
أريد أن أؤكد مجدداً على قدرة الصياد على إدارة عالمها
المترامي، واقتحامها لأساليب وأصوات مختلفة ومتعددة
والأهم مبتكرة. الكاتبة لا تهاب ولا تخاف وتغترف من
ل ملامحها
ّ
مخزون لاينفد. وهناك عدة روايات تتشك
على مهل وعلى نحو متشظٍ. العائلة ممتدة، ويتتبعها
القارئ على مدى الفصول الأربعة. لايتتبع حكاية
ل فى
ّ
تتوالى فصولها، بل يتتبع مشاهد متناثرة، تشك
مجموعها حكاية العائلة.
فمث ا حكاية
الشراكة مع
اليونانى خريستو
فى امتلاك فندق
متروبول، أو مثلية
مصطفى التى
تجبره على مغادرة
مصر إلى الأبد ولا
يعود إلا فى آخر
أيام الرواية، أى
بعد ط اق آلاء
بفترة لا بأس بها،
أو حكايات أعمام
آلاء وأمها ووالدها الذى ينتحر فى ظروف غامضة تاركاً
مذكرات يُعثر عليها، بعد سنوات من انتحار الأخير، شاب
يلقى حتفه قبل أن يحوّلها لفيلم سينمائى أو يدفع
بها للنشر.. شظايا متناثرة كانت تحتاج لكاتب صعب
المراس يملك قوة - أكاد أقول بدنية- على الإحاطة بها
والنهوض بتفاصيل ووقائع كل منها.
على أى حال، حالف الصياد التوفيق فى اعتمادها
على تقنية المونتاج السينمائى التى تتيح تقديم
مشاهد متناثرة قصيرة، وعين الكاميرا التى تستخدمها
ذكية وحساسة. كما حالفها التوفيق فى استخدام لغة
الحياة اليومية ولاتلزم نفسها بصوت ولغة مختلفة مع
كل شخصية، بل هناك لغة محايدة وسلسة لايهمها
المجاز والتوشية، يهمها التقشف والسهولة.
أنتهى إلى أمرين أعتبرهما أسهما بشدة فى نجاح
الكاتبة فى تشييد عمل على هذا القدر من الاتساع.
الأول أنها تبنى الشخصية الروائية عبر سلوكها
ومواقفها وحياتها ولاتهتم بملامحها الخارجية إلا فيما
ندر، لهذا فإن أغلب الشخصيات تظل حاضرة بقوة مثل
مصطفى عم آلاء، ونجوى سليمان وحكايتها الممتدة
مع الزوج المنتحر، وزهير فؤاد الروائى وصانع الأفلام..
وغيرهم وغيرهم.
الثانى أن الصياد لايعنيها اتخاذ موقف – أى موقف-
من شخصياتها. لايعنيها الإدانة أو الانحياز، وليس لديها
موقف أخلاقى مثلاً. يعنيها كتابة الشخصية ورسم
ملامحها من خلال مواقفها وسلوكها واتساقها الفنى لأنها
شخصية فنية خلقتها الكاتبة وليست شخصية واقعية.
وأخيراً أظن أن المشهدين الأخيرين فى الرواية
زائدين بسبب التورط العاطفى فى رواية كان من إحدى
علاماتها الكبرى تجنب التورط العاطفى والنهنهة، إلى
جانب تجنبها للإدانة أو الاستحسان المجاني. فمشهد
توديع آلاء لعمها مصطفى فى المطار وبكاء الأخير كان
مشهداً أقرب للميلودراما. كما أن المشهد الختامى لانتحار
كرم داود لا ضرورة فنية له، أو ربما كان مكانه داخل المتن
الروائي.
على أى حال منحتنا الصياد عملاً روائياً سينتزع
لنفسه المكانة التى يستحقها..
ر خيرك يا أستاذة هالة على كل مامنحتيه..
Profile Image for Sara Mahran.
284 reviews3 followers
April 4, 2024
رواية حقيقي عظيمة.
اسمها شدني لما ظهرتلي كترشيح على أبجد على إنها من الروايات اللي وصلت للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب، وكنت متخيلاها رواية مرعبة أو بتدور حوالين فكرة مرعبة لكنها رواية أدبية و درامية بجدارة.
أحداث الرواية حقيقي واقعية، شبه حيواتنا وحيوات أهلنا، وده قربها لقلبي جدا، فكرة الحوار اللي بيدور والأحداث اللي بتتحرك بين أجيال كانت حلوة أوي، وخلت رسم أبعاد الشخصيات أعمق، ومشاهدة على تغييراتهم النفسية أجمل.
لغة الكاتبة بديعة، حقيقي لوحدها كانت ممتعة بشكل ميتوصفش أثناء قراية الرواية، وجمال القصة خلاني مش قادرة أبطل قراية الرواية حقيقي، وخلاني أزعل حقيقي وهي بتخلص.
طبعا جانب الرعب اللي بيحاوط الرواية أضاف لجمالها، وتفاصيل العلاقات بين الأبطال اللي مربوطة بحكاية مترسخة في حياتهم، فكرة إن بعض الأحداث بتدور في إسكندرية خلاني أحبها أكتر، ومصريّة الأبطال اللي ظاهرة في كل ركن من أركان الرواية باختلاف تعريف المصرية دي مع اختلاف الظروف الاجتماعية للاجيال حبكتها الكاتبة بطريقة في منتهى الذكاء.
السبب في النجمة الناقصة هو الكلام اللي كان بيدور على لسان البطلة وهي في حقبة انتمائها فكرياً وقلبياً للأخوان المسلمين، كان كلامها بيفوح بالتكبر على الناس، وبالشعور بالفوقية عليهم، وكانت الكلمات اللي بتقولها السياسي منها والديني بتستفزني وبتعصبني بشكل مش طبيعي، رغم إن التحول اللي طرأ على الشخصية دي بعد كده بسبب أفكارها دي كان منطقي وجميل.
This entire review has been hidden because of spoilers.
Profile Image for Mohammed Taqqei.
172 reviews12 followers
July 16, 2023
رواية رائعة، لغة بديعة، كنت من المحظوظين الذين كانوا من ضمن ال focus group، رواية لسة احداثها في ذهني حتي الان، بالتوفيق لاستاذة هالة، قلم يستاهل ان حد يتابعه و يقرأ ماذا يكتب ♥️♥️♥️♥️
Profile Image for Osama Farok.
26 reviews6 followers
Read
June 4, 2024
في كتابه الشهير "الغرفة المضيئة" الذي يستعرض فيه تأملاته حول الفوتوغرافيا يقول رولان بارت إنه في كل مرة يقف أمام عدسة الكاميرا يعيش لحظات من القلق لأنه لا يعرف حقا هل "سيولد" من شخص ثقيل الظل أم من شخص لطيف. يؤمن بارت أنه في هذه اللحظة يستمد وجوده – مجازا- من المصوِّر، ومع كل صورة جديدة لا يستطيع أن يحكم إن كانت فعلا تجسيدا لما هو عليه خارجها أم لا.
في "غواية الفناء" الرواية الأحدث للكاتبة هالة صلاح الصياد تستعير آلاء بطلة العمل سؤال بارت وتحاول الإجابة عليه.. هل تعكس صورنا حياتنا/ذواتنا الحقيقية فعلا؟ تتأمل الصور التي تسجل حياة عائلتها، فترى إنها تختزل حياة كاملة، إلا إنه اختصار مخل من وجهة نظرها، تسأل: كل تلك الابتسامات الواسعة، تلك الوجوه الضاحكة.. فأين الألم؟ أين الحزن والعراك والأوجه التي تفيض غضبا والأصوات التي تنجرح معها الحناجر؟ لكن من يصور تلك اللحظات، من يحب تخليد لحظة الألم أو الخداع أو الكذب؟! هي نفسها تعود لتقول إن طبقات الكراهية تختفي أسفل الوجوه الزائفة التي لا يخلد الزمن إلاها.
لكن تلك اللحظات -لحسن الحظ- لا تفلت من كاميرا هالة الدقيقة التي ترصد وتسجل كل شيء في كتابة تتجلى براعتها في تحدى كاتبتها لنفسها؛ فهي قائمة على تتبع مذكرات لا نقرأ منها إلا شذرات وألبوم صور لا نشاهد صورة واحدة منه، ورغم ذلك نعرف كل شيء تقريبا عن عائلة كاملة هي عائلة سري الجن أو ما تبقى منها! بموافق ومشاهد ومشاعر مكتوبة بعناية فائقة ترمم هالة حياة أبطالها وبالاستعانة بالمذكرات والأحلام ترسم صورة متكاملة لهم وتعيد إحياء أربعة أجيال من تلك العائلة التي وقعت أسيرة لغواية الفناء. فوفقا لبارت أيضا فإن كل صورة تحمل في طياتها فكرة مفزعة هي "العودة من الموت".
Displaying 1 - 8 of 8 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.