سوف يجد القراء العرب، مثل القراء في أمكنة أخرى من العالم، الكثير من الأصداء التي تخصهم في قصائد هذه المجموعة. بعضهم سيجد أثراً للصوفيين المسلمين في العصور الوسيطة، في حين يمكن أن يجد سواهم آثاراً أكثر حداثة تذكرهم بتأملات رولان بارت، وربما يجد بعضهم صلات وثيقة مع جبران خليل جبران وابن الرومي، إلا أن مختلف القراء سيجدون تلك اللغة الكونية، لغة التأمل والرغبة.
هذا الكتاب ظلّ يغويني في كل مرة أذهب فيها إلى المكتبة كان يناديني بغلافه الوردي اللذيذ بكل مرة أمر عليه، فصرت آخذه بين بيدي أتصفحه وأقرأ منه قليلاً ثم أعيده لمكانه.. إلى أن رضخت في النهاية إلى إغواء غلافه واقتنيته
يحمل الكتاب 64 قصيدة، إنه صغير، حجمًا وكمًّا، من ذلك النوع من الكتب الذي تودّ أن تحمله معك أينما ذهبت
رغم أنه لم يعجبني كثيرًا، إلا أن تسعة من تلك القصائد وجدتها جميلة
ولو تساءل أحدهم بيوم، مدى تأثير العولمة على الشعر المعاصر، فهذاالكتاب مثال جيد على ذلك
حيث سليم بيرادينا، "ولد في بومبي"، وتعلم فيها، ولاحقًا أصبح "أستاذًا في مساعدًا للأدب الإنجليزي والكتابة الإبداعية (..) في ولاية ميتشجان الأمريكية"، إضافة أن أشعاره في هذا الديوان مشبّعة "بالروح الاجتماعية لتربيته الشرقية والإسلامية في الهند"، وأضف على ذلك أنه يكتب أشعاره بالإنجليزية
من القصائد التي أعجبتني:
هذا الحب أرسله كطائرة ورقية لتمنح السماء الخالية شيئًا لِتتمسّكَ به
(صفحة 23)
وهذه القصيدة العذبة:
أنت تأتين وتذهبين تدفئين نفسك في ضوئي تلعبين في نبعي، تشربين من كأسي، تتذوقين نسيمي.. أنت تسمين ذلك صداقة.
(صفحة 30)
لنكتفي بهذا، لو وجدتَ أيها القارئ الكريم، بأن غلاف هذا الكتاب يغويك كما فعل بي انصحكَ بقراءته في المكتبة العامة، أو أن تستعيره من صديق، وإن وجدتَه نسخة إلكترونية فهذا فضل من الله كثير