محمد بن صالح العثيمين الوهيبي التميمي، أبو عبدالله. عالم فقيه ومفسر، إمام وخطيب وأستاذ جامعي، عضو في هيئة كبار العلماء ومدرس للعلوم الشرعية وداعية سعودي، من مواليد عنيزة في منطقة القصيم.
”إن علم التفسير أجلُّ العلوم على الإطلاق، وأحبها إلى الله -عزّ وجلّ- لأن الله أمر بتدبر كتابه والتفكر في معانيه والاهتداء بآياته، وأثنى على القائمين بذلك، وبه يتحقق للعبد حياة زاهرة بالهدى والخير والرحمة ويهيء الله له أطيب الحياة والباقيات الصالحات..“
كان الصحابة -رضي الله عنهم وأرضاهم- إذا قرأوا عشر آيات، أو اقلّ أو أكثر، لم يتجاوزوها حتى يفهموا معناها، ويحققوه ويطبقوه في حياتهم.. ولنا فيهم أسوة.. وهذا الكتاب يساعد على فهم القرآن الكريم، واَقتبِس من مقدمته ما يختصر محتواه: ”هنا أصول وقواعد في تفسير القرآن الكريم، جليلة المقدار، عظيمة النفع، تُعين قارئها ومتأملها على فهم كلام الله والاهتداء به، فإنها تفتح على العبد من طرق التفسير ومنهاج الفهم مايغني عن كثير من التفاسير.“ وإن كان -بطبيعة الحال- لا يُكتفى بهذه القواعد تمامًا، وإنما يُرجع إلى التفاسير للتأكد والتزود والتعلم.. وأنوه كذلك على أن أغلبها ليست قواعد عامة يؤخذ بها ويُرجع إليها ما اُستصعب على المُفسّر، وإنما هي إرشادات تفيد في بعض الأحيان ومواضيع ذكرت في القرآن عامةً.
ما أشكل علي في الكتاب هو ما ذكرته توًّا أنّ أغلب 'القواعد' ليست بقواعد، وإنما بعضها من موضوعات التفسير الموضوعي و نصائح وإرشادات وأساليب قرآنية، وهذا لا يعني أنها ليست مهمة أو ليست مفيدة، بل على العكس.. ولكن كنت أتوقع أن تكون جميعها قواعد تُفيد في تفسير القرآن الكريم، إلّا أن الشيخ يُعذر على ذلك، لأن قواعد التفسير بتعريفها الاصطلاحي لم تحرر في زمنه -رحمه الله- ففكرة التفسير الموضوعي مثلًا كانت موجودة بالطبع منذ قديم الأزل لكنها لم تكن موجودة بهذا المسمى والتصنيف آنذاك وإنما هي مستحدثة لتسهيل الفهم والتفسير، وقِس على ذلك بقية المواضيع التي لا تُعتبر قواعد، كذلك فهي تفيد في فهم القرآن وإن لم تكن تفيد في تفسيره بالمعنى الاصطلاحي.. لذلك فهذا الأمر ليس بمشكلة تمنع عنك الاستفادة من الكتاب.
*هذه سلسلة مقاطع في اليوتيوب رائعة جدًا يشرح ويعلّق فيها الشيخ عبدالرحمن بن معاضة الشهري على هذا الكتاب:
ساعدتني في فهم ما أشكل عليّ، وكانت مليئة بالمعلومات الجديدة والتفسير المطوّل للقواعد، وهذا ليس موجود بالكتاب لأنه -بطبيعة نوعيته- يغلب عليه الاختصار..
وفقنا الله لفهم كتابه الكريم والعمل بما فيه، وجزا الشيخ عبدالرحمن والقائمين على سلسلة الشرح، والقائمين على كتابة وتحرير الكتاب خير الجزاء.