أم النذور، رواية ذلك الطفل في مواجهته الأولى للحياة خارج منزله. عالم الكتاب حيث الشيخ زكي الذي يقوم بتعليم الأطفال، وأداته الأساسية في التعليم: قضبان متفاوتة الأطوال. إنه رمز لعملية التطويع.
أماكن طالما سمع أسماءها، وتأثيراتها في المجتمع: أم النذور، الشيخ مجيب، الشيخ درويش، النهر، الموت، شخصيات المجتمع الهامشية...
خوف شديد مستبد، يواجه الطفل سامح منذ ملامساته الأولى للمجتمع، ذلك الخوف الذي يجعل الجميع خاضعين لقوى ولأساطير ولأوهام تجعلهم عاجزين عن المواجهة، فيتحولون مثل أمه الخاضعة لوالده، كما لتلك المرأة التي تكتب الرقى أو تحضر الأدوية المرة كالعلقم.
رواية أم النذور، من أول ما كتب عبد الرحمن منيف، كأنها بداية لمساره الطويل، تبدأ مع ما اختزنته مرحلة الطفولة.
"أن النذور، هذه الشجرة المقدّسة، حتى الآن، إذا جلست النسوة في باحات البيوت، أيام الصيف والخريف، وهبت ريح من جهة الغرب حاملة معها رائحة الرطوبة، تتنسم كل امرأة رائحة أم النذور، وتغمض عينيها وتتمنى!
والقصص التي تروي عن الأماني المستجابة كثيرة ومتداخلة، ثمارها أكثر من أوراقها... تشفي من الأمراض وتعيد المسافرين وتكشف المسروقات. حتى أن بركات الشيخ وأن النذور أصابت الجميع".
ولد عبد الرحمن منيف في عام 1933 في عمان، لأب من نجد وأم عراقية. قضى المراحل الاولى مع العائلة المتنقلة بين دمشق وعمان وبعض المدن السعودية. أنهى دراسته الثانوية في العاصمة الاردنية مع بدء نشاطه السياسي وانتمائه لصفوف حزب البعث اذي كان يتشكل حديثاً . التحق بكلية الحقوق في بغداد عام 1952. وبعد توقيع " حلف بغداد" في عام1955 طُرد منيف مع عدد كبير من الطلاب العرب الى جمهورية مصر. تابع دراسته في جامعة القاهرة ليحصل على الليسانس في الحقوق . في عام 1958 اكمل دراسته العليا في جامعة بلغراد ، يوغسلافيا ، حيث حاز على درجة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية، اختصاص اقتصاديات النفط عام 1961. عاد الى بيروت حيث انتخب عضواً في القيادة القومية لفترة اشهر قليلة . في عام 1962 انتهت علاقته السياسية التنظيمية في حزب البعث بعد مؤتمر حمص وما لابسه من اختلافات في الممارسة والرؤيا . في العام 1963 تم سحب جواز سفره السعودي من قبل السفارة السعودية في دمشق تذرعاً بانتماءاته السياسية ولم يعاد له حتى وفاته في 2004. عام 1964 عاد الى دمشق ليعمل في مجال اختصاصه في الشركة السورية للنفط ،" شركة توزيع المحروقات" وفي مرحلة لاحقة عمل مديراً لتسويق النفط الخام السوري . عام 1973 استقر في بيروت حيث عمل في الصحافة " مجلةالبلاغ " لبضعة سنوات . غادر بيروت عام 1975 ليستقر في بغداد، حيث عمل كخبير اقتصادي ومن ثم تولى اصدار مجلة تعنى باقتصاديات النفط وهي " النفط والتنمية" التي كان لها صدى كبير. استمر حتى العام 1981 حيث اندلاع الحرب العراقية الايرانية . انتقل الى باريس حيث تفرغ للكتابة الروائية بشكل كامل فكانت " مدن الملح " باجزائها الاولى من اهم نتاجاته حيث غادرها في بداية 1987 عائداً الى سورية . عام 1987 استقر في مدينة دمشق ليتابع الكتابة ، متنقلاً بين دمشق وبيروت حتى وفاته في 24 كانون الثاني لعام 2004.
الروايات المحكيّة على لسان طفل صغير تعرف طريقها إلى قلبي مباشرةً.
" - ولكن ... لو تجمّع عليه الأولاد، ألا يقدرون عليه؟ - وعصاه؟ وفكر: لو أن الشيخ دون عصا لفقد نصف قوته، أما هذه العصا اللعينة! "
عن صراع المعتقدات المتوارثة مع رغبة المعرفة والتساؤل، عن سلطة الكهنوت التي تستمد قوتها من جهل العامة، عن بنية المجتمع الراسخة منذ قرون دون تحريك أي حجر من حجارها للتساؤل عما وراءه وعما يسنده، عن شجرة الأوهام بجذورها الممتدة بعيداً في الأرض، تلك الشجرة التي يغذيها النفاق ويستظل بظلها المرتزقة والمتلوّنون، عن الكذب والكذب والكذب ... والعمى، والضياع.
" وعنّت له فكرة: ماذا لو سرق عصا الشيخ؟ إن الشيخ بدون عصا عاجز، لا يستطيع أن يفعل شيئاً. "
عن هشاشة كل ما مَتُن واستحكم في الأفهام، أمام المنطق الفطري لطفل صغير لم تجد محاولات التشويه والمسخ المباركة منفذاً إلى داخله.
" ولاحظ ابتسامة على طرف شفتيها، كأنها تقول له ستُضرب وتُضرب، ولن تستطيع أن تفعل شيئاً، ولن يستطيع أحد أن ينقذك، وأحس أنه حزين ووحيد. "
الجهل والخرافة والعادات والتقاليد البالية التي تنبت وتستقر في مكان لتصبح مسلمات لا يمكن الخروج منها ولا عليها ، الصراع الخفي بين العلم والتخلف ، بين المدرسة والكتاب ، بين الأب الماضوي التفكير والخال المتحرر من حبال الماضي ،، الطفل في نظراته وعقله الصغير المتسائل وخيالاته وما يسمعه ويبنيه من أوهام أقرب للحقائق ، السلوك السيء الذي يراه في شيخه ويراه الآخرون جيداً وما يراه جميلاً في السكير ويراه الآخرون سيئاً جداً ، الرواية تمثل حالة الانتقال من عصر لعصر آخر وعالم لعالم مختلف ربما تكون رمزية هرب ومرض الطفل هي إرهاصات هذا الانتقال فلا شيء بلا ثمن وكانت اللحظة الفارقة في النهاية بالتخلص من كل رواسب الماضي التعيس
لا رغبة لي في كتابة رأي بخصوص هذه الرواية أو أي شيء آخر.. أقول لكل الأصدقاء هنا رمضانكم مبارك وعسى أن يتقبل الله جل وعلا منا ومنكم ويجعل هذا الشهر مليئا بالخير والبركات والأمنيات المحققة. كل عام وأنتم وذويكم وكل أحبتكم بألف خير
أم النذور شجرة عريقة من أشجار الدلب ليست أطول حجما من إنسان قصير القامة مزروعة عند باب تكية الشيخ مجيب الذي لا يعرف أحد من الأحياء منبته ولكنه كان شيخا ذو بركات أقام هذا المزار في زمن ما.. يصف منيف الشجرة وصفا طريفا استدعى خيالي مباشرة في الحقيقة فهو يقول أنها تبدو كعروس للغجر وذلك في إشارة لكثرة الخرق الملونة والخيوط البالية التي كان يعلقها الناس طلبا لبركات الشيخ خرق بلت مع مرور الزمن كما تبلى الكثير من الأمنيات مثل هذه الشجرة وهذا المكان كان مدعاة لظهور الكثير الأقاويل حولها وحول من زرعها ثمارها وأسباب عقمها ، برع منيف في وصف المكان الأشجار النهر التكية الأزقة وهذا الأمر يمكنك من أن تتخيل تلك العروس الغجرية وهي ترقص منكوشة الشعر من أجل أن تنال الإعجاب وأن تحصل على القطع النقدية التي كانت ترمى لكسب الرضى هذه العروس تتحكم بمصير الكثير من الأحياء ومقطوعي الأمل وكانت النساء إذا هبت ريح حاملة معها رائحة الرطوبة تتنسم رائحة أم النذور وتغمض عينيها وتتمنى ! كانت الأحلام تعلق على أغضان هذه الشجرة المباركة على أمل أن تتحول إلى واقع في صباح ما غير أن أكثرها يذهب أدراج الرياح ! بطل الرواية هو طفل صغير ولعل هذا هو سبب رئيسي جعلني أعجب في الرواية حسنا لقد اكتشفت ُ أني أحب انفعالات وردود أفعال الأطفال فيما لو أستطاع كاتب جيد أن يعبر عنها كأنك تراها ذلك صعب برأيي أن يكتب رجل بالغ انفعالات طفل تساؤلاته طريقة تفكيره ليس ذلك بالأمر الهين ولعل هذا يفسر ولعي ببيوغرافيا الجوع وكسرة من آنية فخارية الحارس في حقل الشوفان وأم النذور مؤخرا لقد اكتشفت أني أعشق هذا النوع من الأدب تدور الحكاية على لسان الطفل سامح غير أن هناك سارد آخر يحكي عنه أحيانا فيما لو فقد الطفل قدرته عن التعبير عن ألمه فيما لو أفقدته عصا الشيخ النطق هكذا كنتُ أتخيل الأمر حتى وإن لم يكن الأمر كذلك هذا الطفل كان قد فتح عينيه على زقزقات الطيور وهي تقفز بسرور على أشجار الدلب ورأى النهر بمائه الداكن وكأنه يحمل أسرار الأماكن البعيدة وعلى النساء اللاتي يربطن الخرق على أم النذور بدأ يعيش لحظات جديدة منذ أن اصطحبه والده إلى كتاب الشيخ زكي وحين سلمه له قال له تلك العبارة التي أثارته وملئته رعبا وكوابيس (مثل أخوته اللحم لك والعظام لنا ) - لم ينم تلك الليلة ، وإن نام صار يحلم "بأن الشيخ زكي بجثته الضخمة قد رماه على الأرض ، وداس عليه ، وداس على رقبته وهو يحمل عصا غليظة ، في رأسها مسمار ، وينهال عليه ضرباً في كل مكان على وجهه ، على فخذيه ، على رأسه ، وأن دماءً غزيرة انبثقت من فمه ورأى نفسه ، والدماء تسيل منه ، يرفع سبابته اليمنى ، وبحركة لا تتوقف يقبلها ويضعها على جبينه ، وصرخاته الصغيرة الحادة لا تتوقف : التوبة ، التوبة ، التوبة * - ذهب مع أخويه لأول يوم الكُتّاب وقابله الشيخ بجفاء وهو يسأله ما أسمك ؟ فخرجت كلمة (سامح) من فمه مضطربة بصوت ضعيف ، فصرخ به .. ما هو اسمك ؟ فتلعثم الطفل ولم يستطع النطق ، فصرخ به مرة أخرى ماله هذا الحمار ! فأحس بالسقف يسقط فوق رأسه ، والجدران تنهار عليه ، أما الأرض فقد أصبحت لينة تتحرك تحت أقدامه ، حتى لتكاد تسجنه ، ودون أن يفكر في شيء وجد نفسه يبكي ، فعاد إلى والدته يروي لها قساوة الشيخ وضربه للأولاد بلا رحمة ولكن والدته لم تُلن جانبها لـه بل قالت لـه : عصا الشيخ من الجنة!* ومن هنا تبدأ رحلة المعاناة والتجارب القاسية لطفل تفرد على أقرانه تفرداً ساهم إلى إشعال الروح المتمردة والرفض في مواجهة أرواح خانعة !
هذه الرواية هي حرب على كل الخرافات السائدة والأوهام التي عشعشت في عقول البشر لحقب طويلة وإدانة واضحة لأوهام سائدة في المجتمع صورّ فيها منيف بجدارة رحلة طفولة بريئة وهي تعيش حياة القلق الخوف المرض
دائماً حينما أعود إلى "منيف" أجدني في حالة تامة من الإنسجام والإندفاع التام في تعرجات النص, حيث أقع في حب نصوصه منذ بداياتها, منذ الكلمة الأولى والسطر الأول, وهو ما حصل ليّ مع هذا النص كما هو الحال مع بقية نصوصه التي سبق ليّ أن قرأتها, حيث يأخذ "منيف" بمخيلتك إلى أماكن بعيدة ومسالمة, حيث كل الأشياء مرتبطة بالطبيعة, وحيث الكون بسيط ولا يحمل أي شكل من أشكال الترف والتكنولوجيا, بل أنت واقع في عصر كانت الحياة فيه تسير ببطئ, والأفكار فيه محدوده ومتصلة بالشعور فقط, في عالم لا تتداخل فيه الأشياء ببعضها البعض, بل لكل شيء كونه ومساره الخاص ومنه تنطلق الأحداث وإليه تنتهي.
في حي الشيخ مجيب تعيش خزعبلات وخرافات الأولياء والسحره بكثافة, حيث يعيش قاطني ذلك الحي على بركات شجرة "أم النذور", وترتبط بتلك الشجرة حياة أبناءها وبناتها, فلا تعبر مناسبة إلا ببركات من تلك الشجرة, ولا يشفى مريض إلا من خلالها, وكأن الحياة توقفت في زمن متخلف, يظن قاطنيه أن الإتصال بالله لا يتم إلا من خلال الأولياء والصالحين, وكأن الصلاح سمة للشيوخ فقط, بينما بقية أفراد الكون يستحيل عليهم أن يصلوا إلى رتبة الصفاء النفسي الذي يؤهلهم لأن يكونوا صالحين, ومتصالحين مع أنفسهم, ومع الله تعالى عما يعتقدون, شعرت وأنا أغوص في تعرجات هذا النص أن "منيف" أراد أن يقول بطريقة رمزية أموراً كثيرة, وهي أن الصفاء النفسي والصلاح الأخلاقي ليست سمة مخصصة للشيوخ فقط, وأن خزعبلات الإتصال بالأولياء للتقرب إلى الله هي خرافات وكذبات يستغل من خلالها هؤلاء الأولياء ضعاف النفوس ليصلوا إلى مرادهم أو ليشبعوا غريزة في نفوسهم, حتى أن عقل طفل قادر على أن يدرك ذلك وهو ما يمثله "سامح" في هذة الرواية, حيث "سامح" طفل يسعى للخلاص من كل ما يصرّ أهل حي الشيخ مجيب على التمسك به من مخلفات العقيدة الخاطئة أو سلوكيات المجتمع القديم التي أكل عليها الدهر وشرب.
يعيش "سامح" معضلة أخرى في كونه, حيث شعرت أن "سامح" يمثل كل طفل عاش ذلك الخوف في بدأ مسيرته الدراسية, وأن لم يكن كل طفل فهو على الأقل يمثل ذلك الخوف الذي عشته في بداية طفولتي مع الدراسة وأستمر طويلاً حتى الوصول إلى أواخر المرحلة الإبتدائية, وهو الخوف الذي يعيش داخل أوصال النفس, الخوف من ذلك المدرس القاسي, الذي إتخذ الضرب وسيلة لتفريغ غضبه بأطفال صغار جاؤوا بغية العلم, وقد أودعهم أهاليهم في تلك المدرسة وأعطوا أولئك المدرسين الضوء الأخضر في التصرف في مصير أولئك الأبناء من خلال قاعدة متحجرة تقول : "لكم اللحم ولنا العظم", وهي مقولة معناها أن لكم حرية التصرف بإبنائنا إلى درجة سلخ لحومهم عن عظامهم مجازياً, في حين أنه من خلال هذة المعضلة يقوم بتفكيك تلك الخرافات والعقائد الخاطئة التي يعيش عليها أهله وأناس قريته, فيتوجه للأولياء والصالحين ليتقرب منهم كما تتقرب أمه إليهم عن طريق ترك خرقة على شجرة "أم النذور" يودعها دعواته وأمنياته في أن تنتهي حياة الشيخ "زكي" وهو المدرس الذي يسوقهم سوء العذاب من خلال عصاه التي لا تفارق يده ليتفاجئ أنه ما من مجيب, وأن الشيخ مجيب وشجرته ما هم إلا خرافة لتعليق الأوهام, ومن ثم تأخذه والدته إلى الحاجة أم محمد لتصنع له حجاباً ليتعافى من حمى صابته نتيجة عين بإدعاء والدته حتى يجد أن ذلك الحجاب في قرارة نفسه وبقناعته ما هو إلا وسخ وقذارة لا تحمي من شيء فيقرر أن يتحرر منها في نهاية الرواية, كذلك تسلط الرواية ضوؤها بشكل جزئي على الأسئلة التي تتولد في ذهن الطفل حول الله ومدى عصبية المجتمع حول طرح أو مناقشة مثل هذة الأسئلة.
هن��ك نقطة أخرى أريد أن أشير إليها وهي أن معضلة "سامح" لم تكن مع المدرسة, بل مع الكتّاب, أو ما كانت تعرف عليه المدرسة قديماً وهي ما تعلم من خلاله أجدادنا, حيث سمعت من جدي لأبي حكايات كثيرة عن الكتّاب ومدى قس��ة الشيخ الذي كان يعلمهم حينها أصول القراءة والكتابة وعن عدم رغبته في الإستمرار بالتعلم ذلك الحين بسبب قسوة الشيخ, وهي ذات المعضلة التي يمر بها الطفل "سامح", إلا أن "سامح" كان في وقت كانت المدرسة ظاهرة وموجوده إلا أن الكتّاب ما زال مستمر في حضوره وكان ابناء الجيل منقسمين بين هذا وذاك, حيث يذهب ابناء العوائل المتفتحة ذهنياً إلى المدرسة والمثال على ذلك في الرواية عائلة خال "سامح" بينما العوائل المنغلقة ترسل أبناءها الى الكتّاب والمثال على ذلك في الرواية كانت عائلة "سامح" ووالده المتحجر ذهنياً أو هكذا أظهره "منيف" في الرواية على كل حال, إلا أنه في النهاية يمكن قياس هذة المعضلة أو هذا الخوف على أجيالنا ايضاً وتجربتنا مع الدراسة في بداياتها, إلا أني أعتقد أن منيف أراد بشكل غير مباشر أن يعيب تعليم الشيوخ ويظهر مساوئه بشكل أكبر أكثر من تركيزة على معضلة الخوف الذي يواجهه الطفل في مراحل الدراسة الأولية وجدلية الضرب في التعليم. عموماً كانت قراءة الرواية تجربة ممتعة ولطيفة.
أتذكرُ في إحدى لقاءاتِ مُنيف تحدثت زوجتهُ عن هذه الرواية و كيفَ أنها كانت أولَ الرواياتِ الجدية لمنيف ، بمعنى كلامها قالت أنها أرعبتهم الفكرةَ ما بين أن مُنيف قرر ألا يكونَ سوى روائياً و أن الروايةَ كانت تمسُ بعضَ المقدساتِ من أضرحةٍ و حُجُبْ .
أرى منيف وفقَ جداً في تصويرِ حالةِ الطفل النفسية و الرعب الذي تملكهُ من الكتّاب و الشيخِ القاسي ، أعجبني إيغالهُ في نفسيةِ الطفل . كان في الروايةِ صوتانِ صوتُ الطفلِ و صوتُ الروائيّ ، تتطرقُ الرواية الى خرافاتِ الحُجُب و الأضرحةِ و كيفَ أنَّ الصبيَّ كان يطرحُ أسئلةً جريئةً عن الموتِ و عذابهِ و عن النار و الكافر و أنه لم يقتنع بكل الأجوبةِ المعتادة ، أيضاً مشكلةُ المدرسةِ عِندَ التقليدينَ و هوسُ أنها تعلمُ الكُفرَ و الإلحاد كما يمثلها أبى الطفلِ .
آخر فصلين أرى أن مُنيف زاد في التوصيف و التشبيهات التي لم يكُ لبعضها أيُ داعٍ ، عمومُ الروايةِ جيدة .
"تاهت أفكاري . تصورت أن لا أحد في هذا العالم يفهمني، لا أحد معي، حتى أمي تخلت عني. وأحسست بالحزن. كان حزنًا ثقيلاً يتراكم فوق صدري، فتضطرب له أنفاسي، وأرى غمامة سوداء أمام عيني، ودون رغبة مني وجدتني أبكي وأبكي . كان صوتي يعلو دون أن أستطيع منع نفسي من البكاء!"
رواية تُروى على لسان طفلها الصغير "سامح"، الذي وُلد وتربى بين أشخاص ومقدسات لا يجوز التشكيك فيها، في مجتمع مليء بالبركات - حسب قولهم. يكتشف سامح المجتمع خارج بيته، ويتعرض للكثير، ويطرح أسئلة تأملية وشائكة نوعًا ما. لا أستطيع استيعاب كمّ هذه المشاعر والأحاسيس التي كُتبت وقيلت على لسان طفل لا يتجاوز عمره عشر سنوات! وجدتني أبكي مثله وأتعاطف معه. لا أعرف كيف يمكنني إصلاح ما لم أُفْسده قط، بل أفسده المجتمع ومن حوله.
بإمكان اختصار الرواية في عدة كلمات : "أيام من حياة صبيّ تمرّد على الكتّاب بسبب قسوة الشيخ الذي يدرّسه" ، لا شيء مميز في القصة عند معرفتها قبل قراءتها ، لكن يأتي هنا دور الكاتب الملهم ليجعل من هذا الخبر المُختصر رواية كاملة تحمل بين دفتيها تفاصيل اجتماعية \ عقائدية دون إغفال الجانب النفسيّ والأحاديث الداخلية التي تمور في نفس الصبيّ المتمرد سامح ، إنّ تقمّص دور طفل والإتيان بكل هذه التفاصيل الدقيقة لخواطره وهواجسه وهذاءاته ومخاوفه وأفراحه وأتراحه وحيله النفسية أمر لا يُتقنه الكثيرين ، لذلك أنا أعدّ هذا العمل من أجمل الأعمال التي قرأتها في هذا العام ، وخمسة أنجم تتزيّن بـ منيف وأمّ النذور!
لكي تقترب من هذه الرواية أكثر يجب أن تكون طفلاً أكثر ! الرواية في أغلبها على لسان الطفل سامح في يومه الأول في الكُتّاب وهو خائف وجل ، الحوار على لسان الطفل واقعي قريب للقلب يشبهنا جميعا ان كنا نذكر تناقض أفكارنا محاولتنا استيعاب المفردات الغيبية / الملكان / منكر ونكير / الموت / الدفن / الجنة / النار ! أم النذور تلك الشجرة التي تستقبل الجميع وتحل معضلاتهم ، الشيخ درويش والشيخ زكي وأخيرا اليماني الذي يطلق عليه جزافا كافر كلها شخصيات خصبة لبناء قصة متكاملة ، يضرني في هذا الصدد جملة يبدأ فيها فلم سينمائي " كلنا نولد بحب ، حتى تغتالنا المسميات والطوائف فنتفرق " هنا سامح أدرك هذه الفكرة حين تعاطف مع اليماني وهو يضرب فقط لاعتقاد الاخرين أنه كافر ، ايمان الطفل وأسئلته الملحة هنا وهناك على أمه المترددة هي صورة مقربة من صور الامومة المتكررة / القصة باختصار هي خرب بين العقل والعاطفة بين العلم والجهل بين المستقبل والماضي
تفاصيل طويلة ومملة! كنت اتجاوز الاسطر حتى انتهي من وصف الطفل سامح لكرهه الشديد للكتّاب والشيخ زكي وام النذور والحاج درويش ، لم تشدني الاحداث ولا الشخصيات ولا فكرة الرواية وانشغلت بعدّ كم مرة بصق سامح ؟
تجذبني طريقة السرد على لسان طفل، أفكاره وردوده والأحداث المتتابعة له، وأتقن عبدالرحمن منيف طريقة السرد هذه. انسجمتُ بالقراءة وبالأحداث رغم بساطتها القصصية، وكان الوصف وتسلسل الأحداث جيدًا.
رؤية الموت من منظور طفل، وكيف جسّده في إنسان - الشيخ صالح - من هول فكرة الموت، وكيف أن العقل البشري لا يستطيع استيعاب الموت وماهيته. فطريقة تفكير الطفل عن هذا الأمر هي تجسيد الموت بشيخٍ يغسّل الموتى ويدفنهم، لجعل فكرة الموت منطقية ويمكن استيعابها.
البداية كانت جيدة وقوية، إسلوب الكاتب مميز ويجذب القاريء إلى درجة كبيرة. لكن عند منتصف الرواية أو قبيل المنتصف بقليل توقفت الأحداث تقريبا.. ظل الكاتب يعيد ويزيد في وصف نفس المشاهد دون أي تقدم للأحداث مما أفقد العمل الكثير
الرعب من الأشياء القليلة التي نجحنا في التميز فيها للغاية.
كنا ومازلنا حتى الآن - وإن كان البعض ينكر ذلك في العلن - نري أن بث الرعب والخوف في نفوس أبنائنا هو الوسيلة المثلى لتربيتهم وتعليمهم..
وحتى بعد آلاف النصائح والتغيرات الاجتماعية يتحسر الكثيرون على زمان كنا نضرب فيه ونهان.
كثير من السير الذاتية تروي هذه الأهوال التي كان الأطفال يتعرضون لها في رحلة تعليمهم، خاصة في الكتاتيب، لكن الكاتب أفرد هذه الرواية المؤلمة لهذا الطفل الصغير الذي وجد نفسه في عالم بغيض، لا ملجأ له فيه سوى خاله الرجل المستنير أمام سلطة الأب الطاغية، وخوف الأم وانعدام شخصيتها، وتأثرها بسطوة الخرافات وتأثيرها على العقول والقلوب.
رواية تدور حول خرافات المجتمع العقائدية حيث هناك أم النذور الشجرة التي يُعلق الناس فيها النُّذور لتحقيق أمنياتهم والشيخ مُجيب الذي يصورونه كأنه" الإله" الذي يدفع الضر ويجلب النفع، وفيها تصوير للكُتّاب بأنّه" الزريبة" التي يذهب إليها الأطفال ليُضربوا ويُهانوا من قِبل الشيخ ذكي ذلك الرجل صاحب اللسان السليط فظ المعاملة موتورٌ لا يهمه إلا تخطئة الصبيان وإذلالهم، والأم صاحبة الشخصية الضعيفة السلبية المغلوبة على أمرها التي لا تُقدم ولا تؤخر التي لا تعرف إجابةً لأي سؤال في مقابل الوالد الغليظ الجامد صاحب القرار. واليماني الذي رموه بالكفر لشربه وسُكره يظهر بمظهر المحسن الذي يرد الإساءة بالإحسان دائمًا. والإله الذي لا يعرف عنه الناس إلا أنه يُعذّب بالنار دائمًا ومنكر ونكير يعذبان الناس وحيات بعشرات الرؤوس لتعذيب الناس أيضًا. أصبح الدين مله عذابات وخرافات فقط.
أسلوب الكتابة ليس بديعًا وفيه تكرار والأحداث بها فجوات ولم أرَ أنها تُقدم شيئًا.
حكاية طفل منفتح مع الكتاب وقسوة الشيخ بالاضافة الى الطقوس المنتشره بالمجتمع من وضع الخرق على الشجر الى عمل الحجاب وووو الخ...... اعجبني شخصية الطفل سامح وشعرت ان ذاك الطفل قريب من طفولة المنيف
اعجبني هذا المقطع على لسان سامح ان قلبي ينخلع مع كل ضربة. شعرت بالالم في يدي وجنبي, تصورت ن جميع الاولاد جبناء, والا لماذا يقفون صامتين؟ من اين لهذا الرجل الحق بان يضرب ويضرب دون ان يقول له احد شيئاً؟ ان الآباء لا يملكون هذا الحق.ابدا لا يملكون. وكلام ابي لا يمكن ان اصدقه, لحمي وعظامي لي انا ولا يستطيع احد ان يأخذ شيئاً! ان لحم الصغار وعظامهم لهم. الكبار لهم عظامهم ولحمهم......... وهذا الخنزير يتغذى من لحم الاولاد, والا لما اصبح سميناً هكذا, لماذا يضرب الاولاد بهذه القسوة.
يروي لنا عبد الرحمن منيف قصة طفل عاش في قرية (أم النذور) طفل متمرد على مجتمعه وبيئته وعادات اهل قريته.. تحكي عن الصراع ذلك الطفل الذي خاضه مع ابيه والشيخ والمرض لكي يصل الى طموحه ورغتبه في التعلم.. رواية أدبية تروى على لسان طفل في الثامنة من عمره،، تحفة أدبية تستحق التقدير..
الرواية لطيييفة فقط لأنها تُحكى على لسان سامح، الطفل المتمرد على عادات وتقاليد قريته، بكى شتم صرخ مرض حتى حظي بحقه في التعليم. صراع بين الجهل والعلم، والتشبث بالماضي والتحرر منه.
أرى أن الرواية هي مرحلة انتقال، انتقال من عصر لآخر عبر سامح.
والعارف بقلم عبد الرحمن منيف، وأسلوبه الروائي، وذاكرته السردية، لا يطلق -تجاوزًا- على شاكلة رواية أم النذور عملًا متكاملًا ليكون رواية.
قبل أن أسجل ما استملحته من الرواية وما نفرت منه، قد وقفت بعد انتهائي منها أنها من بواكير ولبنات أعمال منيف، وثبت ذلك خطيًّا إذ دوَّن تاريخ انتهائه من كتابتها في دمشق سنة ١٩٧٠، يشير إلى أن منيف لم يشتدّ عوده بعد في الأعمال الروائية، وأبى -متحفّظًا- نشرها، غير ما دفع ورثته لنشر عملٍ تعفّف عن كشف ستاره تمجيدًا لأعمال أبيهم التي درَّت لهم أرباحًا -ولا أجزم-، مما ألحق العابثين بالعبث برفات منيف لولا تدارك الجهات المسؤولة.
في سرد الرواية ضعفٌ وركاكة، ومآخذ كثيرة دفعتني دفعًا إلى إكمالها لمعرفة مغزاها. تدور أحداث القصة على لسان الطفل "سامح"، وتصف مواجهته الأولى للحياة خارج منزله حين أُرسل مع إخوته إلى الكتّاب لحفظ القرآن والتعلم. لكن "سامح" اكتشف عالَمًا مغايرًا لما كان يتصوره، واشتبكت عليه مشاعر الخوف والحقد والحزن والغضب والتمرّد، خلافًا لما ما رَبى عليه في مأمن البيت. وجسّد منيف رؤية دفاعية تجاه ثلاث قضايا رئيسية: الدين، والسلطة، والمعتقدات الاجتماعية الموروثة. وكأنّ شخصية "سامح"، برفضه الانسياق خلف إخوته وأبناء حارته في التعليم وصراعه مع المعتقدات المتوارثة وفجوة الدين، تعبيرًا عن إصراره على التحرر من الذوبان في ما صاروا إليه. لم يسع منيف إلى تتبع أسئلة "سامح" الإشكالية حول الخلق والكون والمعتقدات بإجابات مباشرة، بل اختتمها بحوارٍ مقتضب تجيب فيه والدته بسرد بعض المشاهد من الأساطير العربية، مثل "بنات نعش" (المعروفة اليوم بمجموعة الدب الأكبر، والجدي الذي يُعدّ نجم القطب وينتمي إلى مجموعة الدب الأصغر)، دون تقديم إجابات شافية لما كان يجول في خلده.
رواية خالية الأركان، لا حبكة فيها ولا تسلسل، ومن أراد قراءتها لينوي النيّة خروجه منها خالي الوفاض.
#أم النذور 🌱🌱🌱 ............. "تمنيت في تلك اللحظة لو أن عيوني تقدر على حرقه. لم أكن أملك سوى نظراتي. كانت سلاحي الوحيد، وكنت أريد أن أفعل شيئًا، أن أنتقم!" ............. رواية تحمل آثار زمن قديم، تُروى على لسان الطفل سامح، ذاك الطفل الذي سيواجه العالم بمخاوف وتوتر وتساؤلات عدّة.. تحكي عن قصص لطالما سمعنا شيئًا مشابهًا لها من أجدادنا وآبائنا الكبار.. عن نظرة المجتمع إلى الكتّاب والشيوخ، عن أم النذور، تلك الشجرة التي عُلقت عليها أقمشة كثيرة لغاية التبرّك فأضحت كالفزاعة العجوز، عن استغلال السلطة، عن التداوي بالدواء العلقم واللجوء للعمل، عن خضوع المرأة لزوجها، عن جهل الناس والتعلّق بالسذاجات.. هو الماضي بسذاجاته وخرافاته، يُصاغ في حكاية شاملة ببراعة.. ............. دائمًا ما أعجب بتلك الكتب التي يكون بطلها هو طفل بريء، ينقل لنا أفكاره البريئة بطريقة مبهرة وطريفة أحيانًا، ومبكية في أحيان أخرى.. رأيت تشابهًا بسيطًا بين الكتاب وكتاب (شجرتي شجرة البرتقال الرائعة)، فربما يكون كتابًا جيدًا لمن أحب الآخر، والعكس كذلك..
ذكرتني هذه الرواية برواية هاربر لي ( لا تقتل عصفورا ساخرا ) كون الاثنتين تصور الحياة من وجهة نظر طفل . فالرواية هنا بأختصار تتناول حياة اناس فقراء يسكنون قرية بسيطة نائية لا يزال الناس فيها يؤمنون بالمعجزات التي ممكن ان تحققها لهم شجرة بباب تكية ، فيقدمون لها النذور ايمانا منهم بقدسيتها . اما المسالة الثانية التي يتطرق لها الكاتب هي اعتقاد اهل القرية بأن التعليم في الكتاتيب افضل من المدارس ، بالرغم من الاساليب القاسية المستخدمة من الشيخ في هذه الكتاتيب ، فنرى هذا الطفل بطل الرواية يرتعد خوفا من مجرد ذكر الشيخ امامه .
اما الفقرة الاخيرة التي شدتني في الرواية هي حقيقة كل من الدرويش الزاهد المتعبد الذي اعتزل الدنيا في التكية واليماني السكير المشرد في الشوارع ، فالاول بنظر اهل القرية ولي من اولياء الله والثاني شيطان يحرضون الاولاد على ضربه ورميه بالحجارة ، لكن يفاجئنا الكاتب بان الحقيقة هي العكس تماما ، فلا تغرنك المظاهر .
يبدو لي منيف هنا محتفظا بهواجس الطفل الذي كانه ومخاوفه ومشاعره في مكان لم تتسلل له يد النسيان بعد ولا عبث الزمان به فبعثر ذاكرة الطفولة التي يحمل كلا منا نتفا منها على الأقل بينما تفرد منيف بالاحتفاظ بذكراها كاملة. باختصار يتحدث أحيانا سامح وأحيانا الراوي عن تجربة سامح في الذهاب الى الكتاب"التعليم التقليدي" ، وتمرده على الإهانة والضرب في الكتاب، والمرض الذي ألم به جراء الموقف المهول الذي وجد سامح نفسه فيه.
بالنسبة لي الصدق وكمية التفاصيل التي تتحدث في الرواية على لسان الطفل سامح كانت عامل نجاحها الحاسم.
هذه الرواية القصيرة ذكرتني أن أراقب لساني بحق حين أتحدث الى طفل وأكثر منه أن اراجع مواقفي تجاه الأطفال لأرى كيف تبدو من وجهة نظر طفل.
لم أجد في القصة ما يشد من الناحية الفنية ، تدور أحداثها حول تأملات طفل لم يصل لسن المدرسة وسرد وصفي لا يخلو من كلمات نابية للكُتَاب الذي يدرس فيه ولشجرة أم النذور التي نسج سكان القرية حولها الخرافات وحول بعض المفارقات الاجتماعية ، عند هذا الحد وقفت الرواية دون دخول إلى عمق الأفكار أو ربطها بما يثير الدهشة ، استثني موقف الطفل المعنف من قبل شيخ الكتاب حينما واجه واقع الموت وهو يتابع أحداث تغسيل أحد الأموات ثم دفنه وتوصل إلى نتيجة أنهم يعاملون الأطفال بقسوه كما يعهاملون الأموات .... ماعدا ذلك الرواية تشبه أحداث مسلسل مصري تتصاعد ببطء
أم النذور، الشجرة المُربّطة بخرقٍ ذات ألوان متعددة التي هي من بعيد أشبه بفزّاعة! يلجؤون إليها كي تخلّصهم من شر، أو تدفع عنهم. يربطون، ويرمون. هكذا كانوا دائمًا. للأطفال صوتُ الأرض، وحدّةُ الأسئلة، وقوة الإرادة. لهم الخيال والتساؤلات، ولا ينتظرون منك التدليس والكذب، أو المراوغة. لا عصًا، لا أضرحة وحجب، لا سنّ ذئبٍ مكسور بيد حاجة تملك مسبحة لا حد لطولها. للأطفال صوت ينفجر، وإن كان على أشرّ من في الأرض!
مُنيف! إذا دفنت وجهك في الكلمات وقالت لك، انفجِر! تبدّد! تلوّى! ترامى! أبقى حيًّا! ونبقى!
تسلط هذه الرواية الضوء على المعتقدات والخرافات القديمة البالية، تلك المعتقادات التي نحشي بها رؤوس الأطفال بدل أن نجيب عن اسألتهم الوجودية الفلسفية، والجدير بالذكر إن الرواية تروى على لسان طفل صغير غير مقتنع بتلك المعتقدات يحاول أن يحصل على أجوبة توضح له أساس هذه الخرافات.
رواية رائعة كتبت بأسلوب سلس وبسيط أنصح بقراءتها.
اقتباسات:
- الناس في حي الشيخ مجيب ليسوا من طبيعة واحدة، مثلما هي الحال في كل الدنيا. وإن أمرًا واحدًا قد يراه اثنان بشكل مختلف، بل أكثر من ذلك الأمر ذاته قد لا يراه الإنسان بنفس الشكل إذا نظر إليه بعد فترة، أو بظروف مختلفة.
- الشمس موجودة كل يوم، ولكن الناس لا يدركون هذا الوجود إدراكًا واعيًا ولا يفكرون فيه، وإن كانوا يحسّونه بخفاء، ويعتبرونه ضروريًا لكي تستمر الحياة.
- تبقى الأشياء التي نراها مقدسة ولها بركات خاصة!
- إذا أخلص الإنسان النية وكان طاهرًا .. لايخيب.
- إن القصص يابني من الخيال، يخترعها الإنسان لكي يقتل الوقت والملل!