نقرأ في هذا الكتاب حكاية مشوقة وقعت أحداثها في بغداد منتصف القرن الرابع الهجري في ساحة الجامع الكبير جلس الحكواتي يقص على الأولاد والبنات حكاية جميلة إنها قصة: حسن ولصوص الذهب، تبدأ الحكاية: كان ياما كان، كان فتى اسمه حسن يعيش مع والديه في حي من أحياء بغداد يقع في الكرخ يدعى باب الكوفة الفتى حسن في الرابعة عشرة من عمره عندما وقعت حوادث القصة، كان حسن يحب ان يقضي اوقاتا سعيدة مع الكتاب فهو يتخيل نفسه وكأنه السندباد ويسافر في البحار وينتقل من بلاد إلى بلاد يحمل البضائع والسلع والماس واللؤلؤ فيهب منه للفقراء ويدخل الفرحة والسرور على الأيتام والبائسين في يوم من الأيام وقف حسن ينظر من نافذة منزله إلى الطريق فإذا بعربة يجرها حصان وينزل منها شخصان أحدهما يحمل خنجرا يمسكان برزين صديق حسن ويخطفانه، رزين هو ابن يونس الصفار الذي يملك معملا في باب النحاسين في تلك الفترة ايضا يتمكن اللصوص من سرقة كمية كبيرة من الذهب من خزانة الوزير والبحث جاري للقبض عليهم عندما تكمل قراءة رواية اللصوص حتى النهاية سنعرف السر وراء خطف رزين وسرقة الذهب وإنكار والد رزين ان ابنه خُطف مغامرات شيقة يقوم بها حسن للكشف عن هؤلاء اللصوص، ممتعة وصاخبة سترافقنا حتى النهاية
الكاتب كمال السيد هو كاتب عراقي الجنسية مهاجر إلى إيران، هرب في شبابه من واقعه المرير باللجوء إلى الكتب وخاصة التاريخية منها مما ساعده في تكوين وعي تاريخي كبير عنده. له أكثر من 200 مؤلف تخاطب الإنسان عموما، وهي موجهة بالدرجة الأولى إلى الشباب كما أن الأطفال لهم نصيب من كتاباته. له سلسلة روايات تاريخية أهمها روايات أهل البيت بأسلوب روائي أدبي راق وجميل بعيد عن السرد التاريخي، كما أنه قام بترجمة عدد من الكتب الفارسية، له مؤلفات شعرية لكنه قلما يبرز الشاعر في داخله كما يقول عن نفسه.
عن الغربة - من مقابلة له على موقع الولاية المنفى ماذا يعني لك وهل تفكر بالعودة؟ انا اعد المنفى اشبه بالكهف بالنسبة لي وعندما عدت الى العراق شعرت بالغربة الحقيقية لأنني انتمي الى فترة مضت ولن تعود وقد قلت لبعض اصحابي اني اصبحت جزء من التاريخ وهذا الشعور ما يزال لدي حتى هذه اللحظة.
قصة رائعة للغاية وكأنها من قصص ألف ليلة وليلة في أجواء الطرق القديمة والخانات والحارات والأزقة أحببت كثيرا أجواء الصداقة بين أبطالها، حسن كان شجاعا حقا وأكثر ما احببت هو القصيدة الجميلة لمدح مولانا أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام..
ان تكتب قصة لليافعين (young adult) لا يعني أن تكتبها بأسلوب ساذج وسطحي. قصص اليافعين تعني تحدي أكبر وتحتاج لتقنيات عالية وأسلوب مشوق وفي الحد الادنى تحتاج احترام لعقل القارئ الذي وان كان صغيراً لديه ذكاء يعرف فيه الغث من السمين، و لديه صبر قليل على احتمال الخطاب غير المناسب.
فشل كامل على جميع المستويات ابتداءً من نوعية التجليد الرديء الذي سيعذبك وانت تحاول قراءة آخر كلمة من الصفحة اليمنى وأول كلمة من الصفحة اليسرى ! و وصولا إلى حبكة مكررة و مملة و معروفة النهاية و لها مثيلاتها في أفلام الكارتون وافلام المغامرات مكتوبة بلغة هذا الزمان و جرى إسقاطها على حقبة زمنية قديمة وهي القرن الرابع الهجري بدون أن يكلف المؤلف نفسه عناء مراعاة تكييف القصة من حيث اللغة و الاحداث.. لم يتبق سوى أن تستخدم الشخصيات الهاتف والحاسوب .. لأنهم يتكلمون بنفس اللغة التي يتكلم بها جيل القرن الخامس عشر الهجري و يفكرون و يعيشون كما نفعل الآن يذكرني بما يفعله بعض مخرجي المسلسلات العربية حين يدعون الممثلين يمثلون أدوارا تاريخية و هم يرتدون ساعاتهم في معاصمهم.
رغم أن كمال السيد هو أحد كتابي المفضلين إلا أن هذه الرواية هي استغفال للقراء و سقطة للكاتب.