أَبُو العَبَّاسِ تَقِيُّ الدِّينِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الحَلِيمِ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ النُّمَيْرِيُّ الحَرَّانِيُّ الدِّمَشْقيُّ (661- 728 هـ / 1263- 1328 م) المشهور بلقب شيخ الإسلام ابن تَيْمِيَّة. هو عالم مسلم؛ فقيه مجتهد ومحدِّث ومفسِّر، من كبار علماء أهل السنَّة والجماعة. وأحد أبرز العلماء المسلمين في النصف الثاني من القرن السابع والثلث الأول من القرن الثامن الهجري. نشأ ابن تيميَّة حنبلي المذهب فأخذ الفقه الحنبلي وأصوله عن أبيه وجدِّه، وصار من الأئمَّة المجتهدين في المذهب، يفتي في العديد من المسائل على خلاف معتمد الحنابلة لما يراه موافقًا للدليل من الكتاب والسنَّة ثم لآراء الصحابة وآثار السلف.
وُلد ابن تيميَّة سنة 661 هـ / 1263 م في مدينة حَرَّان لأسرة علمية، فأبوه الفقيه الحنبلي عبد الحليم ابن تيمية وأمُّه «سِتُّ النِّعَم بنت عبد الرحمن الحَرَّانية»، ونشأ نشأته الأولى في مدينة حَرَّان. ثم عند بلوغه سنَّ السابعة هاجرت أسرته إلى مدينة دمشق بسبب إغارة التتار على حران، وكان ذلك في سنة 667 هـ. وحين وصول الأسرة إلى هناك بدأ والده عبد الحليم ابن تيمية بالتدريس في الجامع الأموي وفي «دار الحديث السُّكَّرية». نشأ ابن تيمية في دمشق على طلب العلم، ويذكر المؤرِّخون أنه أخذ العلم من أزيدَ على مئتي شيخ في مختلِف العلوم، منها التفسير والحديث والفقه والعربية. وقد شرع في التأليف والتدريس في سنِّ السابعة عشرة. بعد وفاة والده سنة 682 هـ بمدَّة، أخذ مكانه في التدريس في «دار الحديث السُّكَّرية»، إضافة إلى درسِه في تفسير القرآن الكريم بالجامع الأموي، ودرَّس «بالمدرسة الحنبلية» في دمشق.
عودة لكتب البناء المنهجي ✌🏻 وها قد وصلنا إلى المرحلة الثالثة بعون الله وتوفيقه ❤
والحقيقة أن مواد البناء سواء في الجانب الشرعي أو الثقافي أمتع وأفيد من بعضها ❤ وتزداد متعة وحلاوة بالارتقاء في مراحلها 😌
وطبعاً لا ننسى أن بعض التجارب التي كنت متخوفة منها بدأت واجتزتها بفضل هذا البرنامج. والقراءة لشيخ الإسلام ابن تيمية كانت واحدة منها! والحمد لله ها قد بدأنا ولن نتوقف بإذن الله ❤
هلا حرِصت على أن تقرأ النُسخة المُحققة من الفاضل الكريم " محمد بن ابراهيم الحمد " ، لقد قدم شرحاً عظيماً مُفصلاً للوصية الصغرى لشيخ الإسلام ابن تيمية....رداً على سؤال أبي القاسم المغربي وهو طلب الإرشاد في الدنيا والآخرة... الوصية جامعة لخيري الدنيا والآخرة ...عظيمة الفائدة...ماتعة تأخذ بقلبك في طريق السير إلى الله ، فقلبك لن يميل ولن يحيد حتى تصل إلى الكلمة الأخيرة.... سأذكر بعض مما جاء في الوصية مما لا يمكن إغفاله ، لقد جاء على ذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل " اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخُلق حسن " ، لقد جعل الأمر بالتقوى وصية فهى امتثال الأوامر واجتناب المناهي ، فهى منبع لكل خصال الخير ، وأما أن السيئات تُمحى بالحسنات ويُحسن أن تكون من جنسها ، وسبحان الله إن كنت على طاعة وزللت بالوقوع في معصية ومن ثم أعقبتها بطاعة لتمحها ، فالسيئة تمحى وتوصل الطاعة بالطاعة كما لو كنت على طاعة دائمة...أي جمال هذا آسر للقلب..... لنا رب غفور رحيم...عفو كريم...زلل لنا الأسباب المُنجيات من مُهلكات الذنوب بالاستغفار ، التوبة ، الحسنات ، المصائب الدنيوية ، عذاب القبر ، دعاء المؤمنين واستغفارهم في الحياة وبعد الممات ، وما يهدى اليك بعد الموت من صدقات ، أهوال يوم القيامة ، شفاعة الشافعين ، وعفو أرحم الراحمين....ولقد جاء بسط لشرحهم تفصيلاً بديعاً.... قدمت محبة الله عز وجل...الانكسار والذل بين يديه ، الافتقار إليه ، صدق التوكل عليه ، تفويض وتسليم ، الطمأنينة به والاعتماد عليه ، الإنابة بالرجوع إليه مرة بعد مرة وأقبلت على الله بالخير ، قلبك موقناً بالتوحيد والإخلاص ، متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم....هنيئاً لك كمال العبودية وما أن تشتغل بمنزلة من منازلها حتى يرقيك الله لمنزلة سواها ، فتشتغل بالخير على الدوام وتتسلم للطاعات وتُسلم لك...هذه هى الحياة الطيبة...🤍 ومن أعظم الفوائد المذكورة معرفة مراتب الأعمال لئلا تشتغل بمفضولها عن فاضلها...، فالأفضل في كل وقت وحال إيثار مرضاة الله والاشتغال بواجب ذلك الوقت ومقتضاه... وخالق الناس بخُلق حسن ، احسن بينك وبين الله يحسن الله بينك وبينهم ويلقي محبتك في قلوبهم... ولذكر الله اكبر...فلا يفتر لسانك ولا قلبك عن ذكر الله في كل حال وفى كل مكان ، وماذا لو علمت أن الأمكنة شواهد لك يوم تلقى ربك.... واصفح الصفح الجميل ، وقابل الإساءة بالإحسان ، وأمُر بكل ما هو طيب جميل وقل سلاماً وأعرض عن الجاهلين.... وجاء بعد ذلك على تفصيل نوعا الهداية أولها هداية الدلالة والإرشاد وتلك بدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم للإيمان بالله واحد لا شريك له ، وهداية التوفيق والقبول وتلك بيد الله وحده ، من يهديه الله فلا مُضل له ، ومن يخذله لا مُوفق له.... أحببت كل الأدلة والشواهد من الأحاديث النبوية والآيات البينات ، والآثار وأقوال السلف الصالح.... رحِم الله شيخ الإسلام ابن تيمية لقد أتاه الله علماً وهدي ونوراً....والشكر الجزيل موصول لجهد المحقق الرائع العظيم.. نسأل ربنا ألا يزغ قلوبنا بعد إذ هدانا ويوفقنا لطاعته على الوجه الذي يرضيه عنا ويعصمنا من المعاصي ويرزقنا هداية دلالة ورشاداً وهداية توفيقاً وقبولاً....آمييين الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمي الكريم وعلى آله وصحبه ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين...آمييين 🤍
وصية صغيرة عظيمة كتبها ابن تيمية ردًا على سؤال أبي القاسم المغربي . ابتدأها شيخ الإسلام بوصية المصطفى صلى الله عليه و سلم لمعاذٍ بن جبل رضي الله عنه : " يا معاذ! اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن" وفصّل بعدها بذكر حق الله تعالى و هو التقوى ثم ذكر المكفرات للسيئات و أهمية العناية بها و بعد ذلك ذكر حق الناس وهو الخلق الحسن. وفي تتمة الوصية ذكر شيئًا عن أفضل الأعمال بعد الفرائض و عن العلم والكتب.
شرح نفيس لحديث "اتقِ الله حيثما كنت" بتعليقات دقيقة لشيخ الإسلام رحمه الله وجزاه عنا خيرًا. سمعت لها شرح الأستاذ محمد خيري وهو شرح مهذب حسن يمس القلب أنصح به. وشرح حسن أيضًا للشيخ حسين عبدالرازق، بارك الله في كل معلمي الناس الخير.
هذه الوصية هي جوابٌ من شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله -وجزاه عنّا خير الجزاء- لسؤال أبي القاسم المَغْربيِّ، وقد أرسل بسؤاله له حول عدة أمور وهي: 🔹ما فيه صلاح دينه ودنياه. 🔹كتابٌ يعتمد عليه لتعلم الحديث، وكذلك بقية العلوم الشرعية. 🔹وأن يبين له أرجح المكاسب. وكل هذا باختصار! فكان له ذلك في ورقات يسيرة، ولكن تخيلوا القصاصة المكتوبة بقلم ابن تيمية رحمه الله! أتخلوا من فائدة؟! فكيف بالورقات! سبحان من وهبه وهذا دأبي مع كل مراجعة لكتبه أُسبح الله في ثناياها إعجابًا وإجلالًا لهذا الشيخ الذي ما رأى أحسن من نفسه! رحمه الله ورضي عنه
وإني لأنصح بقراءتها بتطريز الشيخ صالح العصيمي وفقه الله، ففي تعليقاته فوائد جليلة، فكان يُفسر ما غمُض من المفردات، ويُقرب معاني العبارات، ويبسط فيما يستحق البسط من إيضاح وربط مع جواب شيخ الإسلام وحالنا اليوم.
. . عنوان الكتاب : الوصية الصغرى اسم المؤلف : شيخ الإسلام ابن تيمية عدد الصفحات : 64 صادر عن : مكتبة دار الحميضي - دار الكتاب والسنة
خلاصة فكرة الكتاب :
الكتاب هو عبارة عن مجموعة منتقاة من مجموع فتاوي شيخ الإسلام ابن تيمة وتحديدا من المجلد العاشر . وارتكزت هذه الوصية على ركنين أساسيين هما : تقوى الله وحسن الخلق . وبهما استطرد الكاتب لعدة تفرعات كذكره لبعض صفات المتقين ، وأفضل الأعمال بعد الفرائض وغيرهما .
أهم ما أضاف لك الكتاب ( ماذا بعد القراءة ) ؟ هي الوصية التي جاءت في أبيات ( محمد بن أي علي الأصبهاني.) وقال فيها :
أول كتيب أقرؤه لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى- ضمن كتب القسم الثقافي في برنامجنا الماتع الفريد "البناء المنهجي2" وفي مجلس أمتع وألطف تدارسنا هذه الوصية القيمة رفقة شيخنا حسين عبدالرازق حفظه الله تعالى وفتح عليه فتوح العارفين معاني عظيييمة تطرقت إليها الوصية بإجمال (وهذا طبع الوصية أن تكون مختصرة مجملة) أحسن أبو القاسم المغربي -السائل- صياغة السؤال وتركيبته بحيث ركز على القضايا الأهم في الحياة (طلب العلم/العبادة/الكسب/خيري الدنيا والاخرة)
أكثر ما أثار شجوني حديث ابن تيمية عن العلم واعتباره نورا يقذف في جوف العبد وسبل توفيق الله له فيه كما أحببت مسألة ذكر الله التي تطرق إليها وعدم حصره إياه في اللسان فقط..
وأجمل مافي ابن تيمية أنه يرجع كل شيء ألى أصوله الحيوية (القران والسنة) ويجعلها منطلقه الأساس رحم الله الجميع وغفر لنا ولهم يارب.
هذه الرسالة هي إجابة على سؤال "أبى القاسم المغربي" لابن تيمية بأن : ▪︎ يوصيه بما يكون فيه صلاح دينه ودنياه . ▪︎ويذكر له أفضل الأعمال الصالحة بعد الواجبات . ▪︎ويبين له أرجح المكاسب . ▪︎ويرشده إلى كتاب يكون عليه اعتماده في علم الحديث وغيره من العلوم الشرعية .
و كان رد ابن تيمية رحمه الله كالتالى :
♡ الوصية : لا أعلم وصية أنفع من وصية الله ورسوله لمن عقلها واتبعها وهى : ▪︎الوصية القرآنية : تقوى الله . فى قوله تعالى ( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّه ) ، فتقوى الله تجمع فعل كل ما أمر الله به إيجاباُ واستحباباً، وما نهى عنه تحريماُ و تنزيهاً . ▪︎الوصية النبوية : حسن الخلق مع الناس . لقوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضى الله عنه : يا معاذ ( اتق الله حيثما كنت ،واتبع السيئة الحسنة تمحها ،وخالق الناس بخلق حسن) و هى بمثابة تفسير للوصية القرآنية .
♡ أفضل الأعمال بعد الفرائض : تختلف باختلاف الناس فيما يقدرون عليه وما يناسب أوقاتهم ، لكن ما أجمع عليه العلماء أن ملازمة ذكر الله دائماً هو أفضل ما شَغل العبد به نفسه ،و دل على ذلك الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضى الله عنه - حين ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبق الُمَفَّردُونَ ؟ قالوا : يا رسول الله : و مَن الُمَفَّردُونَ ؟ قال الذاكرون الله كثيراً و الذاكرات )
♡ أرجح المكاسب : التوكل على الله والثقة بكفايته وحسن الظن به .
♡ما يعتمد عليه من الكتب فى العلوم : فهذا باب واسع يختلف باختلاف نَشْءِ الإنسان في البلاد - فقد يتيسر له في بعض البلاد من العلم ما لا يتيسر له في بلد آخر - ولكن جماع الخير أن يستعين بالله في تلقي العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وفهم مقاصده في أمره ونهيه وسائر كلامه ،وذكر أن من أنفع الكتب صحيح البخاري ولكن لا يكتفى به إذ لا بد من معرفة أحاديث أُخر .
الكتاب موجز للغاية سلس الأسلوب مزود بالآيات والأحاديث وشرحها والتوسع فيما يتصل بها، أحببت مقدمة المؤلف وتعريفه لشيخ الإسلام وتعليقاته على الوصية، أحببت ما لمسته من كلمات الشيخ الإمام من تواضع وحب للنفع وفقه وإيجاز وسعة فهم واستمساك بالسنة وتبصر بأحوال الناس في مجتمعه
هو كتابٌ سهلُ العبارة، عظيم المعنى، يأخذ بمجامع قلبك، ويُرشدهُ إلى الوصيّة العظمى: "اتّقِ اللّه حيثما كنت" 🤍
جاء هذا الكتابُ الصّغير جوابًا لسؤالِ أبي القاسم المغربي لشيخِ الإسلام ابن تيمية، أن يبيّن لهُ ما يكون سببًا في صلاحِ دينهِ ودُنياه، وكيف يرتقي إلى رُتبة يرتضيها ويحبّها اللّه.
فبدأ شيخ الإسلام وصيّته بـ "تقوى اللّه"، فشرح وفصّل في معانيها العميقة، وأشار أيضًا إلى معانٍ عظيمة في ما يتعلّق بحُسنِ الخلق، وذِكر اللّه تعالى، وما يترتّب على ذلك من حسناتٍ مُضاعفة تطهّر قلب المؤمن من دنسِ الرّذائل ونكتاب القلب، كما وتطرّق إلى أفضل الأعمال بعد الفرائض، وأرجح المكاسب، وغيرُ ذلك من المواضيع المركزيّة والمُهمّة جدًا!
الكتاب عبارة عن وصيّة دافئة وبوصلة ترشدك للطّريق الصّحيح، تستحقّ القراءة كلّ فترة! ✨
وصية نافعة لشيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله تعالي عليه_ وكان فيها مقدمة يسيرة من المحقق، سرد فيها لمحات من حياة شيخ الإسلام فكانت لها وقع ذا أثر عليَّ فرحم الله الشيخ ونفعنا بعلمه.
كانت مرتكز الوصية على أساسين : تقوى الله و حسن الخلق
شرح و أفاض فيهم الشيخ وعرج على بعض المواضيع المهمة أثناء سيره كـصفات المتقين و شبه هذه الأمة باليهود والنصارى وغيرهم ..
كيف لنصف ساعة فقط وكتيب لم تتجاوز صفحاته المائة أن تهز كيان الإنسان بهذا الشكل! .. أحاديث منتقاه كأننا نقرأها للمرة الأولى.. اللهم ارزقنا حسن العلم وصدق العمل وتقبل منا واعفُ عنا :)
الوصيةُ الصُغرى لشيخِ الإسلام ابنُ تيمية رحمهُ الله من أنفعِ رسائله وأجودِ مُصنافتهِ، وجاءت جواباً لسؤالِ أبي القاسم المَغربي أن يُبيَّنَ لهُ شيخُ الإسلام ما يكونُ سبباً في صلاحِ دينهِ ودُنياه ، وكيفَ يرتقي إلى رُتبةً يرتضيهاَويُحبها الله لهُ. وأولُ ما أوصىَ بهِ شيخُ الإسلام هي تقوى الله، وتقوىَ الله هي وصيةُ الله لخلقهِ ووصيةُ النبي ﷺ لأمتهِ، ومن ثُمَّ شرحَ رحمهُ الله جوامعُ معنى التقوى التي يسعى الإنسانُ إلى تحقيقهاَ والتثبتَ بها والتمسكَ بعروتها الوثقى . وأشارَ شيخُ الإسلامِ إلى معانٍ عظيمةَ وآثارٍ بهيَّة بما يتعلقُ بذكرِ الله سُبحانهُ وما يترتبُ عليهاَ من حَسناتٍ مُضاعفة تطهّرُ المُسلم من دنسِ الرذائل ونكتاتِ القلب. كما قد بيَّن فقه المُفاضلة بينَ الطاعات والعبادات وألحقها بما يتوجبُ على المُسلم أن يُبادر إليه وُيسرع نحوه إذا أصابهُ من الذنوبٍ شيء. ويظهرُ في هذاِ الوصية الجامعةِ المُحكمة عناية الشيخ بفقهِ الواقع، وإدراكهُ ما يستلزمُ هذا الواقع من ثباتٍ وعزيمةٍ وصبر. فتجد حرصهُ الشديد على مكارمِ الأخلاق وحذَّر من صفاتِ أهلِ النار وأعمالهم واستصحب ذكرُ أهلِ الجنة وأعمالهم، كما قد أنار المسالك إلى مصادرِ الخير وأصلهِ ومجراهُ الذي لا ينضب ولا ينشف. تشتمتلُ هذهِ الوصية على توضيح وترجيح أفضل المكاسب الذي يتوجبُ على المُسلم أن يعتدَّ بها فمن خلالها يستمدُ القوة اللازمة ليستعينَ بها على دُنياهُ وآخرتهِ، كما أشارَ إلى دراية طلب العلم وفقهِ العلم الذي يستلزمُ ويقتضي على طالبُ العلم الاعتناء به والكُتب التي يستوجب على الطالب العنايةُ بها والاهتمامُ بها ومدراستها. تفصيلهُ رحمهُ الله لسؤالِ أبي القاسم والحرص على إجابةِ كل مايحملهُ السؤال من جزئيات فجاء الجوابُ سابغاً مُسهباً مُفصل، ومُختصراً في بيانٍ يشتملُ معانٍ بليغةٍ وعظيمة يُهتدى بها إلى كُل نفعٍ وجود. وتكونُ باعثة على إصلاح النفس وحافز لدفعها إلى رضوانِ الله . وصونها وحفظها من أن تُلقى في مراتعِ الهلكةِ والبوار.
تم بحمد الله وتوفيقه .. وصية لا غنى عنها أبدًا لكل مسلم ، كل خطوة أسير بها نحو العلم أكثر يتوضح لي حقيقة كون كلام الله وكلام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هو الدرع المتين الحامي ولا سبيل لخوض هذه الغمار دون الاستزادة منه دومًا ومن النظر في كتب العلماء المهتدين بهذا الوحي الإلهي ..
عن أبي ذر جندب بن جنادة وأبي عبد الرحمن معاذ بن جبل -رضي الله عنهما- عن رسول الله ﷺ قال: ( يا معاذ! اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن)
- وصية ابن تيمية تركزت على عمودين : + تقوى الله "يا معاذ! اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن"" + حسن الخلق " خالط الناس بخلق حسن
- زوال الذنوب يكون ب : + التوبة + الاستغفار + الأعمال الصالحة المكفرة : مقدرة : هدي وعتق وصدقة وصيام ، مطلقة : الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- أهم الأخلاق الحسنة : + صلة من قطعه والدعاء والزيارة + العفو عمن ظلمك + المبادرة للامتثال لما أمر به الله بطيب نفس والتنزه عما حرم ونهى.
قيل يا رسول الله ما أكثر ما يدخل الناس الجنة قال : تقوى الله وحسن الخلق . قيل وما أكثر ما يدخل الناس جهنم قال : الأجوفان الفم والفرج.
- أفضل الأعمال بعد الفرائض : + ملازمة ذكر الله . + العلم والكتب النافعة .
كلمات يسيرات لا غنى لطالب العلم عنها، ولا تزيد المؤمن إلا نفعاً، جامعةٌ لأمري الدنيا والآخرة، مرشدة لأصوب الأعمال وأجلها، لا تحيد عن هدي النبي وسنته، بل تشرح وصيته وتجمِل شيئاً من أمره و نهيه، فطوبى لمن وعيها وعمل بها.
وهي كلمات إذ يقع الكتاب في 64 صفحة، وتقع الوصية فيما يقل عن 40 صفحة وتزاحمها الهوامش، إلا أنها على إيجازها وإن لخصتها قلتَ (تقوى الله وحسن الخلق) إلا أنها غنيّة بالنفع لمن تأمل واتعظ.
الحمد لله. قرأته بتعليقات الشيخ صالح العصيمي -حفظه الله-، بعنوان (تطريز الوصية الصغرى)، وأنصح به.
فوائدُ مـن كتاب الوصيّة الصُّغرىٰ. لشيخ الإسلامِ أحمد بن عبد الحليم بن تيمية -رحمه الله-.
«..فالكيّسُ هو الذي لا يزال يأتي من الحسناتِ بما يمحو السيّئات.»
«ينبغي أن تكون الحسنات من جنس السيئات، َفإنه أبلغ في المحو.»
«وجِمَاعُ الخُلُقِ الحسنِ مع الناسِ أن تصل من قطعكَ؛ بالسلام والإكرام، والدعاء له والاستغفار، والثناء عليهِ والزيارة له، وتعطي من حرمكَ من التعليمِ والمنفعةِ والمالِ، وتعفو عمّن ظلمكَ في دمٍ أو مالٍ أو عِرضٍ، وبعض هذا واجب، وبعضه مستحبٌّ.»
«مما هو كالإجماعِ بينَ العلماءِ بالله وأمرهِ: أن ملازمةَ ذكرِ اللهِ دائـماً هو أفضلُ ما شغلَ العبدُ به نفسهُ في الجملةِ.»
«وقد أوعبَتِ الأمّةُ في كلّ فنٍّ من فنونِ العلمِ إيعاباً، فمن نوَّرَ الله قلبهُ هداهُ بما يبلّغهُ من ذلك، ومن أعماهُ لم تزِدهُ كثرةُ الكتبِ إلا حيرَةً وضلالاً.»
وصية وجيزة جامعة، أجاب فيها - رحمه ﷲ - على سائل سأله، أن يوصيه بما فيه صلاح دينه ودنياه، وأن يرشده إلى كتاب يكون عليه اعتماده في علم الحديث، وغيره من العلوم الشرعية، وأن ينبهه على أفضل الأعمال بعد الواجبات، وأن يبين له أرجح المكاسب، كل ذلك باختصارٍ كما طلب.
وقد بين - رحمه ﷲ تعالى - كل ذلك له، مع زيادةفي إرشاده لما ينفعه.
وصية نافعة جامعة قائمة على ركنين أساسيين وهما تقوى الله وحسن الخلق فبدأ الكاتب رحمه الله وصيته بذكر ماعلى العبد من حقوق فقال: للعبد حقان، حق الله وحق العباد، فحق الله في التقوى وحق العباد في حسن الخلق ، وذكر بعض الحقوق في العلم والكتب والأعمال الفاضلة بعد الفرائض
تذكرك هذه الوصية: أن غاية وماينتهي إليه مرادك هو طلب رضا الله على نور وعلم وبصيرة واتباع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وتلقي العلم الموروث عنه، فالسعي المحموم في الحياة لغير هذين الهدفين لن تنال منهما سوى الكد والتعب ومن جعل الدنيا نصب عينيه لن تأتيته، ومن زهد فيها أتته راغمة..
هذا النوع من الكتب رغم سهولة المحتوى إلا أن عمل المحقق فيه يعطيه مجال أكبر في توسيع المعاني المتضمنة في حديث المؤلف، ولو أنها مزعجة قليلا لأنك بين كل جملة وأخرى تضطر لقطع قراءتك لتنظر في الحاشية وترى التعقيب لكن الفائدة عظيمة.
يحدثنا شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا الكتاب عن أعظم وصية وصى الله بها عباده: تقوى الله. ويفصل الوصية انطلاقا مما على العبد من حقوق فيقول على العبد حقان: حق الله وحق العباد فأما حق الله فيؤديه بتقوى الله ما استطاع, وإتباع السيئة الحسنة. والله غفور رحيم يقبل من عبده التوبة ما أخلص واستغفر وتاب, بل وقد يغفر له دون توبة إن هو استغفر. ثم عليه بما يكفر به الله الخطايا وذلك يشمل كل ما أمر به سبحانه من أعمال وأخلاق وصفات. كما أن أمر المؤمن كله خير فحتى الشوكة يشاكها يكفر الله بها من خطاياه. وأما حق العباد فرأسه الخلق الحسن ثم تحدث رحمه الله في خضم جوابه عن أفضل الأعمال بعد الفرائض فذكر ذكر الله باعتباره أفضل ما يشغل به العبد نفسه,وذلك يشمل الأذكار المؤقتة والمقيدة والمطلقة وكذا ما يقرب إلى الله من طلب للعلم وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر. وفي نهاية الكتاب ذكر لجماع الخير: تلقي العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو أنفع العلم.
وصية نافعة جامعة كما هو المعتاد من شيخ الإسلام -رحمه الله-. وقد كان لكل حرف فيها صداه في النفس إلا أن هذه المقولة كان صداها في نفسي هو الأكثرُ دوياً: "وقد أوعبت الأمة في كل فن من فنون العلم إيعاباً، فمن نوَّر الله قلبه هداه بما يبلغه من ذلك، ومن أعماه لم تزده كثرة الكتب إلا حيرةً وضلالاً".
فاللهم أرِنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ولا تجعله ملتبساً علينا فنضِل، واجعلنا للمتقين إماماً. 🌸