Abu Ali al-Hassan al-Yusi الحسن بن مسعود اليوسي عاصر فترة حاسمة من تاريخ المغرب، تميزت بانتشار الفوضى، وسيطرة الوهن والضعف على الدولة. وقد أعطى اليوسي فكراً تركيباً وقريحة وذكاء جعله ينفذ إلى عمق ما يدرس ويستوعبه استيعاب الفاحص الناقد المتمكن، وخلف عدداً كبيراً من الكتب والمؤلفات والرسائل.
في مجلدين بتحقيق حفيده. وهو في أربعة أقسام: ١- ذكر شيوخه ٢- ذكر أهل التصوف الذين أخذ عنهم. ٣- تفسير مواضع من كتاب الله. ٤- ملتقطات وفوائد من كتبه، كان يريد جمعها ولم يوجد هذا الجمع؛ فقام بذلك المحقق والتقطها من كتبه؛ تحقيقًا لغاية ومراد اليوسي.
الكتاب مليء بالفوائد والنكات، وعلق في ذهني ما قاله عند انتهاء سرده لأبرز شيوخه وما قرأ عليهم؛ إذ لما انتهى من سردهم تعجبت أن يكون هذا العالم العلّامة قليل قراءة الكتب على العلماء، وكثيرًا ما شرع في درسه ولم يتمّ الكتاب؛ فإذا به يجيبني فيقول ما نصه: (واعلم أن قراءتي كانت كلها أو جلها فتحًا ربانيًا؛ فكنت رُزِقتُ ولله الحمد والمنة والفضل والطول: قريحةً وقّادة، وعزمةً ماضية، وفطنة ذكية؛ فكنت بأدنى سماع وأدنى أخذ؛ ينفعني الله تعالى. فقد أسمع بعض الكتاب فيُفتَحُ عليّ في جميعه فتحًا ظاهرًا، أو أبلغ فيه بحمد الله ما لم يبلغه من سمعته منه، ورُبَّ كتاب لم أسمعه أصلًا! غير أن سماع البعض في كل فنٍّ صار بذرًا للفتح، وتتميمًا لحكمة الله في سنة الأخذ عن المشايخ في العلوم الرسمية. ومما ذكرنا ما ترى مِن قلَّة سماع الكتب والفنون؛ فلا يستوحش مَن رأى ذلك ويظنّ أن الربح يكون أبدًا على قدر رأس المال، كلَّا؛ فقد يبلغ الدرهم ألف مثقال (وما ذلك على الله بعزيز). ا.هـ
فتأمل وتعجّب وادعُ الله رزق العلم ونوله وفيض الخير والبركات فإنه قادر ومَن أعطى: يُعطِي! فاللهم أكرم..