نعم إنها رحلة شبقية في تخوم برزخ النصوص التي تحرض النفس على جنون الشهوة, وعنف النكاح, باعتباره محركا لاستمرار الوجود, لأن المرأة زهرة الحياة ووعاء للطبيعة يتم إنزال المني فيه, ويقوم بابتلاعه ومصه كما يمص الطفل نهم أمه, من أجل ولادة لحياة أخرى, ممتلة بضجيج وصخب النكاح النكاح إذن تجربة وجودية تنقل الذات إلى ما بعد الذات لتتجاوز كل الحدود وتنصهر في لهيب اللا متناهي حين يتحد بالمطلق الذي يريد استمالة الأبدية من خلال الحفاظ على الوجود الإنساني من الاندثار. إنها تجربة تفوق في عمقها تجربة الحكمة والفقه والطب والتصوف, ذلك أن سحرها يكمن في غموضها, وعدم كشف سر أسرارها, بل وقدرتها على التعجيل بموت الإنسان من شدة ولعه وشغفه بالنكاح لأن المرأة التي تستمد فتنتها وجمالها من سوق الجنة وتمنح لذة النكاح وتفجر عنف الشهوة, وتهدئ اضطراب الشبق. هي برزخ يقع بين الجنة والأرض, بين المتعة والألم, بين الحيرة والاطمئنان, بين الحياة والموت, ويصبح المشتاق إلى هذه الفاكهة (في صورة المفلس الذي يرى أطايب الملذوذات ويدخل سوق النعيم والشهوات ومآله درهم يصل به إلى نيل شهوة من شهواته) كما يقول الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي