يتحدث الكتاب عن شخصية الشاعر الهجّاء المعتدّ بنفسه بشكل مفصل مناقشا ظروف العصر المحيطة بولادته و التي كان لها الأثر الكبير في بناء شخصيته المتعاليه رغم كونه كما تصفه كتب التاريخ ( أعمى - ذميم الوجه - ولد لأبوين من الموالي ) و التي هي طبقة اجتماعية كان لها دورها في الخصومات السياسية في تلك الفترة ، كما يتحدث المؤلف أيضا عن ظروف عصره الفكرية و نشأته في البصرة و مارافق ذلك من سعة الافق و الحرية الفكرية و نشأة علم الكلام بالإضافة الى نشأته مع خُلَّص العرب من بني عقيل مما جعل شعره يتَّسِم بصفاء اللغة حتى أنه كان يقول عن نفسه ( من أين يأتيني الخطأ ؟ و قد نشأت بين ثمانين شيخا من فصحاء بني عقيل مافيهم أحد يعرف كلمة من الخطأ ؟ ) يسهب المؤلف في كثير من مناحي حياة الشاعر المعقدة التي خلقت هذا الشاعر المختلف غزير الشعر و الذي رغم شخصيته الغريبة و التي برزت مبكرا ( فقد كان ينشد شعر الهجاء مذ كان عمره عشرة أعوام و كان الناس يشكونه لوالده فيضربه ضربا شديدا ) كان رغم شخصيته الغريبة شاعرا جزلا غزير الشعر وُصِف أنه من المخضرمين و كان يقول الجاحظ عنه أنه كان شاعرا ناثرا و خطيبا يتحدث المؤلف أيضا عن أهم ألوان الشعر التي أنشدها بشار رابطا إياها بحياته و الظروف السياسية و الفكرية التي عايشها فقد كان بشار شاعر الهجاء و التشبيب و شاعر البلاط و شاعر الرثاء في آن واحد ثم يختم الكتاب بمختارات عديدة و مميزة من شعر بشار
استمتعت بالكتاب جدا و كذلك بالأداء الصوتي المتقن الصعوبة التي واجهتها في هذا الكتاب تتعلق بعدم قدرتي على محاولة بناء صورة واضحة عما قرأته لكونه كتابا صوتيا و بالتالي عدم وجود نظرة عامة أستطيع العودة إليها و ترتيب كل الأفكار أظن أن الكتاب كان يضم ثلاثة فصول و هي ( عصر بشار بن برد - بشار في عصره " يناقش ظروف ولادته و نشأته" -آثاره ) منهج الكتاب مميز جدا و قد أعاود الاستماع إلى كتاب آخر من هذه السلسلة