Jump to ratings and reviews
Rate this book

نحو القلوب الصغيرة والكبيرة

Rate this book
الحمد لله الذي أودع الحكمة أهلها، وعلم آدم الأسماء كلها، وأوقفه على المقصود من دائرة الوجود، فحل شكلها، فبين لبنيه حروفها، ووسم اسمها، ورسم فعلها، فمنهم من شمر لوابل القسمة وما رضي بطلها، ومنهم من رضي بالعزيمة فلما عقد عقد العزيمة حلها، فزمرة أقبلت على إصلاح الشأن ليظهر فضلها، وزمرة تجاوزت إلى جنات الجنان، ذوات أغصان العصيان، من شجرة الطغيان، فقطعت أصلها، ثم نحت نحو من أعلها، لعلها، تظفر بشفائها ولعلها، ويخاطبها شفاها ومن لها. أحمده على نعمه كلها، وجوده على دلها، فأهدت إلي وبلها، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أستظل ظلها، يوم لا ظل إلا ظلها، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي أرسله إلى جنود الطغيان ففلها، وإلى ليوث الأوثان فأذلها، صلى الله تعالى عل

707 pages, Unknown Binding

First published January 1, 2008

3 people are currently reading
78 people want to read

About the author

توفي أبوه و هو طفل صغير و بقي في كنف أمه إلى أن تعلم الأدب، و العربية، ثم رحل بعد ذلك من "إستوا" القرية التي ولد بها، إلى نيسابور قاصدا تعلم ما يكفيه من طرق الحساب لحماية أهل قريته من ظلم عمال الخراج. فكانت هذه الرحلة تعبر في جوهرها عن أهم حلقات الآثار النفسية التي ترسبت في شخصية القشيري (ت465هـ)، و التي اتضحت فيما بعد في مواقفه أمام السلطة الزمنية.
و أثناء هذه الرحلة حضر حلقة الإمام الصوفي الشهير بأبي علي الدقاق (ت406هـ) و كان لسان عصره في التصوف، و علوم الشريعة، فقبل القشيري (ت465هـ) في حلقته
بشرط أن يكتسب الشريعة، و يتقن علومها. و هذا ما يفسر دعوة القشيري في مشروعه الإصلاحي إلى الملازمة بين علوم الشريعة و التصوف. و قد قبل هذا الشرط و عكف على دراسة الفقه عند أئمته. و لما انتهى منه حضر عند الإمام أبي بكر بن فورك (ت406هـ) ليتعلم الأصول. فبرع في الفقه و الأصول معا، وصار من أحسن تلاميذته ضبطا، وسلوكا. " وبعد وفاة أبي بكر اختلف إلى الأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني [ ت418هـ ">، و قعد يسمع جميع دروسه [ وبعد أيام "> قال له الأستاذ : هذا العلم لا يحصل بالسماع، فأعاد عليه ما سمعه منه، فقال له : لست تحتاج إلى دروسي بل يكفيك أن تطالع مصنفاتي، و تنظر في طريقتي و إن أشكل عليك شيء طالعتني به : ففعل ذلك و جمع بين طريقته وطريقة ابن فورك (ت406هـ)، ثم نظر في كتب القاضي أبي بكر بن الطيب (الباقلاني)(4) "
و بذلك صار القشيري بارعا في الفقه، و الأصول مما دفع بالجويني إمام الحرمين (419/478هـ) أن يصاحبه، و يحج معه رفقة أبي بكر البيهقي(5). و لم يقتصر القشيري على الفقه و الأصول، بل كان متحققا في علم الكلام "و مفسرا، متفننا نحويا و لغويا، أديبا كاتبا شاعرا، شجاعا بطلا، له في الفروسية و استعمال السلاح الآثار الجميلة(6)".
و هكذا حقق الإمام القشيري (ت465هـ) ما طلبه منه أستاذه "الدقاق" (ت 406هـ) في تحصيل علوم الشريعة. كل ذلك و هو يحضر حلقات أستاذه "الدقاق" في التصوف و المباحث النفسانية إلى لأن رأى فيه قبسا من النبوغ، و العطاء فزوجه كريمته و مات أبو علي الدقاق(ت 406هـ) و هو في غاية الاطمئنان على محاضرات التصوف بين يدي تلميذه الذي
" أجمع أهل عصره على أنه سيد زمانه، وقدوة وقته، و بركة المسلمين في ذلك العصر " (7). و عندما نال القشيري (ت 465هـ) هذه الشهادة أصبح أستاذ خراسان بدون منازع، فصنف العديد من الكتب و الرسائل غير أن مصادر التاريخ تذكر أن أغلب مصنفاته فقدت، و نذكر فيما يلي أهم مؤلفاته رحمه الله :
1- الرسالة القشيرية في التصوف.
2- لطائف الإشارات، تفسير للقرآن الكريم في ست مجلدات.
3- كتاب القلوب الصغير، و الكبير.
4- شكاية أحكام السماع.
5- شكاية أهل السنة.
6- ناسخ الحدي

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
4 (40%)
4 stars
4 (40%)
3 stars
2 (20%)
2 stars
0 (0%)
1 star
0 (0%)
No one has reviewed this book yet.

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.